الموقف الشرعي لمن نسي غسل أحد الأعضاء في الوضوء وتذكر بعد انتهاء الصلاة
تاريخ النشر: 2nd, December 2025 GMT
تلقى أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء، سؤالًا نصه: "توضأت ثم ذهبت للصلاة فتذكرت أنني لم أغسل قدمي، فعدت وغسلتها ثم صليت، فهل صلاتي صحيحة؟".
أوضح أمين الفتوى في رده أن مسألة "الموالاة" في الوضوء تعني التتابع في غسل الأعضاء دون انقطاع زمني طويل، مشيرًا إلى أن الرأي الراجح أن الموالاة مستحبة وليست واجبة.
فلو غسل الشخص جميع أعضاء الوضوء ما عدا القدمين أو إحداهما، ثم تذكر أو تعمّد تأخيرهما، وغسلهما بعد مدة بنية إكمال الوضوء أو رفع الحدث، فإن وضوءه وصلاةَه صحيحان. وبالتالي فإن صلاة السائلة صحيحة طالما غسلت قدميها ولو بعد فترة، بنية استكمال الطهارة.
وفي معرض حديثه عن حكم من نسي مسح الرأس وتذكره بعد انتهاء الوضوء، قال أحمد ممدوح إن الترتيب في الوضوء واجب، فمثلاً لو نسي غسل يديه أثناء الوضوء وتذكر ذلك وهو يغسل وجهه، يجب عليه أن يغسل يديه فقط دون الحاجة إلى إعادة الوضوء من جديد.
وردًا على سؤال: "إذا نسيت عضوًا من أعضاء الوضوء كمسح الوجه مثلاً وأكملت ثم تذكرت، فهل يجب علي إعادة الوضوء أم أغسل العضو فقط؟"، أوضح أنه إذا نسي الشخص غسل آخر عضو في الوضوء – وهو الرجلان – فيجب عليه غسلهما فقط دون إعادة الوضوء كاملًا، إذا كان الفاصل الزمني بين الانتهاء من الوضوء وتذكره قصيرًا.
من جانبه، قال الدكتور محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن للوضوء أركاناً (فرائض) وسنناً مستحبة، مؤكدًا أن من يترك ركنًا من أركان الوضوء تبطل صلاته.
واستشهد بقول الله تعالى في سورة المائدة: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ...".
وأوضح عبد السميع، عبر البث المباشر للصفحة الرسمية لدار الإفتاء على فيسبوك، ردًا على سؤال: "توضأت ونسيت بندًا في الوضوء، ولم أتذكر إلا بعد أن انتهيت وذهبت للصلاة، علماً بأن المياه كانت منقطعة، فهل صلاتي صحيحة؟"، أن من يترك غسل الوجه أو اليدين إلى المرفقين أو مسح الرأس أو غسل القدمين – وهي فرائض الوضوء – فإن وضوءه يختل، ويجب عليه إعادة ذلك الركن لصحته.
وأضاف أن مسألة الترتيب والموالاة في غسل الأعضاء ليست واجبة في جميع المذاهب، ويمكن الأخذ بالأيسر منها، فمن نسي ركنًا فليذهب ليغسله فقط.
وتابع: "أما من تذكر أنه ترك ركنًا أثناء الصلاة، فصلاته باطلة، وعليه أن يتم وضوءه ثم يعيد الصلاة". مؤكدًا أن نسيان السنن مثل المضمضة أو الاستنشاق أو مسح الأذن لا يبطل الوضوء ولا الصلاة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دار الإفتاء نسيان الوضوء أركان الوضوء صحة الصلاة أحمد ممدوح فی الوضوء
إقرأ أيضاً:
الإفتاء ترد على فتوى تكفير مستخدمي البشعة لـ الداعية محمد أبو بكر.. وتوضح الحكم الشرعي
اعترض الدكتور هشام ربيع، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، على تصريحات الداعية محمد أبو بكر، التي قال فيها "أقسم بالله البشعة شرك، البشعة خروج من الملة، البشعة كفر بالله سبحانه وتعالى".
وكان الداعية محمد أبوبكر، إمام وخطيب في وزارة الأوقاف، حذر من اللجوء إلى البشعة لإثبات الحقوق أو نفي التهم، قائلًا في فيديو منشور على صفحته الرسمية على فيسبوك، إن اللجوء إليها يُخرج المسلم من الملة ويُعد شركًا بالله، حتى وإن كان الشخص يصلي ويصوم.
يذكر أن البشعة هي طرقية قديمة يلجأ لها الأهال في بعض القرى لاستجواب أحد الأشخاص وتحري الصدق أو الكذب، وتكون عبر تسخين قطعة حديد على النار ثم يُطلب من الشخص المشتبه في كذبه أن يلعقها بلسانه فإذا أصابه ضرر شديد وحروق فيعد كاذبا، أما غير ذلك فهو صادق.
من جانبه، اعترض الدكتور هشام ربيع، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، على فتوى الشيخ أبوبكر، قائلًا إنه مع الإنكار الكامل لموضوع البشعة، والتحذير منها، والقطع بحرمتها، والتأكيد على أنَّها من الطُّرُق السيِّئة التي لا أصلَ لها في الشرع، إلَّا أن إطلاق كلمات (الكفر، الشرك، والخروج مِن الملة) لا أظنه سديدًا في تلك المسائل، فكما أَنَّ الحكم على الأشخاص له ضوابطه، فإنَّ الحكم على الأفعال له أصوله وقواعده، وإطلاق حكم "الشرك" أو "الكفر" على فعلٍ ما أَمْرٌ جَلَلٌ لا يُبنى على غَيْرةٍ مُجرَّدةٍ أو حَمَاسٍ عابرٍ.
حكم الدعاء على النفس بالموت.. أمين الإفتاء: تمني الوفاة منهيّ عنه شرعا
دار الإفتاء: يجوز إخراج الزكاة مساعدةً لمن أراد الزواج
الإفتاء: الآثار وسيلة لدراسة تاريخ الأمم السابقة والتعرف على علومهم
متى تصبح زينة المرأة مخالفة شرعا؟.. أمين الإفتاء تحدد الضابط الشرعي
وأرفق الدكتور هشام ربيع، رأيه في منشور عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، بفتوى دار الإفتاء المصرية في "موضوع البشعة"، قائلًا إنها مِن الفتاوى المنضبطة في هذا الأمر، ومرفق أيضًا لكمال الإفادة كلام فضيلة د. علي فخر (رئيس القطاع الشرعي) عندنا في دار الإفتاء المصرية، وهو يشرح هذا الأمر بكلامٍ مُفَصَّل، وبأسلوب سهل مُيَسَّر.
رأي الإفتاء بشأن البشعةوكان الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية السابق، حسم رأي الشرع في مسألة "البشعة"، مؤكدًا أن البشعة ليس لها أصلٌ في الشرع في إثباتِ التُّهَمِ أو مَعرِفة فاعِلِها، والتعامل بها حرامٌ ولا يجوز شرعًا؛ لِمَا فيها مِن الإيذاء والتعذيب، ولمَا فيها مِن التَّخَرُّص بالباطل بدعوى إثبات الحَقِّ.
وأضاف علام، في بيان فتواه عبر بوابة الدار الرسمية: وإنَّمَا يجب أن نَعمَل بالطُّرُق الشرعية التي سَنَّتْها لنا الشريعة مِن التراضي أو التقاضي، مُستَهْدِينَ بنحو قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «البَيِّنةُ على مَنِ ادَّعى واليَمِينُ على مَن أَنكَرَ» رواه الدارقطني؛ فقد رَسَمَت لنا الشريعةُ السَّمْحَة طُرُقَ المُطالَبَةِ بالحَقِّ وإثباته، أو نَفي الادِّعاءِ الباطل، وهذا ما يجب على المسلمين أن يَتمسَّكوا به دون سواه مِن الطُّرُق السيِّئة التي لا أصلَ لها في الشرع؛ فإن الشرع لم يَجعل إثباتَ التُّهَمِ مَنوطًا بغيرِ ما رَتَّبه طريقًا لإثباتِ ذلك مِن إقرارٍ أو بَيِّناتٍ أو نَحوِها.. والله سبحانه وتعالى أعلم.