الجزيرة المستجدة بالمنشاة.. قرية منعزلة تعيش خارج نطاق الحياة بسوهاج
تاريخ النشر: 27th, November 2025 GMT
في قلب نهر النيل، وعلى بُعد عدة أمتار من العمران، تقف الجزيرة المستجدة التابعة لمركز المنشاة جنوب محافظة سوهاج، كأنها منطقة منسية خارج خريطة الخدمات الحكومية.
ورغم أنها تضم مئات الأسر، وبلغ عدد سكانها ما بين 17 ألف نسمة و18 ألف نسمة، فإنها لا تزال تعيش في عزلة شبه كاملة، دون وحدة صحية، أو مدرسة، أو نقطة إسعاف، أو وحدة إطفاء، بل وحتى دون فرن للخبز.
وجاء هذا المشهد الصادم خلال بث مباشر عبر صفحة “صدى البلد” على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، حيث ظهرت أصوات الأهالي تشكو مرارة الوضع، وتحذر من كوارث تُهدد حياتهم يوميًا، في منطقة تحيط بها المياه من كل اتجاه دون وجود جسر أو معدية آمنة.
البث المباشر لم يقتصر على الشكاوى، بل كشف قصصًا موجعة تجسد غياب الخدمة الصحية تمامًا، فقد روى الأهالي أن إحدى السيدات دخلت في حالة ولادة مفاجئة ليلًا، ولم يجد ذووها سوى مركب صغير بدائي لعبورها إلى الضفة الأخرى للذهاب إلى المستشفى.
وبسبب بُعد المسافة واهتزاز المركب وسط الظلام، وضعت المرأة مولودها داخل المركب قبل الوصول إلى الشاطئ، وسط حالة رعب بين ذويها خشية سقوطها أو تعرض الطفل للخطر.
وأكد أحمد صابر، أحد أهالي الجزيرة المستجدة لموقع “صدى البلد”: "مفيش وحدة صحية.. الست بتولد وهي في المركب.. حياتنا كلها مخاطرة.. كل شبابنا ورجال البيوت أكثرهم خارج البلاد للعمل ويضطر الأطفال للمغامرة اليومية بحياتهم".
شاب يموت بعد لدغة عقرب لغياب الإسعافوروى الحاج معبد عبد اللاه، أحد سكان الجزيرة، أن الجزيرة بها عدد هائل من الماشية بما يعادل ملايين الجنيهات، مشيرًا إلى أن عدم وجود معدية حديثة يصعب من مقدرة الأهالي على الانتقال بالماشية إلى الضفة التانية حتى يصلون إلى الأسواق، ويرفع من خطر غرق الجاموس؛ ما يسبب خسائر مادية كبيرة للأهالي.
وفي حادثة أخرى تكشف حجم الكارثة الإنسانية داخل الجزيرة، فقد تعرّض شاب للدغة عقرب، لكن لعدم وجود سيارة إسعاف أو مركز طبي قريب، حمله الأهالي في مركب للعبور إلى البرّ إلا أن حالته تدهورت سريعًا، وفارق الحياة قبل الوصول إلى المستشفى.
وأكد أحد سكان الجزيرة إنه إذا كان يوجد وحدة إسعاف أو وحدة صحية كان تم إنقاذ الشاب.
وأكد أحد الأهالي، الشاب أحمد خالد، أنهم واجهوا خلال السنوات الماضية أكثر من حريق، لكن غياب وحدة الإطفاء عن الجزيرة جعلهم يلجأون إلى إطفاء النيران باستخدام الجرادل ومياه البئر، ما يعرض حياتهم وممتلكاتهم للخطر.
وقال الحاج معبد عبد اللاه، خلال البث: "لو النار مسكت في بيت مش هنقدر نطفيها.. المطافي بعيدة والمراكب خطرة ومتهالكة.. الأطفال يذهبون إلى مدارس خارفة المنشاة، ويضطرون لعبور النيل يوميًا بمراكب ضعيفة.. العيال بتتعلم بالخطر".
ويناشد الأهالي، عبر “صدى البلد”، المسئولين المعنيين، النظر إلى أمر الجزيرة الذي يبلغ عددهم 18 ألف نسمة، وانشاء وحدة إطفاء مجهزة ومدرسة للتعليم الأساسي وفرن للخبز يخدم السكان، بالإضافة إلى معدية حديثة وآمنة لنقل المواطنين من وإلى الجزيرة يوميًا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: سوهاج اخبار محافظة سوهاج حوادث محافظة سوهاج الجزيرة سكان
إقرأ أيضاً:
العثور على جثة مجهولة تطفو بـالنيل في أولاد الشيخ بسوهاج
شهد مركز دار السلام جنوب محافظة سوهاج، اليوم، واقعة غامضة بعدما عثر أهالي قرية أولاد الشيخ شرق على جثة طافية لشخص مجهول الهوية بنهر النيل، دون وجود أي مستندات أو دلائل تشير إلى شخصيته.
وتعود أحداث الواقعة عندما تلقى اللواء دكتور حسن عبدالعزيز، مساعد وزير الداخلية مدير أمن سوهاج، إخطارًا من مأمور مركز شرطة دار السلام، يُفيد بورود بلاغ من أهالي المنطقة بوجود جثمان يطفو فوق سطح مياه النيل أمام القرية التابعة للوحدة المحلية لأولاد يحيى بحري.
وعلى الفور، انتقلت الأجهزة الأمنية والجهات المعنية إلى موقع البلاغ، وتم انتشال الجثمان ونقله إلى ثلاجة حفظ الموتى بمستشفى دار السلام المركزي، تمهيدًا لعرضه على الطب الشرعي.
وتواصل فرق المباحث جهودها المكثفة لتحديد هوية المتوفي، وفحص جميع البلاغات الواردة عن حالات الغياب بالمنطقة والمراكز المجاورة، إلى جانب التحقق من وجود أي شبهة جنائية في الحادث أو احتمالية أن يكون الغريق قد جرفته مياه النهر من مكان آخر.
حتى اللحظة، لا تزال ملابسات الواقعة غامضة، ولم تتوصل جهات التحقيق لأي معلومات حول هوية الغريق أو أسباب سقوطه في النيل، وسط حالة من القلق والترقب بين الأهالي، الذين ناشدوا كل من يتعرف على أوصاف الجثة التواصل مع الجهات المختصة.
وتستمر النيابة العامة والأجهزة الأمنية في استكمال الإجراءات اللازمة لكشف حقيقة الواقعة وملابساتها.