غدا.. ختام طواف صلالة للدراجات الهوائية بمحافظة ظفار
تاريخ النشر: 12th, September 2023 GMT
تختتم غدا بمحافظة ظفار منافسات طواف صلالة الدولي في نسخته الثالثة من خلال المرحلة الرابعة التي سوف تنطلق من رزات إلى حديقة إتين بمسافة تمتد إلى ١٤٧ كيلومترا، ويقام الطواف بتنظيم من بلدية ظفار ضمن فعاليات صرب ظفار بالتعاون مع اتحاد الدراجات الهوائية، ووزارة الثقافة والرياضة والشباب. وشهدت مراحل الطواف مشاركة ٧٨ دراجا يمثلون ١٣ فريقا، من سلطنة عمان ومختلف دول العالم، ويهدف إلى الترويج للمقومات السياحية والثقافية والتاريخية التي تزخر بها محافظة ظفار، وإذكاء روح التنافس بين المتسابقين والارتقاء بالجانب الفني للعبة، وصقل مهارات الدراجين العمانيين وتجويد المستوى الفني واكتشاف المواهب واختيار أفضل العناصر للمنتخبات الوطنية وبناء القدرات الفنية للمنظمين من الشباب العماني.
المرحلة الثالثة
وتوج الدراج السلوفيني بول جربج من فريق شباب أهلي دبي الإماراتي بلقب المرحلة الثالثة من الطواف، حاصدا القميص الذهبي باسم بلدية ظفار لحصوله على صدارة الترتيب العام بالزمن، وكذلك على القميص الأخضر باسم وزارة الثقافة والرياضة والشباب لحصوله على الترتيب العام بالنقاط.
كما حصل الدراج الإماراتي عبدالله جاسم على القميص الأبيض باسم فندق منتجع البلازا لحصوله على الترتيب العام تحت ٢٣ سنة.
بينما حصد الدراج توم وجفي من نيذرلاندز على القميص الرمادي باسم مستشفى بدر السماء لحصوله على الدراج الأشرس. وأقيمت المرحلة الثالثة من منافسات سباق الطواف لمسافة ١١٢ كم، والذي انطلق من سوق الحافة مرورا بمتحف أرض اللبان باتجاه دوار الدهاريز ومنها إلى دوار المعمورة مرورا إلى تقاطع طوي اعتير وصولا إلى وادي دربات.
مشاركة الجيش
ويشارك فريق الجيش السلطاني العماني للدراجات الهوائية في طواف صلالة الدولي للدراجات الهوائية في نسخته الثالثة، وتأتي مشاركته لكسب مزيد من التجارب والخبرات استعدادا للاستحقاقات القادمة، وذلك من خلال التنافس مع الفرق الدولية المشاركة.
تنظيم لوجستي واحترافي
وبعد ختام الجولة الثالثة أكد إسحاق بن عبدالله البلوشي الأمين العام للاتحاد العُماني للدراجات الهوائية، على أن طواف صلالة لهذا العام، يأتي ضمن جهود مشتركة بين بلدية ظفار والاتحاد العماني للدراجات الهوائية، حيث يظهر التنظيم اللوجستي للطواف مدى التميز والاحترافية والإعداد التام له قبل انطلاق المنافسات، مبينا أنه تم إعداد كل التفاصيل بمستوى عالٍ من الجودة على أيدي شباب عمانيين متخصص، كما تم الاستعانة أيضا بذوي الخبرة في مجال التنظيم.
وأضاف: نود أن نشير إلى الدعم الكبير الذي قدمته بلدية ظفار في الجانب اللوجستي، وهو مضاف إلى جهود الفريق العامل لجعل الحدث ناجحًا، حيث إن الأمان والسلامة هما في صدارة اهتماماتنا، وكل الإجراءات والتنظيمات التي تم اتخاذها تهدف إلى ضمان سلامة جميع الدراجين والأطقم الفنية والإدارية للمنتخبات، بالإضافة إلى النزاهة التامة في إصدار النتائج. مشيرا إلى أن هناك جهدا كبيرا من شرطة عمان السلطانية لتحقيق متطلبات الأمن والسلامة للمشاركين، بالإضافة إلى الدور الكبير الذي قام به الراعي الطبي الرسمي للطواف متمثلا في مستشفيات بدر السماء. وأوضح الأمين العام للاتحاد العماني للدراجات الهوائية أنهم دائما ما يتطلعون لاستضافة حدث رياضي ناجح يليق بمكانة سلطنة عمان، يسهم في تعزيز الرياضة والسياحة في المنطقة، والسعي لجعل السلطنة محطة مميزة لرياضة الدراجات الهوائية سواء سباق الطريق أو الجبلي.
تعزيز السياحة المحلية
بينما قال سلطان الرواحي عضو مجلس إدارة الاتحاد العماني للدراجات الهوائية: نحن سعداء أن نكون جزءا من تنظيم النسخة الثالثة من طواف صلالة الدولي بمحافظة ظفار، والذي يهدف إلى تعزيز السياحة المحلية والعالمية والاهتمام بالرياضة. وحول الجانب التنظيمي قال: نسعى باستمرار لتنظيم الحدث بأعلى المستويات الاحترافية، حيث تم توفير كافة التسهيلات اللازمة للراحة والأمان لجميع المشاركين منذ بداية وصولهم ومشاركتهم في الطواف، أما في الجانب الفني فتم الاهتمام بتوفير كل ما يلزم من معدات فنية عالية الجودة والتي تلبي المعايير الدولية، لضمان نزاهة الحدث، وتم أيضا استقطاب حكام محترفين ذوي خبرة عالية في هذا المجال وهم حكام دوليون، ومعهم أيضا حكام محليون يسعى الاتحاد إلى تطوير أدائهم التحكيمي، مضيفا: استخدمنا نظام توقيت إلكتروني متطور لضمان دقة نتائج السباق ولتقديم تجربة لمشاهدة ممتعة للجمهور.
وأكد الرواحي أن طواف صلالة 2023 ليس مجرد حدث رياضي، بل هو تجمع لأفضل الدراجين على الصعيد الدولي. ونتوقع لاحقا مشاركة فرق للدراجات من مختلف أنحاء العالم، والتي ستتنافس في سباقات تتطلب مستوى عاليا من اللياقة البدنية والتركيز الذهني. وتابع: الدراجون المشاركون يمتلكون مستوى عاليا من الخبرة والكفاءة، وقد شاركوا في العديد من البطولات الدولية، وهذه النخبة من الدراجين يشاركون لإظهار مهاراتهم وليس فقط للفوز بالجوائز، وقدموا إلى سلطنة عمان لتقديم عروض تنافسية تليق بمستوى الحدث.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: طواف صلالة الثالثة من بلدیة ظفار لحصوله على
إقرأ أيضاً:
ظفار.. أرض اللبان و"التباشير"
د. محمد بن عوض المشيخي **
انفردت سلطنة عُمان عن غيرها من دول العالم بأنَّها أقدم كيان سياسي وجغرافي في الخليج العربي، بتاريخها العريق وإرثها التليد الذي أزعم أن لا يوجد مثيل له في العالم، لم لا وهي أرض الغبيراء الشامخة التي أنعم الله عليها بقيادات حكيمة وسلاطين أوفياء للوطن وتراثه الخالد، فهذا السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- يجوب في شوارع صلالة في العقود الأولى للنهضة العُمانية، لكي يتفقد اللوحات التجارية للمحلات والشركات التي لا تنسجم مع أصالة البلاد، وقد وجد ذات مرة لوحة بعنوان "فنون الخليج"، وأمر بتغييرها فورًا لتكون "فنون الغبيراء"؛ هكذا هي السياسة والتوجه العام لهذا البلد العزيز للحفاظ على كنوز الوطن الغالية التي لا تُقدَّر بثمنٍ.
ومن هنا تكمُن أهمية الخبراء والفنانين والشعراء في الاختيار من تلك الكنوز والشواهد التاريخية، وما أعظمها، وليس البحث عن شعارات جديدة من مُخيلة المُفكِّرين والرسَّامين والتي تُكلِّف الكثير من المبالغ المالية، وقبل ذلك كله تحتاج لعقود طويلة لكي تترسخ في أذهان الناس، وخاصة زوار محافظة مثل ظفار، الذين يعرفون جيدًا أن اللبان هو هوية ظفار وشجرته المباركة، التي تُجسِّد شعارها الأبدي بلا منازع عبر الأزمان؛ لكونه محفورًا في ذاكرة أجيال المحافظة، أبًا عن جَدٍ. لذا يجب الاعتراف بأنَّ لكل محافظة أو ولاية في السلطنة، رموزها وشواهدها التاريخية التي تُميِّزُها عن غيرها، وعلى وجه الخصوص محافظة ظفار التي فيها الشجرة المقدسة لمعظم حضارات العالم منذ فجر التاريخ، وعلى وجه الخصوص حضارات السومَريين والإغريق والمصريين القدماء والرومان. والمؤرخون يشيرون إلى ثلاثة هدايا قُدِّمت لنبي الله عيسى بن مريم- عليه السلام- عند ولادته وهي (اللبان الظفاري والذهب والمر).
وخلال الأسابيع الماضية عجَّت منصات التواصل الاجتماعي في السلطنة ومجالس شيوخ ووجهاء ظفار بالجدال والمساجلة حول الهوية الجديدة لمحافظة ظفار والشعار الذي أصبح يُوسم بـ"ظفار أرض التباشير"، والذي يدل على أكثر من معنى؛ فالتباشير عبارة عن "شكل معماري يُزيِّن رؤوس البيوت القديمة في جنوب الجزيرة العربية"، بينما توصف هذه الكلمة باللغة الدارجة في شمال السلطنة بأنه كان أهل عُمان إذا بَشَّر النخلُ بالرطب سموه "تباشير"، بدلًا مما هو متعارف عليه سابقاً ضمنياً "ظفار أرض اللبان". وخلاصة تلك المناقشات الجادة والآراء المسجلة تكشف عن استغراب وتعجُّب من الشعار الجديد، وما الأسباب التي دفعت بالمسؤولين لتجنُّب استخدام "اللبان وشجرته" كواجهة حضارية لظفار؟!
لقد تواصل معي العديد من الشعراء والأدباء من المحافظة، يتساءلون لماذا لم يرجع المختصون إلى المجتمع المحلي للاستئناس برأيهم؟ لكن يبدو لي أنَّ هناك من يبحث عن الجديد بأي طريقة كانت، فنحن نعيش في عالم مُتغيِّر، يُؤمن فيه البعض بالحداثة على حساب الماضي التليد، وذلك بما قد يحمل من جوانب تُوصَف بأنها بحاجة إلى تصويب لكي تُناسب العصر. وكلمة "تباشير" تُشير إلى الأنباء الطيبة والتفاؤل والمستقبل الواعد، وهذه نتيجة رائعة؛ فالفكرة ممتازة لتقديمها لمنطقة تفتقد لإرث حضاري، لكن شعار "أرض التباشير" لا يُقارن بأي حال من الأحوال بأرض اللبان وشجرتها التي تُعبِّر بكل ما تحمله الكلمة عن المجتمع في ظفار؛ إذ إنَّ عبق اللُبان وروائحه الجذَّابة تُعطِّر كل ركن من أركان البيوت العُمانية؛ بل عبر العالم من أقصاه إلى أقصاه.
لكن "التباشير" بما تحمله من بشائر الخير والعطاء، يُمكن أن تكون شعارًا لحملة إعلامية لموسم "خريف ظفار 2025"؛ فالترويج للحملة يحتاج من 3 أسابيع إلى 6 أشهر لكي تنتقل مضامين تلك الحملة من وسائل الإعلام إلى الجمهور، بينما الترويج للهُوية يحتاج لوقتٍ أطول بكثير. ويجب تذكير الجميع أن هناك اختلافًا بين الشعار والهوية، والأخيرة أكثر شمولية، وتتكون من عدة عناصر؛ هي: "مختلف التصاميم والشعارات المرئية- العلامة التجارية (brand) والتي تظهر بها المؤسسة أمام الآخرين والتي تعني الشعار المعتمد".
الكُل يُثمِّن الجهود الجبارة المبذولة من مكتب محافظ ظفار وجميع العاملين في ذلك الصرح العظيم، الذين يُنظَر إليه بأنه يضم كوكبة من الشباب الواعد الذين يعملون بلا كللٍ أو مللٍ لتطوير ظفار وولاياتها المختلفة، وعلى رأسهم صاحب السمو السيد مروان بن تركي آل سعيد محافظ ظفار، الذي عُرف بإمكانياته القيادية وأفكاره الإبداعية، وقبل ذلك بدماثة خُلقه وإخلاصه، وجهوده الحثيثة لتطوير محافظة ظفار، وجعلها في مقدمة الوجهات السياحية في المنطقة العربية. ولا شك أن نجاح الهوية أو الشعار الجديد من عدمه لا يعني نهاية الطريق؛ فللمجتهد أجران إذا أصاب، وأجر اجتهاده إذا أخطأ.
في الختام.. ونحن على أبواب "خريف ظفار 2025"، فإن أكثر ما تحتاجه المحافظة في هذه الأيام هو تفعيل الخدمات ومشاريع الطرق المُنفَّذة حاليًا في مدينة صلالة، ومتابعتها بشكل يومي؛ لكي نُخفِّف الاختناقات المرورية التي قد يُسببها قطع أوصال الشوارع التي تخضع حاليًا للصيانة والتوسُّعات الازدواجية للشوارع، والأهم من ذلك كله التعجيل بتنفيذ المشاريع الجديدة، كشق طريق غرب دربات وطريق "هيماء- ثمريت" الذي طال انتظاره. كما إن تركيب أحجار الإنترلوك في الأماكن العامة التي يرتادها السياح أمر ضروري؛ إذ إن الأسواق تتحول إلى برك مائية يتجمع فيها البعوض وتسبب تعطلًا في إنسيابية المرور، خاصةً في سوق السعادة الذي تم افتتاحه في ثمانينيات القرن العشرين، وهو وجهة للكثير من الزائرين في الموسم السياحي، لذلك أصبح من الضروريات التي لا مفر منها.
** أكاديمي وباحث مختص في الرأي العام والاتصال الجماهيري
رابط مختصر