الإمارات ومصر.. علاقة رسّخها المؤسس وتمنحها السنوات قوة جديدة
تاريخ النشر: 2nd, December 2025 GMT
يحلّ عيد الاتحاد في دولة الإمارات العربية المتحدة ليجسد واحدًا من أنجح التجارب الوحدوية في التاريخ العربي الحديث، تجربة استطاعت أن تحوّل الصحراء إلى دولة مزدهرة، وأن تبني نموذجًا سياسيًا واقتصاديًا أصبح علامة مضيئة في المنطقة. وفي كل عام، لا يحتفل الإماراتيون وحدهم بهذه المناسبة؛ فصدى هذا العيد يصل إلى قلوب المصريين بطبيعة العلاقة التي جمعت البلدين منذ اللحظة الأولى لتأسيس الاتحاد.
لقد آمن القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بأن مصر هي عمود الأمة وركنها الثابت، وأن قوة العرب تبدأ من قوة مصر. وكانت وصيّته التي حفظتها الأجيال: “احفظوا مصر، فهي قلب العروبة ودرعها”، وصيّة لم تكن مجرد عبارة عابرة، بل كانت رؤية سياسية راسخة تحركت على ضوئها الإمارات في مواقفها وعلاقاتها طوال العقود الماضية.
لم يكن حب الشيخ زايد لمصر عاطفة آنية، بل كان إيمانًا عميقًا بدورها وقدرتها ومكانتها. فقد رأى أن نهضة الإمارات لا تنفصل عن نهضة مصر، وأن الدعم المتبادل بين البلدين ضرورة لحماية مستقبل المنطقة العربية. ولذلك كانت الإمارات دائمًا في مقدمة الداعمين لمصر في لحظات التحدي، وكانت الشراكة بين البلدين نموذجًا للعلاقات التي تجمع بين الثقة والوفاء والمصير المشترك.
وفي الوقت الذي حققت فيه الإمارات إنجازات ضخمة جعلتها واحدة من أهم الاقتصادات العالمية، لم تنسَ جذورها ولا رسائل المؤسس التي تجمع بين الأخلاق والسياسة. فقد حافظت الإمارات على نهج يقوم على احترام الأخوة العربية، وعلى إدراك أن مصر ليست مجرد دولة شقيقة، بل ركيزة لا يُستغنى عنها في توازن الشرق الأوسط واستقراره.
وتتعمق العلاقات بين القاهرة وأبوظبي اليوم عبر شراكات تمتد إلى كل المجالات: الاستثمار، والطاقة، والتنمية العمرانية، والملفات السياسية الإقليمية، والتعاون الأمني، فضلًا عن الوجود المصري الكبير داخل المجتمع الإماراتي، الذي أصبح جزءًا من النسيج الإنساني للدولة. وما بين الرئيس عبد الفتاح السيسي وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، تنسج علاقة تقوم على الاحترام المتبادل والرؤية المشتركة لمستقبل عربي مستقر وقادر على مواجهة التحولات.
إن وصيّة الشيخ زايد لم تكن حدثًا عابرًا، بل أصبحت قاعدة راسخة في الوجدان الإماراتي. وما زالت تتجدد مع كل احتفال بعيد الاتحاد، وكأن الإمارات تعلن مرة أخرى أن العلاقة مع مصر ليست علاقة مصالح عابرة، بل علاقة ثابتة تأسست على الوفاء، وتعزّزت بالفعل المشترك، وترسخت عبر الزمن.
وفي ذكرى عيد الاتحاد، تبدو الإمارات وهي تحتفل بإنجازاتها كأنها تؤكد أن البناء الحقيقي يبدأ من الإنسان، وأن الوفاء قيمة سياسية تصنع مستقبلًا. وتبقى مصر، التي كانت وما زالت “وصيّة زايد”، شريكًا أصيلًا في هذه المسيرة، وركنًا ثابتًا في رؤية الإمارات لمستقبل عربي أكثر قوة واستقرارًا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الإمارات العربية المتحدة الإمارات عيد الاتحاد
إقرأ أيضاً:
حمدان بن زايد: سطروا أسمى معاني الانتماء
أبوظبي (الاتحاد)
أكد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، أن شهداء الإمارات رسموا بدمائهم الطاهرة ملامح العزة والكرامة، وسطروا بتضحياتهم أسمى معاني الوفاء والانتماء.
وقال سموه، عبر منصة «إكس»، أمس، بمناسبة يوم الشهيد: «في يوم الشهيد، نستحضر بطولات أبناء الإمارات الذين سطروا بتضحياتهم أسمى معاني الوفاء والانتماء، فبدمائهم الطاهرة رُسمت ملامح العزة والكرامة».
وأضاف سموه: «رحم الله شهداء الوطن، وأسكنهم فسيح جناته، وجعل سيرتهم العطرة نبراساً لأبنائنا في مسيرة العطاء».