وكالة الصحافة الفلسطينية:
2025-12-08@01:54:17 GMT

30 عامًا على وهم "أوسلو"

تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT

30 عامًا على وهم 'أوسلو'

غزة - خاص صفا

يوافق اليوم الأربعاء، الذكرى الـ 30 لـ "اتفاق أوسلو"، الموقع بين منظمة التحرير الفلسطينية والكيان الإسرائيلي في العاصمة الأمريكية واشنطن عام 1993.

ففي تاريخ 13 سبتمبر/أيلول 1993، وقّع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق رابين اتفاق تشكيل "سلطة حكم ذاتي فلسطيني انتقالي" والمعروف بـ "اتفاق أوسلو"، والذي مهد لمرحلة جديدة من تاريخ القضية الفلسطينية.

وأملت منظمة التحرير التي تقودها حركة "فتح" أن يؤدي هذا الاتفاق للتوصل إلى حل سلمي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لكن ما حدث خلال المفاوضات التي لحقت توقيع الاتفاقيات، أثبت أنها كانت فقط وسيلة تستخدمها "إسرائيل" كذريعة لمواصلة بناء وتوسعة المستوطنات على الأراضي الفلسطينية التي احتلتها عام 1967.

كما أملت أن يكون الاتفاق بداية الطريق لإقامة الدولة الفلسطينية، لكنها لم تقم، وما كان تحت سيطرة السلطة الفلسطينية من أراضٍ بعد الاتفاق، أعادت "إسرائيل" احتلاله بعد أقل من 8 سنوات على توقيع الاتفاق.

وجاء الاتفاق بعد حصيلة مفاوضات سياسية رسمية ومباشرة بين الجانبين، وينص على إقامة سلطة حكومة ذاتية انتقالية فلسطينية (أصبحت تعرف فيما بعد بالسلطة الوطنية الفلسطينية)، ومجلس تشريعي منتخب للشعب الفلسطيني، في الضفة الغربية وقطاع غزة.

ويُعرف هذا الاتفاق رسميًا باسم "إعلان المبادئ حول ترتيبات الحكم الذاتي الانتقالي"، بينما أُطلق عليه اسم "أوسلو"، نسبة إلى مدينة "أوسلو" النرويجية، حيث جرت هناك المحادثات السرّية التي أنتجت الاتفاق.

وشكل الاتفاق منعطفًا "مهمًا" في مسار القضية الفلسطينية، بحيث أنهى النزاع المسلح بين منظمة التحرير والاحتلال، ورتب لإقامة سلطة في الضفة وغزة.

كما نص على أن تغطي هذه المفاوضات بعد انقضاء ثلاث سنوات القضايا المتبقية، بما فيها القدس، اللاجئون، المستوطنات، الترتيبات الأمنية، الحدود، العلاقات والتعاون مع جيران آخرين، وما يجده الطرفان من قضايا أخرى ذات اهتمام مشترك، وكل ذلك سيتم بحثه استنادًا إلى قراري مجلس الأمن الدولي 242 و338.

وفيما يتعلق بالأمن، نص الاتفاق على إنشاء قوة شرطة فلسطينية "قوية"، من أجل ضمان النظام العام في الضفة وغزة، بينما لن يكون الأمن الخارجي والعلاقات الخارجية والمستوطنات من مهام السلطة في المناطق التي سينسحب الجيش الإسرائيلي منها.

ولاقى هذا الاتفاق معارضة شريحة كبيرة من الشعب الفلسطيني، لتأثيره وانعكاساته على جوهر القضية الفلسطينية، ويؤكد المعارضون له أنه سقط سقوطًا مدويًا لعدم تحقق أهدافه الأساسية، ومنها حسم مواضيع الحل النهائي.

ومنذ توقيع الاتفاق، ارتفعت وتيرة الاستيطان والسيطرة على مزيد الأراضي في الضفة ومصادرتها لصالح المشاريع الاستيطانية، بالإضافة إلى تسارع عمليات تهويد مدينة القدس، ومحاولات الاحتلال لبسط سيادته الكاملة عليها، كما خصص الاحتلال 42% من أراضي الضفة للتوسع الاستيطاني، من ضمنها 62% من أراضي مناطق "ج".

ولم تنتزع السلطة طوال عقود من المفاوضات مع الاحتلال أي حق للشعب الفلسطيني، حتى أعلنت وقف المفاوضات مع الاحتلال في إبريل عام 2014، بعد رفض وقف الاستيطان والقبول بحل الدولتين والإفراج عن أسرى فلسطينيين في سجونه، إلا أنها مستمرة في التنسيق الأمني مع الكيان الإسرائيلي.

وبعد أكثر من ربع قرن، على هذا الاتفاق، ما زالت الوقائع على الأرض، تؤشر بوضوح إلى انسداد الأفق في ظل استمرار الاحتلال بالسياسات الاستيطانية التي تشكل عقبة أمام "حل الدولتين" ونجاح الاتفاق.

ووفق مراقبين، فإن اتفاق أوسلو "المجحف" مع مرور 30 عامًا على توقيعه، أصبح "ميتًا"، ولم يتبقّ منه إلا سلطة فلسطينية وهمية، ترزح تحت سلطة الاحتلال، هي بمرتبة حكم ذاتي على السكان، من دون الأرض والمعابر والموارد.

ورغم ما ألحقه الاتفاق من أزمات متلاحقة وكوارث على شعبنا الفلسطيني وقضيته، إلا أن شعبنا ومقاومته يواصلون الكفاح والنضال من أجل استعادة كامل حقوقه الوطنية، والحفاظ على الثوابت الفلسطينية، وكذلك التصدي لمخططات ومشاريع الاحتلال الاستيطانية والتهويدية.

وبهذه الذكرى، تطالب الفصائل والقوى ومؤسسات المجتمع المدني، السلطة بالتحرر من اتفاق أوسلو، وضرورة مغادرة ما يسمى خيار المفاوضات ونهجه الكارثي بكل مقدماته ونتائجه، وكذلك سحب اعترافها بـ"إسرائيل" وإلغاء الاتفاقيات السياسية والاقتصادية والأمنية التي ترتبت على اتفاق أوسلو وملحقاته كافة.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: اتفاق أوسلو أوسلو اتفاق أوسلو هذا الاتفاق فی الضفة

إقرأ أيضاً:

الكونغو ورواندا توقعان اتفاق سلام بواشنطن

واشنطن – وقّعت جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا، امس الخميس، اتفاق سلام في مراسم استضافها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في واشنطن، بهدف إنهاء الصراع بين البلدين وإرساء سلام دائم.

وجرى حفل التوقيع في “معهد الولايات المتحدة للسلام” بحضور الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي، ونظيره الرواندي بول كاغامه، إضافة إلى ممثلين من دول إقليمية مثل قطر والإمارات العربية المتحدة والسنغال.

وخلال كلمته في الحفل، وجّه ترامب، شكره لكل من تشيسيكيدي وكاغامه، معربا عن سعادته الكبيرة بإنهاء حرب مستمرة منذ عقود.

وأضاف: “اليوم يوم رائع. يوم عظيم لإفريقيا ومهم للعالم وللدولتين. هناك الكثير مما يدعو للفخر. أشكر زعيمي البلدين على شجاعتهما”.

وأشار ترامب، إلى أن الصراعات بين الكونغو الديمقراطية ورواندا تُعد من أطول حروب العالم، وأودت بحياة أكثر من 10 ملايين شخص.

وتابع: “نجتمع اليوم في معهد الولايات المتحدة للسلام لتوقيع اتفاق تاريخي ينهي عقودا من العنف وإراقة الدماء، ويفتح مرحلة جديدة من الوئام والتعاون بين البلدين”.

ووصف الرئيس الأمريكي الزعيمين بأنهما “شجاعان بالفعل”.

شكر للولايات المتحدة وقطر على جهود الوساطة

من جانبه، شكر تشيسيكيدي، الولايات المتحدة وقطر على دورهما في الوساطة.

وأردف: “أشعر بامتنان عميق وأمل كبير باسم الشعب الكونغولي بينما نوقع على الإعلان المشترك. نشكر شركاءنا الإقليميين والدوليين والأمريكيين على دعمهم خلال هذه العملية”.

وأكد تشيسيكيدي، استعداد بلاده لتنفيذ التزاماتها بالكامل، معربا عن ثقته بأن رواندا ستحترم الاتفاق أيضا.

وأكمل: “اتفاق واشنطن ليس وثيقة عادية، بل يمثل نقطة تحول وبداية طريق جديد”.

بدوره، وجه كاغامه، الشكر لقطر والولايات المتحدة لدورهما في الوساطة.

وأضاف: “دور قطر في الوصول إلى هذه المرحلة حيوي، لكن الفضل الأكبر يعود بالطبع إلى الرئيس دونالد ترامب. لم يتوقع أحد أن يتولى الرئيس ترامب هذا الدور، لكنه تحرك فورا للمساهمة في السلام.

وأشار كاغامه، إلى أن الولايات المتحدة تعاملت مع الطرفين بـ”حياد كامل”.

واعتبر أن الاتفاق يجعلهم ينظرون إلى المستقبل “بأمل أكبر”.

توقيع الاتفاق

عقب الكلمات، وقع كاغامه وتشيسيكيدي وترامب، على نص اتفاق السلام المتعلق بإنهاء الصراع وتعزيز التعاون الاقتصادي.

وبعد التوقيع، صافح ترامب الزعيمين والتقط ثلاثتهم الصور أمام عدسات وسائل الإعلام.

وينص الاتفاق على وقف الصراع، والحفاظ على وحدة أراضي جمهورية الكونغو الديمقراطية، وتأكيد سيادتها الكاملة على استخراج ومعالجة مواردها المعدنية.

وشهدت مناطق شرقي الكونغو الديمقراطية أعمال عنف استمرت سنوات، أدت إلى مقتل آلاف المدنيين وتهجير ملايين آخرين.

وتصاعدت المواجهات بعد عودة نشاط حركة “23 مارس” عام 2021.

وتتّهم الأمم المتحدة والسلطات الكونغولوية، رواندا بدعم الحركة، بينما تنفي الأخيرة ذلك

 

الأناضول

مقالات مشابهة

  • خبير استراتيجي: الاحتلال يماطل في تنفيذ المرحلة الثانية من “اتفاق غزة”
  • خالد عكاشة: الاحتلال يماطل بوضوح في الدخول للمرحلة الثانية من اتفاق غزة
  • خبير استراتيجي: الاحتلال يماطل في تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق غزة
  • محمد بن راشد: شكراً للجميع.. وستبقى الإمارات مسانداً وداعماً للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني الشقيق
  • محللون: هذه العقبات تواجه الانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق غزة
  • أفريكا ريبورت: اتفاق الكونغو ورواندا موقَّع بالأيدي لا بالقلوب
  • الخارجية الفلسطينية تدعو المجتمع الدولي لتنفيذ القرارات وحماية الشعب الفلسطيني
  • بعد ساعات من توقيع اتفاق بين الكونغو ورواندا.. تجدد القتال في شرق البلاد
  • الكونغو ورواندا توقعان اتفاق سلام بواشنطن
  • اتفاق سلام الكونغو ورواندا بواشنطن بين التفاؤل والمخاوف