لجريدة عمان:
2025-12-02@11:07:01 GMT

سلطنة عُمان .. اقتصادٌ ينمو ويتطوّر

تاريخ النشر: 1st, December 2025 GMT

يشهد الاقتصاد العُماني منذ 5 سنوات تحولات إيجابية على المستوى الكلي؛ بفضل تحديث منظومة القوانين والتشريعات المرتبطة بالاقتصاد، وإقرار الخطط المالية والاقتصادية، إضافة إلى فاعلية السياسات الاقتصادية التي أسهمت في تحقيق نموٍّ مستمر في الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الثابتة والجارية، وارتفاع الاستثمار الأجنبي المباشر إلى أكثر من 30 مليار ريال عُماني بارتفاع تجاوز 10% مقارنة بالعامين الماضيين، وارتفاع نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي بـ4.

2% إلى أكثر من 7800 ريال عُماني، إضافة إلى ارتفاع مساهمة القطاعات غير النفطية بأكثر من 72% وارتفاع الإيرادات الحكومية غير النفطية إلى الناتج المحلي الإجمالي 8.5%.

ويمثل العام الجاري 2025م أهمية في تقييم أداء الخطط الاقتصادية والمالية المتخذة بعد انتهاء خطة التنمية الخمسية الأولى لـ«رؤية عُمان 2040»، خاصة فيما يتعلق بالتقدم المحرز في البرنامج الوطني للتنويع الاقتصادي «تنويع»؛ خاصة مع حالة عدم الاستقرار في أسعار النفط العالمية، والتوجه الوطني نحو التقليل من الاعتماد الكلي على الإيرادات النفطية من جملة الإيرادات المحصلة في المالية العامة للدولة.

لقد ساعدت جاهزية بيئة الأعمال وتحسنها وتطورها منذ سنوات، على جلب مزيدٍ من الاستثمارات الأجنبية المباشرة، ونمو أعداد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في مختلف ولايات ومحافظات سلطنة عُمان، وزيادة الطلب المحلي للاستثمارات غير النفطية.

وبفضل الدعم والتمكين المادي والإداري الذي حظيت به بيئة الأعمال، والقرارات التنظيمية التي أسهمت في تشكّل قطاع حقيقي للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ربما يؤدي إلى مساهمة حقيقية للقطاع في الناتج المحلي الإجمالي، وأعتقد أنّ هناك فرصا كبيرة لتحقيق مزيدٍ من النمو غير النفطي للاقتصاد العُماني؛ بسبب تحسن ديناميكية السوق المحلي من حيث زيادة الاستثمارات في القطاعات غير النفطية، شريطة بوجود سياسات اقتصادية كلية صائبة تضمن فاعليتها وأثرها بعيدا عن تقلبات أسعار النفط.

فالتطور والنمو الاقتصادي الذي تشهده سلطنة عُمان، يستدعي مضاعفة الجهود الوطنية إلى تشجيع وتحفيز أكبر لبيئة الأعمال، وتنمية الموارد البشرية من خلال مواءمة الخطط التدريبية والتأهيلية مع تطوّر أدوات الذكاء الاصطناعي التي أصبحت تنافس الذكاء البشري في إنجاز المهام بسرعة ودقة عالية؛ ما يجعل ذكاء الآلة أكثر قبولا من الأساليب التي ينتهجها البشر في إنجاز مهام العمل، وبالتالي نحن بحاجة إلى توسيع مدارك الموارد البشرية العاملة؛ لدورهم الفاعل في تنفيذ خطط التنويع الاقتصادي وتحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة في سلطنة عُمان.

إن الأرقام والمؤشرات التي تحققت إلى الآن مع نهاية خطة التنمية الخمسية العاشرة، تعكس النجاح المحقق والتقدم المحرز في معالجة التحديات المالية التي مثّلت عبئا في فترة من الفترات على مسيرة التنمية الاقتصادية، وكانت خدمة الدين تكلّفنا قرابة المليار ريال عُماني سنويا يتم سداده دون أن يؤثر على انخفاض حجم الدين العام للدولة.

وكان الإنفاق الاستهلاكي غير الاستثماري يشكّل أيضًا هاجسًا للمخططين الاقتصاديين في مدى الاستفادة من هذا النوع من الإنفاق في استدامة الوضع المالي أو الانتفاع منه بالأحرى في تنمية الاقتصاد العُماني، وكان يمثّل جزءًا من حجم الإنفاق العام للدولة، ولذلك كان التخلص منه وتقليل مبلغ خدمة الدين العام أولوية قصوى لتحرر المالية العامة للدولة من أعباءٍ تؤثر سلبا على استدامة الوضع المالي، وتزيد من حجم الدين العام، وتؤثر على التصنيف الائتماني لسلطنة عُمان.

لكن مع التقدم الملموس في استدامة الوضع المالي لا زلنا بحاجة إلى مزيدٍ من التخطيط الاستراتيجي، والتنفيذ العاجل لجملة من الإصلاحات الهيكلية للاقتصاد العُماني، حيث ما زالت الإيرادات النفطية تشكّل ثلثي جملة الإيرادات العامة للدولة، ما زلنا بحاجة إلى مزيدٍ من الإنفاق على تنمية القطاعات الاقتصادية الأخرى التي يتوقع منها أن تساهم بنسب أكبر في الإيرادات العامة للدولة.

ولذلك فإن من الآراء والأفكار التي أرجو أن يتم وضعها في الحسبان عند هندسة خطة التنمية الخمسية الحادية عشرة هو كيفية وضع المبادرات الاقتصادية والسياسات العامة في الفترة المقبلة لإصلاح اقتصادي هيكلي بحيث نصل إلى منتصف مدة رؤية عُمان 2040.

وقد استطعنا زيادة مساهمة القطاعات الاقتصادية في الناتج المحلي الإجمالي، وتقليل الإيرادات النفطية إلى 50% على أقل تقدير طموح؛ والأهم من ذلك أن نفكّر من منظور فلسفي في كيفية الاشتغال على الإصلاحات الهيكلية للاقتصاد العُماني دون أن تؤثر على السياسات العامة، أو الاستعاضة بها عن السياسات الاقتصادية التي كان لها دور إيجابي في استدامة الوضع المالي للدولة.

أرى أن الخطط المالية لا يمكن أن تؤدي دورا فاعلا في التنمية الاقتصادية بمفردها، وإنما ينبغي مواءمتها مع خطط التحفيز الاقتصادي، بحيث يؤديان دورا متكاملا ومشتركا في تحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة، ويوازيان بين المعالجات اللازم اتخاذها؛ للحفاظ على استقرار الوضع المالي، وتنمية الاقتصاد العُماني في آنٍ واحد.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الناتج المحلی الإجمالی التنمیة الاقتصادیة العامة للدولة غیر النفطیة الع مانی ع مانی

إقرأ أيضاً:

تدشين 6 مشاريع صناعية كبرى باستثمارات 906 ملايين ريال لتعزيز مسيرة التنمية الاقتصادية المستدامة

◄ مسن: القطاع الصناعي قادر على جذب استثمارات نوعية ذات قيمة مضافة حقيقية

 

الرؤية- سارة العبرية

شهد عدد من المدن الصناعية والمناطق الحرة والاقتصادية تدشين 6 مشاريع صناعية كبرى، بإجمالي استثمارات تصل إلى 906 ملايين ريال عُماني، وذلك بالتزامن مع احتفالات اليوم الوطني المجيد.

وتمثّل هذه المشاريع مرحلة محورية في جهود الحكومة الرامية إلى رفع مساهمة القطاع الصناعي في الاقتصاد الوطني، وتعزيز قدرته على استقطاب الاستثمارات النوعية الداعمة للقطاعات الحيوية والواعدة، إذ إنه من المتوقع أن تسهم هذه المشاريع في زيادة الناتج الصناعي بما يقارب 225 مليون ريال عماني بنهاية 2026م، إضافة إلى توفير مئات فرص العمل للكوادر الوطنية، وتعزيز الصادرات الصناعية، وإيجاد فرص استثمارية جديدة في صناعات الشق السفلي لدعم سلاسل القيمة المحلية.

وشهدت مدينة صور الصناعية الأسبوع الماضي افتتاح مجمع الغيث للصناعات الكيميائية بحجم استثمار يناهز 50 مليون ريال عُماني، ليكون رافدًا لصناعات السيلكون وتقنيات الطاقة الشمسية، عبر إنتاج مواد كيميائية متخصصة تسهم في تأمين سلاسل الإمداد لعدد من القطاعات الحيوية في مجالات النفط والغاز وصناعات متنوعة.

وتدشن منطقة صحار الحرة خلال الشهر الجاري مصنع البولي سيليكون باستثمار يبلغ 615 مليون ريال عُماني، وهو مشروع استراتيجي يعزّز توجه سلطنة عمان نحو تصنيع تقنيات الطاقة المتجددة والمرتبطة بالخلايا الشمسية، كما سيشهد ميناء صحار تدشين مشروع تكرير السكر باستثمار تقدر141.5 مليون ريال عُماني لدعم الأمن الغذائي وتعزيز القدرات الوطنية في الصناعات الغذائية.

وفي مدينة خزائن الاقتصادية، سيتم افتتاح مصنع الأعلاف الحيوانية والسمكية باستثمار يبلغ 36 مليون ريال عُماني لتعزيز مستلزمات قطاعات الثروة الحيوانية والسمكية، إضافة إلى مصنع الخبز الصناعي باستثمار يبلغ 25 مليون ريال عُماني لدعم الإنتاج الغذائي الوطني ورفع قدرته التنافسية.

وقال سعادة الدكتور صالح بن سعيد مسن وكيل وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار للتجارة والصناعة، إن تدشين هذه المشاريع يجسّد مستوى التقدّم الذي يحققه القطاع الصناعي في سلطنة عُمان، وقدرته على استقطاب استثمارات نوعية ذات قيمة مضافة حقيقية، موضحا أن البرنامج الأول لتنفيذ مبادرات الاستراتيجية الصناعية 2040 يركّز على استقطاب الصناعات ذات الأولوية عبر تهيئة بيئة استثمارية جاذبة، وتقديم حوافز وتسهيلات تنافسية، وتوفير خدمات متطورة تُمكّن القطاع الصناعي من تعزيز نموه واستدامته.

وأضاف سعادته أن المرحلة القادمة ستشهد توسّعاً في تطوير المجمعات الصناعية التخصصية لما لها من دور محوري في رفع مستويات التشبيك الصناعي، وتعزيز تكامل سلاسل الإمداد، ودفع القطاع نحو مرحلة جديدة أكثر تخصصاً وقدرة على المنافسة إقليمياً وعالميًا.

من جانبه، أوضح المهندس جاسم بن سيف الجديدي مدير المكتب الفني لوكيل الوزارة للتجارة والصناعة، أن هذه المشاريع تمثل رافداً محورياً لتعزيز سلاسل التوريد وتوسيع قاعدة الإنتاج الوطني، بما يسهم في توفير مدخلات إنتاج أساسية لصناعات الشق السفلي وتأمين استدامة سلاسل الإمداد المحلية، وأضاف أن هذه الجهود تأتي اتساقاً مع مستهدفات التنمية الصناعية التي تسعى إلى ترسيخ مكانة سلطنة عُمان كمركز صناعي إقليمي قادر على جذب الاستثمارات النوعية وتطوير صناعات المستقبل، مؤكداً أن هذه المشاريع ستعزز مسيرة التنمية الاقتصادية المستدامة، وتعظيم القيمة المضافة الحقيقية للاقتصاد الوطني.

 

مقالات مشابهة

  • تدشين 6 مشاريع صناعية كبرى باستثمارات 906 ملايين ريال لتعزيز مسيرة التنمية الاقتصادية المستدامة
  • لوتير.. القوة الاقتصادية الجديدة التي تبني الصداقات وتحقق الأمان المالي
  • اقتصاد تركيا ينمو بأقل من التوقعات في الربع الثالث
  • سلطنة عمان تعزز الشراكات الدولية لدفع اقتصاد الهيدروجين الأخضر نحو آفاق جديدة
  • السفير العُماني بالمنامة لـ"الرؤية": "القمة الخليجية" تتزامن مع مرحلة "معقدة".. وتوسيع مسارات التكامل بصدارة المباحثات
  • السفير العُماني بالمنامة لـ"الرؤية": "القمة الخليجية" تتزامن مع مرحلة "معقدة".. وتوسيع مسارات التكامل بالصدارة
  • نائب: الزراعة والصناعات الغذائية قاطرة التنمية الاقتصادية في الجمهورية الجديدة
  • النائب حازم الجندي: الزراعة والصناعات الغذائية قاطرة التنمية الاقتصادية في الجمهورية الجديدة
  • برلمان الجزائر يؤكد ضرورة ربط التنمية الاقتصادية بالسلام وحل عادل للقضية الفلسطينية