7 دجنبر، 2025

بغداد/المسلة: تعكس التطورات الأخيرة مدى تعقيد المهمة التي تواجه القوى العراقية في تشكيل حكومة جديدة، في وقت تنهال فيه على بغداد رسائل سياسية من عواصم دولية كبرى.

ومن جانبها بدأت مفاوضات بعد الانتخابات البرلمانية التي جرت في 11 نوفمبر، والتي أسفرت عن نتائج معقدة: فالفصائل المسلّحة — والتي تمثَّل ضمن تحالف القوى الشيعية المعروف بـ الإطار التنسيقي — حصدت أكثر من 90 مقعداً من أصل 329.

وفي هذا الواقع تبدو آفاق التوافق الحكومي شديدة الضبابية.

الإطار التنسيقي، الذي يمثّل أغلب الكتل الشيعية الفائزة، وجد نفسه مدفوعاً إلى مفاوضات شاقة بسبب التناقض بين التزامه بتنفيذ إرادة تلك الكتل وبين الضغوط الإقليمية والدولية.

وبينما يضغط طرف داخلي على تسميته مرشحاً للحكومة قريباً من الفصائل المسلحة، تشير رسائل دولية إلى ضرورة اختيار شخصية أكثر حيادية، بعيدة نوعاً ما عن النفوذ الإيراني.

وفي هذا الإطار جاءت خطوة تصنيف جماعات مسلّحة وقوى مرتبطة بها، من بينها جماعات إقليمية مثل جماعة حزب الله وجماعة أنصار الله الحوثية ضمن قوائم “إرهابية” مع تجميد أموالها في المصارف العراقية. وقد أثار هذا القرار توتراً داخل أجنحة الإطار التنسيقي، إذ اعتبرته أطراف شيعية محاولة لتمرير توجيه خارجي لمرحلة ما بعد الانتخابات.

ومع ذلك تصاعدت الضغوط على بغداد من واشنطن التي طالبت بصياغة حكومة تخلو من مشاركة الفصائل المسلحة في مواقع سيادية، معتبرة أن ذلك شرط أساسي لدعم العلاقات مع العراق في المستقبل.

لكن المعادلة ليست بهذه البساطة، لأن اختيار شخصية تميل إلى الفصائل المسلحة قد يحرض على أزمة داخلية — ولا سيما أن الشارع العراقي يحوي مؤيدين لهذه الفصائل، ما يعقّد عملية تشكيل حكومة جامعة.

وبالتالي فإن العراق يعيش في لحظة فارقة: فالتوازن بين الحفاظ على وحدة داخلية عبر إشراك الكتل الشيعية والفصائل، وبين مجاراة الضغوط الإقليمية والدولية، قد يحسم شكل الحكومة القادمة وأولوياتها.

و لا يزال الميدان العراقي مفتوحاً على أكثر من سيناريو: فقد يحمل التوافق على حكومة مراعية لتوازن القوى فرصة لتهدئة احتقان سياسي، أو أن يؤدي الانسداد إلى أزمة دستورية شاملة.

عناوين مقترحة يمكن أن تسبغ على هذا التقرير صفة العنوان الرئيسي:

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

مصطفى بكري: نريد وزراء يعملون من 8 صباحًا حتى 11 مساءً ورئيس حكومة يحتوي الأزمات (فيديو)

كشف الإعلامي مصطفى بكري، أن الدولة تعمل بموضوعية في تصحيح الأخطاء ومواجهة أي انحراف، مؤكداً أن المرحلة المقبلة ستشهد انعقاد مجلس النواب في 11 يناير، وأنه بات مؤكدًا تشكيل حكومة جديدة تواكب احتياجات المواطنين.

وقال الإعلامي مصطفى بكري، خلال تقديم برنامج «حقائق وأسرار» المذاع على قناة «صدى البلد» إن الحكومة الجديدة يجب أن تكون بصفات واضحة، وزراء يعملون من 8 صباحًا حتى 11 مساءً، ويملكون غيرة وطنية وحمية حقيقية على المواطنين، مشيرًا إلى أن هناك نماذج تعمل ليل نهار، بينما آخرون لا يعنيهم الأمر.

وأضاف بكري: المطلوب وزراء يمتلكون «حمية قلب الرئيس عبد الفتاح السيسي»، ورئيس حكومة قادر على احتواء الأزمات وتنفيذ الحلول. وأكد أن الدكتور مصطفى مدبولي قدم الكثير وبذل جهدًا كبيرًا، وقد ينتقل إلى موقع آخر، لكن التغيير «سنة الحياة» وضرورة لمرحلة جديدة بأجندة جديدة.

وأوضح أن مصالح الشعب تأتي في المرتبة الأولى، مشيراً إلى أن الحكومة تحدثت عن جني ثمار الوضع الاقتصادي، متسائلًا عن موعد قطف هذه الثمار لمصلحة الطبقة المتوسطة والفئات الأكثر احتياجًا، خاصة من يعانون في دفع الإيجارات أو إعادة أبنائهم للتعليم.

اقرأ أيضاًمصطفى بكري: الشعب يريد برلمانًا يعبر عن مشكلاته بوضوح

مصطفى بكري عن مقتل ياسر أبو شباب: «خائن كان يقف في خندق إسرائيل» - فيديو

«القضية تتعلق بالناخب».. مصطفى بكري: المال السياسي يفسد الانتخابات رغم جهود الداخلية

مقالات مشابهة

  • الداخل اللبناني لا يملك ترف الوقت والخارج يرسم فصول المستقبل
  • من رأس التين إلى الحرملك.. 25 صورة للقصور الملكية المصرية من الداخل والخارج
  • تراجع الدعم السياسي يضع حكومة السوداني أمام معادلة بقاء معقدة
  • مصطفى بكري: تشكيل حكومة جديدة قريبًا.. ويجب أن نتعجل ثمرات الإصلاح الاقتصادي
  • مصطفى بكري: تشكيل حكومة جديدة قريبا ونحتاج هؤلاء الوزراء
  • مصطفى بكري: نريد وزراء يعملون من 8 صباحًا حتى 11 مساءً ورئيس حكومة يحتوي الأزمات (فيديو)
  • واشنطن تضغط: حكومة متوازنة أو عزلة اقتصادية
  • العمل في إسبوع.. تعزيز التعاون العربي والدولي.. وفرص عمل في الداخل والخارج
  • ضغوط أميركية تعرقل حسم رئاسة الوزراء في العراق وسط خلافات الإطار التنسيقي