لا أريد خراب بيتي وتشتيت شملي
سيدتي، بعد التقدير والإحترام أحييك على قلبك الطيب الذي أعتبره ملاذا لكل قلب حائر، وأتمنى أن تحظى مشكلتي بحبلّ فأنا على حافة الإنهيار.
أنا إمرأة متزوجة منذ سنوات، ولي من الأبناء أربعة أبناء هم رأس مالي وتاج رأسي، أحيا في بيت زوجي مع العائلة الكبيرة التي إنتقلت إلى كنفها وأنا أظن بأنني سألقى بين أحضانها الحب والإحتواء إلا أنني سيدتي لم ألقى من والدي زوجي وإخوته إلا البغض والجفاء.


كانت سنوات زواجي الأولى بين مدّ وجزر، تقلبت فيها وأنا أمنّي نفسي بغد أفضل خاصة وأن زوجي كان يطلب مني الصبر والتريث واعدا إياي بتحسن الوضع ، إلا أنني لم أرى غير الإعوجاج والسقوط في براثين الحيرة، كيف لا وقد بات أهل زوجي سيدتي يمارسون علي كل أنواع الظلم من ضرب وإضطهاد وتعنيف لأنني لمن أقبل أن يعتدوا على أبنائي أو يمارسوا عليهم اي أنواع الضغط، يكفيني أنني أخذ نصيبي من التقتير. تحاملت على نفسيل لسنوات، وحاولت أن أقنع زوجي بضرورة أن يقوم بإستئجار بيت يضمنا ويحفظ كرامتنا، إلا أنني وجدته يرفض الأمر جملة وتفصيلا معللا الأمر أنه سيكون الأول من بين إخوته الذي سيقدم على مثل هذه الخطوة، ولما طلبت منه الطلاق وبالرغم من علمهم بما أكابده من ألم وحسرة قد يؤديان بي إلى إنهيار عصبي رفض أهلي الأمر جملة وتفصيلا، وهددوني بعدم قبولهم لي بينهم إن أنا عدت إلى كنفهم وأنا أحمل لقب المطلقة.
أنا في حيرة كبيرة من أمري سيدتي، فأنا بين مطرقة أن أبقى في بيت زوجي للحفاظ على أسرتي وخاصة أبنائي من الضياع، وبين سندان بطش وعنف لا ينتهي، ولك أن تتصوري في زمننا هذا أن والدي الزوج وإخوته يقومون بضرب كنتهم التي ترفض بإستماتة أن يتم كسر خاطر أبنائها بالكلام الجارح أو ضربهم لأنهم لم يحسنوا التصرف أو لأنهم أخطأوا.
حياتي في مهب الريح، وأنا لا أطلب منك سوى الرأي السديد حتى أستريح.
أختكم ن.فادية من الشرق الجزائري.

=================================

الرد:
لا يوجد ما هو أوجع للمرأة من العنف وخاصة إذا ما تعلق الأمر بالضرب والإضطهاد الذي يمارس عليها من طرف من لا تستطيع ردّ أذاهم بسبب الإحترام وحسن الأخلاق من جهة، أو بسبب خوفها من نتائج وخيمة تهدد حياتها وإستقرارها.
تمرّين بظروف سيئة أختاه جعلتك تفكرين في الطلاق هروبا من مشاكل تتعرضين لها يوميا لدرجة أفقدتك صوابك، أدرك حجم المعاناة التي تحيينها بين أهل زوجك، ولعلي أتساءل عن موقف زوجك الذي لم يحرك ساكنا ليمنع عنك البطش والضرب الذي تنالينه منهم وخاصة من إخوته الذين لا حق لهم عليك لأن لك زوج أنت مسؤولة منه.
أتعجّب كذلك لموقف أهلك الّذين رفضوا مسألة أن تعودي بينهم معززة مكرمة وأنت تتعرضين لبطش قد يكلّفك حياتك، وأكثر ما يثير إستغرابي أنهم أيضا لم يحاولوا أن يلعبوا دور المصلح والدال على الخير بينك وبين زوجك الذي ظلمك بقراره في عدم رغبته في النجاة بك بإستئجار بيت يحفظ كرامتك كما قلت، وحتى بالحديث إلى أهل زوجك لمعرفة سر الجفاء الذي تحول إلى إهانة بالضرب لك وأنت التي لطالما حييت بينهم محفوظة الكرامة .
من الخطأ أن تستعجلي النتائج أو القرارات أختاه، وإن كان ما تتعرضين له من ضرب وإهانة قد يفقدك صوابك في يوم من الأيام، إلا أنني أنصحك بعدم العبث بزواجك وعدم التعصب الذي يؤدي في الغالب إلى
إحتدام المشاكل بينك وبين أهل زوجك. وعوض ذلك حاولي أن تخصصي جل وقتك لاحتواء أبناءك ومدهم بالحنان والحب الكبير، حتى لا يلقوا من أهل زوجك ملاحظات أو تعنيف يثير حفيظتك ويجعلك تستشيطين غضبا لتنالي أنت أيضا منهم عقابا هو مرفوض جملة وتفصيلا.,
حاولي أن تتماسكي ولتدركي أن لكل فعل رد فعل، ولولا أنك تتصرفين برعونة في بعض الأحيان لما حركت غريزة الضرب لدى أهل زوجك الذين تمادوا في تصرفات ليست من حقهم أبدا. فأنت لم تدنسي شرف العائلة أو تقدمي على شيء يخصهم لتنالي عقابا جعلك تفكرين في أبغض الحلال عند الله كحل لك.
أعلم أن الأمر صعب لكن مجرد التعود على الصبر والتحامل سيجعلك تشترين راحة بالك مع أهل زوجك الذين لست أظنهم مجانين حتى يطبقوا على أنفاسك من دون أي جريرة تقترفينها في حقهم ولو كان الأمر متعلقا بذوذك عن أبنائك وحمايتك لهم، ولا تنسي أنهم أيضا أحفاد أهل زوجك الذي يهمهم صلاحهم .

المصدر: النهار أونلاين

كلمات دلالية: زوجک الذی إلا أننی

إقرأ أيضاً:

معركة الوعي بين الدولة والمواطن

عندما تغيب الدولة ويغيب الوعي عند الناس تصبح الكارثة مضاعفة وكل شيء يصير مباحا فلا راعي ولا رعية هنالك تتبدل الأحوال الإجتماعية وتتغير العقول البشرية ويصبح كل إنسان حبيس نفسه ورغباته حينها ترى العديد من النتائج السلبية، إن غياب الدولة والوعي اللتان تعصفان بمجتمعاتنا العربية كالرياح العاتية فتدمر تركيبة المجتمع وتطمس أسس مكوناته كالمكون الديني والإجتماعي وهما الأهم فإذا فقدنا المكونين فسلّم على الأموات؟ لاشك أن غياب الوعي عند المسؤولين الذين يسيّرون زمام أمور الدولة وكذلك المواطن يسبب كوارث في البناء الإجتماعي الذي لا يخفى على أحد قبل البناء المادي وفي هذا السياق سنتحدث عن واحدة من المظاهر المرتبطة بعدم الوعي والتي تلاحظها أينما توجهت عيناك في المدن الكبيرة أو الصغيرة في القرى البعيدة والنائية وعلى جانبي الطرق أينما توليت فسترى ذلك وهو الكتابة باللغة الإنجليزية على واجهات المحال التجارية والمقاهي والمطاعم وغيرها، وهذا أمر عجيب وله من الجهل نصيب؟!

الأمر قد يكون أو يضنه أو ينظر إليه البعض بأنه بسيطا فهو مجرد كلمات إنجليزية أو إيطالية أو فرنسية مكتوبة بالحروف العربية على لافتة، ولكن دعنا نقف ونفكر في الأمر قليلا؟ وللإنصاف في ليبيا لم يكن هذا الأمر معروفا وشائعا في عهد النظام السابق وهذه له! ثم حين نفكر في الموضوع قليلا يتبادر إلى الذهن بعض التساؤلات من قبيل أليس نحن في دول عربية؟ فالعربية هي لغتنا وبالتالي هي الوسيلة التي نتواصل ونفكر بها وهي الوسيلة لحفظ هويتنا وهي أساس معرفتنا وتعلمنا، أليس هذا عاملا أو عوامل مهمة وأساسية تدعون للحفاظ عليها؟ ثم والسؤال هنا خاص لكل معني بهذا الأمر من المسؤول إلى المواطن الذي يضع لافتة مكتوبة بلغة أجنبية على محله (مقهى، مطعم، محلات تجارية، وغيرها) أليس الشاري في الغالب عربي (بما في ذلك إخواننا الآخرين فهم منا ونحن منهم) ولغته عربية فلماذا تكتب أيها التاجر أو البائع على محلك بلغة غير لغتك ولغة أهل بلدك؟! ولماذا لا تتحرك الدولة للقيام بواجبها نحو هذا العامل الذي أراه هدّاما؟!

والإجابة على التساؤل لا تخلوا من أمرين أو ثلاث أحلاهما مرُّ وهما إما أنك تريد أن تقول لنا بأنك متقدّمٌ أو تفهم أكثر من الآخرين! وإما أنك تريد الإنسلاخ من لغتك وثقافتك ودينك! أو أنك غارق في الجهل لا تعرف ما تفعل! فإذا أنت من الفئة الأولى فهذا لعمري مصيبة لأن التقدم لا يقاس بوضع أو تعليق لافتة بلغة أجنبية غير لغة أهل البلد، بل يقاس بعُلوّ القيم الأخلاقية والدينية والإجتماعية، يقاس بقدرتك على حسن التعامل مع الزبائن وفي حياتك عموما فمراعاة حسن الخلق في أي زمان ومكان هو الذي يقودك لاحترام الآخر وتقديم المساعدة للمحتاجين، والأمانة، والصدق، والإخلاص وغيرها من العوامل المشابهة هي التي تقود الأمم للتقدم فالتقدم ينبع من ذات الفرد ولا ينبع من وضع لافتة بلغة أجنبية على واجة محل وهذا لا يدل إلا على جهل صاحبه؟! أما إن كنت من الفئة الثانية وهي التي تريد الإنسلاخ من اللغة والدين وثقافة المجتمع فهذه أقل ما يقال فيها هي فئة فارغة العقل ممسوخة لا كيان لها فهي لا هي منا ولا من غيرنا؟ هذه الفئة ضالة للطريق فما من أحد انسلخ من لغته وثقافته ودينه إلا باء بخسران كبير في نفسه وأهله لأن الإنسان في حاجة دائمة لسندٍ يستند إليه ظهره خاصة في ظل المتغيرات التي يمر بها العالم كله وما نحن بمعزل عن ذلك. وأما الجهل بالأشياء فهو مصيبة فنقول لك باختصار هل يعرف الحمار غناء العندليب؟

إن مثل هذه المظاهر الخاطئة حتما تساهم في إضعاف اللغة العربية لغة القرآن عند الجيل الجديد كما أنها تؤثر على ثقافة أهل البلد فالثقافة ترتبط ارتباطا وثيقا باللغة فأي ثقافة تقدمها هذه اللافتات؟ إن استخدام اللغات الأجنبية على واجهات محلاتنا تساعد في نشر ثقافة غربية تختلف عنا بالكلية فنحن في وادٍ وهم في وادٍ آخر، كما أن مثل هذه اللافتات تضعف الحس والإنتماء الوطني وبالتالي هي خطر على الأمن القومي؟! أين البلديات من هذا؟ وأين الوزارات المختصة مثل وزارة الإقتصاد والحكم المحلي والداخلية وأين وزارة الثقافة من توعية الناس وتعزيز الهوية العربية وغيرها من هذا اللافتات الغريبة التي امتدت في طول البلاد وعرضها!

هل أصبحت لغتنا العربية دخيلة في بلدانها وبكل تأكيد نحن السبب في ذلك للضعف الذي نعانيه وعدم الفهم لما يدور حولنا وضحالة ثقافتنا وعدم الثقة في النفس وبهذه الأسباب وغيرها أصبحنا مقلّدين كالببغاء نقلد الغرب عن عمى في كل ما يفعل وما نرى، بل تعدّى الأمر إلى التفاخر بذلك لذات الأسباب الذي ذُكرت والتي يجب أن نقف عندها ونقوم بتحليلها ألا وهي أننا ضعفاء الثقافة والتعليم والترابط الاجتماعي والدين ولنا من الجهل نصيب وحين يعترف كل واحد منا بهذا الضعف الشامل وعلى رأسنا المسؤولين صانعي القرارات ومنفذوها حينها فقط يمكن لنا العودة لبداية انطلاقةٍ جديدة نحو التقدم الشامل الذي أساسه الدين والأخلاق والترابط الاجتماعي ووحدة المصير وإلى لقاء.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

مقالات مشابهة

  • معركة الوعي بين الدولة والمواطن
  • ما الذي يجري في محافظة حضرموت؟ وكيف تطور الأمر من فعالية استعراضية إلى الصدام المسلح؟
  • مصافحة يا إخوان!
  • 50 سنت يسخر من ديدي في وثائقي عنه.. إليكم قصة الخلاف بينهما
  • بالفيديو.. شاهد رد سيدة الأعمال وعروس الموسم مروة كادي على متابعة بعثت لها استشارة: (أرغب في الطلاق من زوجي لكن متخوفة من هذه النقطة)
  • زوجي يهين كرامتي ويجعلني أندم على حبه..
  • جولان في رسالته لنتنياهو: عليكَ تحمل المسؤولية والانسحاب من الحياة السياسية
  • نقيب الأطباء ووفد من النقابة يشاركون بحلقة نقاشية حول قانون تنظيم المسؤولية الطبية
  • دور النيابة العامة في تحقيق التوازن بين سلامة المريض وحقوق الأطقم الطبية طبقا لقانون المسؤولية الطبية