تحصينات الخروج من المنزل .. رددها يحفظك الله ويحميك
تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT
قال الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم، أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط، إن من تحصينات الخروج من المنزل أن يرفع المسلم رأسه إلى السماء عندما يخرج من المنزل ويقول : (اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أضل أو أذل أو أذل أو أظلم أو أظلم أو أجهل أو يجهل علي)، روى أبو داود وغيره واللفظ له عن أم سلمة قالت : ما خرج النبي صلى الله عليه وسلم من بيتي قط إﻻ رفع رأسه إلى السماء فقال ((اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أضل أو أزل أو أزل أو أظلم أو أظلم أو أجهل أو يجهل علي)).
تفسير الدعاء
1-( أن أضل ) بفتح الألف ( أو أضل ) بضم الألف، فالكلمة الثانية هنا وفي باقي الحديث من قبيل المبني للمجهول .
ومعنى أن أضل من الضلالة ، أو أزل من زلة القدم كناية عن وقوع الذنب من غير قصد .
( أو أجهل ) أي أفعل فعل الجهال من الإضرار والإيذاء ( أو يجهل على ) على بناء المحهول أي يفعل الناس بي أفعال الجهال من إيصال الضرر إلي .
2- فائدة هذا التحصين أنه لجوء إلى الله تعالى أن يعصمك من هذه الأمور الأربعة أنتقع من المسلم أو أن تقع عليه من الغير .
3-علينا أن نتذكر أن من لجأ إلى الله تعالى كفاه الله عز وجل ما أهمه ( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم ) .
4-من السنة أن تضم هذا التحصين عندما تخرج من بيتك إلى التحصين السابق فتتحصن بهما .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بسمِ اللَّه، توَكلتُ علَى اللَّهِ ، اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بِك أن أضلَّ أو أُضَلَّ ، أو أزلَّ أو أُزَلَّ ، أو أظلِمَ أو أُظلَمَ ، أو أجهلَ أو يُجهَلَ عليَّ".
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا خرج الرجلُ من بيتِه فقال : بسمِ اللهِ ، توكَّلتُ على اللهِ ، لا حولَ ولا قُوَّةَ إلا باللهِ ، فيقالُ له : حسبُكَ ، قد هُدِيتَ وكُفيتَ ووُقِيتَ . فيتنحَّى له الشيطانُ ، فيقول له شيطانٌ آخرُ : كيف لك برجلٍ قد هُدِيَ وكُفِيَ ووُقِيَ"
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تحصَّنتُ بالذي لا إلهَ إلَّا هو إلهي وإلهُ كلِّ شيءٍ واعتصمتُ بربِّي وبربِّ كلِّ شيءٍ وتوكلتُ على الحيِّ الذي لا يموتُ واستدفعتُ الشرَّ بلا حولَ ولا قوةَ إلَّا باللهِ ، حسبيَ اللهُ ونعمَ الوكيلُ"
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن قال إذا خرَجَ من بَيتِه: بسمِ اللهِ توَكَّلْتُ على اللهِ، ولا حَولَ ولا قوةَ إلَّا باللهِ، يُقالُ له: هُديتَ وكُفيتَ ووُقيتَ، وتَنَحَّى عنه الشيطانُ"
إذا خرج المسلم من بيته قاصداً سفراً؛ ثمّ نزل منزلاً ليستريح؛ ففي الحديث الصحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: (إِذَا نَزَلَ أَحَدُكُمْ مَنْزِلًا، فَلْيَقُلْ: أَعُوذُ بكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِن شَرِّ ما خَلَقَ، فإنَّه لا يَضُرُّهُ شيءٌ حتَّى يَرْتَحِلَ منه).
أهمية دعاء الخروج من المنزلإن الدعاء يعمل على تحصين المسلم في جميع الأوقات والأحوال، ولاسيما عند الخروج من المنزل، فالجميع يفكر في المصالح والأمور التي ينبغي عليهم قضائها عقب الخروج من البيت، ولا يهتمون بالتفكير فيما قد يواجهونه من صعوبات وعقبات، وفي أحيان كثيرة يكون هناك أعداء متربصين بالمنزل، فالكثير منهم قد لا يتذكر ترديد دعاء الخروج من المنزل الذي علمنا إياه سيد الخلق أجمعين سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم.
وتمكن أهمية هذا الدعاء في أنه يعمل علي تحصين وحفظ المنزل بإذنه تعالي، ومن يقول هذا الدعاء يرعاه رب العباد حتى يعود إلي منزله مجدداً، فالدعاء هو الصلة والرابط بين العبد ومولاه، لذلك يجب الحفاظ عليه وملازمته في كل وقت وحين، وعدم الابتعاد عنه لأي سببا مهما كان.
إن الدعاء من أعظم العبادات في الإسلام، فهذه العبادة ترد القضاء وتمنع البلاء، وتدفع الشرور والمحن عن الإنسان، وحتى وإن لم يتحقق للإنسان مقصده من الدعاء، فيجب أن يعي جيدًا أن الله تعالي لم يمنع عنه شيئًا إلا لحكمة لا يعلمها إلا هو، فقد يكون فيه شراً كثيراً وهو لا يعلم، فالله تعالي لا يقدر لعباده سوي الخير والصلاح في هذه الحياة الدنيا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دعاء الخروج من المنزل قال رسول الله صلى الله علیه وسلم
إقرأ أيضاً:
أستاذ بالأزهر: الدعاء بزيادة الرزق يحتاج إلى سعي وعمل
قال الدكتور أحمد الرخ، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، إن قول النبي صلى الله عليه وسلم: "اتقوا الله وأجملوا في الطلب" ليس مجرد توجيه أخلاقي، بل هو مبدأ شامل يربط بين التقوى، والمراقبة، والعمل الصالح، ويؤسس لفلسفة متكاملة في طلب الرزق بالحلال.
أوضح الرخ، خلال تصريح، أن من صور "الإجمال في الطلب" أن يسلك الإنسان طرقًا مشروعة في طلب رزقه، وعلى رأس هذه الطرق العمل، لكنه بيّن أن الشريعة لم تكتفِ بالدعوة إلى العمل فحسب، بل أمرت بإتقان العمل وإحسانه، مشيرًا إلى أن هذا لا يتحقق إلا بالمراقبة، أي أن يعمل الإنسان وهو يستشعر أن الله يراه، وهو ما عبّر عنه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك".
وشرح الرخ مثالًا عمليًا من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم حين فرغ من دفن أحد الموتى، وأمر بتسوية اللحد، فقال الصحابة: "أهي من السنة؟"، فقال النبي: "أما إنه لا ينفع الميت ولا يضره، ولكن الله يحب من العبد إذا عمل عملًا أن يُحسنه".
وأكد، أن هذا الحديث العظيم يكشف سرًّا من أسرار محبة الله لعبده، فليس من السهل على الإنسان أن يدّعي أن الله يحبه، ولكن من أسباب نيل محبة الله: الإحسان في العمل، وجودته، وتجويده، وهذا لا يتحقق إلا لمن يراقب الله في كل حركة وسكنة.
وأضاف الرخ، أن قول النبي صلى الله عليه وسلم: "واجملوا في الطلب" يعني كذلك أن الإنسان يجب أن يسعى في الرزق بلا تواكل أو كسل، لأن الله أمر الإنسان بعمارة الأرض كما قال: "هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها"، أي طلب منكم عمارتها، لا التراخي عن السعي.
وأشار إلى دقة التعبير القرآني في سورة آل عمران، حين ذكر دعاء أولي الألباب الذين يتفكرون ويذكرون الله، ثم قال الله: "فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم"، مبينًا أن السياق كان سياق دعاء، ومع ذلك جاءت الاستجابة بالحديث عن العمل، لا عن الدعاء، للدلالة على أن الدعاء وحده لا يكفي دون عمل وأخذ بالأسباب.
وأشار إلي موقف عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حين رأى قومًا في المسجد بعد الجمعة فقال لهم: "من أنتم؟" قالوا: نحن المتوكلون على الله، فقال لهم: "بل أنتم المتواكلون، لا يقعد أحدكم عن طلب الرزق ثم يقول: اللهم ارزقني، فقد علمتم أن السماء لا تمطر ذهبًا ولا فضة"، مؤكدًا أن التوكل الحقيقي هو السعي والعمل، مع تمام الثقة بأن الرزق بيد الله، وأن طريق الحلال يبدأ بإتقان العمل، ومراقبة الله فيه.