خبير عسكري: لهذه الأسباب تعجز إسرائيل عن التنبؤ بعمليات الضفة
تاريخ النشر: 2nd, December 2025 GMT
قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد حاتم كريم الفلاحي إن العمليات التي تشهدها الضفة الغربية تعكس واقعا سياسيا وأمنيا هشا ازدادت هشاشته في ظل تصاعد الاقتحامات والاعتداءات الإسرائيلية وما يرافقها من تضييق وعمليات قتل وحصار وتمشيط في مدن وبلدات فلسطينية.
وأشار الفلاحي إلى أن ما يجري هو ثمرة مباشرة لاستخدام القوة القصوى ضد الفلسطينيين وما نتج عنها من غضب متراكم يظهر في شكل عمليات فردية مباغتة.
وأوضح أن هذه البيئة المتوترة تجعل ردود الفعل الفلسطينية خارج قدرة الاحتلال على التحكم أو التنبؤ.
وشهدت الضفة في الساعات الأخيرة عمليتي طعن ودعس أسفرتا عن إصابة 3 إسرائيليين، في حين استشهد المنفذان بنيران قوات الاحتلال، وقد فرض الجيش الإسرائيلي حصارا على قرى عدة شمالي رام الله، ودفع بتعزيزات عسكرية داخل الخليل ومحيط المستشفيات الرئيسية.
وأوضح الفلاحي أن السلطة التي تسيطر على هذه المناطق فقدت جزءا مهما من قدرتها على قراءة المزاج العام داخل المجتمع، مما يجعل المشهد أكثر تعقيدا ويتيح بروز عمليات فردية لا ترتبط بتشكيلات تنظيمية، ولا تحتاج إلى بنى تحتية أو تجهيزات مسبقة، بل تقوم على قرار لحظي وسلاح متاح.
ويرى أن هذا النمط من الهجمات مثل الدعس والطعن وإطلاق النار يجعل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية عاجزة عن التنبؤ، لأنها تعتمد على منظومة تقنية تقوم على التتبع والمراقبة والتنصت، وهي أدوات لا تجدي أمام أفراد بلا سوابق ولا انتماءات تنظيمية واضحة.
ارتباك أمنيويشير الفلاحي إلى أن غياب المعلومات المسبقة يترك الاحتلال في حالة ارتباك أمني، خاصة مع تزايد العمليات بوتيرة لافتة.
ويؤكد أن الضغط العسكري والمستوطنات والهجمات على القرى الفلسطينية كلها عوامل تدفع نحو ردود أفعال يصعب احتواؤها.
وفي عملية الدعس الأخيرة قرب الخليل أصيبت مجندة إسرائيلية، قبل أن تعلن وزارة الصحة الفلسطينية لاحقا استشهاد الفتى مهند الزغير (17 عاما) برصاص الاحتلال، كما تواصل القوات الإسرائيلية احتجاز جثتي شهيدين من الخليل وبيت ريما، وسط اقتحامات واسعة شملت محيط مستشفيات الخليل.
إعلانويعتبر الفلاحي أن امتلاك إسرائيل إمكانيات عسكرية ضخمة لا يمنحها القدرة على فرض "معادلة ردع كاملة"، فالممارسات اليومية من ضم للأراضي وتدمير بنى تحتية وتهجير واعتقالات واسعة تجري خارج أي إطار قانوني وتسهم في تأجيج البيئة الحاضنة للعمليات.
ويشير إلى أن غياب المساءلة الدولية شجع إسرائيل على التمادي في سياساتها، لكن هذا التوسع يأتي بتكلفة متزايدة، في ظل واقع فلسطيني ينحدر نحو مواجهة أوسع قد تتخذ أشكالا مختلفة في مناطق متعددة.
وتأتي هذه التطورات فيما تعيش الضفة الغربية واحدة من أكثر مراحلها دموية منذ سنوات، حيث استشهد ما لا يقل عن 1085 فلسطينيا وأصيب أكثر من 10 آلاف واعتُقل أكثر من 21 ألفا منذ بدء العدوان على غزة، وفق بيانات فلسطينية رسمية.
مؤشرات مرحليةويلفت الفلاحي إلى أن مؤشرات المرحلة المقبلة لا ترتبط بإسرائيل وحدها، بل أيضا بضعف السلطة الفلسطينية وعجزها عن التأثير في مسار الأحداث أو الحد من تمدد المشروع الاستيطاني، في وقت تتوسع فيه عمليات الجيش داخل المناطق المصنفة "أ" و"ب" خلافا للاتفاقات الدولية.
ويؤكد أن وحدات عسكرية متعددة مثل لواء يهودا في الخليل ولواء بنيامين في رام الله، إضافة إلى لواء الكوماندوز من الفرقة الـ98 تنفذ انتشارا واسعا يعكس حجم مخاوف الاحتلال من اتساع رقعة العمليات الفردية.
ويرى الفلاحي أن إسرائيل رغم قوتها تبدو أقل قدرة على ضبط مسار الأحداث في الضفة، وأن التوتر المتصاعد قد يفتح الباب أمام سيناريوهات أمنية أكثر تعقيدا إذا استمرت الاعتداءات وسياسة العقاب الجماعي بحق السكان الفلسطينيين.
وفي ظل تصاعد العمليات واقتحامات المدن والحصار المفروض على تجمعات فلسطينية عدة يقول الفلاحي إن إسرائيل تواجه "ميدانا بلا خرائط استخباراتية دقيقة"، الأمر الذي يجعل مستقبل الأمن في الضفة مفتوحا على احتمالات أوسع مما تستطيع تل أبيب التحكم به أو احتواءه.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات إلى أن
إقرأ أيضاً:
إصابة مجندة إسرائيلية بعملية دهس في الخليل.. والاحتلال يبحث عن المنفذ (شاهد)
أصيبت مجندة إسرائيلية مساء الاثنين خلال عملية دهس وقعت قرب مستوطنة "كريات أربع" جنوبي الضفة الغربية المحتلة،
وقال جيش الاحتلال في بيان إن عملية الدهس وقعت عند "مفترق يهودا" بمنطقة الخليل، مبينا أن المجندة المصابة نقلت إلى المستشفى لتلقي العلاج.
عاجل | استنفار كبير لقوات الاحتلال في شمال الخليل، بعد انسحاب منفذ عملية الدعس قرب حلحول، وإصابته مجندة إسرائيلية. pic.twitter.com/MUOu1rgZcP — شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) December 1, 2025
وأوضح بيان الاحتلال، أن جنوده أطلقوا النار على منفذ العملية ورصدوا إصابته قبل أن ينطلقوا لملاحقته وإجراء عملية تمشيط واسعة.
بدورها، قالت صحيفة "يسرائيل هيوم" إن القوات الإسرائيلية تطارد مركبة قالت إنها فلسطينية، بعد أن فرت باتجاه مدينة الخليل جنوبي الضفة.
واقتحمت على الفور مدينة الخليل، ودهمت القوات المستشفى الأهلي في المدينة، كما اقتحمت محيط مستشفى الميزان ومحيط مستشفى المحتسب.
#متابعة | قوات الاحتلال تقتحم مستشفى الأهلي ومحيط مستشفى الميزان ومستشفى محمد علي المحتسب في مدينة الخليل. pic.twitter.com/pgFAxDAZjv — المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) December 1, 2025
كما قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن "عملية الدهس البطولية التي وقعت قرب بلدة حلحول شمال الخليل تأتي في سياق رد شعبنا المشروع وغضبه على ما يرتكبه الاحتلال الصهيوني المجرم يوميا من قتل وإعدامات ميدانية واقتحامات وهدم للمنازل واعتداءات ممنهجة بحق شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية".
وأضافت حماس، في بيان، أن تصاعد عمليات المقاومة في الضفة هو "نتيجة مباشرة لحالة التغول الاحتلالي ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية عبر التهويد والاستيطان والضم وفرض الوقائع بالقوة".
وأشارت إلى أن "المقاومة ستظل الخيار المشروع في مواجهة الاحتلال وجرائمه، ما دام يواصل عدوانه وجرائمه".
وتأتي هذه العملية في وقت تشهد فيه الضفة الغربية تصاعدا غير مسبوق بهجمات جيش الاحتلال والمستوطنين الإسرائيليين ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم ومصادر أرزاقهم.
وأدت اعتداءات الجيش الإسرائيلي والمستوطنين معا إلى استشهاد ما لا يقل عن 1085 فلسطينيا، وإصابة أكثر من 10 آلاف آخرين، فضلا عن اعتقال أكثر من 21 ألف فلسطيني منذ بدء الإبادة الإسرائيلية بغزة في الثامن تشرين الأول/ أكتوبر 2023.