موقع 24:
2025-05-16@17:30:32 GMT

بايدن و«العصر الجديد» مع آسيا

تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT

بايدن و«العصر الجديد» مع آسيا

وصف أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، عقب لقائه في واشنطن مع وزيري خارجية اليابان وكوريا الجنوبية، القمة التي كان يجري الإعداد لها بين الرئيس الأمريكي جو بايدن، ورئيس الحكومة اليابانية فوميو كيشيدا، والرئيس الكوري يون سوك يول، في كامب ديفيد (18-08-2023) بأنها تدشن «عصراً جديداً» من التعاون الثلاثي.



 ولم يتوقف الأمر عند حدود هذا التوصيف، فقد تعامل معها كثير من المراقبين باعتبارها، أي تلك القمة الثلاثية، تاريخية، وأنها تجيء لتكمل الجهود الأمريكية لاحتواء القوة الصينية في منطقة المحيطين، الهندي والهادئ، لأنها تعزز تكتل «كواد» الرباعي الذي يضم الولايات المتحدة مع كل من أستراليا والهند واليابان. وبذلك تكون الولايات المتحدة استطاعت أن تؤسس «قوساً استراتيجياً» يحيط بمنطقة جنوب شرق آسيا لمواجهة خطر التهديدات الصينية.
وقبل أن تعقد القمة الثلاثية الأمريكية – اليابانية – الكورية الجنوبية، التي استضافها بايدن، في منتجع كامب ديفيد، بالقرب من واشنطن، كانت الإدارة الأمريكية انخرطت في تحالفات أخرى فرعية في المنطقة نفسها، ابتداء من الفلبين، ثم إندونيسيا، وأخيراً فيتنام التي، بسببها، غادر الرئيس الأمريكي قمة العشرين قبل أن تكتمل بيوم واحد، إلى العاصمة الفيتنامية هانوي، ليؤسس لعهد جديد من الشراكة الاستراتيجية، حيث نقلت وكالة «رويترز» معلومات تفيد بأن الإدارة الأمريكية تجري محادثات حول اتفاق لأضخم عملية نقل أسلحة في التاريخ بين الخصمين السابقين إبان الحرب الباردة، وهو اتفاق قد يؤدي إلى «إغضاب الصين»، ما يعنى أن الهاجس الصيني هو الدافع الأساسي لهذا التوجه الأمريكي، وهو ذاته الدافع وراء إعلان وزير الدفاع الأمريكي تأييد بلاده تحديث الجيش الإندونيسي (25/8/2023)، تعليقاً على مشاركة من مشاة البحرية الأمريكية «المارينز»، في مناورات مشتركة مع القوات الأسترالية والفلبينية، لمحاكاة استعادة جزيرة استولت عليها قوات معادية على الساحل الشمالي الغربي للفلبين، قبالة بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه.
لم يكتف بايدن بهذه الشراكات مع دول جنوب شرق آسيا، ولكنه اتجه أيضاً إلى تأسيس تحالفات جديدة مع جزر المحيط الهادي. وكانت البداية في أحدث قمم بايدن بهذا الخصوص. فقد رتبت الإدارة الأمريكية لقمة للرئيس بايدن يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين (25- 26 أيلول الجاري) مع زعماء دول جزر المحيط الهادي، باستثناء رئيس وزراء دولة جزر سليمان، الحليف الوثيق لبكين، والتي وقعت في إبريل/ نيسان الماضي، اتفاقاً أمنياً مع الصين أثار غضب واشنطن.
شارك في هذه القمة عدة دول وجزر منتشرة عبر المحيط الهادي، من أستراليا إلى أرخبيلات ذات كثافة سكانية منخفضة، ودول صغيرة، بهدف تعزيز الوجود العسكري والنفوذ السياسي الأمريكي في هذه المنطقة من خلال تمويل مشاريع البنية التحتية وتعزيز التعاون البحري، وتجديد اتفاقيات شراكة أبرزها مع «جزر مارشال» التي تنتهى بحلول يوم غد السبت، إضافة إلى إبرام اتفاقيات مماثلة مع دولة «ميكرونيزيا»، وأرخبيل «بالاو»، والهدف من كل ذلك إغلاق كل الثغرات أمام الصين في منطقة المحيطين الهادي والهندي التي هي محور الصراع الأمريكي – الصيني.
وعلى الرغم من كل محاولات الإدارة الأمريكية إظهار الحرص على عدم التصعيد مع الصين، خاصة وزير الخارجية بلينكن في لقائه مؤخراً، مع نائب الرئيس الصيني في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث دعا إلى إدارة التوترات مع الصين «بمسؤولية»، لكن جوهر الاستراتيجية الأمريكية هي التعامل مع الصين «كعدو استراتيجي»، وهذا يدفع الولايات المتحدة إلى إظهار الجدية الصارمة في التعامل معها بخصوص قضيتين، الأولى هي قضية تايوان، والثانية هي قضية بحر الصين الجنوبي، التي تحولت إلى قضية ساخنة بين واشنطن وبكين عقب مواجهة قوات خفر السواحل الصينية مع قارب إمدادات عسكري فلبيني.
هذه الشراكات والاتفاقيات العسكرية الأمريكية مع دول منطقة المحيطين الهادئ والهندي، رغم كل أهميتها إلا أنها مهددة من الداخل، وفي مقدمتها الاتفاق الثلاثي الجديد الأمريكي- الياباني- الكوري الجنوبي، بسبب الخلافات التاريخية العميقة بين اليابان وكوريا الجنوبية، وبسبب احتمال تغيّر القيادة الأمريكية في الانتخابات الرئاسية القادمة، وهذا ما تراهن عليه الصين.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الإدارة الأمریکیة مع الصین

إقرأ أيضاً:

مكتبة الملك عبدالعزيز العامة تقتني مجموعة جورج رينتز التي توثق العلاقات السعودية – الأمريكية بالوثائق والصور

المناطق_واس

تشكل وثائق ومذكّرات المستشرق الأمريكي جورج رينتز مساحة في التوثيق لتاريخ العلاقات السعوديةالأمريكية الوطيدة، التي بدأت منذ ثلاثينيات القرن الماضي بعد توحيد المملكة العربية السعودية على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله.

وتقتني مكتبة الملك عبدالعزيز العامة مجموعة الوثائق والمذكرات والصور واليوميات النادرة لجورج رينتز، الذي قدم جملة من الأعمال العلمية والبحثية الراقية التي كتبها وهو يعمل مترجمًا وباحثًا بشركة الزيت العربية الأمريكية “أرامكو”، حيث قدم إنتاجًا معرفيًّا في قراءة ورصد التاريخ السعودي المعاصر، وبدايات العلاقات السعودية – الأمريكية المميزة، خلال فترة عمله التي استمرت (17) عامًا ما بين (1946) – (1963)م.

أخبار قد تهمك مكتبة الملك عبدالعزيز العامة وهيئة التراث توقعان مذكرة تفاهم في مجالات التراث الثقافي الوطني 10 أبريل 2025 - 11:00 مساءً مكتبة الملك عبدالعزيز العامة تقيم ندوة عن الأزياء التراثية السعودية 12 يناير 2023 - 5:24 مساءً

وتكشف مجموعة جورج رينتز الخاصة التي تقتنيها مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، عن بدايات العلاقات المميزة بين المملكة وأمريكا، إذ تتناول بدايات إنتاج النفط بالمملكة، وأشهر الحقول النفطية، وتاريخية شركة أرامكو التي تمثل أكبر قلعة اقتصادية في الشرق الأوسط تمثل واجهة العلاقات السعودية – الأمريكية في مجال البترول، وكشوفاته، وإنتاجه، وتكريره، كما تكشف المجموعة عن تحولات هذه العلاقات مدفوعة بعددٍ كبيرٍ من الاتفاقيات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية.

وقام “جورج رينتز” أثناء عمله بتوثيق التاريخ الشفوي للقبائل، ونشر سلسلة من كتيبات “أرامكو”.

وتشتمل مكتبة جورج رينتز على (8948) وثيقة نادرة منها (1175) وثيقةً باللغة العربية، و(6224) وثيقةً باللغة الإنجليزية، كما تضم (1367) قصاصةً صحافيةً، و(182) مذكرةً وتقريرًا وأغلبها له صلة وثيقة بتاريخ المملكة العربية السعودية والخليج العربي بشكل خاص، والشرق الأوسط، وتبرز الوثائق تاريخية العلاقات السعودية – الأمريكية حيث تضم: وثائق عن اتفاقيات النفط بين المملكة وبعض الشركات الأمريكية.

ووثق المستشرق أقوال الصحف الأمريكية عن زيارة الملك سعود للولايات المتحدة الأمريكية.

وتضم المكتبة عددًا كبيرًا من الكتب باللغات الأجنبية، وترصد أهم الأحداث السياسية والوقائع التاريخية في المملكة ومنطقة الخليج العربي، ومنها: وثيقة عن أول مؤتمر وطني لدراسة أوضاع الطيران في المملكة الذي عقد يوم الأحد 16 / 9 / 1382هـ، وعرض لاتفاقية شيكاغو للطيران المدني، كما توجد وثائق حول تطورات شركة الزيت العربية – الأمريكية، ومشروع التابلاين، ومشاريع التنمية الاقتصادية، واستثمارات البترول والمعادن بين المملكة والولايات المتحدة الأمريكية، ومقترحان بشأن نظام العمل في شركة “أرامكو” والثروات المعدنية في المملكة في شرق المملكة وجنوبها، وخطاب موجه من الملك عبدالعزيز -رحمه الله- إلى رئيس شركة الزيت العربية الأمريكية بخصوص تحديد سعر الجنيه الذهب والبترول.

مقالات مشابهة

  • (معهد أمركي).. جولة ترامب في الخليج تعيد رسم ملامح النفوذ الأمريكي وتحد من تمدد الصين
  • الإمارات تغلق مسجد الشيخ زايد لاستقبال الرئيس الأمريكي.. وترامب يعلق «هذه هي المرة الأولى التي يُغلقون فيها المسجد ليوم واحد إنه شرفٌ للولايات المتحدة
  • الصين تبدأ تطبيق الرسوم الجمركية المعدلة على الواردات الأمريكية
  • سمير فرج: ترامب أوقف تمدد الصين بالخليج.. ونجح في استعادة النفوذ الأمريكي
  • الصين تتراجع عن قيود فرضتها مسبقًا على الولايات المتحدة الأمريكية
  • مكتبة الملك عبدالعزيز العامة تقتني مجموعة جورج رينتز التي توثق العلاقات السعودية – الأمريكية بالوثائق والصور
  • الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تصريح على متن الطائرة التي تقله إلى دولة قطر: رفع العقوبات عن سوريا أمر مهم لاستقرار منطقة الشرق الأوسط والرئيس السوري رائع ولديه الكثير من الفرص
  • عاجل- انطلاق القمة الخليجية الأمريكية بالرياض.. وترامب: إدارة بايدن خلقت فوضى ولا يمكن السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي
  • الصين تخفض الرسوم الجمركية على بعض المنتجات الأمريكية
  • وزير المالية الدكتور محمد يسر برنية لـ سانا: نشكر أشقاءنا وأصدقاءنا، وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية ودولة قطر وجمهورية تركيا، وغيرهم، الذين وقفوا وساهموا في القرار الأمريكي، كما نشكر الإدارة الأمريكية على تفهمها للتحديات التي تواجهنا، والشكر موصول ل