يعمل نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي على تحويل مصر إلى "معسكر عسكري كبير"، عبر هدم مدافن تاريخية وإزالة أحياء قديمة ومساحات خضراء لبناء جسور وطرق سريعة؛ لتفتيت المجتمع وتسهيل وصول قوات الأمن إلى أي منطقة، في إطار هدف الهيمنة العسكرية على البلاد.

تلك القراءة تضمنها تقرير لحسام الحملاوي، في موقع  "ميدل إيست آي" البريطاني (MEE)   ترجمه "الخليج الجديد"، مضيفا أنه "منذ فترة طويلة، تم قمع المعارضة على يد الرئيس السيسي، الذي لم يتردد في إطلاق العنان لحمام دم بعد انقلابه العسكري عام 2013، وشن اعتقالات جماعية، وبناء مجمعات سجون ضخمة".

وأردف الحملاوي أنه "من حين إلى آخر تندلع احتجاجات عفوية، ولكن يتم السيطرة عليها بسرعة. وفي ظل هذه الظروف القمعية الصارمة، تم توجيه الكثير من المعارضة عبر الإنترنت، على الرغم من أن الأجهزة الأمنية تستهدف بانتظام مستخدمي الإنترنت وتراقب مئات المواقع".

وتابع: "في الآونة الأخيرة، اشتعلت منصات التواصل الاجتماعي بغضب ناجم عن حملة هدم المعالم التاريخية في القاهرة وقطع الأشجار في المراكز الحضرية، وفي وقت كتابة هذا التقرير، تدمر جرافات المقابر التاريخية، التي تعد جزءا من التراث الإسلامي للعاصمة، من أجل بناء جسور وطرق سريعة".

و"ويقول المهندسون المعماريون إن مثل هذه المستويات من الدمار والاستخفاف بالتراث الثقافي تجاوزت ما تسببت فيه أي قوات احتلال أجنبي أو كوارث طبيعية في تاريخ مصر"، بحسب الحملاوي.

وأضاف أن "المجتمع المدني في البلاد لا يزال مصابا بالشلل بسبب حملات القمع التي أعقبت (الإطاحة بالرئيس الراحل محمد مرسي) عام 2013، والتي شهدت قيام السيسي بتفكيك أي كيان قادر على العمل بشكل مستقل عن الدولة".

واستدرك: "لكن علماء الآثار والمهندسين المعماريين والناشطين لجأوا إلى وسائل التواصل الاجتماعي، محاولين إثارة الضجة حول عمليات الهدم المستمرة وتوثيق الأضرحة المهددة بالإزالة،  وأطلق البعض عريضة على الإنترنت لمحاولة الضغط على النظام لوقف جرافاته".

وقال إنه "بالتزامن مع ذلك، شرعت الدولة في السنوات الأخيرة في حملة قطع الأشجار وإزالة المساحات الخضراء في المراكز الحضرية، وليس فقط أثناء أعمال توسعة الطرق".

و"تأتي هذه الحملة بشكل منهجي في الوقت الذي استضاف فيه النظام (أواخر 2022) مؤتمر (الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ) كوب 27، في حين أعلن مرارا عن التزامه بـ "التحول الأخضر" ومكافحة تغير المناخ"، كما أضاف الحملاوي.

وزاد بأن "تصريحات المسؤولين الحكوميين تتأرجح بين إنكار الحرب على الخضرة وبين إعطاء مبررات غير رصينة أحيانا، وقد ظهرت مجموعات وصفحات عديدة على فيسبوك للضغط على السلطات، وأحيانا نجحت مبادرات عفوية أطلقها السكان المعنيون في إنقاذ المساحات الخضراء في أحيائهم".

اقرأ أيضاً

محكمة مصرية تقضي بحبس المعارض هشام قاسم لمدة 6 أشهر

قوة غاشمة

و"لا يمكن للمرء أن يستوعب مدى استئصال المساحات الخضراء والهوس بالطرق السريعة والجسور حتى على حساب الكنوز الثقافية، بصرف النظر عن سعي النظام إلى عسكرة جميع جوانب الحكم والحياة في مصر بعد انقلاب 2013"، بحسب الحملاوي.

وتابع أن "المشهد الحضري شهد تحولا سريعا، وأصبحت الدولة أكثر جرأة في إزالة الأحياء الحضرية الفقيرة بأكملها، والتي سعى (الرئيس المصري الراحل حسني) مبارك (1981-2011) منذ فترة طويلة إلى تحسينها، لكنه لم يتمكن بسبب المقاومة المحلية، بينما يستخدم السيسي القوة الغاشمة لتجاوز طموحات مبارك الفاشلة".

وزاد بقوله: "ويعكس حافز آخر لمثل هذه التدابير أوجه تشابه تاريخية مع باريس ما بعد عام 1848، التي تم هدمها وإعادة بنائها بعد إخماد التمردات الشعبية لتسهيل النشر السريع للقوات والسيطرة على الأماكن العامة".

و"اعتبر 4 من مخططي المدن المصريين، أجريت مقابلات معهم، أن الوصول الأمني (سهولة وسرعة وصول قوات الأمن إلى منطقة ما) هو أحد العوامل الرئيسية وراء عمليات الهدم واسعة النطاق وبناء الجسور، ولا سيما في (محافظات) القاهرة والجيزة والإسكندرية"، كما أردف الحملاوي.

وأضاف: "وبالتالي فإن استئصال المساحات الخضراء وإقامة الجسور يشكل عنصرا أساسيا في تأمين الأماكن العامة، ضمن السعي إلى الهيمنة العسكرية".

وقال المؤرخ المصري البارز خالد فهمي إن "الجسور والطرق السريعة التي يبنونها تعمل على تفتيت المجتمع، الذي هو نحن، العدو ومصدر القلق. كما أنها تعمل على القضاء على الفضاء العام. أين يجتمع المصريون؟ في الميادين والشوارع. يتم إزالتها لحرماننا من الوحدة الاجتماعية".

و"خلال ثورة 2011 (أطاحت بنظام حكم مبارك)، هتف الملايين: يسقط يسقط حكم العسكر.. مصر دولة مش (وليست) معسكر!"، بحسب الحملاوي الذي ختم بأن "نظام السيسي المضاد للثورة يعمل اليوم على تحويل البلاد إلى معسكر عسكري كبير".

اقرأ أيضاً

ضغوط متزايدة على سعر الجنيه.. هل تتجه مصر إلى تعويم جديد؟

المصدر | أيدان لويس/ رويترز- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: مصر جسور طرق سريعة السيسي معسكر المساحات الخضراء

إقرأ أيضاً:

محافظ المنيا: حملات لمراجعة الإعلانات واللافتات غير المرخصة والعشوائية

أكد اللواء عماد كدواني، محافظ المنيا، على استمرار الحملات التفتيشية لمراجعة الإعلانات واللافتات في جميع أنحاء المحافظة، وإزالة  وغير المرخصة بالشوارع والميادين وتقنين أوضاع اللافتات والدعاية ، وذلك في إطار جهود المحافظة للحفاظ على المظهر الحضاري للمدن  وتنظيم الإعلانات في مختلف الأماكن العامة، بما يتماشى مع القوانين المعمول بها ويحقق الانضباط في المساحات العامة تنفيذاً لتوجيهات القيادة السياسية ، وتحقيقاً لأهداف التنمية المستدامة.

محافظ المنيا: شون وصوامع المحافظة تستقبل 282 ألف طن من محصول القمحدون إصابات.. السيطرة على حريق مزرعة قمح في المنيامحافظ المنيا يكرم أسر الشهداء والمصابين: رموز الفداء والدولة لن تنسى تضحياتهمإزالة الإعلانات المخالفة 

واستعرض المحافظ ، جهود إدارة الإعلانات خلال الفترة من أول مارس وحتى 8 مايو الجارى، حيث تم تنفيذ 25 حملة رفع وإزالة الإعلانات المخالفة والعشوائية ، تم خلالها المرور الميداني على عدد 3120 محلا عاماً داخل نطاق الوحدات المحلية التسع ، مراجعة 5050 ترخيصا ما بين (صادر لأول مرة ـ تجديد ترخيص ).

وأكد اللواء "كدواني"، أن الحملات الميدانية مستمرة في جميع الأحياء والمراكز بشكل دوري، لإزالة الإعلانات المخالفة ومنع استغلال المساحات الاعلانية دون وجه حق والحد من الفوضى التي تتسبب فيها الإعلانات العشوائية والتصدي للتجاوزات في الإعلانات وتطبيق القوانين والتأكد من التزام الجميع بالأنظمة المعمول بها وذلك في إطار تفعيل الرقابة على كافة القطاعات والمرافق الخدمية بما يساهم في تحسين الشكل العام وتحقيق بيئة أكثر تنظيماً للمواطنين.

من جانبها، أوضحت أسماء عاشور مدير إدارة الاعلانات، أنه تم التنبيه على أصحاب المحال التجارية بضرورة إنهاء إجراءات ترخيص الاعلانات مع اتخاذ ما يلزم حيال المخالفين، مضيفة أنه في إطار الاستجابة الفورية لشكوى أحد المواطنين على صفحات التواصل الاجتماعي، تم إزالة إحدى لافتات الدعاية والإعلان "أعلى الكوبري العالي" تمثل خطورة تهدد حياة وأمن المواطنين والمارة وذلك بالتنسيق مع الوحدة المحلية لمركز ومدينة المنيا.

طباعة شارك محافظ المنيا حملات تفتيشية الإعلانات المخالفة تراخيص الإعلانات المحال التجارية

مقالات مشابهة

  • المستشار الألماني يدعو إلى اتخاذ خطوات سريعة لتجنب المجاعة في غزة
  • فقدان 37 ألف هكتار من المساحات المزروعة بالحوامض في المغرب بسبب الجفاف
  • عنصر إجرامى يحول منزلة لورشة لتصنيع الأسلحة النارية بالدقهلية
  • ابتزاز جديد.. ماذا الذي يريده ترامب من السيسي ..!
  • محافظ المنيا: حملات لمراجعة الإعلانات واللافتات غير المرخصة والعشوائية
  • مبادرة تطوعية شبابية لإحياء المساحات الخضراء في مدينة القصير
  • وصفات سريعة وفعالة.. اكتشف سر التخلص من الكرش في 3 أيام فقط
  • شاب من عسير يحول السيارات المهملة إلى تحف فنية .. فيديو
  • استجابة سريعة من وزارة البترول لشكاوى المواطنين حول جودة البنزين.. فيديو
  • مجلس وزاري يحول مساءلة أخنوش إلى مساءلة كتاب الدولة