قالت صحيفة لاكروا إن المتطوعين في "غرف الطوارئ"، شكلوا منذ اندلاع الحرب في السودان، شبكة دعم مدني واسعة ساعدت في إنقاذ آلاف الأرواح، رغم استمرار المعارك وتضييق السلطات العسكرية.

وأوضحت الصحيفة الفرنسية -في تقرير بقلم مبعوثتها الخاصة إلى الخرطوم أوغستين باسيي- أن مبادرات هذه الغرف انطلقت خلال الثورة السودانية ثم توسعت مع تصاعد الحرب، لتشمل توزيع الوجبات والأدوية وتنظيم حملات تبرع بالدم ورعاية الأطفال المنقطعين عن الدراسة.

وذكرت مراسلة الصحيفة بأن مطابخ التكايا التي يديرها المتطوعون ما زالت تقدم يوميا مئات الوجبات في الخرطوم، يقول المتطوع البخاري السايق (الأسماء تم تغييرها) "نعد 350 وجبة يوميا ونعمل 20 يوما في الشهر".

مأساة إنسانية في السودان تكشف ضعف منظمات حقوق الإنسان (الجزيرة)

وتبذل غرف الطوارئ هذه، وهي شبكات من المتطوعين نشأت عبر مجموعات النقاش الإلكترونية، ما في وسعها لمواصلة نشاطها رغم انخفاض التمويل، وتوجيهه نحو المناطق التي ما زالت تشهد مواجهات عسكرية، كما تقول المراسلة.

وفي ظل الهدوء النسبي في العاصمة، يواصل المتطوعون العمل، لكنهم يواجهون الشك والرقابة من قبل الجيش السوداني، لأن كثيرا منهم ينتمي إلى لجان المقاومة التي لعبت دورا أساسيا في إسقاط الرئيس السابق عمر البشير وفي الاحتجاجات على انقلاب 2021.

ويتحدث المتطوعون -كما تقول المراسلة- عن اعتقالات متزايدة لبعض أعضاء هذه الشبكات، بينهم ناشطون في بورتسودان والخرطوم، مثل برير التوم، عضو غرفة الطوارئ في بورتسودان، المحتجز منذ نهاية أغسطس/آب.

يقول مومن أحمد بسخرية، ولكن بعيدا عن آذان ممثل المركز الإعلامي العسكري الذي يحضر جميع مقابلاتنا -كما تقول المراسلة- "اعتقلت أكثر من 20 مرة من كلا الطرفين".

وفي مستشفى النو، أحد آخر المستشفيات العاملة خلال الحرب، تحمل متطوعون شباب مسؤوليات طبية تفوق أعمارهم بعد تدريب سريع لسد نقص الطواقم -حسب المراسلة- إلا أن الإدارة الحكومية تقيد أنشطتهم وترفض تسجيلهم كمنظمة بسبب ارتباطهم بالثورة رغم جهودهم هذه.

إعلان

وقد قام متطوعون آخرون -حسب المراسلة- بتحويل عملهم من الإغاثة الغذائية إلى التعليم المجتمعي، مثلما حدث في أم درمان حيث أنشأت ناشطات مراكز بديلة لاستقبال الأطفال المحرومين من المدرسة، ونجحن في إعادة جزء من الحياة اليومية للأطفال وتقليل أثر الحرب على سلوكهم، رغم الخوف والصدمات.

ورغم القمع ونقص الموارد، تظل غرف تدخل الطوارئ رمزا للتنظيم المدني السوداني، وقد لقيت اعترافا عالميا بترشيحها مرتين لجائزة نوبل للسلام وحصولها على جوائز دولية لحقوق الإنسان.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات

إقرأ أيضاً:

حمدوك يدعو الجيش لقبول الهدنة ويحذر من انهيار الدولة

دعا عبد الله حمدوك رئيس تحالف قوى الثورة "صمود"، يوم الثلاثاء، القوات المسلحة السودانية إلى قبول وقف إطلاق نار فوري وغير مشروط، محذرا من أن استمرار الحرب التي تدخل عامها الثالث يهدد بانهيار كامل للدولة، وتحول السودان إلى بؤرة للجماعات الإرهابية.

وفي خطاب مصور وجهه إلى الشعب السوداني، قال حمدوك إن "آلة الحرب تحصد أرواح السودانيين بلا رحمة"، مضيفا أن "ملايين من أبناء شعبنا الكريم يعيشون معاناة تفوق الوصف"، وأن "مئات الآلاف من المدنيين يقتلون ويشرّدون كل شهر".

ووصف حمدوك النزاع بأنه لم يعد صراعاً مسلحا بين طرفين، بل "حرب شاملة تستهدف الإنسان السوداني لحياته وعزته وهويته ومستقبله"، مشيراً إلى "أدلة موثقة على جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية" تشمل استخدام الغذاء كسلاح، والعنف الجنسي، والقصف الجوي العشوائي، وتقارير عن استخدام أسلحة كيميائية.

وفي نداء مباشر للقوات المتحاربة، قال حمدوك: "أوجه نداء صادقاً إلى القوات المسلحة السودانية وإلى قوات الدعم السريع: أوقفوا هذه الحرب فوراً... أوقفوا هذا النزيف الذي يلتهم الوطن... وندعو القوات المسلحة أن تحذو حذو الدعم السريع في الترحيب العلني لمجهودات السلام ووقف إطلاق النار دون الشروط."

 وحذر حمدوك من أن "استمرار الحرب يمهد لانهيار اجتماعي واقتصادي شامل ويخلق جيلا كاملا بلا تعليم ولا رعاية ولا مستقبل"، مضيفاً أن السودان قد يتحول "إلى بؤرة ومرتع خصب للجماعات الإرهابية" في حال انهيار الدولة.

وفي سياق خطابه، وجه حمدوك شكرا إلى دول الرباعية (الولايات المتحدة، السعودية، الإمارات، مصر) على "عودة الاهتمام بالملف السوداني بعد فترة نسيان طويلة"، مؤكداً أن هذا التحرك يجب ألّا يتوقف عند حدود البيانات، بل يتطور إلى خطوات عملية لإنقاذ ما تبقى من السودان.

ودعا مخاطبا المجتمع المحلي والإقليمي والدولي إلى تنسيق جميع المبادرات الحالية واعتماد خمس خطوات عاجلة اعتبرها ضرورية لوقف الانهيار:

وقف إطلاق نار فوري وغير مشروط. ضمان وصول المساعدات الإنسانية بلا قيود. حماية المدنيين ووقف القصف العشوائي ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات. تعبئة موارد دولية وإقليمية لسد فجوة التمويل الإغاثي. إطلاق عملية إنسانية عابرة للحدود وإنشاء آلية إقليمية خاصة بالأمم المتحدة لضمان استمرارية المساعدات.

وأكد حمدوك أن وقف الحرب هو "المدخل الوحيد" للعودة إلى مسار ديمقراطي يستند إلى شعارات ثورة ديسمبر "حرية سلام وعدالة".

ويشهد السودان منذ عام 2023 صراعا على السلطة بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية.

مقالات مشابهة

  • سقوط مشروع اخوان السودان أمام إرادة الشعب
  • حمدوك يدعو الجيش لقبول الهدنة ويحذر من انهيار الدولة
  • هذه هي الأسلحة البعيدة المدى التي تستخدمها أوكرانيا لضرب عمق روسيا
  • نساء السودان.. رحلة عذاب بعد فقدان كل شيء خلال الفرار من الحرب
  • وسط أسوأ أزمة نزوح عالمية.. الأمم المتحدة: نازحو الفاشر يتدفقون لـ «الدبة»
  • حرب السودان.. حين تتحول المرأة لأداة تحريض على قتل النساء
  • اعتراف إسرائيلي: لم ننتصر بعد في الحرب التي أعادت القضية الفلسطينية للواجهة
  • هل تنجح خطة السودان في السيطرة على معدلات الفقر والبطالة؟
  • الفيفا يعلن الحرب على الإساءة الرقمية: آلاف المنشورات تحت المراجعة ومخالفون خلف القضبان