صدق أو لا تصدق.. ظل يحارب 29 عاما رغم انتهاء الحرب
تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT
أخبار ليبيا 24 – متابعات
اختبأ ضابط ياباني يدعى هيرو أونودا لسنوات طويلة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية في غابة بجزيرة “لوبانغ” الفلبينية الواقعة في خليج مانيلا، ولم يلق سلاحه إلا في عام 1972.
هذه القصة الحقيقية العجيبة تحولت إلى أشرطة وثائقية وأفلام سينمائية بطابعها الفريد، وبما تعكسه من إصرار أسطوري لعسكري لم يصدق أن بلاده استسلمت في الحرب، وكان ينفذ آخر أمر عسكري تلقاه بأن يواصل القتال.
حدث ذلك حين وصلت القوات الأمريكية إلى الجزيرة في 28 فبراير عام 1945. قتل الكثير من العسكريين اليابانيين وفر آخرون، فيما تلقى الملازم أونودا أمرا من الرائد يوشيمي تانيجوتشي بأن يصمد ويواصل القتال.
وقال له في تلك المناسبة: “قد يستغرق الأمر ثلاث سنوات، وربما يستغرق الأمر خمس سنوات، ولكن مهما حدث، سنعود من أجلك”.
المهمة طالت، وبقي هذا الضابط الياباني بعد انتهاء الحرب في جزيرة فلبينية يبلغ طولها 16 ميلا وعرضها 6 أميال، 29 عاما كاملة.
أونودا كان وصل إلى جزيرة “لوبانغ” الواقعة شمال غرب الفلبين، لتنفيذ مهمة في عام 1944، وبقي بعد انتهاء الحرب مع ثلاثة من رفاقه المدربين جيدا على حرب العصابات، وكان ولاؤهم التقليدي للإمبراطور يصل إلى حد الخيال.
قرأ العسكريون الأربعة المنشورات الدعائية التي كانت تلقيها الطائرات الأمريكية مفيدة باستسلام اليابان وانتهاء الحرب، لكنهم لم يصدقوها واعتبروها دعاية وخدعة ماكرة.
عاش الأربعة في الجزيرة في أكواخ بنوها من الخيزران، واقتاتوا بسرقة الأرز والأطعمة الأخرى من السكان المحليين وعانوا من الحرارة الاستوائية ومن الجرذان والبعوض، ومع ذلك حافظوا على زيهم العسكري وبقيت بنادقهم صالحة للاستعمال حتى النهاية.
كان الأربعة يعتقدون أنهم في حالة حرب، وبرعوا في الاختباء عن فرق بحث أمريكية وفلبينية أرسلت بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، والأدهى أنهم على مر السنين تبادلوا إطلاق النار مع السكان المحليين وقتلوا حوالي 30 شخصا.
اللافت أن قصة هؤلاء العسكريين اليابانيين شديدي المراس كانت انتشرت في عام 1950، حين يئس واحد من رفاق أونودا فاستسلم لقوات فلبينية وعاد إلى اليابان، في حين قتل آخر في اشتباك مع رجال أمن فلبينيين في عام 1954، وقتل الثالث في تبادل مماثل لإطلاق النار في عام 1972، لكن الضابط العنيد لم يتزحزح من مكانه لعامين آخرين.
في عام 1974 وصل إليه طالب يدعى نوريو سوزوكي كان يبحث عنه، إلا أن الملازم أونودا رفض العودة إلى بلاده، مصرا على أنه ينتظر الأوامر.
بنهاية المطاف أرسلت إليه الحكومة اليابانية وفدا ضم شقيقه وقائده السابق المتقاعد الذي كان أمره بأن يستميت ويواصل القتال.
في استسلام رسمي، أعفى الرئيس الفلبيني في ذلك الوقت فرديناند ماركوس أونودا من تبعات جرائم القتل التي ارتكبها ورفاقها في الجزيرة، فيما مثل الملازم الياباني أمامه في زي الجيش الإمبراطوري وبقبعته وسيفه وكلها في حالة جيدة.
عاد أونودا في مارس من نفس العام إلى اليابان، وهناك استقبل استقبال الأبطال، وكتبت إحدى الصحف اليابانية افتتاحية قالت فيها: “بالنسبة لهذا العسكري، كانت الأسبقية للواجب على المشاعر الشخصية. أظهر لنا أونودا أن الحياة أكثر بكثير من مجرد الوفرة المادية والتطلعات الأنانية. هناك جانب روحي ربما نسيناه”.
لم يستطع أونودا أن يتكيف مع الحياة الجديدة في وطنه، فهاجر إلى البرازيل في عام 1975، وامتهن هناك الزراعة، وعاد إلى اليابان في عام 1984، وأقام معسكرات لتعليم الشباب مهارات البقاء على قيد الحياة، وعاش متنقلا بين البرازيل ووطنه الأصلي إلى أن وافته المنية في عام 2014 في طوكيو، وكان عمره 91 عاما.
المصدر: أخبار ليبيا 24
كلمات دلالية: بعد انتهاء الحرب فی عام
إقرأ أيضاً:
كيف وصلت أزمة الأرز في اليابان إلى هذا الحد؟
يُعد الأرز أساسيا للثقافة والتقاليد والسياسة في اليابان. ويفتخر المواطنون بحبوب الجابونيكا اللزجة بيضاوية الشكل، التي مازالت عنصرا غذائيا أساسيا على الرغم من تراجع إجمالي الاستهلاك على مدار عقود.
ولكن منذ الصيف الماضي، ارتفعت الأسعار حيث انخفضت الإمدادات مقارنة بالطلب. ويشار إلى أن الحكومة لطالما دفعت للمزارعين مبالغ من المال لتقليص مساحة الأرز والتحول لزارعة محاصيل أخرى لإبقاء أسعار الأزر مرتفعة نسبيا.
ومن أجل التعامل مع انخفاض الإمدادات هذا العام، أطلقت الحكومة احتياطيات الأرز. ولكنها تصل ببطء إلى أرفف المتاجر. ودفع الغضب إزاء ذلك الأمر وزير الزراعة لتقديم استقالته مؤخرا.
ويشعر المستهلكون بالاحباط ، ويتساءلون أين ذهب الأرز؟ ولماذا استقال وزير الزراعة؟.
وكان وزير الزراعة تاكو إيتو قد قدم استقالته الأربعاء الماضي بعدما أثار ضجة بقوله إنه " لم يضطرمطلقا لشراء الأرز " لأن أنصاره يقدمونه له كهدية.
واعٌتبر هذا التصريح منفصلا تماما عن واقع المواطنين العاديين الذين يكافحون لتلبية احتياجاتهم وتحمل تكلفة شراء الأرز. وقدم إيتو اعتذاره، ولكنه اضطر للاستقالة في إطار محاولة احتواء الآثار السلبية لتصريحه من جانب رئيس الوزراء شيجيرو إيشيبا، الذي تواجه حكومته الأقلية تحديا كبيرا مع اقتراب الانتخابات العامة الحاسمة في يوليو المقبل.
وتولى منصب وزير الزراعة خلفا لإيتو وزير البيئة السابق شينجير كويزومي، الذي شارك في إصلاح جماعة الضغط الزراعية القوية في اليابان. وتم تكليفه بالتحقيق في مشكلة الأرز وحلها.
ويشار إلى أن الأرز بدأ في الاختفاء من أرفف المحال التجارية، وارتفعت الأسعار لتصبح ضعف المستويات الطبيعية منذ الصيف الماضي، عندما أثار تحذير بشأن " زلزال كبير" محتمل موجة من الشراء بدافع الذعر.
وانخفض احتياطي الأرز في الجمعيات التعاونية الزراعية في اليابان وتجار الجملة التجاريين بواقع 400 ألف طن مقارنة بمستويات العام الماضي، لتصل إلى مستوى منخفض قياسي بلغ 1.53 مليون طن منذ يونيو الماضي، حسبما أظهرت بيانات وزارة الزراعة.
وتعهد إيشيبا بخفض متوسط سعر الأرز إلى نحو 3000 ين (20 دولار) لكل خمس كيلوجرامات.
وقال إيشيبا خلال جلسة استجواب برلمانية لدى سؤاله عن كيف ستحل حكومته المشكلة " نحن لا نعلم لماذا لم نتمكن من خفض الأسعار". وأضاف " سوف نقوم أولا بتحديد حجم الأرز الموجود وأين يوجد".
واعترف أن الإجراءات الحالية لا تحقق فائدة، كما قال إن المشكلة تعود إلى " المشاكل الهيكلية " في سياسة الحكومة الخاصة بالأرز.
ويقول الخبراء إن الشراء بدافع الذعر خلال الصيف الماضي فاقم من المشاكل القائمة. وساهم الارتفاع الحاد في السياحة و زيادة وتيرة تناول الطعام في الخارج في زيادة الطلب.
وبدأ بعض الأشخاص في تناول الكثير من الأرز بعدما ارتفعت أسعار الخبز و الشعرية سريعة التحضير عندما أدت الحرب الروسية-الأوكرانية لارتفاع أسعار القمح. كما أن حصاد عام 2023 كان قليلا نسبيا بسبب الطقس الحار و الآفات.
وتتسم سلسلة إمداد الأرز في اليابان بالتعقيد. ومازال معظم المزارعين يقومون ببيع أرزهم في نظام تقليدي تديره الجمعيات التعاونية الزراعية اليابانية، وهي مجموعة مصالح قوية تربطها علاقة وثيقة بالحزب الديمقراطي الليبرالي الحاكم.
ولكن حصة متزايدة يتم بيعها من خلال شركات أخرى وعبر شبكة الانترنت، مما يجعل من الصعب تعقب الإمدادات والاسعار، حسبما قال ماسايوكي كاناموري، المسؤول التنفيذي بالاتحاد العام للجمعيات التعاونية الزراعية.
وقال كاناموري إن النقص في الأرز فاجأ الجمعيات التعاونية الزراعية.
وتواجه وزارة الزراعة انتقادات لإرجاء إطلاق احتياطيات الأرز الطارئة ، التي عادة ما يتم الاحتفاظ بها من أجل الكوارث، ولسوء تقديرها للتوازن بين الطلب والإمدادات. وحتى الآن، وصل 10% فقط من احتياطيات الأرز التي تم إطلاقها للأسواق، مما أثار تساؤلات بشأن ما يحدث.
وأعلن وزير الزراعة الجديد كويزومي عن خطط للتحول إلى عقود الحكومة الطوعية للأرز من أجل سيطرة أفضل للأسعار ورفع الحد للمبيعات المقبلة.
وربما يكون من بين المشاكل الافتقار للقدرة الكافية على الطحن لتحويل احتياطي الأرز البني المحفوظ إلى أرز أبيض نقي يفضله اليابانيون. ولكن آخرين اتهموا بعض تجار الجملة بتخزين الأرز لإبقاء الأسعار مرتفعة.
وقال كازوهيتو ياماشيتا مدير الابحاث في معهد كانون للدراسات الدولية إن الحكومة حتى الآن لم تقم بمجهود كاف للتحقيق ، كما أنها تقاوم إطلاق الاحتياطيات، خوفا من انخفاض الأسعار.
وأضاف أنه كان يمكن أن تتجنب اليابان المشكلة من خلال السماح بزراعة المزيد من الأرز وتصدير المزيد إذا كان هناك فائض.
من ناحية أخرى، يقول المزارعون الذين يحاولون مواجهة التكاليف المرتفعة إن الأسعار ليست مرتفعة للغاية.
وفي النهاية، ستحتاج اليابان للتوصل لاستراتيجية طويلة المدى حيث أن متوسط أعمار المزارعين 69 عاما، كما أن تعداد السكان من المزارعين انخفض بواقع النصف على مدار العقدين الماضيين إلى 1.1 مليون خلال عام 2024.
وتقول هيرومي اكابا، التي تعيش في كاواساكي بالقرب من طوكيو إنه ليس أمامها خيار إلا شراء الأرز بالأسعار المرتفعة الحالية، ولكنها أضافت" في حال استمر الوضع هكذا، سوف نتوقف عن أكل الأرز. هذا يمكن أن يؤدي للتحول بعيدا عن استهلاك الأرز".
كما تقوم الكثير من المتاجر بمنح المستهلكين كيسا واحدا من الأرز في كل زبارة للمتاجر .
وبغض النظر عن سبب النقص، فإنه يتعين على تجار التجزئة إعادة الأرز للأرفف، لذلك يتحول البعض إلى الواردات من الأرز ، التي لا تحظى عادة بشعبية لدى المتسوقين اليابانيين المتشددين في اختياراتهم.