58 عاماً من الجلاء والاستقلال
تاريخ النشر: 2nd, December 2025 GMT
58 عامًا على ذكرى الاستقلال المجيد الثلاثين من نوفمبر المجيد، عيد جلاء آخر جندي بريطاني من جنوب الوطن الغالي عقب فترة احتلال استمرت قرابة 129 عامًا، حيث توج الثوار الأحرار سفرهم النضالي الحافل بالبطولة والشجاعة والإقدام والتضحية والفداء بعد قيام ثورة الرابع عشر من أكتوبر 1963م، برحيل المستعمر البريطاني في 30 نوفمبر 1967م، ليبدأ اليمنيون في جنوب الوطن الغالي مرحلةً جديدةً من تاريخهم المعاصر، مرحلة عنوانها الجلاء والاستقلال التام عن الإمبراطورية التي قالوا بأنها لا تغيب عنها الشمس؛ لكثرة اتساع مساحتها وحدود مستعمراتها المترامية الأطراف، التي نجح اليمنيون في حجب أشعة شمسها وأجبروها على الغروب بعد ملاحم بطولية تشرئب لها الأعناق، ملاحم ما يزال أحفاد المستعمر البريطاني يستذكرون الويلات والمعاناة التي كابدها آباؤهم وأجدادهم خلال حقبة الاستعمار.
58 عامًا على الجلاء البريطاني والاستقلال اليمني الذي تحقق على أيدي كوكبةٍ من المناضلين الأحرار من أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية، وإلى جانبهم رفاق النضال والمقاومة من أبناء المحافظات الشمالية، حيث رسم اليمنيون لوحةً وحدويةً بديعةً في زمن التشطير والانفصال والتشظي، لوحةً شكّلت صفعةً قويةً للمستعمر البريطاني الذي اعتمد على سياسة “فَرِّقْ تَسُدْ”، والتي راهن عليها للحيلولة دون وحدة المقاومة والنضال اليمني في شمال الوطن وجنوبه، حيث وحَّد رفاق النضال والمقاومة صفوفهم وانطلقوا في ميادين
والمقاومة والنضال لمواجهة المحتل البريطاني دفاعًا عن الأرض والعرض والسيادة والكرامة، وتمكّنوا بفضل الله وعونه وتأييده من تطهير مناطقهم من دنس المحتل البريطاني البغيض، وتنفّسوا عَبَق الحرية والاستقلال.
وهاهم اليمنيون من أبناء المحافظات اليمنية الحرة اليوم بعد 58 عامًا من الاستقلال، يؤكّدون في العيد الوطني الـ 58 على خيار المقاومة والنضال، كخيارٍ وحيدٍ لتحرير الأراضي اليمنية المحتلة في المحافظات الجنوبية والشرقية من دنس المحتلين الجدد، خدام أمريكا وبريطانيا، ووكلائهم في المنطقة (السعودية والإمارات)، وذلك من خلال خروجهم المليوني الواسع الأحد الماضي في مسيرات (التحرير خيارنا والمحتل إلى زوال)، والتي أوصلوا من خلالها رسائل مباشرة للمحتلين الجدد، أكّدوا لهم من خلالها بأنه لا مقام لهم على الأرض اليمنية الطاهرة من صعدة إلى المهرة وسقطرى، وأن احتلالهم للمحافظات اليمنية سينتهي وأنهم إلى زوال بعون الله وتوفيقه وتأييده، ولن يدوم بقاءهم طويلًا، مهما استطالوا في عنجهيتهم وغطرستهم، ومهما أطلقوا العنان لمشاريعهم ومؤامراتهم ومخططاتهم الإجرامية الاستغلالية الاستيطانية.
كما جدّدوا دعوتهم لإخوانهم في المحافظات اليمنية المحتلة لاقتفاء أثر أجدادهم وآبائهم من المناضلين الأحرار، الذين ضربوا أروع الأمثلة في البطولة والشجاعة والتضحية والفداء وهم يقارعون المحتل البريطاني وهو في أوج قوته وسطوته العالمية، ولم يفُتّ ذلك من عضدهم، ولم يؤثر على مواقفهم النضالية، فلم ترتعد لهم فريصة، ولم تهتز من رؤوسهم شعرة وهم يواجهون هذه الدولة العظمى، وحريٌّ بهم اليوم أن يتحلّوا بذات الروح الوطنية في مقارعة المحتل السعودي والإماراتي وأدواتهما القذرة، وفاءً لتضحيات رواد النضال والمقاومة والكفاح المسلح من مناضلي 14 أكتوبر و30 نوفمبر، فهذا هو الدور المنوط بهم، وهذه هي المهمة التي يجب عليهم القيام بها، باعتبارها من أقدس الواجبات الدينية والوطنية التي لا مبرر لهم في التقاعس والتذمر عن أدائها وخصوصًا في ظل الظروف الراهنة التي تعيشها المحافظات المحتلة والتي لا تطاق على الإطلاق.
فهم من يمثلون المحافظات اليمنية الجنوبية المحتلة، وهم من يعوّل عليهم في صنع التغيير المنشود، وتحرير محافظاتهم من المحتلين الجدد وأذنابهم، أما من يرفعون أعلام المحتلين الجدد، ويرفعون صور حكامهم في مقرات أعمالهم ومواقعهم الرسمية، ويدينون لهم بالولاء والطاعة، ويأتمرون بأوامرهم، وينتهون بنواهيهم، ويسبّحون بحمدهم ليلًا ونهارًا، ويتسابقون على تقديم قرابين الولاء والطاعة لهم، ولا يتورعون في تمكينهم من قدرات وثروات ومقدرات البلاد مقابل أن يحوزوا على رضاهم، وتمكينهم من التربُّع على كراسي السلطة في تلكم المحافظات المحتلة؛ فهم أحقر وأتفه من أن ينصّبوا أنفسهم أوصياء أو وكلاء على المحافظات اليمنية الجنوبية، أو يقدموا أنفسهم على أنهم سفن النجاة وطوق الأمان للجنوب والجنوبيين.
خلاصة الخلاصة: المحافظات اليمنية الجنوبية المحتلة طاهرة، ولن تقبل بهؤلاء الخونة العملاء وأمثالهم من الأرجاس الأنجاس أن يمثلوها، أو أن يفرضوا عليها واقع الاحتلال الجديد، فلا مقام لهم فيها على الإطلاق، ومهما أرعدوا وأزبدوا فساعة الخلاص والحرية والتحرير منهم وأسيادهم الإماراتيين والسعوديين باتت وشيكةً جدًّا، وسيكون مصيرهم مصير المحتل البريطاني، الذي أنزل علم بلده وجر أذيال الهزيمة والعار، ولاذ بالفرار على متن طائراته المروحية، بعد أن شاهد جهنم على أيدي راجح لبوزة ورفاقه في النضال والمقاومة والكفاح المسلح.
وسيبقى نبض قلبي يمنيا، لن ترى الدنيا على أرضي وصيا.
والعاقبة للمتقين.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
44 مسيرة حاشدة في ذمار تأكيداً على التمسك بنهج الجهاد والتضحية للتحرر والاستقلال
الثورة نت / أمين النهمي
شهدت مديريات محافظة ذمار، اليوم، 44 مسيرة جماهيرية حاشدة، تأكيدًا على التمسك بنهج الجهاد والتضحية في سبيل التحرر والاستقلال ومواجهة الأعداء ومخططاتهم، تحت شعار “التحرير خيارنا .. والمحتل إلى زوال”.
ورددّ المشاركون في المسيرات شعارات مؤكدة على ثبات الموقف المساند لغزة وكل فلسطين والداعم لقضية الأمة المركزية “فلسطين”.
وأكدوا أن يوم الـ 30 من نوفمبر، سيظل خالداً في ذاكرة اليمنيين الأحرار الذين لا يقبلون الضيم والاستسلام، ويرفضون كل أشكال التبعية والوصاية، معلنين الاستعداد والجهوزية العالية لمواجهة أي جولة قادمة من الصراع مع الأعداء وأدواتهم.
وجدد بيان صادر عن المسيرات، التأكيد على الاستمرار في حمل راية الإسلام والجهاد كما حملها الأسلاف والآباء الكرام الأنصار والفاتحون بوعي قرآني وقيم عظيمة تجسّد الانتماء الإيماني الأصيل الذي عبر عنه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله بقوله “الإيمان يمان والحكمة يمانية”.
وشدد على عدم التخلي عن الجهاد أو التراجع عن المواقف المحقة والعادلة، وعدم ترك الشعب الفلسطيني ولا اللبناني ولا أبناء الأمة المظلومة فريسة للعدو الصهيوني، معتمدين على الله وواثقين به وبوعده الحق بزوال الكيان الصهيوني المؤقت.
ووجه البيان التهاني والتبريكات للسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي والرئيس مهدي المشاط والشعب اليمني جنوباً وشمالاً بمناسبة عيد الجلاء “ذكرى جلاء آخر جندي بريطاني من عدن”، بعد احتلال دام لما يقارب 128 عاماً شملت أنحاء واسعة من البلاد، مارس فيها المجرم البريطاني أبشع الجرائم.
وأوضح أن هذه المناسبة، تستحضر ذكرى الشهداء والأبطال ورموز الثورة المجيدة الذين خلّدوا أسماءهم بحروف من نور، وطردوا الإمبراطورية التي كانت توصف بأنها لا تغيب عنها الشمس، فغُيبت عنها الشمس ورحلت تجر أذيال الهزيمة بفضل الله.
وأشار البيان إلى أن الشعب وهو يُحيّي هذه المناسبة العظيمة يذكر كل طغاة الأرض، وفي مقدمتهم ثلاثي الشر الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي وأذيالهم من منافقي المنطقة، بأن الزوال هو النهاية الحتمية لكل محتل مهما طال أمده وتعاظمت قوته وسطوته وزاد طغيانه.
كما وجه البيان، رسالة للشعوب المظلومة في المنطقة والعالم بأن الشعوب قادرة على صناعة الانتصارات مهما كان ليل الاحتلال حالكاً وفارق القوة كبيراً وشاسعاً، إذا ما توفرت الإرادة والعزيمة والتوكل على الله والثقة به وتشابكت الأيدي وتوحدت الصفوف.
وأكد أن المناسبة تذكّر بعظمة البطولة والفداء التي جسدها الأبطال الأحرار الثوار الذين هزموا المحتل، كما تذكّر ببشاعة وقبح وخسة وخسران من خانوا الله ورسوله وأبناء شعبهم وأمتهم لصالح المحتل الكافر، وكانوا من أكبر العوامل التي ساعدته على الاحتلال والسيطرة وسهلت له مهمته.
ولفت البيان إلى أنه وفي نهاية المطاف هزم المحتل وزال ورحل وتحرر الشعب واستعاد كرامته وشرفه وأرضه، وخُلد الأحرار بأوسمة الشرف والثبات والوفاء، وبقي الخونة يلاحقهم عار الخيانة والخسة والسقوط ولعنات الأجيال وينتظرهم عذاب النار، وهو المصير الحتمي ذاته الذي ينتظر الغزاة والمحتلين الجدد.