عين ليبيا:
2025-12-03@02:57:13 GMT

معركة الوعي بين الدولة والمواطن

تاريخ النشر: 2nd, December 2025 GMT

عندما تغيب الدولة ويغيب الوعي عند الناس تصبح الكارثة مضاعفة وكل شيء يصير مباحا فلا راعي ولا رعية هنالك تتبدل الأحوال الإجتماعية وتتغير العقول البشرية ويصبح كل إنسان حبيس نفسه ورغباته حينها ترى العديد من النتائج السلبية، إن غياب الدولة والوعي اللتان تعصفان بمجتمعاتنا العربية كالرياح العاتية فتدمر تركيبة المجتمع وتطمس أسس مكوناته كالمكون الديني والإجتماعي وهما الأهم فإذا فقدنا المكونين فسلّم على الأموات؟ لاشك أن غياب الوعي عند المسؤولين الذين يسيّرون زمام أمور الدولة وكذلك المواطن يسبب كوارث في البناء الإجتماعي الذي لا يخفى على أحد قبل البناء المادي وفي هذا السياق سنتحدث عن واحدة من المظاهر المرتبطة بعدم الوعي والتي تلاحظها أينما توجهت عيناك في المدن الكبيرة أو الصغيرة في القرى البعيدة والنائية وعلى جانبي الطرق أينما توليت فسترى ذلك وهو الكتابة باللغة الإنجليزية على واجهات المحال التجارية والمقاهي والمطاعم وغيرها، وهذا أمر عجيب وله من الجهل نصيب؟!

الأمر قد يكون أو يضنه أو ينظر إليه البعض بأنه بسيطا فهو مجرد كلمات إنجليزية أو إيطالية أو فرنسية مكتوبة بالحروف العربية على لافتة، ولكن دعنا نقف ونفكر في الأمر قليلا؟ وللإنصاف في ليبيا لم يكن هذا الأمر معروفا وشائعا في عهد النظام السابق وهذه له! ثم حين نفكر في الموضوع قليلا يتبادر إلى الذهن بعض التساؤلات من قبيل أليس نحن في دول عربية؟ فالعربية هي لغتنا وبالتالي هي الوسيلة التي نتواصل ونفكر بها وهي الوسيلة لحفظ هويتنا وهي أساس معرفتنا وتعلمنا، أليس هذا عاملا أو عوامل مهمة وأساسية تدعون للحفاظ عليها؟ ثم والسؤال هنا خاص لكل معني بهذا الأمر من المسؤول إلى المواطن الذي يضع لافتة مكتوبة بلغة أجنبية على محله (مقهى، مطعم، محلات تجارية، وغيرها) أليس الشاري في الغالب عربي (بما في ذلك إخواننا الآخرين فهم منا ونحن منهم) ولغته عربية فلماذا تكتب أيها التاجر أو البائع على محلك بلغة غير لغتك ولغة أهل بلدك؟! ولماذا لا تتحرك الدولة للقيام بواجبها نحو هذا العامل الذي أراه هدّاما؟!

والإجابة على التساؤل لا تخلوا من أمرين أو ثلاث أحلاهما مرُّ وهما إما أنك تريد أن تقول لنا بأنك متقدّمٌ أو تفهم أكثر من الآخرين! وإما أنك تريد الإنسلاخ من لغتك وثقافتك ودينك! أو أنك غارق في الجهل لا تعرف ما تفعل! فإذا أنت من الفئة الأولى فهذا لعمري مصيبة لأن التقدم لا يقاس بوضع أو تعليق لافتة بلغة أجنبية غير لغة أهل البلد، بل يقاس بعُلوّ القيم الأخلاقية والدينية والإجتماعية، يقاس بقدرتك على حسن التعامل مع الزبائن وفي حياتك عموما فمراعاة حسن الخلق في أي زمان ومكان هو الذي يقودك لاحترام الآخر وتقديم المساعدة للمحتاجين، والأمانة، والصدق، والإخلاص وغيرها من العوامل المشابهة هي التي تقود الأمم للتقدم فالتقدم ينبع من ذات الفرد ولا ينبع من وضع لافتة بلغة أجنبية على واجة محل وهذا لا يدل إلا على جهل صاحبه؟! أما إن كنت من الفئة الثانية وهي التي تريد الإنسلاخ من اللغة والدين وثقافة المجتمع فهذه أقل ما يقال فيها هي فئة فارغة العقل ممسوخة لا كيان لها فهي لا هي منا ولا من غيرنا؟ هذه الفئة ضالة للطريق فما من أحد انسلخ من لغته وثقافته ودينه إلا باء بخسران كبير في نفسه وأهله لأن الإنسان في حاجة دائمة لسندٍ يستند إليه ظهره خاصة في ظل المتغيرات التي يمر بها العالم كله وما نحن بمعزل عن ذلك.

وأما الجهل بالأشياء فهو مصيبة فنقول لك باختصار هل يعرف الحمار غناء العندليب؟

إن مثل هذه المظاهر الخاطئة حتما تساهم في إضعاف اللغة العربية لغة القرآن عند الجيل الجديد كما أنها تؤثر على ثقافة أهل البلد فالثقافة ترتبط ارتباطا وثيقا باللغة فأي ثقافة تقدمها هذه اللافتات؟ إن استخدام اللغات الأجنبية على واجهات محلاتنا تساعد في نشر ثقافة غربية تختلف عنا بالكلية فنحن في وادٍ وهم في وادٍ آخر، كما أن مثل هذه اللافتات تضعف الحس والإنتماء الوطني وبالتالي هي خطر على الأمن القومي؟! أين البلديات من هذا؟ وأين الوزارات المختصة مثل وزارة الإقتصاد والحكم المحلي والداخلية وأين وزارة الثقافة من توعية الناس وتعزيز الهوية العربية وغيرها من هذا اللافتات الغريبة التي امتدت في طول البلاد وعرضها!

هل أصبحت لغتنا العربية دخيلة في بلدانها وبكل تأكيد نحن السبب في ذلك للضعف الذي نعانيه وعدم الفهم لما يدور حولنا وضحالة ثقافتنا وعدم الثقة في النفس وبهذه الأسباب وغيرها أصبحنا مقلّدين كالببغاء نقلد الغرب عن عمى في كل ما يفعل وما نرى، بل تعدّى الأمر إلى التفاخر بذلك لذات الأسباب الذي ذُكرت والتي يجب أن نقف عندها ونقوم بتحليلها ألا وهي أننا ضعفاء الثقافة والتعليم والترابط الاجتماعي والدين ولنا من الجهل نصيب وحين يعترف كل واحد منا بهذا الضعف الشامل وعلى رأسنا المسؤولين صانعي القرارات ومنفذوها حينها فقط يمكن لنا العودة لبداية انطلاقةٍ جديدة نحو التقدم الشامل الذي أساسه الدين والأخلاق والترابط الاجتماعي ووحدة المصير وإلى لقاء.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

المصدر: عين ليبيا

إقرأ أيضاً:

وليد الحديدي يكشف كواليس صدمة التعادل بين مصر والكويت

أكد وليد الحديدي، الناقد الرياضي، أن المؤشرات منذ بداية اليوم كانت توحي بأن مباراة مصر والكويت، سيكون لصالح المنتخب المصري، في ظل حضور جماهيري مصري كثيف داخل استاد لوسيل.

وقال الحديدي، مراسل برنامج "نمبر وان" من قطر، في تصريحات مع الإعلامي محمد شبانة عبر قناة cbc، إن جماهير مصر جاءت من دول عدة مثل السعودية والإمارات والبحرين وسط أجواء احتفالية، وكانت التوقعات تشير إلى فوز مريح للمنتخب المصري، ما جعل نتيجة التعادل صادمة للكثيرين.

وأوضح أن الجماهير أصيبت بخيبة أمل كبيرة بعد نهاية المباراة، بينما عاش الجمهور الكويتي فرحة لافتة، باعتبار أن تحقيق التعادل كان أقصى ما يأملونه قبل ضربة البداية.

وأشار الحديدي إلى وجود انطباع سلبي لدى المتابعين بشأن الأداء العام للمنتخب، وسط حديث عن غياب الانضباط ووجود شيء غير مفهوم داخل الفريق.

وعن التنظيم، أكد أن الحكومة القطرية توفر تسهيلات كبيرة للجماهير، من نقل ومواصلات مجانية عبر المترو، إضافة إلى سهولة الدخول إلى الملاعب.

كما لفت إلى الاهتمام الإعلامي الكبير داخل قطر بالمنتخب المصري، موضحًا أن أسماء مثل عمرو السولية ومحمد النني وأفشة وأكرم توفيق تحظى بشعبية لافتة بين المتابعين.

وختم الحديدي حديثه بأن الترشيحات داخل قطر تميل لوصول منتخبي مصر والسعودية إلى المباراة النهائية، مع وضع الإمارات والأردن ضمن قائمة المنافسين المحتملين.

مقالات مشابهة

  • وليد الحديدي يكشف كواليس صدمة التعادل بين مصر والكويت
  • ما الذي يجري في محافظة حضرموت؟ وكيف تطور الأمر من فعالية استعراضية إلى الصدام المسلح؟
  • برلماني: معرض إيديكس 2025 يعكس حجم التقدم الذي حققته مصر في مجال الصناعات الدفاعية
  • حسين سري باشا .. رجل الدولة الذي صمت فأنقذ مصر من العواصف
  • محمد السيد الشاذلي: معركة الهوية أهم المعارك التي تخوضها الأمم
  • معالي أبو الحسن… الإنسان الذي جعل منه قرب الهاشميين أخلاقًا تمشي على الأرض
  • من هو أبو خالد السوري الذي التقى الشرع بنجليه في حلب؟ (شاهد)
  • كيف حوّل شكري نعمان أمن الحوبان إلى شركة جباية داخل مصنع “كميكو”؟ومن هي الشبكة التي تحميه من التغيير ؟
  • التحديات التي تواجه المؤسسات الصغيرة بالبلاد