الثورة /

بدأت المليشيات الموالية للإمارات، أمس، تصعيداً جديداً ضد القبائل والمليشيات الموالية للسعودية في محافظة حضرموت، بعد يوم دام من المواجهات مع قبائل حلف حضرموت .

وتوافد العشرات من أنصار مليشيات الانتقالي إلى ساحة الستين بمدينة سيئون، معقل مليشيات الإصلاح في الهضبة النفطية، للمطالبة برحيل المنطقة العسكرية الأولى ‎المحسوبة على الحزب والمليشيات الموالية للسعودية.

كما أرسلت مليشيا الانتقالي المدعومة إماراتيًا تعزيزات عسكرية إضافية إلى خطوط المواجهة مع حلف حضرموت الموالي للسعودية في هضبة حضرموت حيث تتواصل الاشتباكات منذ أيام للسيطرة على المحافظة الغنية بالنفط.

وتضمنت التعزيزات عربات مدرعة ومدافع ثقيلة تم استقدامها من المحافظات الجنوبية الخاضعة لسيطرة الانتقالي، وفق ما أظهره مقطع مرئي متداول على مواقع التواصل الاجتماعي.

فيما أكد رئيس حلف قبائل حضرموت عمرو بن حبريش أن المحافظة تتعرض لغزو قبلي خارجي، مشيرًا إلى وصول تعزيزات مسلحة إلى الضبة والمواقع الساحلية، وتهديدها لحقول النفط في بترومسيلة.

وتسببت الاشتباكات وتدهور الأوضاع الأمنية في توقف كامل عمليات الإنتاج والتكرير بشركة بترومسيلة النفطية، ما أدى إلى خروج منظومة الكهرباء من الخدمة تدريجيًا في وادي حضرموت وتحذيرات من مخاطر محتملة على المنشآت النفطية والغازية.

وتأتي هذه التطورات، في ظل دفع سعودي لقوات المنطقة العسكرية الأولى، وذلك لإسناد حلف قبائل حضرموت في معركة واسعة للخلاص من الوجود الإماراتي في المحافظة بشكل نهائي، وهو ما فجّر التوترات العسكرية والأمنية على إمتداد الهضبة النفطية.

فتح بوابة الفوضى

يشار الى أن محافظة حضرموت المحتلة قد دخلت نفقاً مظلماً بعد اتساع رقعة التصعيد العسكري والسياسي بين أدوات العدوان، وذلك بعد أن قام مقاتلون موالون للاحتلال والمدعومون سعودياً باقتحام منشآت شركة بترومسيلة في وادي المسيلة والسيطرة عليها، ما قلب موازين القوى وأطلق شرارة صراع مفتوح داخل المحافظة النفطية الأهم نفذوا.

وأكدت مصادر إعلامية أمس، أن مقاتلين موالين للاحتلال نفذت عمليات انتشار واسعة داخل منشآت بترومسيلة، مصحوبة باشتباكات محدودة مع وحدات حماية الشركات، أدت إلى إصابات في صفوف الجنود، حيث وصف قادة التشكيلات المنافسة ما حدث بأنه «تخريب ممنهج يهدد الأمن والاستقرار»، محذرين من أن استمرار هذا النهج قد يجرّ المحافظة إلى انفجار شامل في وادي المسيلة والمناطق المجاورة.

في المقابل، أصدرت قيادات أخرى من الموالين للاحتلال والمدعومين إماراتياً بيانات شديدة اللهجة، اعتبرت تحرك المجموعات المهاجمة اعتداءً صارخاً وتهديداً حقيقياً لأمن حضرموت، وطالبت بالانسحاب الفوري، مؤكدة أن حماية المنشآت النفطية مسؤولية حصرية للقوات المكلفة رسمياً، محذرة القبائل من الانجرار خلف ما سمته «مغامرات شخصية» لخدمة أجندات خارجية.

وفي ذات السياق تمكن مقاتلو ما يسمى حلف قبائل حضرموت من صد محاولة تقدم نفذتها مجموعات من المقاتلين الموالين للإمارات المحتلة باتجاه منشآت وحقول النفط، قبل أن تتراجع الأخيرة إثر اشتباكات محدودة.

وأشارت المصادر إلى أن المنطقة تشهد الآن هدوءًا حذرًا في ظل استمرار تعزيزات الطرفين، فيما باشرت قوات حلف حضرموت بناء تحصينات جديدة استعدادًا لجولة قتال وشيكة بين أدوات الاحتلال، مصادر أخرى أكدت أن الهجوم كان مجرد عملية استطلاع قتالي من قبل «الانتقالي» لمعرفة مواقع الخصم وقدرته النارية، مرجحة عودتهم لشن هجوم جديد منسق خلال الساعات أو الأيام القادمة.

وبينما يدافع تحالف العدوان السعودي عن حاضنة المقاتلين الموالين له في وادي حضرموت، يبدو أن التشكيلات الإماراتية تسعى لفرض السيطرة على الساحل والوادي، ما يجعل الصراع داخلياً ومفتوحاً على مستوى التصعيد العسكري والسياسي، وفي الوقت ذاته واجهةً لصراع إقليمي.

وتزامن هذا التصعيد مع نشر تشكيلات أخرى من المقاتلين الموالين للاحتلال بعشرات النقاط العسكرية في سيئون ومحيطها، مع تمركز دبابات ومدرعات عند مداخل المدينة ومخارجها، في مؤشر واضح على رغبة هذه التشكيلات في تثبيت النفوذ ومنع أي تقدم للتشكيلات المنافسة.

وأعتبر مراقبون سياسيون أن هذه التحركات تمثل محاولة لإعادة ترتيب النفوذ العسكري والسياسي بعد سلسلة انتكاسات تكبدتها التشكيلات التابعة للاحتلال والمدعومة إماراتياً في محافظات أخرى، وخصوصاً في مأرب وشبوة وتعز، حيث فقدت غالبية سيطرتها على الجبهات.

ويبرز بعد اقتصادي مهم في هذا الصراع المتصاعد بين الخونة، حيث تتحول منشآت النفط في وادي المسيلة وبقية مناطق حضرموت إلى أداة ضغط واستثمار بين المرتزقة المحليين، فيما يدفع المدنيون والعاملون في القطاع النفطي ثمن لعبة النفوذ، وسط مخاطر كبيرة لشل النشاط الاقتصادي المحلي وزيادة معاناة السكان، بالإضافة إلى تهديد موانئ المحافظة الحيوية والخطوط الاستراتيجية للنفط والغاز.

وحذر المراقبون من أن التصعيد الحالي قد يؤدي إلى عدة سيناريوهات خطيرة أبرزها اندلاع مواجهة مسلحة متبادلة بين التشكيلات الموالية للاحتلال السعودي الإماراتي في وادي حضرموت والساحل، وكذا استنزاف متقطع يحول المحافظة إلى منطقة خطوط تماس دائمة، بالإضافة إلى أنه من الممكن أن يحصل تدخل إقليمي مباشر لفرض تهدئة وإعادة ترتيب التشكيلات، بما قد يشمل إعادة هيكلة أو تفكيك بعض الوحدات الموالية للاحتلال.

يبقى المواطن في حضرموت هو الحلقة الأضعف، إذ يعيش منذ سنوات حالة من عدم الاستقرار والفوضى بين سلطة أمر واقع، ومشاريع سياسية متنافسة وأطماع إقليمية، ما يجعل المحافظة رهينة صراع الخونة وأدوات الاحتلال، ويهدد باستنزاف الموارد والثروات والحد من أي تقدم تنموي.

ومع استمرار تحشيد المقاتلين الموالين للاحتلال، وتوسع رقعة النزاع على النفوذ والثروة، يبدو المستقبل مفتوحاً على كل الاحتمالات، من صدام مسلّح واسع إلى إعادة رسم خارطة السيطرة الإقليمية، وسط استمرار استغلال العدو الصهيوني لحالة الانقسام والفوضى لتوسيع نفوذه في البحر الأحمر وخليج عدن، وبالتالي فإن توحيد الجبهة الداخلية والمقاومة ضد أطماع الاحتلال وأدواته أصبح أولوية قصوى لحماية حضرموت ومواردها، وتجنب الانزلاق نحو سيناريوهات مدمرة داخل المحافظات اليمنية الشرقية.

جبهة جديدة باتجاه مارب

وفي سياق متصل، برزت خلال الساعات الماضية معطيات جديدة تكشف عن ترتيبات تقودها الفصائل الممولة إماراتيًا في الساحل الغربي لفتح جبهة باتجاه مدينة مارب، آخر معاقل حزب “الإصلاح” في الشمال، في خطوة تعكس اتساع مساحة التوتر بين أبوظبي والرياض داخل اليمن.

ووفق ما أعلنه الصحفي السعودي المقرّب من الاستخبارات علي العريشي، فإن طارق صالح بدأ بالفعل رفع لافتات وشعارات في مدينة المخا تحمل إيحاءات مباشرة بقرب الهجوم على مارب، أبرزها شعار: “من المخا إلى مارب… وطن واحد لا يتجزأ”.

التحركات تأتي في وقت تدفع فيه الإمارات بثقلها العسكري، بالتوازي مع اشتعال التوترات في حضرموت، خصوصًا في الهضبة النفطية، حيث اندلعت اشتباكات بالوكالة دفعت السعودية لإرسال تشكيلات درع الوطن لمحاولة احتواء الموقف.

ويرى مراقبون أن هذا التوقيت، كما تشير المعطيات، لا يبدو عابرًا، فالتصعيد الإماراتي يتزامن مع انشغال الرياض بأزمات متفاقمة داخل مناطق نفوذها، ومع تنافس محموم على الجغرافيا والموارد والنفوذ، بما قد يفتح الباب أمام جولة جديدة من الصراع داخل معسكر التحالف، في مشهد يؤكد هشاشة ترتيباته وعمق التباينات بين مكوّناته.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: فی وادی

إقرأ أيضاً:

الى اين يتجه الصراع في حضرموت..ومن المستفيد؟

بسب المصادر دخلت محافظة حضرموت المحتلة نفقاً مظلماً بعد اتساع رقعة التصعيد العسكري والسياسي بين أدوات العدوان، وذلك بعد أن قام مقاتلون موالون للاحتلال والمدعومون سعودياً باقتحام منشآت شركة بترومسيلة في وادي المسيلة والسيطرة عليها، ما قلب موازين القوى وأطلق شرارة صراع مفتوح داخل المحافظة النفطية الأهم شرق اليمن.

واندلعت، الأحد، اشتباكات عنيفة في هضبة حضرموت بين عناصر من مليشيات الدعم الأمني التابع للمجلس الانتقالي الموالي للإمارات ومليشيات حماية حضرموت الموالية للسعودية.

ووفق مصادر اعلامية فأن الاشتباكات تأتي في سياق الصراع المحتدم بين المليشيات الموالية للإمارات والسعودية على النفوذ في الهضبة النفطية الاستراتيجية.

وتحدثت المصادر عن وقوع قتلى وجرحى بين المليشيات الإماراتية المهاجمة، فيما لم ترد أي مواقف رسمية حول عدد الضحايا حتى اللحظة.

وتزامن اندلاع المعارك مع وصول محافظ المرتزقة الجديد، سالم الخنبشي، إلى مدينة المكلا، وسط خلافات حول التعيينات وتوترات سياسية قد تؤدي إلى تصاعد المواجهات بين مليشيات  التحالف في المحافظة.

وأكدت مصادر إعلامية الأحد، أن مقاتلين موالين للاحتلال نفذت عمليات انتشار واسعة داخل منشآت بترومسيلة، مصحوبة باشتباكات محدودة مع وحدات حماية الشركات، وأدت إلى إصابات في صفوف الجنود، حيث وصف قادة التشكيلات المنافسة ما حدث بأنه "تخريب ممنهج يهدد الأمن والاستقرار"، محذرين من أن استمرار هذا النهج قد يجرّ المحافظة إلى انفجار شامل في وادي المسيلة والمناطق المجاورة.

في المقابل، أصدرت قيادات أخرى من الموالين للاحتلال والمدعومين إماراتياً بيانات شديدة اللهجة، اعتبرت تحرك المجموعات المهاجمة اعتداءً صارخاً وتهديداً حقيقياً لأمن حضرموت، وطالبت بالانسحاب الفوري، مؤكدة أن حماية المنشآت النفطية مسؤولية حصرية للقوات المكلفة رسمياً، محذرة القبائل من الانجرار خلف ما سمته "مغامرات شخصية" لخدمة أجندات خارجية.

وفي ذات السياق تمكن مقاتلي ما يسمى حلف قبائل حضرموت من صد محاولة تقدم نفذتها مجموعات من المقاتلين الموالين للإمارات المحتلة باتجاه منشآت وحقول النفط، قبل أن تتراجع الأخيرة إثر اشتباكات محدودة.

وأشارت المصادر إلى أن المنطقة تشهد الآن هدوءًا حذرًا في ظل استمرار تعزيزات الطرفين، فيما باشرت قوات حلف حضرموت بناء تحصينات جديدة استعدادًا لجولة قتال وشيكة بين أدوات الاحتلال، مصادر أخرى أكدت أن الهجوم كان مجرد عملية استطلاع قتالي من قبل "الانتقالي" لمعرفة مواقع الخصم وقدرته النارية، مرجحة عودتهم لشن هجوم جديد منسق خلال الساعات أو الأيام القادمة.

وبينما يدافع تحالف العدوان السعودي عن حاضنة المقاتلين الموالين له في وادي حضرموت، يبدو أن التشكيلات الإماراتية تسعى لفرض السيطرة على الساحل والوادي، ما يجعل الصراع داخلياً ومفتوحاً على مستوى التصعيد العسكري والسياسي، وفي الوقت ذاته واجهةً لصراع إقليمي.

وتزامن هذا التصعيد مع نشر تشكيلات أخرى من المقاتلين الموالين للاحتلال بعشرات النقاط العسكرية في سيئون ومحيطها، مع تمركز دبابات ومدرعات عند مداخل المدينة ومخارجها، في مؤشر واضح على رغبة هذه التشكيلات في تثبيت النفوذ ومنع أي تقدم للتشكيلات المنافسة.

مقالات مشابهة

  • على وقع نذر المواجهات.. الصحة توجه برفع الجاهزية في وادي حضرموت
  • صراع النفوذ والنفط يهدد استقرار حضرموت اليمنية
  • استعدادات عسكرية إماراتية لاسقاط المحافظة رقم (2) بعد حضرموت
  • الى اين يتجه الصراع في حضرموت..ومن المستفيد؟
  • العسكرية الثانية تعزز قواتها في هضبة حضرموت لحماية الشركات النفطية
  • حلف قبائل يفرض سيطرته الكاملة على آخر معاقل الانتقالي في هضبة حضرموت النفطية
  • اشتباكات تهزّ الهضبة النفطية في حضرموت والخنبشي يدعو للتهدئة
  • نائب وزير الصناعة السعودي يزور مصنع وادي النيل إشتيو لتصنيع فلاتر الغسيل الكلوي
  • حلف حضرموت: انتشار قواتنا في المسيلة لحماية الثروة النفطية ومنع أي تدخل خارجي (بيان)