موقع 24:
2025-07-12@21:52:49 GMT

لماذا فشلت التظاهرات الإيرانية؟

تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT

لماذا فشلت التظاهرات الإيرانية؟

عدد المذيع والزميل الزائر السابق في معهد الشؤون العالمية بكلية لندن للاقتصاد جواد إقبال، ثلاثة أسباب في سياق تفسيره فشل التظاهرات الواسعة التي أعقبت مقتل مهسا أميني في حجز للشرطة، يوم 16 سبتمبر (أيلول) 2022.

شعار المحتجين "المرأة والحياة والحرية" مثل عائقاً آخر

وكتب في مجلة "سبكتيتور" البريطانية أنه بعد مرور 12 شهراً على ما بدا لفترة وجيزة تهديداً غير مسبوق لأربعة عقود من الحكم الثيوقراطي في عهد الملالي، الحقيقة غير المستساغة الآن هي أن المتظاهرين فشلوا في محاولتهم إحداث تغيير حقيقي في إيران.

إذا كان أي شيء قد حدث فهو أن الملالي الحاكمين يبدون أكثر أماناً من أي وقت مضى، ويتعين على قوى المعارضة الإيرانية أن تجعل أفكارها أكثر إيجابية وفاعلية إذا كانت راغبة في الاحتفاظ بأي أمل في إسقاط النظام.

من التردد إلى الفوز

بين عشية وضحاها، أصبحت أميني شهيدة حقوق المرأة والحرية السياسية، وأضحت عبارة "المرأة والحياة والحرية" صرخة حاشدة لحركة الاحتجاج التي اجتاحت البلاد بسرعة.. كما كان للمتظاهرين هدف سهل، فقائمة العلل التي تعاني منها البلاد قاتمة: القمع السياسي وحرمان المرأة من الحقوق الأساسية والفساد الممنهج ومستويات التضخم والبطالة القاسية. 

‘Revolutions – indeed any form of protest that seeks to overturn the established order – need leadership. Without a figurehead, it is hard to achieve the necessary political momentum.’

✍️ Jawad Iqbal https://t.co/xXeYsDN5yx

— The Spectator (@spectator) September 16, 2023

للحظة وجيزة، بدا الأمر وكأن النظام الذي فوجئ بحجم الاضطرابات لم يكن متأكداً من كيفية الرد، لكن لم يمض وقت طويل قبل أن يلجأ حكام إيران إلى أفضل ما يعرفونه: اعتقال المعارضين وسجن مثيري الشغب وإقامة العدل عبر تطبيق إجراءات موجزة.. وذكرت الأنباء أنه قُتل أكثر من 500 متظاهر واعتقل الآلاف، وفي الأيام والأسابيع الأخيرة التي سبقت الذكرى السنوية لمقتل مهسا، كثف النظام حملة القمع واعتقل أفراد عائلات المتظاهرين وكذلك المحامين والأكاديميين.. لماذا إذاً فشلت الاحتجاجات الحاشدة في إيران إلى هذا الحد المذهل؟

السبب الأول

يفتقر المتظاهرون إلى قائد، إلى شخص يجسد قضيتهم ويمكن أن يكون بمثابة نقطة محورية للحركة.. تحتاج الثورات إلى قيادة، ومن دون شخصية بارزة، من الصعب تحقيق الزخم السياسي اللازم.

وذكر إقبال أنه بالنسبة إلى العالم الخارجي، تمثل النخبة الحاكمة في إيران وجهاً موحداً، لكنها في الواقع لا تختلف عن أي تجمع قوى، تستهلكه التوترات والانقسامات والمصالح المتنافسة، حتى الآن، ظلت القوى العسكرية والأمنية موالية للملالي لأن ذلك يناسب مصلحتها، وهي ترى أنه من غير المرجح انتصار قوى المعارضة الإيرانية بما أنها تفتقر إلى أي قائد واضح.

عائق ثانٍ

أضاف الكاتب أن شعار المحتجين "المرأة والحياة والحرية" مثل عائقاً آخر أمام نجاحهم، ربما يكون هذا الشعار مغرياً في الأيام الأولى كوسيلة لحشد الناس حول قضيتهم.. لكن المشكلة هي أنه تعبير عن المثالية والأمل، عوضاً عن أن يكون برنامجاً للحكم، لا أحد يعرف ما الذي يريده المتظاهرون على وجه التحديد لإيران.. وما هي أهدافهم السياسية المشتركة، على افتراض أن لديهم أياً منها؟ 

"Revolutions – indeed any form of protest that seeks to overturn the established order – need leadership."https://t.co/LcqqGtIQD9

— Mat (@fragmentshore) September 16, 2023 ليست كافية جذبت المظاهرات الحاشدة الأولية أعداداً كبيرة من الشباب، وخصوصاً النساء، ولكن لا يمكن لأي معارضة أن تأمل بالنجاح من دون قاعدة أوسع من الدعم بين السكان.. ولا يمكن للشعارات واللافتات أن تكون كافية بحد نفسها.. وتتطلب الحركة السياسية الهادفة إلى التغيير وضوح الأهداف والغاية، وإلا فإن هذا التحدي الأخير للنظام قد يتلاشى.. ولسوء الحظ، لن يهزم الملالي أبداً بالمثالية وحدها. حيلة.. صعبة الهضم أضاف إقبال أنه قد يكون من الصعب هضم ذلك، لكن يمكن للثوريين المحتملين في إيران أن يتعلموا حيلة أو اثنتين من روح الله الخميني الذي وصل إلى السلطة سنة 1979.. لقد حافظ على دعم ائتلاف كبير من المؤيدين من خلفيات وأيديولوجيات مختلفة، على الرغم من أنه شاركهم في عدد قليل فقط من مُثلهم.. وبنتيجة ذلك، نجح الخميني ــ على الرغم من احتمالات شبه مستحيلةــ في الإطاحة بنظام الشاه، لقد كان مصمماً على الوصول إلى السلطة مهما كلف الأمر.. والبقية، كما يقولون، هو تاريخ.. ثمة درس في ذلك للمتظاهرين الإيرانيين اليوم.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني مهسا أميني فی إیران

إقرأ أيضاً:

معدلات الفقر في فرنسا ترتفع لأعلى مستوى منذ 30 عاماً.. هل فشلت السياسات الاقتصادية؟

ارتفع معدل الفقر في فرنسا إلى مستويات غير مسبوقة منذ ثلاثة عقود، وفقاً لتقرير صادر عن المعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية (INSEE)، أشار إلى أن نحو 10 ملايين شخص باتوا يعيشون تحت خط الفقر النقدي، ما يعادل 15.4% من السكان.

وسجّل التقرير، المعتمد على بيانات عام 2023، زيادة بمقدار 700 ألف شخص خلال عام واحد فقط، مع تزايد الهوة بين أعلى 20% من أصحاب الدخل وأدناهم إلى مستويات لم تُسجل منذ أوائل سبعينيات القرن الماضي.

المعهد الذي يرصد الفقر وعدم المساواة منذ عام 1996، أوضح أن خط الفقر حُدد عند 60% من متوسط الدخل الشهري، أي ما يعادل 1288 يورو للفرد. وأكد أن هذه الأرقام تمثل ذروة تاريخية في قياس الفقر على الأراضي الفرنسية.

انتقادات لاذعة للنهج الاقتصادي

المحلل الاقتصادي ماهر نيقولا الفرزلي، المدير التنفيذي للمركز الأوروبي الآسيوي للدراسات الاستراتيجية، اعتبر في تصريحات لـ”الشرق” أن “هذا الانهيار الاجتماعي هو نتيجة مباشرة لثلاثة عقود من السياسات الاقتصادية المحافظة الجديدة”، مضيفاً أن “التحالفات الليبرالية والوسطية، من الحزب الاشتراكي إلى اليمين الجمهوري، مسؤولون مجتمعياً عن هذا التدهور”.

وأشار الفرزلي إلى أن النخب السياسية الفرنسية تخلّت منذ أوائل تسعينيات القرن الماضي عن النموذج الصناعي الفرنسي المعروف بـ”الكولبيرتية”، واستبدلته بنهج ليبرالي متوافق مع السياسات التي روجت لها المؤسسات الأوروبية والولايات المتحدة.

ووصف هذه السياسات بأنها “خيانة للنموذج الفرنسي الأصيل” الذي كان يزاوج بين الابتكار والاستثمار في البنية التحتية والسيادة الاقتصادية.

وأضاف أن الناتج المحلي الإجمالي للفرد في فرنسا تراجع إلى مستويات تقل بنسبة تصل إلى 60% عن نظيريه في الولايات المتحدة وأيرلندا، معتبراً ذلك “دليلاً دامغاً على فشل النموذج الاقتصادي الحالي”.

فئات جديدة في دائرة الفقر

في الميدان الاجتماعي، لاحظت منظمات الإغاثة تصاعداً في الطلب على المساعدات، لا سيما من فئات لم تكن تصنف سابقاً ضمن الطبقات الفقيرة.

وقالت سارة سميا، المسؤولة في جمعية “سوكور”، إنهم يشهدون طلباً متزايداً على المواد الأساسية، مثل الحليب، والحفاضات، والملابس، من عائلات عاملة لا تكفيها أجورها لتأمين الضروريات.

وأضافت أن “تجمّد الأجور وتفاقم التضخم ساهما في انهيار القدرة الشرائية”، محذّرة من تداعيات اجتماعية خطيرة تشمل التسرب المدرسي، والاستغلال، وانتشار المخدرات بين القُصّر.

ولفتت إلى أن الأزمة لم تعد محصورة بين صفوف المهاجرين واللاجئين، بل طالت أيضاً شرائح من المواطنين الفرنسيين، في مؤشر على توسع دائرة الفقر داخل المجتمع.

سياق سياسي واجتماعي مشحون

يأتي هذا التدهور في خضم تحضيرات فرنسا لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية في صيف 2024، في ظل عمليات إخلاء لمخيمات المشردين في العاصمة باريس، ما أثار انتقادات من منظمات حقوقية اعتبرت الإجراءات محاولة لإخفاء مظاهر الفقر قبيل الحدث العالمي.

ويرى مراقبون أن ارتفاع معدلات الفقر قد يعزز الاتجاهات الشعبوية في الانتخابات المقبلة، في ظل تآكل ثقة الرأي العام بالنخب السياسية والاقتصادية التي قادت البلاد خلال العقود الماضية.

ومع دخول فرنسا مرحلة حرجة اقتصادياً واجتماعياً، يلوح في الأفق تساؤل محوري: هل تستطيع باريس إعادة إحياء نموذجها الاقتصادي التاريخي، أم أن الفقر سيبقى عنوان المرحلة المقبلة؟

مقالات مشابهة

  • معدلات الفقر في فرنسا ترتفع لأعلى مستوى منذ 30 عاماً.. هل فشلت السياسات الاقتصادية؟
  • إيران: سنعمل مع وكالة الطاقة الذرية لكن التفتيش قد يكون خطرا
  • ليلى خالد... المرأة التي هزّت سماء العالم
  • قراءة استراتيجية في انعكاسات نتائج الحرب الإسرائيلية الإيرانية على المنطقة واليمن خصوصًا .. ما بعد هزيمة إيران..
  • المرأة التي زلزلت إسرائيل وأميركا
  • من هي المرأة التي تعرف أسرار ترامب أكثر من نفسه؟
  • يناديها سالينتي .. من هي المرأة التي تفهم ترمب أكثر من نفسه؟
  • لماذا لا يستطيع اليسار الوظيفي في تونس أن يكون ديمقراطيا؟
  • لماذا لا يستطيع اليسار الوظيفي أن يكون ديمقراطيا؟
  • حزب العمال الكردستاني: نزع السلاح خطوة نحو السلام والحرية