حاكم خاركيف: 36 جريحا في ضربات روسية شرقي أوكرانيا
تاريخ النشر: 19th, November 2025 GMT
قالت السلطات الأوكرانية يوم الأربعاء إن ضربة جوية روسية شنتها طائرة بدون طيار خلال الليل أسفرت عن إصابة 36 شخصا على الأقل في خاركيف، وهو الهجوم الثالث من نوعه على المنطقة الشرقية في ثلاثة أيام.
كثفت موسكو هجماتها اليومية بالطائرات بدون طيار والصواريخ في الأشهر الأخيرة، مستهدفة البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا وضربت عددا من المواقع المدنية قبل الشتاء.
وقالت شرطة خاركيف إن 36 شخصا على الأقل أصيبوا في الهجوم الأخير الذي وقع أثناء الليل، والذي ألحق أضرارا بأكثر من 10 مبان سكنية ومدرسة وسوبر ماركت ومحطة إسعاف، من بين مبان أخرى.
وقالت الشرطة إن طفلين يبلغان من العمر تسع سنوات و13 عاما كانا من بين الجرحى، مضيفة أن "الأطباء شخصوا حالة الأطفال بردود فعل إجهاد حادة".
وقالت وسائل إعلام رسمية إن رجال الإنقاذ والشرطة أجلوا 48 شخصا، بينهم ثلاثة أطفال، من مدخل مبنى شاهق الارتفاع مليء بالدخان، نقلا عن المتحدث باسم خدمات الطوارئ الإقليمية يفجين فاسيلنكو.
وفي صباح الأربعاء، كانت كل أنحاء أوكرانيا تحت حالة تأهب من غارات جوية، حيث أصدرت السلطات في العديد من المدن الغربية تحذيرات لسكانها.
كتب أندريه سادوفي، عمدة مدينة لفيف، على تيليجرام: “العدو يهاجم غرب أوكرانيا بطائرات مسيرة. لا تتجاهلوا التحذير! ابقوا في الملاجئ..يا سكان منطقة لفيف، يُرجى عدم نشر أي صور أو مقاطع فيديو أو عناوين. التزموا الصمت الإعلامي”.
وقالت وزارة الطاقة الأوكرانية إن الهجمات الروسية أدت إلى انقطاع التيار الكهربائي بشكل طارئ في عدد من المناطق.
في أكتوبر، شنت موسكو أكبر حملة قصف ضد منشآت الغاز الأوكرانية منذ بداية التدخل في عام 2022.
في مواجهة شتاء قاسٍ آخر وعدم وجود أي علامة على محادثات السلام، يقوم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بجولة أوروبية يحاول فيها حشد الدعم لجيشه والبنية التحتية للطاقة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: السلطات الأوكرانية طائرة بدون طيار خاركيف الهجوم الثالث ثلاثة أيام موسكو
إقرأ أيضاً:
ما السر وراء سعي روسيا لتدمير سكك الحديد الأوكرانية؟
على مدى قرون شكّلت سكك الحديد في أوكرانيا أكثر من مجرد شبكة نقل. إذ كانت شريانا للحياة، ورمزا للتمدن، وعصبا للاقتصاد التاريخي تحت رايات الإمبراطوريات. ولكنها تحولت اليوم إلى ساحة صراع لوجستي في الحرب مع روسيا.
ولم يعد دور السكك الحديدية في أوكرانيا مقتصرا على نقل الركاب والبضائع فقط، بل باتت تحمل الجنود والإمدادات العسكرية إلى الجبهات، وتحافظ على اتصال المدن الكبرى على الرغم من الهجمات المستمرة عليها التي بلغت أكثر من 3700 هجوم منذ أغسطس/آب الماضي.
وبحسب مستشار وزير الدفاع الأوكراني السابق، يوري ساك، فإن السكك الحديد تمثل "شريانا لوجستيا حيويا للجيش الأوكراني" ويتعمد الروس استهدافها لإضعاف قدرة البلاد على الدفاع وإلحاق الضرر بحياة المدنيين.
جذور سكك حديد أوكرانياوقد نشأت خطوط حديدية عبر الأراضي الأوكرانية في سياق السيطرة الإمبراطورية بالقرن الـ19 لا لتخدم مصالح الإمبراطورية الروسية فقط، بل أيضا لتصل سككها لإمبراطورية النمسا المجرية لربط الأراضي الزراعية الغنية والمراكز الصناعية بالموانئ والتجارة العالمية.
ومن خلال هذه السكك، كان يتم نقل الحبوب والمعادن من قلب أوكرانيا إلى الموانئ البلطيقية، مما أمن للإمبراطوريات منفذا اقتصاديا إستراتيجيا.
ولم تُستخدم السكك الحديدية فقط لبناء الاقتصاد، بل دخلت عمق الثقافة الأوكرانية والسوفياتية. ففي حقبة سيطرة الاتحاد السوفياتي السابق، أصبحت السكك رمزا للعمل الجماعي والتضحية.
كما كانت ترد في أدب الروايات التي تمجد العمال والبنية التحتية كجزء من المشروع الاشتراكي، الأمر الذي عزز من مكانة السكك كجزء من الهوية الوطنية، ليس فقط للنقل، بل كرمز للمقاومة ونماء الدولة.
السكك الأوكرانية هدف إستراتيجيمع بدء الغزو الروسي في فبراير/شباط 2022، بدأت السكك الحديدية في أوكرانيا تلعب دورا لوجستيا بالغ الأهمية إذ تُستخدم لنقل الجنود، والإمدادات، والأسلحة، فضلا عن الحفاظ على الروابط المدنية بين المدن.
إعلانولكن هذا الدور جعل هذه السكك هدفا إستراتيجيا. ففي إحدى الغارات، أفاد وزير تنمية المجتمعات الأوكراني باستهداف محطة في منطقة تشيرنيغيف من قبل طائرات روسية، وتم إصلاح الأضرار باستخدام احتياطي من القاطرات التي تعمل بالديزل.
وبالإضافة إلى ذلك، أفاد التقرير الرسمي أن شبكة السكك الأوكرانية تعرضت لأضرار ضخمة وأن حوالي 10 آلاف كيلومتر من السكك الحديدية تضررت أو فقدت.
وتاريخيا، لعبت السكك الحديدية دورا مزدوجا اقتصاديا وإستراتيجيا، لكنها اليوم تمثل أيقونة المقاومة بين الإرث الثقافي والأدبي والتحدي العسكري المعاصر.
فقبل نحو 160 عاما، وضعت شبكة السكك الحديدية في أوكرانيا حجر الأساس لتصبح واحدة من أعظم شرايين النقل في أوروبا الشرقية، بين الإمبراطوريات الروسية والنمساوية والمجرية.
وعلى الرغم من هذا الدمار، تستمر أوكرزاليزنيتسا (شركة السكك الأوكرانية) في جهود الترميم، إذ أعادت تشغيل أكثر من 3600 كيلومتر من الخطوط و41 محطة حتى الآن، والتي تتولى نقل الثروات الزراعية والصناعية، وتسهم في بناء المجد خارج حدود البلاد.
دلالة رمزية وإستراتيجيةاستهداف السكك الأوكرانية ليس مجرد ضربة فيزيائية على الحديد والحديد الخرساني، بل هو هجوم على تراث طويل الأمد، فشبكة الحديد نشأت تحت إمبراطوريات، وترسخت في المشروع السوفياتي، وأصبحت اليوم قلب المقاومة الأوكرانية.
ومن منظور أوكراني فإن هذه الهجمات تمثل محاولة لشل "شريان حياة" يربط بينها وبين ما تبقى من اقتصادها والبنية التحتية التي تضمن تواصل المدنيين والجيش.
أما من وجهة نظر روسيا، فإضعاف هذه السكك يهدف إلى تعطيل الجبهة اللوجستية الأوكرانية، وزرع الفوضى في حركة المدنيين والأسلحة، وربما تثبيط إرادة الصمود عبر ضرب البنية التحتية الأساسية.
وعلى الرغم من ذلك، تعمل السلطات الأوكرانية بشكل مستمر لإصلاح الأضرار، مؤكدة أن السكك الحديدية ستبقى رمز صمود الأوكرانيين ومفتاح حياتهم اليومية.