الأنظمة الغذائية الغنية بالبوليفينول تحسن صحة القلب
تاريخ النشر: 2nd, December 2025 GMT
توصلت دراسة بريطانية إلى أن الأشخاص الذين يستهلكون بانتظام أطعمة ومشروبات غنية بالبوليفينول، مثل الشاي والقهوة والتوت والكاكاو والمكسرات والحبوب الكاملة وزيت الزيتون، يتمتعون بصحة قلب أفضل على المدى الطويل.
وأظهر البحث، الذي أجرته كلية كينجز لندن، أن الأشخاص الذين يلتزمون بشكل أكبر بالأنماط الغذائية الغنية بالبوليفينول لديهم خطر أقل للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
البوليفينول هي مركبات طبيعية موجودة في النباتات، وترتبط بفوائد صحية متنوعة، بما في ذلك تحسين صحة القلب والدماغ والأمعاء.
ووجدت الدراسة، التي نُشرت في مجلة "بي إم سي ميديسين" (BMC Medicine) وكتب عنها موقع يوريك أليرت، والتي تابعت أكثر من 3100 بالغ لأكثر من عقد من الزمان، أن الأنظمة الغذائية الغنية بمجموعات محددة من البوليفينول كانت مرتبطة بمستويات ضغط دم وكوليسترول صحية، مما ساهم في انخفاض درجات خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
ولأول مرة، حلل الباحثون أيضا عددا كبيرا من المستقلبات في البول التي يتم إنتاجها عندما يكسر الجسم البوليفينول.
وأكدت هذه المؤشرات الحيوية أن الأفراد الذين لديهم مستويات أعلى من مستقلبات البوليفينول -وخاصة تلك المشتقة من مجموعات محددة من البوليفينول والفلافونويد والأحماض الفينولية- لديهم درجات خطر أقل للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. كما كان لديهم ارتفاع في كوليسترول البروتين الدهني عالي الكثافة، والمعروف أيضا باسم الكوليسترول "الجيد".
واستخدمت الدراسة درجة غذائية للبوليفينول "بي بي إس" (PPS) تم تطويرها حديثا لتسجيل تناول 20 طعاما رئيسيا غنيا بالبوليفينول يتم استهلاكها بشكل شائع في المملكة المتحدة، بدءا من الشاي والقهوة وصولا إلى التوت وزيت الزيتون والمكسرات والحبوب الكاملة.
وأظهرت هذه النتيجة ارتباطا أقوى بصحة القلب والأوعية الدموية مقارنة بتقديرات إجمالي تناول البوليفينول، ويرجع ذلك على الأرجح إلى أنها تعكس الأنماط الغذائية العامة بدلا من المركبات الفردية. وتشير هذه النتيجة إلى أن دراسة النظام الغذائي ككل تقدم صورة أدق لكيفية عمل الأطعمة الغنية بالبوليفينول معا لدعم صحة القلب على المدى الطويل.
إعلانوقالت البروفيسورة آنا رودريغيز-ماتيوس، كبيرة الباحثين وأستاذة التغذية البشرية في كلية كينجز كوليدج لندن: "تظهر نتائجنا أن الالتزام طويل الأمد بالأنظمة الغذائية الغنية بالبوليفينول يمكن أن يبطئ بشكل كبير من ارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مع تقدم العمر. حتى التحولات الصغيرة والمستمرة نحو أطعمة مثل التوت والشاي والقهوة والمكسرات والحبوب الكاملة قد تساعد في حماية القلب بمرور الوقت".
وأضاف الدكتور يونغ لي، المؤلف الرئيسي للدراسة: "يقدم هذا البحث دليلا قويا على أن تضمين الأطعمة الغنية بالبوليفينول بانتظام في نظامك الغذائي يعد طريقة بسيطة وفعالة لدعم صحة القلب. تتوفر هذه المركبات النباتية على نطاق واسع في الأطعمة اليومية، مما يجعلها إستراتيجية عملية لمعظم الناس".
لاحظ الباحثون أنه في حين أن خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية يزداد بشكل طبيعي مع التقدم في السن، فإن تناول كميات أكبر من البوليفينول ارتبط بتباطؤ تفاقم الخطر خلال فترة المتابعة التي استمرت 11 عاما. كما أكدوا ضرورة إجراء دراسات مستقبلية للتدخلات الغذائية للتحقق من صحة هذه الارتباطات.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات بأمراض القلب والأوعیة الدمویة الغذائیة الغنیة صحة القلب
إقرأ أيضاً:
ورشة عمل حول أخلاقيات الذكاء الاصطناعي في التعليم والصحة
مسقط- الرؤية
شاركت جامعة التقنية والعلوم التطبيقية ممثلةً في كرسي الإيسيسكو لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي في فعالية مشتركة مع كرسي اليونسكو للذكاء الاصطناعي بجامعة السلطان قابوس، تمثلت في تنظيم تجمع علمي وورشة عمل متقدمة حول أخلاقيات الذكاء الاصطناعي في التعليم والصحة، وذلك خلال يومي 30 نوفمبر و1 ديسمبر 2025م في جامعة السلطان قابوس، حيث تهدف الفعالية إلى تعزيز الوعي المجتمعي والمؤسسي بأهمية ضبط استخدام الذكاء الاصطناعي وفق أسس أخلاقية متينة، وتطوير أطر عمل وطنية تتماشى مع القيم الإنسانية والمبادئ العلمية.
وجاءت مشاركة جامعة التقنية والعلوم التطبيقية لتعزيز الحوار الوطني حول الاستخدام المسؤول للتقنيات الحديثة، ودعم جهود سلطنة عمان في بناء منظومة أخلاقية واضحة تحكم تطبيقات الذكاء الاصطناعي المتسارعة في مختلف القطاعات.
وشهد اليوم الأول من الفعالية تنظيم ورشتي عمل متزامنتين شارك فيهما عدد من الأكاديميين والباحثين والمهنيين والطلبة.
وقدم الدكتور مصعب الراوي، مدير كرسي الإيسيسكو لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي بجامعة التقنية والعلوم التطبيقية، ورشة بعنوان "من الرؤية إلى الإطار الأخلاقي للمؤسسة"، تناول فيها كيفية الانتقال من المبادئ العامة لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي إلى سياسات عملية قابلة للتطبيق في المؤسسات التعليمية.
وركزت الورشة على أهمية تعزيز الشفافية في استخدام الأنظمة الذكية، وضمان حماية خصوصية الطلبة، وبناء قواعد واضحة للاستخدام المسؤول لأدوات الذكاء الاصطناعي في التدريس والتقييم والبحث العلمي، بما يضمن إيجاد بيئة تعليمية قائمة على النزاهة والموثوقية.
وفي السياق ذاته، قدّمت البروفسورة فانيسا نورك، رئيسة كرسي اليونسكو EVA للأخلاقيات بجامعة كوت دازور الفرنسية، ورشة متخصصة حول مفهوم "الأخلاقيات بالتضمين والتصميم"، تطرقت فيها إلى كيفية دمج الأخلاقيات في المراحل المبكرة من تصميم الأنظمة الذكية، بحيث تكون مبادئ الأمن والخصوصية والإنصاف جزءًا أصيلًا من البنية التقنية نفسها.
كما استعرضت خلال الورشة نتائج المشروع الأوروبي "Miracle"، الذي يركز على تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المجالات الصحية مع مراعاة الجوانب الأخلاقية للتشخيص الآلي وإدارة بيانات المرضى، إضافة إلى الإشكاليات المرتبطة بالقرارات الخوارزمية والاعتبارات الأخلاقية المصاحبة لها.
وفي اليوم الثاني، تتواصل الفعالية بعقد تجمع علمي وجلسات حوارية موسعة احتضنتها قاعة المعرفة بجامعة السلطان قابوس، تبدأ بكلمة افتتاحية للبروفيسور عبد الناصر حسين، رئيس كرسي اليونسكو للذكاء الاصطناعي. وتتضمن الجلسات مناقشات متعمقة حول أخلاقيات الذكاء الاصطناعي في التعليم، ورؤى حول مستقبل التعلم المرتبط بالتقنيات الذكية والتحديات التي تواجه المؤسسات الأكاديمية في ضمان النزاهة والعدالة في الاستخدام. كما تتناول الجلسات القضايا المتعلقة بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي في الطب، بما في ذلك مسؤولية الأنظمة الذكية في اتخاذ القرارات التشخيصية، والاعتبارات الإنسانية في التعامل مع بيانات المرضى، وآليات الموازنة بين الابتكار الطبي والحفاظ على المعايير الأخلاقية.
وعكست الفعالية التزام كلٍّ من كرسي الإيسيسكو وكرسي اليونسكو بإرساء بيئة بحثية مشتركة تدعم تبادل المعرفة والخبرات، وتعزز بناء قدرات وطنية قادرة على التعامل مع التحديات التقنية والأخلاقية للذكاء الاصطناعي. وفي ختام التجمع، شدّد المشاركون على ضرورة استمرار هذا التعاون الأكاديمي لما له من أثر مباشر في دفع عجلة البحث العلمي، وتطوير سياسات واضحة تحكم استخدام الأنظمة الذكية في السلطنة، وتمهّد لبناء مستقبل أكثر أمانًا وشفافية في التعامل مع التقنيات الناشئة.