السودان بين الحرب والسلام: تساؤلات مشروعة ومشاعر متضاربة

محمد الأمين عبد النبي

يثير المشهد السوداني الراهن تساؤلات متتالية حول مصير السودان، ومشاعر متناقضة من الحزن على دماء أُريقت ولا تزال تُراق، وأموال وممتلكات نُهبت، وبنية تحتية دُمّرت، ونسيج اجتماعي مُزّق بخطاب عنصري، ووطن على شفا جرف هارٍ من التفكك والتشظي، دون مبرر مقنع أو هدف وطني في حرب عبثية على حد وصف القائد العام للجيش السوداني، تقترن بها مشاعر قلق يثيرها الخوف مما قد تؤول إليه الأوضاع التي لا تزال هشة وغير مستقرة ومفتوحة على كل السيناريوهات.

ورغم ما تنطوي عليه هذه التساؤلات المشروعة والمشاعر المتشائمة، فإنها لا تستطيع أن تحجب مشاعر الأمل بقرب وقف الحرب والتفاؤل الذي يغذي السلام والاستقرار، وبواعث التفاؤل هي ذاتها دواعي القلق، إذا ما نجحت خطة الرباعية واستجاب المتحاربون لصوت العقل وتوحدت الإرادة الوطنية السودانية كمداخل تفتح الطريق نحو مشروع وطني.

إن قراءة مشهد الحرب والسلام في السودان تتطلب استحضار أسباب الحروب وطبيعتها وتحولاتها، ومبررات حالة الانقسام والاستقطاب في الحياة السياسية التي يقف وراءها التفكير الشمولي “فرّق تسد”، وأبسط مبرر لاستمرار احتكار السلطة والعسكرة هو القول بأن المدنيين غير متفقين، وبالتالي فإن أي حل للأزمة يستوجب تقارب القوى المدنية، وقد أثبتت مقاربات التسوية أحادية الجانب أو الثنائية فشلها، كما أن تأثير التدخل الإقليمي والدولي على تأجيج هذا الصراع وتغذيته قائم، وعليه فإن البحث عن إيجاد مقاربة للحل لا بد ان تراعي الواقع وتصنع معادلة توازن بين القوى الوطنية والخارجية التي يمكن أن تخرج البلاد من أزمتها، وتسهم في تحقيق الاستقرار وبناء الدولة.

لقد أفرزت تداعيات الحرب عواقب كارثية في الوقت الذي تتنازع فيه الساحة السياسية على سرديتين: الأولى يتبناها دعاة استمرار الحرب، والتي تدور حول أن هناك مؤامرة تتعرض لها البلاد تشارك فيها قوى محلية وإقليمية ودولية، وهذه كلمة حق يُراد بها باطل تخفي وراءها العودة الكاملة للنظام المباد. والثانية تتبناها القوى المدنية الديمقراطية التي تدعو لوقف الحرب وتحقيق السلام، والتي تدور حول تفكيك بنية خطاب الحرب وخطله وما وراءه، وتقدم خطابًا موازيًا يدعو للحل السياسي للأزمة السودانية.

في ظل احتدام الصراع بين السرديتين فالمشهد السياسي الراهن ما زال ملتبساً لعدة أسباب:
السبب الأول: أن قيادة الجيش ما زالت مترددة بين اتخاذ القرار الصحيح لصالح الشعب السوداني بوقف الحرب اليوم قبل الغد أو استمرارها لصالح مشروع الإسلامويين، ولعل مكمن التردد يعود لرغبة قيادة الجيش نفسها في الحكم من ناحية وسيطرة الإسلامويين على قيادة الجيش من ناحية أخري.
السبب الثاني: أن القوى المدنية رغم اتفاقها على وقف الحرب وضرورة معالجة الأوضاع الإنسانية الكارثية إلا أنها لا تملك تصوراً موحداً للعملية السياسية والنهاية المرجوة، وحتى الآن هناك تباين حول ملفات الإصلاح الأمني والعسكري والأزمة الاقتصادية وإدارة الانتقال وأسس العقد الاجتماعي والهوية الجامعة وطبيعة الدولة ونظام الحكم.
السبب الثالث: إصرار المتحاربين وحلفائهم على تسوية سياسية تمكنهم من السلطة وتقاسم الثروة، وهذا يعكس وهماً لا يستند إلى أي أساس موضوعي، فقد جرب السودان هذا النوع من التسوية التي أفرزت حكماً ثنائياً، وآخرها نيفاشا التي مهدت لانفصال الجنوب وأعادت الحرب في كل مناطق السودان، وأعتقد أن إصرار أي من الطرفين على تنفيذ شروطه كاملة أو التمسك باستراتيجية المواجهة والاستئصال المتبادل هو بالضبط الوصفة السحرية لتقسيم السودان.
السبب الرابع: رغم الانتباه الإقليمي والدولي بما يجري في السودان إلا أن الواقع يؤكد أن التعامل مع الأزمة ما زال في إطار إدارتها وليس حلها، وذلك بسبب تعارض المصالح وصراع النفوذ، وبالتالي فإن تنسيق المواقف وإدارة المصالح في إطار التوازن الإقليمي والدولي دون الإخلال بسيادة الدولة ومصالحها أصبح مهمة لا تقبل التأجيل، بما لديها من تأثير في تأخير وقف الحرب بل وتأجيجها بدعم طرفي الحرب بصورة مستمرة.
السبب الخامس: تصدير خطابين للرأي العام السوداني والإقليمي والدولي باستمرار الحرب والموافقة على الهدنة، ما بين التمسك بالحسم العسكري والتعبئة في مواجهة مؤامرة خارجية، وبخارطة الطريق التي سُلّمت للأمين العام للأمم المتحدة، والترحيب بالدور الأمريكي والسعودي. ففي مقاله بصحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، وصف البرهان تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب عقب لقائه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في واشنطن بأنها إيجابية ومشجعة. الخطاب السياسي لقيادة الجيش يحمل تناقضات واضحة، إذ رحب بالجهود الأميركية لكنه وضع شروطاً اعتبرها تعجيزية مثل تفكيك الدعم السريع ابتداءاً، وهو مطلب مرتبط بعملية التفاوض نفسها يصعب تحقيقه دون خارطة طريق للسلام، كما أن الرفض المستمر لمساعي الهدنة إلا بعد تحقيق كافة الشروط يتجاهل التكلفة البشرية والاقتصادية الباهظة للحرب وزيادة مأساة ومعاناة السودانيين.

لذا لا حل للمعضلة الراهنة إلا بتوافر استراتيجية تمرحل واضحة تقوم على:
أولاً: إقرار الهدنة الإنسانية فوراً وفق “إعلان” وليس “اتفاق” لتعثر التفاوض المباشر ولتضارب المصالح، تنص على توقف العمليات العسكرية والتدابير العدائية في كل المناطق، التراجع وسحب القوات والأسلحة من المناطق المختلف عليها، إنشاء مناطق آمنة للمدنيين وإتاحة الوصول الآمن للإغاثة، التعاون بين الأطراف المتحاربة لتسهيل إدخال وتوزيع المساعدات الإنسانية، ضمان الالتزام بحقوق الإنسان والحفاظ على الأمن الشامل للمدنيين والمدن المتضررة، تشكيل لجنة مراقبة لضمان احترام جميع شروط الهدنة المتفق عليها، فالهدنة مدخل أساسي لبناء الثقة والانخراط في التفاوض وتقديم المساعدات الإنسانية وترسيخ المسار السياسي.
ثانياً: رعاية مفاوضات وقف دائم لإطلاق النار والترتيبات الأمنية، وبناء جيش مهني قومي واحد ينهي تعدد الجيوش ويضبط العلاقة المدنية العسكرية وينأى بالجيش عن السياسة والاقتصاد، وتوفير الضمانات اللازمة والتمويل لإعادة بناء وتطوير المؤسسة العسكرية.
ثالثاً: ابتدار عملية سياسية عبر حوار مائدة مستديرة للاتفاق على قضايا المشروع الوطني التي تتمثل في الهوية وطبيعة الدولة ونظام الحكم والاقتصاد وإزالة المظالم التاريخية والمعاصرة وبناء عقد اجتماعي جديد وترتيبات إعادة تأسيس الدولة وفق المواطنة المتساوية، والاتفاق على إعلان سياسي لإدارة الفترة التأسيسية الانتقالية يمكّن من إجراء انتخابات حرة لاختيار من يحكم السودان بتفويض شعبي.

بالتأكيد إن هذا المسار السياسي له متطلبات لازمة تتمثل في:
أولًا: أن الأولوية في المرحلة الراهنة يجب أن تتركز على وقف إطلاق النار ومجابهة الكارثة الإنسانية، وإن الضرورة تقتضي إعلان هدنة لأغراض إنسانية وليست لها صفة سياسية، وذلك بممارسة الضغوط اللازمة والتشجيع للطرفين بالاستجابة الفورية. وفي هذا الإطار فإن نجاح التوصل إلى هدنة وقف إطلاق النار يتطلب أن يقوم كل طرف بمسؤولياته، وتحديداً الجيش بالتوقف عن سياسة المراوغة والتعنت ووضع شروط تعجيزية بهدف إفشال مساعي الرباعية، وأيضاً على الدعم السريع تنفيذ التزامه بالهدنة بالأفعال وليس الأقوال ووقف التصعيد بخطوات حقيقية على الأرض.
ثانياً: الكف عن خطاب الكراهية والعنصرية التي تغذي استمرار الحرب، ونشر قيم السلام والتضامن الوطني، وضبط القوات المتحالفة مع الطرفين وحمل السلاح، ومحاصرة التحريض بالقول أو الفعل على إشعال فتيل الفتنة التي تهدد تماسك النسيج الاجتماعي والثقافي.
ثالثاً: تمثل خطة الرباعية فرصة لتوحيد كافة الجهود والمبادرات الإقليمية والدولية، وعلى المنظمات الإقليمية والدولية (الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والإيقاد والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي) الانخراط في صيغة تنسيقية مع الرباعية والدول ذات المصلحة في وقف الحرب لبناء شراكة اقليمية ودولية لاحلال السلام في السودان تراعي السيادة والمصلحة الوطنية.
رابعاً: تطوير الحوارات والنقاشات غير الرسمية بين القوى المدنية إلى رؤية سودانية استراتيجية على ضوء خطة الرباعية لرسم خارطة طريق سياسية تعزّز العمل المشترك وفق صيغة توافقية تعالج القضايا العالقة انطلاقًا من فقه الأولويات، باعتبار أن النجاح في ممارسة التوافق السياسي يمثل بداية الوعي بأن الوطن يتسع للاختلاف والتنوّع، وأن المواطنة لا يسقطها الاختلاف في الرأي والمواقف. ولا بد أن ينطلق نقاش هادئ في مائدة مستديرة يعالج جذور الأزمة ويقدّم رؤية لمرحلة ما بعد انتهاء الحرب، وهذا يتطلب عقلاً مفتوحاً لحوار شفاف يقدّم المصلحة العليا للوطن على المصالح الضيقة.

الوسومالسودان بين الحرب والسلام تساؤلات مشروعة تغذية الصراع محمد الأمين عبد النبي مشاعر متضاربة مشهد الحرب

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: السودان بين الحرب والسلام تساؤلات مشروعة تغذية الصراع مشاعر متضاربة مشهد الحرب

إقرأ أيضاً:

تدخل ترامب في السودان سلاحٌ ذو حدّين

ترجمة: بدر بن خميس الظفري

أعادت الزيارة الأخيرة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن تسليط الضوء على أحد أبرز الملفات التي يواجهها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وهو الحرب في السودان.

ورغم أن البيت الأبيض أعلن منذ فترة طويلة اهتمامه بالتعقيدات السودانية ـ وخاصة الحرب الدائرة منذ أبريل 2023 بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع ـ إلا أن هذا الاهتمام يبدو أنه ازداد بعد زيارة الأمير محمد بن سلمان.

يمثّل الأمن القومي في البحر الأحمر أولوية قصوى بالنسبة للولايات المتحدة، إذ تستمر سياساتها في التشكل وفقًا لمقاربات مكافحة الإرهاب وتحقيق الاستقرار الإقليمي. سبق لواشنطن أن حذّرت من أن الحرب في السودان تشكّل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي الأمريكي.

من جهتها، سعت وزارة الخارجية الأمريكية إلى تمهيد الطريق لعملية السلام، بما في ذلك عدة جولات تفاوضية تكللت مؤخرًا بدفع دبلوماسي من المجموعة الرباعية - الولايات المتحدة والسعودية ومصر والإمارات - بهدف إنهاء الحرب.

أما تصريح ترامب الذي قال فيه: إن «الحرب في السودان لم تكن ضمن أولوياتي» قبل طلب ولي العهد السعودي تدخله، فيبدو أنه تغيير استراتيجي بسيط وتعبير عن تقدير لولي العهد. ويمكن أن يسعى ترامب أيضًا إلى تقديم الأمير محمد بن سلمان زعيمًا إقليميّا قادرا على الوساطة، وشريكا يمكن لواشنطن الاعتماد عليه.

هذا الموقف يعكس دعم ترامب لدور سعودي أوسع في الدبلوماسية الإقليمية، وينسجم مع اهتمامه الأعم بجهود بناء السلام حول العالم.

وتصاعد الانخراط الأمريكي منذ ذلك التصريح؛ فقد تحدث وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو هاتفيًا مع وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد، في إشارة إلى تعمّق الانخراط الأمريكي وتنسيقه المستمر مع شركاء الرباعية.

لكن هذا الانتباه المتأخر يأتي في مرحلة حرجة للغاية، إذ وصفت الأمم المتحدة مرارًا السودان بأنه يواجه واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم. ربما كان التدخل المبكر قادرًا على إنقاذ الأرواح - خصوصًا خلال سقوط الفاشر بيد قوات الدعم السريع - وتجنّب الفظائع ضد المدنيين، والتخفيف من حدة الكارثة الإنسانية الحالية بما فيها نقص مياه الشرب والغذاء، وانهيار البنية الأساسية، والنزوح الواسع.

غالبًا ما يُشار دوليًا إلى السودان على أنه «الحرب المنسية»، إذ ظلت أولويات القوى الكبرى تتجاهله. وقد يرفع دخول ترامب على خط الوساطة مستوى الاهتمام الدولي مؤقتًا، قبل أن يتراجع مجددًا.

رحّب مجلس السيادة السوداني، برئاسة عبد الفتاح البرهان، سريعًا بجهود السعودية وتصريحات ترامب بعد أسابيع من رفض ضمني لمبادرة وقف إطلاق النار الإنسانية المقترحة من الرباعية.

ربما يعود هذا التغيير إلى الارتقاء بمستوى العملية السياسية تحت إشراف ترامب المباشر، أو ربما لضمانات قُدمت للبرهان خشية ردود فعل داخلية.

بعد منشور البرهان على منصة «إكس»، الذي شكر فيه السعودية والولايات المتحدة، بدا أن حالة الاستقطاب بدأت بالانحسار قليلًا، إذ أعرب أنصار الجيش - ومنهم علي كرتي الأمين العام للحركة الإسلامية السودانية - عن أمل جديد في الاستقرار والسلام.

أما قوات الدعم السريع، فرحبت بالتدخل الأمريكي، لكنها اتهمت «الجهات التي تتحكم في قرار الجيش» بعرقلة السلام، مؤكدة رغبتها في معالجة جذور الأزمة وبناء «سودان جديد».

لكن المشهد تغيّر مرة أخرى، عندما أعلن البرهان أن السودان لا يمكنه قبول مبادرة الرباعية، واصفا إياها بأنها «الأسوأ حتى الآن». وبعدها بيوم، أعلن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) موافقته على وقف فوري لإطلاق النار لمدة ثلاثة أشهر، وقال: «نأمل أن تقوم دول الرباعية بدورها في دفع الطرف الآخر للتجاوب مع هذه الخطوة».

ما الذي سيحدث لاحقًا؟

لا يزال المشهد ضبابيًا. من غير الدقيق افتراض أن التفاهم السعودي - الأمريكي سيغيّر أساس خارطة الطريق التي وضعتها الرباعية بدعم من البيت الأبيض. ومع ذلك، قد يسرّع تدخل ترامب في تنفيذ الاتفاق دون أن ينحاز لطرف محدد أو يخدم حسابات سياسية داخلية. ومهما يحدث على المدى القريب، فالتحديات المقبلة في طريق السلام في السودان كبيرة للغاية.

قد تتمكن القوى المستفيدة من الحرب من الصمود في وجه كل مبادرات السلام. صحيح أن شكر البرهان يشكّل لحظة دبلوماسية نادرة، لكنه لا يلغي المصالح الراسخة أو دعم أطراف خارجية موّلت الصراع لسنوات في سياق صراع إقليمي على النفوذ. كما أن فرض السلام سيكون معقدًا؛ فقد ينهار وقف إطلاق النار دون مراقبة مستقلة، وقد تؤدي الخروقات إلى تآكل الثقة الهشة بسرعة. أما إمكانية تشكيل حكومة مدنية فتبقى محل صراع شديد، وإذا اعتُبرت مفروضة من الخارج، فقد تُرفض شعبيًا.

حتى إنْ أيّد الجمهور عملية السلام، يمكن للمقاومة المستترة - من تدفقات السلاح إلى التحالفات الخفية - أن تُفشل المسار برمته. وإذا صمد وقف إطلاق النار، فقد يفتح نافذة إنسانية ضرورية، تتيح إيصال المساعدات وإنقاذ الأرواح وتعزيز الثقة تدريجيًا. ويمكن أن يمهّد انتقال موثوق نحو الحكم المدني لتغيير حقيقي في سردية مستقبل السودان.

كما يمكن للرباعية ممارسة ضغط جماعي لاستخلاص تنازلات جوهرية من أطراف النزاع.

مع ذلك، قد تبقى الهياكل الأساسية للقوة على حالها، بما فيها شبكات السيطرة العسكرية والتمويل والتسليح، واستمرار تهميش المجتمع المدني. وقد لا يكون وقف إطلاق النار سوى محطة مؤقتة سرعان ما تتلاشى عند بدء المفاوضات السياسية.

في نهاية المطاف، يظل تدخل ترامب سلاحًا ذا حدّين: يمنح وزنًا سياسيًا وزخمًا دبلوماسيًا، لكنه يعرّض مستقبل السودان لخطر الارتهان لحسابات جيوسياسية تبادلية. يمثل موقف البرهان العلني فرصة مهمة، لكن النجاح يتطلب آليات صارمة للرقابة والتنفيذ، وانتقالًا شاملًا يستند إلى الإرادة السودانية، وضمانات موثوقة.

وإذا جرى استثمار هذه اللحظة، فقد يلمح السودان أخيرًا مستقبلًا مدنيًا. وإن ضاعت، فقد تنقلب مرة أخرى إلى مأساة جديدة.

أسامة أبوزيد باحث مختص في قضايا التنمية والحوكمة

الترجمة عن موقع ميدِل إيست آي.

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني: الهدنة مناورة وبابنوسة تحت القصف
  • محافظ بنك السودان المركزي تعلن قرار مهم للبنك لأول مرة منذ إندلاع الحرب
  • عاجل | القناة 12 الإسرائيلية: قوات الجيش تقتل منفذ عملية الدهس التي وقعت قرب الخليل وأدت إلى إصابة مجندة
  • السودان: «الدعم السريع» تتهم الجيش بالهجوم على مواقعها في بابنوسة
  • السودان.. الدعم السريع يدخل آخر معاقل الجيش في بابنوسة
  • تدخل ترامب في السودان سلاحٌ ذو حدّين
  • الجيش الملكي: الفئة التي أحدثت شغب أمام الأهلي لا تنتمي لنا.. ونشكر مصطفى شوبير
  • «عقار» يجدد دعوة الاستنفار ويؤكد عدم رغبة الجيش في السلطة
  • مؤرخ فرنسي يوثق بالأدلة دعم “إسرائيل” لسرقة المساعدات الإنسانية في غزة