صحيفة البلاد:
2025-05-14@09:29:36 GMT

عبدالوهاب المسيري «8»

تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT

عبدالوهاب المسيري «8»

وجد عبدالوهاب المسيري نفسه أثناء عمله في المملكة العربية السعودية وتحديداً في قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب بالرياض في جو ثقافي فريد، بحسب ما قاله في كتبه وتحديداً في مذكراته الشهيرة، حيث كان يشارك ويحضر في عدد لا حصر له من الندوات والمحاضرات سواء تلك التي كانت تعقد في رحاب الجامعة أو مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية أو النادي الأدبي الثقافي بالرياض أو الأمكنة الأخرى خاصة وأن زملاءه في الجامعة وقسم اللغة الإنجليزية يشاركون في تلك الندوات وكان من الطبيعي أن يجرّوه معهم إليها وقد خصّ بالذكر زميله الأثير في الوسط الثقافي السعودي الدكتور سعد البازعي، الذي سنخصّص له مقالاً لاحقاً آخر، والدكتور عزت خطّاب الذي كان بحسب عبارات المسيري “خليطاً أصيلاً وفريداً من التقوى والحداثة فهو يتحدّث عن المونولوج الدرامي وهو يخلع نعليه استعداداً للوضوء وإقامة الصلاة”.

وقد استغل هذا المفكّر الكبير هذه الفرصة أجمل استغلال وكانت محاضراته من النوع الذي لا يُنسى خاصة وأن عناوينها تتناول قضايا مصيرية يعيشها الإنسان العربي والمسلم بشكل يومي مثل القضية الفلسطينية ومشكلة العرب الأزلية مع الصهاينة المحتلين للمسجد الأقصى، كما أن المسيري يستخدم أسلوباً جاذباً في مثل هذه المحاضرات العامة حيث كان يستهلها بمقدمات غير عادية ومعلومات تجعل المستمع مأخوذاً بالحقائق الصادمة التي يسمعها لأول مرة ومندهشاً في الوقت نفسه بطريقة تقديمها. ولعل المحاضرة العامة التي تحدّثنا عنها في المقال الرابع من هذه السلسلة خير مثال على هذا إذ كان الجمهور وقتها يقابله بعاصفة من التصفيق مع كل مناسبة يتوقّف فيها عن الكلام، في وقت كان التصفيق فيه أمراً نادراً في المحاضرات الثقافية العامة.

وقد ذكر البازعي في كتابه “قلق المعرفة” مثالاً آخر على الطريقة التي يستخدمها المسيري وهي المحاضرة التي ألقاها في النادي الأدبي بالرياض عن الرومانسية والصهيونية حيث استغرب الجميع، بحسب ما قاله البازعي، من البداية الذاتية الشخصية التي استهلّها بتعداد صداقاته والحديث عن مدينة الرياض ورؤيته عنها؛ لكن الدهشة الأخرى للجمهور هي الكيفية الجديدة التي ينظر بها المسيري للحضارة الغربية فهو يقف بين الرفض الكلي المحافظ والقبول الليبرالي غير المشروط.

ولم يفوّت المسيري فرصة التفاعل الإيجابي مع الثقافة السعودية حيث ظهرت مقالاته في العديد من الصحف والمجلاّت السعودية في نهاية الثمانينات حيث كان الوسط الثقافي يعجّ بالكثير من المناوشات بين أقطاب الحداثة وما بعدها من جهة، والتيار المحافظ الذي يرفض الحداثة وما بعدها بقضها وقضيضها. كان من السهل للمتابع وقتها أن يلاحظ أن المسيري يتمتع بلياقة عالية من التقبّل والتسامح والروح الرياضية التي تجعله يسبح في التيارين كليهما دون أن يقع في المطبات الأيدولوجية التي تورّط بها الكثير آنذاك، وكان في الوقت الذي يختلف فيها مع التيار المحافظ بأشياء كثيرة، ومثال ذلك ما ذكرناه في المقال الثاني، كان ينتقد بسخرية لاذعة التيار الحداثي وما بعد الحداثي، والذي سيكون عنوان مقال آخر قادم.

khaledalawadh@

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

الحرية على طاولة النار… نصف الأسرى ثمن لهدوء مؤقت

صراحة نيوز ـ بعد لقاء عقده المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، برئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، يتوجه وفد إسرائيلي مفاوض، اليوم الثلاثاء، إلى الدوحة لاستئناف المحادثات حول تبادل الأسرى.

خطة ويتكوف ـــ
أما الهدف فبحث خطة ويتكوف من أجل إطلاق سراح نصف الأسرى الإسرائيليين الأحياء والمحتجزين في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، مقابل وقف إطلاق النار لمدة تزيد عن 40 يوماً، والسماح بإدخال مساعدات إنسانية، والدخول في مفاوضات على المرحلة المتعلقة بإنهاء الحرب، بحسب ما أفادت مصادر إسرائيلية للقناة الـ12.

كما أشارت إلى أنه “بعد إطلاق سراح الجندي الأميركي ـ الإسرائيلي عيدان ألكسندر، يسعى الأميركيون إلى استغلال هذا الزخم من أجل التوصل إلى اتفاق”.

فيما أبدت المصادر أملها بحصول اختراق والتوصل إلى مفاوضات بين الجانبين مع نهاية زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المنطقة.

أما في حال لم توافق حماس على مقترح ويتكوف، فيرتقب، بحسب المصادر، أن “تبدأ إسرائيل في تعميق العملية العسكرية بشكل كبير”.

وكان نتنياهو التقى، أمس الاثنين، ويتكوف بعد مكالمة هاتفية بينه وبين ترامب، أتت بعد إطلاق سراح الجندي مزدوج الجنسية.

يذكر أنه لا يزال 57 إسرائيليا محتجزين في غزة، بينهم 34 لقوا مصرعهم، وفق إحصاءات جيش الاحتلال.

فيما استشهد ما لا يقل عن 52862 فلسطينيا منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر 2023، معظمهم من المدنيين، بحسب أحدث حصيلة لوزارة الصحة في غزة، بينهم 2749 منذ استئناف إسرائيل ضرباتها في 18 آذار بعد هدنة هشة لنحو شهرين

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية أسعد الشيباني: نشارك هذا الإنجاز شعبنا السوري الذي ضحّى لأجل إعادة سوريا إلى مكانتها التي تستحق، والآن بدأ العمل نحو سوريا العظيمة، والحمد لله رب العالمين. (تغريدة عبر X)
  • حكايات فنية من كواليس الكبار .. فتحي عبدالوهاب يكشف أسرار «الصنعة» |فيديو
  • بعد قصف المستشفى الأوروبي بخان يونس.. هل اغتالت إسرائيل محمد السنوار؟
  • الدبيبة: المعركة مستمرة حتى اكتمال سيادة الدولة
  • الحرية على طاولة النار… نصف الأسرى ثمن لهدوء مؤقت
  • أحلام عاتبة على بعض جمهورها: نحن لسنا ماكينة
  • انطلاق فعاليات منتدي الأعمال الليبي الألماني الرابع بطرابلس   
  • انخفاض آخر على الذهب محليا خلال ساعتين
  • فتحي عبدالوهاب يتحدث عن دوره فى مسلسل ظلم المصطبة مع لميس الحديدي
  • الثلاثاء.. فتحي عبدالوهاب ضيف لميس الحديدي في "كلمة أخيرة"