نقلة نوعية في المنظومة القضائية لترسيخ العدالة الناجزة ومواكبة المتطلبات الوطنية والتحولات العالمية
تاريخ النشر: 19th, November 2025 GMT
مسقط- الرؤية
تشهد سلطنة عُمان نقلة نوعية في تطوير منظومتها القضائية والتشريعية، تعكس الرؤية السديدة للقيادة الحكيمة لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- في بناء دولة المؤسسات والقانون، وترسيخ مبادئ العدالة والنزاهة، وتعزيز سيادة القانون كأحد الركائز الأساسية لتحقيق رؤية "عُمان 2040".
ويمضي القضاء العُماني اليوم بثبات نحو ترسيخ عدالة متطورة تعتمد على الكفاءة، وسرعة الفصل، وتبسيط الإجراءات؛ بما يواكب متطلبات التنمية الوطنية والتحولات الاقتصادية العالمية.
ويمثّل إنشاء محكمة الاستثمار والتجارة كأول محكمة متخصصة في القضايا الاستثمارية والتجارية، وبدء أعمالها مع العام القضائي 2025 - 2026 خطوةً إستراتيجيةً مهمةً للمنظومة القضائية العُمانية، ويعكس مدى التزام سلطنة عُمان بتطوير منظومتها القضائية التي تسعى إلى تعزيز أولوية التشريع والقضاء والرقابة، وتستهدف بناء منظومة عدلية وقضائية متطورة ومرنة تضمن العدالة والنزاهة وتوحّد الرقابة وتختصر الإجراءات وتسهّل الوصول إلى التقاضي. كما أن وجود قضاءٍ متخصص في الدعاوى الاستثمارية والتجارية من شأنه أن يعزّز إحدى الضمانات الرئيسة للمستثمرين التي لا تنفصل أو تتجزأ عن الضمانات الأخرى كالتشريعات والقوانين المنظمة والمحفّزة للاستثمار، وتحسين مؤشر سهولة ممارسة الأعمال وغيرها، إذ يضمن المستثمر أو التاجر أن تُنظر دعواه من قِبل قاضٍ متخصص يحقّق دقّة الأحكام القضائية، الأمر الذي يعزّز الثقة في النظام القضائي العُماني.
علاوةً على ذلك، فإن وجود جهة قضائية متخصصة يعكس طمأنينةً للمستثمرين والمتقاضين في الأداء القضائي، ويضمن حماية حقوق المستثمرين والتجار ويحدّ من كثرة النزاعات المتفرّعة عنها، بما يسهم في استقرار السوق وتحسين مناخ الأعمال في سلطنة عُمان. فضلًا عن أن الدعاوى الاستثمارية والتجارية لها طابع خاص يميّزها عن غيرها من الدعاوى، ويرجع ذلك إلى طبيعة الاستثمار ذاته والأطراف والقوانين والتشريعات المتفرّعة عنه، كما أن أطراف النزاع التي تشمل شركات متعددة الجنسيات أو حكومات أو مستثمرين أفرادًا أو مبالغ مالية كبيرة أو عقودًا معقدة، تتطلّب فهمًا عميقًا للدعوى للفصل فيها بحكم باتّ في مدة قصيرة حتى لا تلحق بالمستثمرين أو التجار أو الشركات آثارٌ يصعب تداركها بسبب تأخر صدور الأحكام وتنفيذها.
وقد ساهمت جهود التحول الرقمي بالمجلس الأعلى للقضاء في رفع كفاءة العمل وتسهيل وصول المتقاضين للعدالة وتعزيز الابتكار في الخدمات القضائية، حيث نظّم المجلس أعمال البوابة الإلكترونية "قضاء" لتقديم الخدمات القضائية والعدلية، إذ تتميّز المنصة بسهولة الاستخدام وتمكّن الأفراد والباحثين القانونيين والمحامين من قيد الدعاوى ومتابعة إجراءاتها ومواعيد الجلسات وتنفيذ الأحكام. كما تتضمّن البوابة تقنية الاتصال المرئي لخدمات الكاتب بالعدل، التي تتيح الاستفادة من خدمات الكاتب بالعدل دون الحاجة إلى الحضور الشخصي، من خلال التحقق المرئي من هوية صاحب العلاقة وأهليته. وتتكامل بوابة "قضاء" مع بيانات عدد من الجهات ذات العلاقة، منها شرطة عُمان السلطانية ووزارة الإسكان والتخطيط العمراني ووزارة العمل ووزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار لتسهيل تنفيذ الأحكام.
كما دشّن المجلس خدمة دفع مستحقات تنفيذ الأحكام القضائية عبر أجهزة وتطبيقات الدفع الإلكترونية، مع إتاحة رفع وإلغاء أوامر الحجز تلقائيًّا عند دفع تلك المستحقات.
وفي إطار تعزيز المعرفة القضائية، دشّن المجلس مكتبة قضائية رقمية متخصصة تم ربطها بمصادر المعرفة داخل سلطنة عُمان وخارجها لتكون مرجعًا علميًّا قانونيًّا موثوقًا يخدم القضاة والقانونيين وطلاب القانون والباحثين، وتهدف المكتبة إلى تمكين القضاة والباحثين القانونيين من الوصول الذكي والسريع إلى الأحكام القضائية والمراجع العدلية، وترسيخ بيئة قضائية قائمة على المعرفة، ودعم بناء قدرات القضاة والمهنيين في المجال القانوني عبر أدوات ذكية متطورة.
وتقدّم المكتبة منصة إلكترونية متقدمة تشمل محرك بحث ذكيًّا يتيح للمستخدمين الوصول إلى الأحكام والسوابق القضائية بدقة ومرونة، وقاعدة بيانات متكاملة تضمّ جميع الأحكام الصادرة عن المحاكم يتم تحديثها بشكل مستمر، إضافة إلى خدمة الاطلاع على السوابق القضائية لتحسين جودة العمل القضائي ودعم اتخاذ القرار، والتوسع في إصدارات المكتب الفني القضائي من شروحات وتعقيبات ومبادئ قانونية، مع إمكانية التكامل مع مكتبات قانونية محلية ودولية لتوفير مصادر مرجعية موسّعة.
ويُجرى العمل حاليًّا على بناء منظومة قضائية ذكية تشمل عقد جلسات الدعوى عن بُعد في بيئة تقنية عالية الأمان، وتُسهم هذه التقنية المدعومة بالذكاء الاصطناعي في مساعدة القضاة على توثيق محاضر الجلسات، والتنبؤ بالأحكام القضائية، وتسريع الصياغة الأولية للأحكام وتلخيص القضايا. كما تساعد المتقاضين على تقليل أعباء التنقل والجهد والزمن والكلفة المالية، وتمكينهم من الترافع من أي مكان. ويعمل المجلس حاليًّا على تبنّي التقنيات الناشئة لتطوير المرفق القضائي كتفعيل تقنية "البلوك تشين" لتعزيز موثوقية الأدلة الرقمية وإنشاء سجل قضائي آمن وشفاف، وتوظيف الواقع الافتراضي في إجراءات المحاكم، وتطوير نماذج لغوية قضائية متخصصة تمثل الجيل القادم من المساعدين الأذكياء القادرين على توفير مساعدة قضائية متخصصة، والتدقيق الذكي للمذكرات القانونية ودعم تطبيقات خدمة الجمهور، وذلك بهدف الارتقاء بكفاءة العمل القضائي وتكريس العدالة الناجزة.
ويمضي المجلس الأعلى للقضاء في تنفيذ خطته الإستراتيجية بعيدة المدى (2024- 2040) الهادفة إلى ترسيخ منظومة قضائية عُمانية حديثة تُجسّد الثقة محليًّا ودوليًّا. وترتكز الخطة على تحديث التشريعات المرتبطة بعمل القضاء، والتوسع في مجالات القضاء المتخصص والبديل، بما يشمل التحكيم، ولجان التوفيق والمصالحة، ولجان المنازعات الإيجارية والعمالية، بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة. ويواصل المجلس تطوير أعمال الخبرة القضائية ومكتب تهيئة الدعوى لتسريع الفصل في المنازعات، إلى جانب الارتقاء بالبنية الأساسية للمحاكم وفق أعلى المعايير الفنية والتقنية، ورفدها بكفاءات وطنية مؤهلة. كما يحظى التدريب المتخصص للقضاة وأعوانهم، داخل سلطنة عُمان وخارجها، بأولوية قصوى لضمان جودة الأداء وتسريع وتيرة العمل القضائي.
وعلى مستوى مشاريع البنية الأساسية، طرح المجلس خلال عامي 2024 و2025 عددًا من المناقصات تتضمّن إنشاء وتصميم وطرح مناقصات لمجمّعات محاكم جديدة كمجمع محاكم السيب ومجمع محاكم مسندم ومحكمتي سمائل وأدم، وتحديث وتأهيل المرافق القائمة كمجمع محاكم صلالة، بما يتوافق مع الرؤية المستقبلية للمجلس في تطوير بيئة العمل القضائي.
وتعكس هذه المنجزات التزام سلطنة عُمان ببناء منظومة قضائية متقدمة تواكب المتغيرات العالمية، وتعزّز الثقة في بيئة الأعمال، وترسّخ قيم الشفافية والنزاهة، بما يسهم في تحقيق العدالة الناجزة.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
وزير التعليم: التعاون مع سبريكس اليابانية في تقديم مادة البرمجة نقلة نوعية
كتب- أحمد الجندي:
تفقد محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، اليوم، جناح "مدرستنا" في معرض "Cairo ICT" المقام بمركز مصر للمؤتمرات والمعارض الدولية.
ورافق الوزير في جولته بجناح مدرستنا كلا من الدكتور أحمد ضاهر والدكتور أيمن بهاء الدين نائبي وزير التربية والتعليم، والإعلامي أسامة كمال رئيس مجلس إدارة شركة تريد فيرز انترناشيونال، المنظمة لمعرض ومؤتمر Cairo ICT.
وخلال جولته، استعرض الوزير أحدث حلول التعليم الرقمي التي تقدمها منظومة «مدرستنا»، والتي تهدف إلى تمكين الطلاب والمعلمين من أدوات تعليم حديثة، معزَّزة بالتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، ومتاحة للاستخدام داخل المدارس المصرية وخارجها.
واطّلع الوزير كذلك على تجربة تطبيق "فهيم" للذكاء الاصطناعي، والتي يتيح للطلاب الحصول على شرح مبسط وفوري للدروس، بالإضافة إلى خطط مذاكرة مخصصة وقدرة التفاعل الصوتي المباشر.
كما استعرض أيضا منصة "مدرستنا بلس"، التي حققت منذ إطلاقها التجريبي انتشارًا واسعًا؛ حيث سجلت أكثر من 5 ملايين اشتراك و 2.2 مليون مستخدم عبر المنصة، وتوفر محتوى تفاعليًا لجميع المراحل الدراسية، ونماذج استرشادية، ومراجعات، واختبارات تقييمية تدعم الطالب في استعداداته للامتحانات.
واطلع الوزير أيضا على مشروع "دوري مدارس مصر"، الهادف إلى اكتشاف المواهب الرياضية في رياضتي كرة القدم وكرة السلة، وتنفيذه عبر ثلاث مراحل تنافسية، مع إدارة كاملة للمسابقات والنتائج عبر منصة إلكترونية مخصصة.
وقد تضمن الجناح أيضا عرضا لشركة "سبريكس" اليابانية، الشريك الياباني لوزارة التربية والتعليم في تدريس مادة البرمجة والذكاء الاصطناعي لطلاب الصف الأول الثانوي عبر منصة "كيريو".
وأشاد الوزير محمد عبد اللطيف بما شهده داخل الجناح من بيئة تفاعلية متكاملة تقدم عرضا للزائرين حول التطور الرقمي التفاعلي الذي تقدمه وزارة التربية والتعليم، مؤكدًا أن الوزارة مستمرة في دعم وتوسيع الشراكات التي ترتقي بمنظومة التعليم المصري وتفتح آفاقًا جديدة للطلاب والمعلمين نحو تعليم أكثر تطورًا وجودة.
كما أشار الوزير إلى أن التعاون مع مؤسسة "سبريكس" اليابانية في تقديم مادة البرمجة والذكاء الاصطناعي يمثل نقلة نوعية تعكس حرص وزارة التربية والتعليم على تطوير قدرات الطلاب ومهاراتهم وفقا لأفضل المعايير العالمية بما يتناسب مع مهن المستقبل.
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
محمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم مركز مصر للمؤتمرات الذكاء الاصطناعي منصة مدرستنا بلس أخبار ذات صلةفيديو قد يعجبك:
قد يعجبك
إعلان
أخبار
المزيدإعلان
أخبار مهرجان القاهرة
المزيدوزير التعليم: التعاون مع "سبريكس" اليابانية في تقديم مادة البرمجة نقلة نوعية
روابط سريعة
أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلامياتعن مصراوي
اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصيةمواقعنا الأخرى
©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا
القاهرة - مصر
32 22 الرطوبة: 41% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك