بعد ساعات فقط على خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله، الذي أوحى فيه بـ"انسداد" الأفق الرئاسي على المستوى الداخلي، بعد تضييع "الفرصة" التي كان يمكن أن تتيحها مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري، مكتفيًا بالدعوة إلى متابعة الجهود التي تُبذَل خارجيًا، في إشارة ضمنية إلى المبادرة الفرنسية الصامدة والحراك القطري المستجدّ، جاء "ردّ" قوى المعارضة مخالفًا للكثير من التوقعات والتكهّنات.


 
فبعكس التقديرات التي أشارت إلى رفض قوى المعارضة البحث بالخيار الثالث، الذي انتهت إليه المبادرة الفرنسية، تمامًا كما انطلق منه الحراك القطري، لفت أكثر من موقف لقوى أساسيّة في المعارضة عبّرت عن انفتاحها على مثل هذا الخيار، راميةً بكرة "التعطيل" من جديد في ملعب "حزب الله" وحلفائه، وهو ما بدا جليًا في تصريحات كلّ من رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، ورئيس حزب "الكتائب" سامي الجميل، وغيرهما من مكوّنات المعارضة.
 
فعلى الرغم من أنّ جعجع والجميل تصدّرا قائمة رافضي "حوار الأيام السبعة" الذي كان يفترض أن يفضي إلى البحث "بالعمق" في السيناريوهات الرئاسية، ومن بينها الخيار الثالث، جاءت مواقفهما لتؤكد الانفتاح عليه، بعيدًا عن "ثابتة" أنّ جهاد أزعور هو أصلاً "خيار ثالث"، ما يطرح السؤال: ما هي الرسالة التي تتوخّى المعارضة توجيهها عبر هذا الموقف، وفي أيّ اتجاه؟ وهل هي محض صدفة أن تصدر هذه التصريحات بعيد خطاب السيد نصر الله؟!
 
المعارضة "ثابتة" على موقفها؟!
 
يرفض المحسوبون على قوى المعارضة تصوير مواقف جعجع والجميل على أنّها "استثنائية" أو "غير مسبوقة"، فالرجلان وفق ما يقولون، وإن رفضا مبدأ الحوار، لأنّه يكرّس "بدعة" لا يجب أن تتحوّل إلى "عرف" في سياق الانتخابات الرئاسية، التي يجب أن يكون الحكم فيها لصندوق الاقتراع فقط لا غير، لم يبديا يومًا رفضهما البحث الجدّي بالخيارات المُتاحة، شرط أن يكون أيّ مرشح يتمّ التوافق عليه، "مطابقًا للمواصفات" المتفَق عليها.
 
يذكّر هؤلاء بأنّ المعارضة استندت إلى هذا المبدأ في مقاربتها للاستحقاق الرئاسي منذ اليوم الأول، فهي اختارت في المرحلة الأولى ميشال معوض مرشحًا رسميًا لها، ولم تخض المعركة بمرشح أكثر "حدّة"، من نوع جعجع والجميل نفسهما، كما ارتضت في مرحلة ثانية أن "تتنازل" عن معوض نفسه، لصالح مرشح لا ينبغي أن يكون "استفزازيًا" للطرف الآخر، ولم تتوقف عن إبداء استعدادها للتفاهم مع الآخرين على مرشح ثالث، بشروط ومعايير واضحة.
 
في المقابل، يشير المحسوبون على المعارضة إلى أنّ موقف معسكر "حزب الله" وحلفائه كان "متشدّدًا" منذ اليوم الأول، وإن بدأ المعركة بـ"أوراق بيضاء"، تبيّن في ما بعد أنّها "الاسم الحركي" لرئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، بشهادة رئيس مجلس النواب نبيه بري، بل إنّ هذا الفريق رفع على امتداد المعركة شعارات لا توحي بأيّ ليونة أو مرونة، بدأت بمعادلة "فرنجية أو الفراغ" ولم تنتهِ بمقولة "مرشحنا فرنجية ثمّ فرنجية ثمّ فرنجية".
 
ماذا يعني كلام نصر الله؟
 
استنادًا إلى ما تقدّم، تؤكد أوساط المعارضة أنّ المشكلة كانت ولا تزال لدى فريق "الممانعة"، في إشارة إلى "حزب الله" وحلفائه، فهو الذي لم يتزحزح عن موقفه، حتى حين دعا إلى حوار، قال بصريح العبارة إنّه يهدف منه إلى "إقناع" الطرف الآخر بصوابيّة خياره، بدليل رفضه "التخلّي" عن مرشحه قبل الجلوس على الطاولة، بما يسمح بنجاح الحوار، وتحديد أهدافه وأجندته، ويحوّل الحوار إلى مجرّد "تضييع للوقت".
 
أكثر من ذلك، يتحدّث المعارضون عن "تكتيك" اتبعه "حزب الله"، يقضي برمي "كرة التعطيل" في ملعب المعارضة، عبر القول إنّها برفضها الحوار من تعطّل الانتخابات، رغم أنّ كلّ الشواهد والثوابت تؤكد العكس، ولا سيما أنّ نواب "الحزب" وحلفاءه هم من يعطّلون نصاب الجلسات، وهم من يشترطون "التصديق" على مرشحهم لإنجاز الاستحقاق، كما أنّهم من يرفضون فكرة الجلسات المفتوحة، ويستخدمونها مادة "ابتزاز" لجرّ الآخرين إلى حوار يريدونه "على مقاسهم".
 
وتدعو أوساط المعارضة في هذا الإطار إلى التوقف مليًا عند ما صدر عن السيد نصر الله في خطابه الأخير، والذي تناول فيه الاستحقاق الرئاسي بشكل مقتضب، واختصره بعبارة "لا جديد"، مكتفيًا بتجديد التمسّك بترشيح فرنجية، في مقابل "تغييب" أيّ حديث عن استحقاقات "على الهامش"، كالحوار المستمرّ مع "التيار الوطني الحر"، واللقاء-اللغز مع قائد الجيش، وكلّ السيناريوهات التي رُسِمت بناء عليه، حول إمكانية السير بالحزب بتسوية انتخابه.
 
إنّها ببساطة لعبة "تقاذف المسؤوليات" بين الفريقين، فـ"حزب الله" وحلفاؤه يتّهمون المعارضة بتعطيل الاستحقاق الرئاسي، عبر رفض مبدأ الحوار والتفاهم، رغم أنّه "المدخَل الوحيد للحلّ"، وفي المقابل ترمي المعارضة بكرة التعطيل في مرمى "الحزب وحلفائه"، الذين يتمسّكون بترشيح اقتنع الداخل والخارج استحالة السير به. وبين هذا وذاك، يتناسى الفريقان أنّ الشعب سئم المهاترات، ولا يريد سوى بدء ورشة الإنقاذ التي تأخّرت كثيرًا! المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله نصر الله

إقرأ أيضاً:

زعيم المعارضة الإسرائيلية: الجيش لم يعد يمتلك أي أهداف في قطاع غزة

أفادت قناة "القاهرة الإخبارية" في نبأ عاجل عن "زعيم المعارضة الإسرائيلية" ، أن الجيش لم يعد يمتلك أي أهداف في قطاع غزة.

وتشهد الساحة السياسية في إسرائيل انقساما واضحا بشأن مستقبل الحرب في قطاع غزة، في وقت تتزايد فيه الضغوط الداخلية والدولية للتوصل إلى تسوية تنهي العمليات العسكرية المستمرة منذ أشهر وتعيد كل الأسرى الإسرائيليين لدى حركة حماس.

وقال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد إن "الجيش لم يعد يمتلك أي أهداف في قطاع غزة"، مطالبا بإنهاء الحرب وتغليب الحلول السياسية. 

من جانبه، شدد رئيس حزب معسكر الدولة، بيني جانتس، على ضرورة التوصل إلى اتفاق يضمن "إعادة كل المختطفين دفعة واحدة مهما كلف الأمر، حتى لو تطلب الأمر وقفا طويلا لإطلاق النار".

غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 56,531 والإصابات إلى 133,642غزة تحترق| الاحتلال يقصف مراكز النزوح ويقتل أسرًا بأكملها في مناطق آمنة.. و٤٨ شهيدا منذ الفجراستقالة مسؤول في المحكمة الجنائية الدولية تحت ضغوط أمريكية تعوق تحقيقات جرائم حرب غزةالحليب نفد.. رضع غزة يواجهون الموت الوشيك

كما انضم زعيم حزب إسرائيل بيتنا، أفيجدور ليبرمان، إلى هذه الدعوات، مؤكدًا ضرورة إعادة الأسرى دفعة واحدة "حتى لو كان الثمن إنهاء الحرب".

طباعة شارك المعارضة الإسرائيلية قطاع غزة الجيش

مقالات مشابهة

  • تركيا.. اعتقال نحو 120 عضواً في بلدية أزمير معقل المعارضة
  • المحكمة الاتحادية تُنقذ الانتخابات من التعطيل
  • زعيم المعارضة الإسرائيلية: احتلال غزة ليس بمصلحتنا ويجب أن تبقى قواتنا بمنطقة الغلاف
  • زعيم المعارضة الإسرائيلية: الجيش لم يعد يمتلك أي أهداف في قطاع غزة
  • العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان تحتج على عام من التعطيل الإداري لوصل الإيداع
  • الحداد : النوم بدون ملابس ليس الخيار الأفضل .. فيديو
  • الشباب العراقي يلجأ إلى الخيار البديل والخطة B
  • مسؤول روسي: لقاء بوتين وترامب قد يتم في أي لحظة
  • موسكو: لقاء بوتين وترامب قد يتم في أي لحظة
  • السعودية وإيران تبحثان التعاون الدفاعي والأمن الإقليمي