الخرطوم تفتح الباب لوجود روسي دائم في البحر الأحمر
تاريخ النشر: 2nd, December 2025 GMT
كشف تقرير حصري لصحيفة وول ستريت جورنال أن الحكومة السودانية عرضت على روسيا إنشاء أول قاعدة بحرية لها في القارة الأفريقية، في خطوة قد تغيّر ميزان النفوذ في واحد من أهم الممرات البحرية العالمية.
وبحسب مسؤولين سودانيين تحدثوا للصحيفة، يشمل العرض اتفاقا يمتد 25 عاما يتيح لموسكو نشر ما يصل إلى 300 جندي و4 سفن حربية، منها سفن تعمل بالطاقة النووية، في بورتسودان أو منشأة بحرية أخرى على البحر الأحمر.
وترى الصحيفة أن الموقع يمنح روسيا موطئ قدم إستراتيجياً يطل مباشرة على خطوط التجارة المتجهة عبر قناة السويس، التي يمر عبرها نحو 12% من التجارة العالمية، مشيرة إلى أن وجودا كهذا سيمنح البحرية الروسية قدرة أكبر على مراقبة الملاحة، وتمديد عملياتها في البحرين الأحمر والمتوسط والمحيط الهندي، وهي قدرات تفتقر إليها حالياً بسبب محدودية موانئ الإمداد الدائمة.
ونسبت الصحيفة لمسؤول أميركي كبير تحذيره من أن وجود قاعدة روسية في بورتسودان أو ليبيا "قد يوسّع قدرة موسكو على استخدام القوة ويسمح لها بالعمل دون رادع"، في حين رأى اللواء المتقاعد مارك هيكس، القائد السابق للقوات الخاصة الأميركية في أفريقيا، أن القاعدة "تعزز مكانة روسيا الدولية وتوسع نفوذها".
في المقابل، تبحث القيادة العسكرية السودانية عن مصادر تسليح جديدة وسط حرب طاحنة ضد قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، وبحسب مسؤول سوداني، فإن البلاد تحتاج إلى منظومات دفاع جوي وأسلحة متقدمة، إلا أن "الدخول في صفقة مع روسيا قد يخلق مشكلات مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي".
وسيحصل السودان بموجب المقترح على أسلحة متطورة بأسعار تفضيلية، إضافة إلى وعود روسية بالاستثمار في قطاع التعدين، وخصوصاً الذهب الذي يعد أحد أهم موارد الخرطوم الاقتصادية، وفقا لما كشفته وول ستريت جورنال.
إعلانيأتي هذا التطور في ظل تراجع نفوذ موسكو في أفريقيا منذ تفكك مرتزقة فاغنر بعد تمرد مؤسسها ووفاته المفاجئة عام 2023، مما دفع الكرملين إلى البحث عن ترتيبات أكثر رسمية لتعزيز وجوده العسكري والاقتصادي.
وكانت روسيا قد دعمت في البداية قوات الدعم السريع واستفادت مقابل ذلك من الوصول إلى بعض مواقع الذهب، لكن تبدّل الاصطفافات دفعها لاحقاً للانحياز إلى حكومة الخرطوم، وفقا للصحيفة.
ومن ناحية أخرى، وجد المتمردون أن الدعم الروسي لهم لم يكن كافيا، فبادروا بإجراء اتصالات مع أوكرانيا، ويقول مسؤولون سودانيون ومتمردون إن ذلك دفع روسيا إلى التوجه نحو حكومة الخرطوم.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين حاليين وسابقين معنيين بالشأن السوداني قولهم إن إيران ومصر وتركيا زودت الجيش السوداني بمسيرات، لكن الخرطوم رفضت العام الماضي مقترحًا بإنشاء قاعدة بحرية تسيطر عليها طهران لتجنب عزلة قد تفرضها عليها واشنطن وتل أبيب، وفقًا لمسؤولين سودانيين.
وكانت الحرب السودانية قد اندلعت عام 2023 بين القوات السودانية بقيادة رئيس المجلس السيادي السوداني عبد الفتاح البرهان ونائبه السابق دقلو لتتحول بعد ذلك إلى صراع إقليمي مفتوح، إذ وفرت دول مختلفة دعماً عسكرياً للأطراف المتقاتلة.
وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، سيطرت قوات الدعم السريع على كامل إقليم دارفور وسط اتهامات واسعة بارتكاب مجازر كبيرة، ويقدّر دبلوماسيون عدد الضحايا بنحو 150 ألف قتيل ونزوح 12 مليون شخص بسبب القتال والمجاعة والمرض.
ويرى التقرير أن سعي الخرطوم لتثبيت اتفاق مع موسكو يعكس حاجتها الماسة لرافعة دولية جديدة، رغم إدراكها أن خطوة كهذه قد تزيد من تعقيد علاقاتها مع واشنطن وحلفائها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات
إقرأ أيضاً:
مواجهات عنيفة في بابنوسة
تستمر المواجهات العنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة بابنوسة غربي كردفان.
فقد أفادت مصادر العربية/الحدث، اليوم الأحد، بأن الجيش تصدى لهجوم جديد شنته قوات الدعم السريع على دفاعاته المتقدمة التابعة للفرقة 22 في بابنوسة.
كما أشارت إلى أن الدعم السريع استخدمت الطائرات المسيرة والقصف المدفعي على محيط مقر القيادة.
بينما رد الجيش بقصف مماثل استهدف مواقع تمركز الدعم السريع داخل المدينة.
أما في جنوب كردفان، فاتهم كل من تحالف “تأسيس” والحركة الشعبية شمال بقيادة عبد العزيز الحلو، الجيش بشن هجمات عبر طائرة مسيرة على منطقة كمو. وزعمت الجهتان في بيانات منفصلة أن الغارات تسببت في مقتل أكثر من أربعين شخصاً وإصابة آخرين.
وشهدت المحاور القتالية في جنوب كردفان تصعيداً مفاجئاً خلال الأيام الماضية من جانب قوات الدعم السريع وقوات الحركة الشعبية المتحالفة معها، حيث شنت قواتهما هجمات متتالية على حامية كرتالا شرقي كادوقلي على مدى ثلاثة أيام قبل أن يتمكن الجيش من صدها.
تعزيزات نحو منطقة القوز
فيما رصدت مصادر ميدانية للعربية/الحدث استمرار الدعم السريع في الدفع بتعزيزات عسكرية نحو منطقة القوز لتهديد مدينة الدلنج المحاصرة الواقعة شمال المنطقة، وذلك لمنع أي محاولة من الجيش لفك الحصار عنها.
في حين تتواصل معاناة النازحين غرب الفاشر بإقليم دارفور، لا سيما في مدينة طويلة حيث لا تزال عشرات الأسر في العراء داخل مخيمي دبة نايرة وطويلة العمدة وسط مناشدات مستمرة لتوفير الخيام والغذاء والدواء.
وتُعد بابنوسة آخر معاقل الجيش في ولاية غرب كردفان، وتقع على طريق سريع يربط المنطقة بدارفور، حيث خسر الجيش الشهر الماضي آخر قاعدة له في مدينة الفاشر.
يذكر أن إقليم كردفان الذي يقسم إلى 4 مناطق أو ولايات (شمال، وجنوب، وشرق، وغرب) يربط العاصمة الخرطوم ووسط السودان بإقليم دارفور، ما يجعله محوراً لخطوط الإمداد العسكرية، وبالتالي فإن السيطرة العسكرية على مدن مهمة فيه مثل الأبيض وغيرها تمنح الجهة المسيطرة القدرة على التحكم بطرق الإمداد نحو العاصمة ودارفور، ما جعل المعارك تحتدم فيه مؤخراً بين الجيش وقوات الدعم السريع.
ومن أصل 18 ولاية بعموم البلاد، تسيطر “قوات الدعم السريع” حالياً على جميع ولايات إقليم دارفور الخمس غرباً، عدا بعض الأجزاء الشمالية من ولاية شمال دارفور التي لا تزال في قبضة الجيش، الذي يسيطر على معظم مناطق الولايات الـ13 المتبقية في الجنوب والشمال والشرق والوسط، بينها العاصمة الخرطوم.
العربية نت
إنضم لقناة النيلين على واتسابPromotion Content
أعشاب ونباتات رجيم وأنظمة غذائية لحوم وأسماك
2025/11/30 فيسبوك X لينكدإن واتساب تيلقرام مشاركة عبر البريد طباعة مقالات ذات صلة محلية الخرطوم تشهد تخريج 650 من مستنفري المقاومة الشعبية2025/11/30 وزارة الصحة: إكتمال رقمنة خدمات نقل الدم في البحر الأحمر والقضارف2025/11/30 بيان توضيحي حول مزاعم تزوير جديدة نُسبت إلى وزارة الثقافة والإعلام والسياحة2025/11/30 وزير الصحة يشهد اداء القسم الطبي لممارسي المهن الطبية والصحية2025/11/30 وزير الصحة المكلف بالخرطوم يزور مستشفى الخرطوم للأورام2025/11/30 والي كسلا يحذر من ظاهرة تنامي خطاب الكراهية عبر الوسائط الاعلامية2025/11/30الحقوق محفوظة النيلين 2025بنود الاستخدامسياسة الخصوصيةروابطة مهمة فيسبوك X ماسنجر ماسنجر واتساب إغلاق البحث عن: فيسبوك إغلاق بحث عن