تعيش ليبيا واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية التي ضربتها عبر التاريخ، حيث تسببت السيول والفيضانات جراء اعصار "دانيال"، بمصرع ما يُقارب 6 آلاف شخص، فيما لا يزال أكثر من 10 آلاف آخرين في عداد المفقودين.

هذه الكارثة جاءت نتيجة العاصفة العنيفة القادمة من البحر المتوسط، حيث أسفرت عن انهيار سدود وتدمير مباني ومنازل في المناطق الساحلية الشرقية لليبيا.

مدينة درنة تعتبر واحدة من أكثر المدن تضررًا، حيث تواصل عمليات تقدير الخسائر البشرية والمادية جراء هذه الفيضانات القوية التي ضربت المدينة، حيث تم الإبلاغ عن اختفاء نحو ربع مساحة المدينة نتيجة جرف الفيضانات وسدود المنطقة، مما أثار مخاوف كبيرة من فقدان حوالي عشرة آلاف شخص.

صور تظهر اللحظات الأولى لجرف المياه المتدفقة لعدد من الأبنية شرقي #ليبيا#فيضانات_ليبيا#العربية pic.twitter.com/rFC2Y4qryy

— العربية (@AlArabiya) September 12, 2023 ربع درنة في البحر

ووفقًا للمعلومات التي نشرها الجيش الليبي، تسبب الإعصار في انهيار جزء يتراوح نسبته بين 25% إلى 45% من مدينة درنة في البحر.

وزير الداخلية في الحكومة المعينة من البرلمان أعلن عن وقوع بلاغات عديدة عن فقدان عائلات بأكملها جراء الفيضانات المدمرة، وأكد أنه تم تشكيل مراكز لاستقبال البلاغات المتعلقة بالمفقودين. وأضاف أن عدد الوفيات في مدينة درنة قد تجاوز 5300 شخص.

125 ألف في درنة

في مدينة درنة، التي يقطنها حوالي 125 ألف نسمة، تحولت بعض الأحياء إلى حطام بعدما جرفت السيول المباني وقلبت السيارات رأسًا على عقب على الطرق المغطاة بالطين والحطام. تمزقت الأشجار من جذورها وغمرت المياه منازل مهجورة نتيجة انهيار سدود المنطقة.

محمد القابسي، مدير مستشفى الوحدة في درنة، أفاد بأن 1700 شخص لقوا حتفهم في أحد الأحياء الرئيسيين في المدينة، و500 شخص في الحي الآخر.

عدد كبير من القتلى

شهدت مدنًا أخرى في شرق ليبيا، بما في ذلك بنغازي، العاصفة القوية، وتوقع تامر رمضان، رئيس بعثة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر، أن يكون عدد القتلى "ضخمًا".

وأشار رمضان إلى أن عدد المفقودين يقترب من عشرة آلاف شخص حتى الآن، وذلك وفقًا لمعلومات مستقلة من مصادر متعددة. تلك الكارثة الطبيعية تعكس حجم الدمار والتحديات الهائلة التي تواجهها ليبيا في هذه اللحظة الصعبة.

 جثث في البحر والأودية وتحت الأنقاض

ووصفت لجنة الطوارئ الحادث في درنة بأنه كارثي للغاية، حيث تم العثور على جثث ملقاة في أماكن متعددة، سواء كان ذلك في البحر أو الأودية أو تحت الأنقاض.

رئيس وحدة الكوارث والأزمات في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، حسام فيصل، أعلن أن عدد القتلى جراء الفيضانات في ليبيا قد تجاوز 5000 شخص.

جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر أكدت أن الاحتياجات الإنسانية تتجاوز بكثير الإمكانيات المتاحة، مما يشير إلى حجم الضرر والتحديات التي تواجه ليبيا جراء هذه الكارثة الطبيعية الخطيرة.
 

المصدر: البوابة

كلمات دلالية: التشابه الوصف التاريخ مدینة درنة فی البحر

إقرأ أيضاً:

فقدان 60 مهاجرا قبالة سواحل ليبيا

عبّرت المنظمة الدولية للهجرة عن مخاوفها إزاء فقدان ما لا يقل عن 60 شخصا في البحر بحادثي غرق وقعا في الأيام الأخيرة قبالة سواحل ليبيا.

وأوضحت المنظمة، في بيان الثلاثاء، أن فرق البحث والإنقاذ التابعة لها، قدمت للناجين رعاية طبية عاجلة فور وصولهم إلى البر.

وقال المدير الإقليمي للمنظمة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، عثمان بلبيسي، إن المنظمة الدولية للهجرة مع وجود "عشرات المفقودين وأسر بأكملها في حالة من الحزن واليأس، تجدد مناشدتها للمجتمع الدولي لتعزيز عمليات البحث والإنقاذ".

ودعا بلبيسي إلى ضمان آليات "نزول آمنة ومنظمة للمهاجرين الناجين"، وقدم تعازيه الحارة لأسر الضحايا وجميع المتأثرين بما وصفها بـ"المأساة".

وأفادت المنظمة بأن الثاني عشر من يونيو/حزيران الجاري شهد الإبلاغ عن فقدان 21 شخصا إثر غرق قارب بالقرب من ميناء الشعاب في منطقة طرابلس، وتم العثور على 5 ناجين فقط.

وأشارت إلى أن من بين المفقودين 6 أشخاص من إريتريا بينهم 3 نساء و3 أطفال، و5 باكستانيين، و4 مصريين، وسودانيان، فيما لا تزال هوية 4 أشخاص أخرى غير معروفة.

كما أوضحت أن الحادث الثاني وقع في 13 يونيو/حزيران، على بعد نحو 35 كيلومترا غرب مدينة طبرق، ونقلت عن الناجي الوحيد الذي أنقذه صيادون، أن 39 شخصا فقدوا في البحر.

وجرفت الأمواج في الأيام الأخيرة 3 جثث إلى الشاطئ، ولا تزال جهود تحديد الهوية جارية بدعم من أعضاء الجالية السودانية.

ومنذ بداية العام الجاري، أكدت المنظمة أن ما لا يقل عن 743 شخصا لقوا حتفهم أثناء محاولتهم عبور البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا، بينهم 538 على طريق وسط البحر المتوسط وحده.

وأكدت المنظمة ذاتها أن هذا الطريق يظل "الأكثر فتكا في العالم"، حيث تزداد خطورة أساليب التهريب وتتراجع قدرات الإنقاذ، فيما تُفرض المزيد من القيود على العمليات الإنسانية.

إعلان

ويهدف برنامج البحث والإنقاذ التابع للمنظمة الدولية للهجرة في ليبيا إلى الحد من هذه المخاطر عبر تقديم المساعدة الطارئة للمهاجرين فور نزولهم من البحر وبعد إنقاذهم من الصحراء، بالإضافة إلى دعم الشركاء المحليين بالبنية التحتية والمعدات المتخصصة.

يذكر أن مشروع المهاجرين المفقودين التابع للمنظمة وثّق أكثر من 75 ألف حالة وفاة واختفاء منذ عام 2014، سجلت أكثر من 39 ألف حالة منها في بلدان متأثرة بالأزمات أو بالقرب منها، الأمر الذي يسلّط الضوء على الروابط بين النزوح وانعدام الأمن وغياب مسارات الهجرة الآمنة.

مقالات مشابهة

  • رئيس مدينة الغردقة يشهد الحفل الختامي لنشاط فرع البحر الأحمر لكرة القدم
  • رئيس مدينة الغردقة يتفقد المركز التكنولوجي ويوجّه بتسريع إنهاء معاملات المواطنين
  • الصين تجلي 70 ألف شخص جراء الفيضانات المصاحبة لإعصار "ووتيب"
  • ليبيا تستعيد حضورها في قمة المحيطات في نيس… لكن ما الذي ينتظر صياديها؟
  • إجلاء 70 ألف شخص جراء الفيضانات في هوايجي الصينية
  • تداول 10 آلاف طن بضائع و605 شاحنات بموانئ البحر الأحمر
  • تداول 10 آلاف طن بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحر الأحمر
  • فقدان 60 مهاجرًا في البحر المتوسط قبالة سواحل ليبيا
  • 700 شخص في عداد المفقودين بنيجيريا جراء الفيضانات الأخيرة
  • فقدان 60 مهاجرا قبالة سواحل ليبيا