غرف سرّية على الساحل السوري لإسقاط دمشق.. موسكو تضيّق على مخلوف وماهر الأسد بعد تحرّكات مريبة
تاريخ النشر: 6th, December 2025 GMT
وبحسب المصادر، فإن اسمَي رامي مخلوف واللواء ماهر الأسد تكرّرا في التقارير الاستخباراتية، وسط حديث عن خطط داخلية معقّدة تهدف إلى إعادة تشكيل مراكز القوة.
وتشير المعلومات إلى أن روسيا كانت على علم مبكر بهذه التحركات، ما دفعها إلى تقييد تحركات الرجلين داخل موسكو وفرض رقابة غير معلنة عليهما، خصوصاً بعد زيارة فاروق الشرع الأخيرة التي أثارت تساؤلات في الأوساط السياسية الروسية.
وتضيف المصادر أن موسكو تتحرك بحذر داخل هذا الملف، خشية أن تتحول التحركات الموازية إلى سيناريو فوضوي قد يهدد حضورها العسكري ومصالحها في سوريا.
وتؤكد التقارير أن الكرملين وجّه رسائل واضحة مفادها أن أي مسار لتغيير مراكز النفوذ في دمشق يجب ألا يتم خارج إطار التنسيق الروسي.
ورغم غياب تأكيدات رسمية من الأطراف المعنية، إلا أن التسريبات تعكس صراعاً مكتوماً داخل الدائرة الضيقة للنظام السوري، وسط ترقّب إقليمي لما ستؤول إليه هذه التحركات خلال الفترة المقبلة.
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
ملف دمشق.. 134 ألف وثيقة تفضح آلة القتل الممنهج في سجون نظام الأسد
كشف تحقيق استقصائي، أجراه الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين (ICIJ) وشبكة واسعة من الشركاء الإعلاميين، عن أدلة غير مسبوقة حول عملية التعذيب والقتل الممنهج داخل شبكة سجون نظام بشار الأسد.
ونشر موقع الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين "ملف دمشق"، وهو ملخص لمجموعة ضخمة من الوثائق الأمنية والمخابراتية المسربة (أكثر من 134 ألف سجل) نسبة كبيرة، يتم الكشف عن البيروقراطية المنظمة التي حولت آلاف المعتقلين إلى أرقام، وقامت بتوثيق قتلهم بأكثر من 33 ألف صورة فوتوغرافية عالية الجودة.
التحقيق لا يوثق الجرائم فحسب، بل يسلط الضوء على المعاناة المستمرة للعائلات التي لا تزال تبحث عن إجابات، والتحديات الهائلة التي تواجهها الحكومة الجديدة في سوريا للكشف عن مصير أكثر من 100 ألف مفقود.
الآلة البيروقراطية للقتل
يمثل "ملف دمشق"، الذي حصل عليه في البداية تلفزيون NDR الألماني وتمت مشاركته مع ICIJ و24 شريكاً إعلامياً، أضخم مجموعة صور فوتوغرافية مسربة تظهر سجناء سوريين مقتولين. تم التقاط هذه الصور من قبل مصورين عسكريين في الفترة ما بين 2015 و2024، وتوثق وفاة ما يزيد عن 10,200 سجين فردي.
تزوير أسباب الوفاة والحصانة القضائية
كشف التحقيق عن الآلية المنهجية التي اتبعها النظام لإخفاء جرائم القتل الجماعي:
التوثيق بالصور: تم تكليف المصورين العسكريين بأخذ صور للجثث من زوايا متعددة (في بعض الأحيان يصل عدد الصور إلى 177 في يوم واحد)، وكتابة رقم المعتقل على بطاقة بيضاء أو مباشرة على الجسم.
الغطاء البيروقراطي: كانت الصور تُرسل إلى المحاكم العسكرية حيث كان قاضٍ يوقع على الوفيات، مما يمنح أعضاء النظام حصانة قضائية لجرائمهم.
المستشفيات العسكرية: تم نقل المعتقلين الذين قضوا نحبهم بشكل روتيني إلى مستشفيات عسكرية معروفة (مثل مستشفى حرستا وتشرين العسكريين) حيث كان الأطباء يصدرون شهادات وفاة مزورة.
سبب الوفاة الموحد: غالباً ما كانت شهادات الوفاة تذكر سبب الوفاة على أنه "سكتة قلبية تنفسية" أو "سكتة قلبية"، في محاولة لتمويه حقيقة التعذيب والتجويع.
الأدلة الجسدية والفحص الجنائي
أظهر تحليل عينة عشوائية من 540 صورة أجراها فريق من المحققين الألمان دليلاً مروعاً على سوء المعاملة الممنهج:
التجويع والتعذيب: ثلاثة أرباع الضحايا في العينة تحمل علامات واضحة على التجويع، وما يقرب من الثلثين ظهرت عليهم علامات أذى جسدي ناتج عن التعذيب.
إهانة الموت: كانت الجثث تُعامل باحتقار، حيث ظهرت العديد منها مكدسة عارية في وضعيات مشوهة، مما يؤكد انتهاك حقهم في الدفن اللائق.
الامتداد لملف "قيصر"
يشكل هذا الكنز الجديد من الصور تسلسلاً مروعاً لصور "قيصر" التي تم تهريبها قبل أكثر من عقد، والتي وثقت جرائم سابقة (2011-2013). لقد كانت صور "قيصر" أساساً للملاحقات القضائية الدولية، بما في ذلك محاكمات التعذيب في ألمانيا التي أدت إلى سجن ضباط سوريين سابقين، مما يؤكد أن "ملف دمشق" يظهر استمرار وشدة القتل الذي مارسته السلطات السورية لسنوات إضافية.
وخلف الأرقام والوثائق البيروقراطية، هناك قصص لعائلات دُمرت بالكامل تبحث عن إغلاق لمعاناتها، نشر التقرير العديد منها.
وشملت قوائم القتلى التي وثقها "ملف دمشق" الناشط المعروف مازن الحمادة (رقم 1174)، الذي كان يظهر في الصور ممدداً بملابسه العسكرية وآثار القيود على معصميه، والذي قُتل بعد أن كرس حياته للنضال من أجل الحرية.