ودمدني : نبض السودان

تنطلق غدا السبت عند التاسعة صباحاً بمدينة ودمدني حملة النظافة الكبرى، بمشاركة ملتقى النظافة للمبدعين” ايد علي نجدع بعيد” ، وبمشاركة والي ولاية الجزيرة المكلف اسماعيل العاقب “أول يوم للنظافة  الساعة 9 قبل ما تسخن الشمس ننظف ونقدم برامج توعيه الناس كلها معانا وكل المبدعين موجودين ….

ايام الاسبوع سبت النظافة وثلاثاء كلنا من أجل ودمدني نظيفه من الوسخ حملة التطوع وكلنا متطوعين ، وتحت شعار” … سودان نتفق …ولابد من نتفق عشان الوطن امشي لي قدام” وبمشاركة (40)منظمة طوعية والف شاب .

وتبدأ الحملة بمعسكر الشهيد جامعة الجزيرة الاعدادية. وقال رئيس الحملة، ورئيس ادارة الفرق المسرحية بالسودان الممثل والفنان المبدع حاتم أمريكي ان الغرض من حملة النظافة” تعالو ا كلنا نرسم وننظف مكاناً، والمكان هو الإنسان، مشيراً إلى ان النظافة هي من الإيمان، ان مدينة ودمدني وسخانة ولايوجد بها تصريف للمجاري ولا مكب للاوساخ، واضاف حالياً مدني هي العاصمة الاقتصادية وسنتر لولاية الجزيرة ، وأن الحرب لا تعيق الإنسان من الحياة والإنسان جسر الحياة وخير مثال القدس الشريف، الحرب مدوره وهي أجمل المدن الاثريه والنظيفة والناس شغالة، وتابع ان المهرجانات الثقافية والحراك الفني الشبابي شغال فيها والعالم ملتهب بالحروب ولكن لا تسيطر علي الإنسان،وزاد بالقول ان الإنسان لا يمتلك قرار نفسه اتجاه حب الوطن وهو عدوه لي وطنه وحالياً نعيش في مكان وسخان وانت غير نظيف من داخلك يا مواطن وحالياً نحنا مركزين في الخروج من الحرب ومنتظرين الحرب تنتهي، واردف نمتلك القدرة لنتحرك ونعمل مطوعين وقدمنا في كل معسكرات الوافدين في مدني متطوعين.

وأشار أمريكي إلى أنهم قدموا يوم السبت والثلاثاء كمقترح شبكة ايام النظافة للمنظمات الوطنية المتواجدة في مدني ودعوة لكل المبادرات والمنظمات والرياضيين ورجال الدين ورجال الأعمال والحرفيين والإعلاميين وكل انسان متطوع ، بجانب حملة الف شاب متطوع وهي حملة أنظمة رابطة الفرق الجماعات المسرحية بالسودان، واضاف حاليا نحنا في ودمدني نفتح باب الورش في قاعة محلية ودمدني الكبري ووزارة الثقافة والإعلام وتلفزيون ولاية الجزيرة وشراكتتا نحنا مع المبدعين ومع حكومة ولاية الجزيرة المتمثلة في الوالي ونحنا جينا الي الوالي وقبل الشراكة مع المبدعين وهم قيادات المجتمع واللجنة الفنيةمكونه من حاتم امريكي رئيس ادارة الفرق المسرحية بالسودان رئيس الملتقي هشام عباس الحاج علي و الممثلة زكية محمد عبدالله، والفنان الكبير ربيع طه، والمبدع طارق الأمين، وعمر فرج وسعيد الشوالي ونجومي محمد احمد وأسامة جنكيس و امين الصادق، مستر جارلك، ومحمد طيارة والممثل القدير فتحي، وتبيدي وإشراف عام علي حملة المبدعين الأستاذ عزالدين كوجاك، وتابع بالقول الشراكة مع اللجنة الطبية دكتور عمار يحيي سليمان وزير الشباب والرياضة الاستاذ طارق عبدالرحمن ومدير عام الهلال الأحمر الاستاذ سمير البيلي وكل الشركات الان منتظرين نحنا ومستمر برنامجا ملتقي يوم النظافة للمبدعين الي نهاية رأس السنة وكل الشكر للمبدعين المتطوعين .

المصدر: نبض السودان

كلمات دلالية: الولاية بمشاركة

إقرأ أيضاً:

إنهم يقتلون عمّال النظافة!

في ساعة متأخرة من ليل السادس من ديسمبر الجاري خرج زياد نعيم أبو داود ليؤدي عمله الذي أتقنه طوال حياته: تنظيف المدينة من مخلفاتها، ومن بقايا العابرين، ومما تتركه الأيام بلا اكتراث. كان يقف أمام حاوية قمامة في منطقة باب الزاوية وسط مدينة الخليل بالضفة الغربية، حين أطلق عليه جندي إسرائيلي مستهتر النار بدم بارد. كان أبو داود - لسوء طالعه - من «الأغيار» الذين لُقِّن الجندي في عقيدته العسكرية وتدريباته الميدانية أنهم سيئون، وغير مرئيين، ولا دية لهم. ولهذا أيضا مُنِعت طواقم الإسعاف من الاقتراب من عامل النظافة الذي ظل ينزف حتى الموت. 

ذات يوم قال مارتن لوثر كينج (الذي قُتِلَ هو الآخر بدم بارد) إنه «إن كان الرجل مدعوًّا ليكون كناسًا في الشوارع، فعليه أن يكنسها كما رسم مايكل أنجلو، وكما ألّف بيتهوفن، وكما كتب شكسبير»، في تأكيد منه على أن مهنة عامل النظافة لا تقل أهمية عن عمل المبدعين. ولا أظن زياد أبو داود إلا تجسيدا لهذه العبارة، فقد روت عائلتُه لقناة الجزيرة بعد يوم من استشهاده أنه كان -عندما تلقى رصاص الجندي - في اليوم الأول من دوامه بعد إجازة، وإنه يعمل في بلدية الخليل منذ خمسة وعشرين عامًا، كان فيها مثالًا للالتزام والتفاني والإخلاص. 

ولأن المدينة تحب من يحبها، وتُخلص لمن يُبادلها الإخلاص، وتحزن حين تفقد من يُميط عنها أذى الطريق، فقد قررت «الخليل» في الصباح التالي أن تحول جنازة عامل النظافة إلى رسالة احتجاج: أعلنت نقابة العاملين وبلدية الخليل والقوى السياسية الإضراب الشامل في كافة مرافق المدينة، حدادًا على روحه. أغلقت المتاجر أبوابها، وأعلنت المدارس والجامعات تعليق الدراسة في ذلك اليوم، وتعطلت المؤسسات الخاصة والعامة، وتوقفت حركة المواصلات إلا للضرورة. وعمّ التعاطف مع عامل النظافة الشهيد؛ ليس في فلسطين وحدها، بل أينما وصلت قصة الاعتداء عليه، مما اضطر إسرائيل لتغيير روايتها التي زعمتها بالأمس، وهي أن الفلسطينيَّيْن اللذين قتلتْهما لأنهما كانا يحاولان دهس جنودها لم يكونا كلاهما «إرهابيَّيْن»، فقد اتضح أن أحدهما (أي زياد أبو داود) قُتِل بالخطأ، فقط لأنه كان موجودًا في المكان! هكذا بكل بساطة. أما الآخر (وهو أحمد خليل الرجبي) فقد تمكن الجيش من «تحييده»! نعم. هكذا تتعهّر اللغة لتصف قتل فتى لم يتجاوز السابعة عشرة من عمره، ولمجرد الاشتباه: «تحييدا». 

لم تكن تلك المرةَ الأولى التي تقتل فيها إسرائيل عامل نظافة، فقبل أبو داود بعام، وتحديدًا في سبتمبر 2024، قتلت عامل نظافة آخر يُدعى سفيان جابر عبد الجواد يعمل لدى وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا). كان سفيان يقف فوق سطح بيته عندما باغته القناص الإسرائيلي فقتله. وكالعادة برر الجيش الإسرائيلي عدم اكتراثه بأرواح الفلسطينيين بالزعم أنه كان يرمي عبوات ناسفة على الجنود! وفي الشهر نفسه (سبتمبر 2024)، قتلت غارة إسرائيلية مدنيَّين كانا يستقلان سيارة على الساحل الجنوبي للبنان، من بينهما موظف في شركة تنظيف متعاقدة مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان. وقبل ذلك بأحد عشر عاما، وتحديدًا في 5 يناير 2013 أطلقت قوات إسرائيلية النار على شاحنة جمع نفايات لبلدية بيت حانون في غزة أثناء تفريغها القمامة قرب مكب حدودي، ما أدى لإصابة عامل النظافة عوض الزعانين بشظايا في الرأس. 

لكن لماذا تعتدي إسرائيل على عمّال النظافة؟ ببساطة لأنهم يذكّرونها بأهم قيمة تفتقدها: نظافة اليد والقلب واللسان والسلوك السياسي، ولأنها لا تطيق أن يعيش الفلسطيني حياة طبيعية كما سواه من الناس. فتنظيف المدينة، وجمع النفايات، وصيانة الفضاء العام هي أفعال تؤكد حق الفلسطيني في هذه الحياة الطبيعية، وفي إدارة مدينته وحياته اليومية. الاعتداء على عامل النظافة هو اعتداء رمزي على فكرة الاستمرار في الحياة الفلسطينية، وعلى إمكانية أن تبدو عادية ومستقرة. إنه اعتداء على الكل من خلال أهم جزء فيه، لكنه الأضعف في الآن ذاته. تشرح ذلك ــ في سياق آخر - الروائية البريطانية أماندا كريج في مقال طريف لها في صحيفة الجارديان عن أفضل عشرة كتب أُلِّفتْ في عامل النظافة. تقول: «بوصفي ممن عملوا في النظافة خلال العشرينيات من عمري، أعرف أنه لا توجد وظيفة أخرى بهذه الأهمية، ولا بهذا التدني في الأجر، ولا بهذا القدر من الإثارة بالنسبة لروائية مثلي. فالعامل يرى الأشياء من مستوى متدنٍّ جدًّا؛ ليس فقط من زاوية الأوساخ، بل لأن الآخرين يفترضون - بشكل تلقائي- أنه غبي أو حتى دون إنساني». 

وهكذا تفترض إسرائيل بتلقائية أن الفلسطينيين كلهم، وليس فقط عمّال النظافة، في الدرجة الأخيرة من الإنسانية، ولذا تقتلهم بلا أدنى وازع من ضمير، ثم تدبج في آلتها الإعلامية تبريرات لا يهمها حتى أن تكون على قدر قليل من الإقناع واحترام العقول، تبريرات تبعث على الحزن، من ذلك النوع من الحزن الذي تحدث عنه ماركيز، ويخصّ عمّال النظافة تحديدًا: «لقد انتهى كل شيء. وبقي ذلك الأسى الغريب الذي لا يعرفه سوى كنّاس المسرح بعد خروج آخر الممثلين». 

سليمان المعمري كاتب وروائي عُماني 

مقالات مشابهة

  • والي الجزيرة يدعو مطبعة الولاية لخفض كلفة طباعة الإمتحانات والكتاب المدرسي
  • محافظ أسيوط: استمرار حملات تسوية وتمهيد الشوارع بقرى مركز الفتح
  • حملة عيشها بصحة.. فعالية توعوية لتعزيز النظافة والوقاية من الأمراض المعدية
  • إنهم يقتلون عمّال النظافة!
  • بمشاركة النني وإبراهيم عادل .. الجزيرة يودع كأس رابطة المحترفين الإماراتية
  • بمشاركة النني وإبراهيم عادل.. الجزيرة يودّع كأس الإمارات أمام الوحدة
  • أمانة العاصمة تطلق حملة 12/12 للنظافة والتوعية المجتمعية
  • تدشين حملة النظافة والتوعية المجتمعية 12/12 بأمانة العاصمة
  • الخرطوم: دفن مرتين وبدء حملة رسمية لنقل رفات الحرب
  • الاحتلال يشن حملة اقتحامات بالضفة وسط حملات اعتقال