اكتشاف جين قاتل في الزاعجة المصرية يمهد للسيطرة على الأمراض الفيروسية
تاريخ النشر: 25th, September 2023 GMT
توصل باحثون من معهد جونز هوبكنز لأبحاث الملاريا في كلية جونز هوبكنز بلومبرغ للصحة العامة إلى اكتشاف مهم بشأن بعوض الزاعجة المصرية، وهو اكتشاف يمكن أن يؤدي يوما ما إلى طرق أفضل للحد من انتقال حمى الضنك والحمى الصفراء من البعوض إلى الإنسان وفيروس زيكا وغيرها من الفيروسات الضارة والمميتة في بعض الأحيان.
ونشر الباحثون نتائج دراستهم في دورية "نيتشر كوميونيكيشنز" في 18 سبتمبر/أيلول الجاري.
السر في البروتينلا يستسلم بعوض الزاعجة المصرية للفيروسات عند إصابته ويستمر في التحرك والتغذية بشكل طبيعي، وعلى هذا النحو يمكن للبعوض المصاب أن ينقل حمولاته الفيروسية إلى البشر.
واكتشف الباحثون أن بروتين الزاعجة المصرية المسمى "أرغونوت 2" يلعب دورا رئيسيا -عبر العديد من الآليات البيولوجية- في الحفاظ على صحة البعوض ونشاطه رغم هذه العدوى.
ويمثل هذا الاكتشاف تقدما كبيرا في فهم بيولوجيا البعوض، كما أنه يلمح إلى إستراتيجية تهدف إلى إغلاق دفاعات الزاعجة المصرية عندما تصاب بفيروسات معينة، ومن ثم قتل البعوض وتقليل انتقال تلك الفيروسات بواسطة الزاعجة المصرية للإنسان.
وبدلا من جعل البعوض أكثر مقاومة للفيروسات يفتح هذا الاكتشاف طريقا محتملا لجعل البعوض أكثر عرضة وأقل تحملا للعدوى بالفيروس، مما قد يضعف قدرته على نقل المرض.
يقول كبير مؤلفي الدراسة الأستاذ جورج ديموبولوس في معهد جونز هوبكنز لأبحاث الملاريا "لقد تساءل الباحثون منذ فترة طويلة عن سبب عدم إصابة بعوض الزاعجة المصرية بالمرض عندما يصابون بهذه الفيروسات، النتائج التي توصلنا إليها تحل هذا اللغز بشكل فعال وتقترح إستراتيجية جديدة محتملة لمكافحة الأمراض تعتمد على البعوض، والتي تستحق المزيد من الدراسة".
الزاعجة المصرية والحمولة الفيروسيةينقل بعوض الزاعجة المصرية عددا من الفيروسات المسببة للأمراض، منها فيروس حمى الضنك وفيروس الحمى الصفراء وفيروس زيكا وفيروس شيكونغونيا وفيروس مايارو.
وفي كل عام تتسبب تلك الفيروسات في إصابة ملايين الأشخاص حول العالم بالمرض، مما يؤدي إلى قتل عشرات الآلاف، ولا توجد علاجات مضادة لأي من هذه الفيروسات.
وتتمثل طرق مكافحة أمراض الزاعجة المصرية في استخدام المبيدات الحشرية التي حققت نجاحا محدودا.
ويعد بعوض الزاعجة المصرية ناقلا فعالا للفيروسات، لأنه يمكنه تحمل إصابات كبيرة بهذه الفيروسات دون تحمل تكاليف قدرتها الإجمالية على التكاثر، وهي ما يسميها علماء الأحياء "اللياقة البدنية".
في الدراسة الجديدة قام ديموبولوس وفريقه بفحص دور جين "أرغونوت 2″، وهو بروتين يعمل في البعوض كجزء من آلية مهمة مضادة للفيروسات تعرف باسم مسار الحمض النووي الريبي المتداخل الصغير "سيرنا"، والذي يعمل عن طريق التعرف على الحمض النووي الريبي الفيروسي وتدميره.
ووفق البيان الصحفي الصادر عن كلية جون هوبكنز للصحة العامة، فقد وجد الباحثون أنه عند افتقار بعوض الزاعجة المصرية إلى جين "أرغونوت 2" يتعطل مسار الحمض النووي الريبي المتداخل الصغير، وتصبح عدوى الفيروس في البعوض أكثر شدة، وتنخفض قدرة البعوض على نقل هذه الفيروسات بشكل حاد، حيث يمرض ويتغذى بشكل أقل، وغالبا ما يموت في غضون أيام.
وأظهر العلماء أن هذه الزيادة في معدل الوفيات لا ترجع فقط إلى ضعف المسار المضاد للفيروسات، ولكن أيضا إلى عيوب في عمليتين أخريين تعتمدان على "أرغونوت 2″، أولاها إصلاح الحمض النووي، والأخرى عملية إزالة النفايات الأساسية التي تسمى الالتهام الذاتي حيث يترك البعوض الذي يعاني من نقص "أرغونوت 2″، والمعرض للفيروسات مصابا بعدوى مفرطة، وتلف واسع النطاق في الحمض النووي، وتراكم النفايات الجزيئية في خلاياه المحتضرة.
وبصرف النظر عن إلقاء الضوء على جانب مهم من بيولوجيا الزاعجة المصرية تشير النتائج إلى إستراتيجية جديدة محتملة لمكافحة الأمراض الفيروسية.
وتهدف هذه الإستراتيجية إلى هندسة البعوض، إذ تؤدي العدوى بالفيروسات الممرضة إلى فقدان آليات التحمل، ربما عن طريق تثبيط "أرغونوت 2" في الزاعجة المصرية الحاملة للفيروسات، وبالتالي فإن البعوض لا يلبث أن يموت سريعا، في حين أن العدد الأكبر بكثير من البعوض غير الحامل للفيروسات الممرضة لا يتأثر.
ويقول ديموبولوس "إن بيولوجيا قابلية البعوض وتحمله العدوى هي مجال مثير للاهتمام لاستكشاف مسببات الأمراض الأخرى أيضا، على سبيل المثال ربما يمكن تعديل البعوض الذي ينقل طفيليات الملاريا ليصبح مريضا ويستسلم للعدوى".
ويقوم ديموبولوس ومجموعته البحثية الآن باستكشاف الطرق الممكنة لهندسة الزاعجة المصرية لاختبار هذه الإستراتيجية الجديدة المحتملة لمكافحة الأمراض.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: لمکافحة الأمراض هذه الفیروسات الحمض النووی
إقرأ أيضاً:
طبيب أطفال: الفيروسات الموسمية وراء إصابات المدارس ولا وجود لفيروس جديد
طبيب أطفال ليبي: لا فيروس جديد والضجة أكبر من الواقع الطبي
ليبيا – أكد طبيب الأطفال عصام المقدمي أنه تابع خلال الأسبوعين الماضيين عددًا كبيرًا من الحالات المرضية، موضحًا أن ما يُثار من ضجة حول انتشار فيروس جديد أكبر من الواقع الطبي، وأن الإصابات التي يلاحظها يوميًا تعود إلى نشاط الفيروسات الموسمية المعروفة.
الفيروسات المنتشرة بين أطفال المدارس
أوضح المقدمي، في تصريحات لموقع العربي الجديد، أن أكثر الإصابات شيوعًا بين أطفال المدارس هي متحورات فيروس كورونا المعتادة، والإنفلونزا بنوعيها أ وب، إضافة إلى السعال الديكي الذي يظهر من حين لآخر. وبيّن أن هذه الفيروسات ليست مجهولة، غير أن انتشارها المتزامن أعطى انطباعًا بوجود موجة مختلفة أو خطيرة من الأمراض التنفسية.
قلق الأسر وغياب التوضيح الرسمي
وأشار المقدمي إلى استغرابه من غياب أي توضيح رسمي حول الوضع الصحي، معتبرًا أن بيانًا بسيطًا يشرح طبيعة الإصابات كان كفيلًا بتهدئة مخاوف الكثير من الأسر. وأوضح أن ما يثير القلق لدى الأهالي هو طول مدة الحمى أو السعال الحاد، وهو ما يعود غالبًا إلى طبيعة الفيروسات الحالية ذات الدورات الأطول، أو إلى العدوى المزدوجة أو الثلاثية المنتشرة بفعل كثافة الاختلاط وضعف المناعة الموسمية لدى الأطفال.
طمأنة الأهالي وطبيعة الأعراض الشائعة
طمأن المقدمي الأسر بأن أعراضًا مثل الإرهاق الشديد أو السعال الليلي ليست مؤشرًا على خطورة استثنائية، وإنما ترتبط بحالات الإنفلونزا الشديدة أو السعال الديكي، لا سيما عند عدم الالتزام بالراحة الكافية أو استخدام المضادات الحيوية دون حاجة.