عربي21:
2025-06-04@17:00:04 GMT

دور إسرائيل في الإقليم

تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT

التوقعات أن اتفاقا من نوع ما سوف يحدث في غضون الأشهر المقبلة بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل برعاية ودعم أميركي. الإدارة الأميركية تريد هذا الاتفاق قبيل الانتخابات الرئاسية العام المقبل حتى تحصد نتائجه، وغير واضح ما إذا كانت ستقدم المطلوب من اتفاق ضمانات أمنية أو برنامج نووي سلمي للسعودية، وهذا ما تطلبه الأخيرة.

السعودية، بدورها، لا شك ستدرس التوقيت الزمني للاتفاق بدقة، فهل تفعله مع إدارة أميركية غير معلوم إذا كانت ستبقى أم ترحل، أم تنتظر الإدارة الجديدة المقبلة والتي "قد" تكون الحالية أو منافسها ترامب. الزمن مهم، لكنه يبقى أمرا تكتيكيا مقارنة بالمكاسب الاستراتيجية للأطراف كافة التي يتم التفاوض بشأنها. 

ما يجب أن يكون واضحا للجميع، أن هذا الاتفاق المتوقع، على أهميته الاستراتيجية الكبيرة لإسرائيل والسعودية، إلا أنه لن يفتح أبواب الجنة أمام إسرائيل ويعطيها كرت عبور أخضر للعالمين العربي والإسلامي. الاتفاق مع السعودية مهم لثقلها الاقتصادي والسياسي ورمزيتها الدينية، ويتماهى مع أهمية السلام مع الأردن ومصر بالنسبة لإسرائيل، لكن لهذه الاتفاقات محددات يقف على رأسها كيفية تعامل إسرائيل مع القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني. لن تستطيع أي دولة، لا سياسيا ولا أخلاقيا، أن تقف وتتقدم بالعلاقات مع إسرائيل إذا لم تتعامل إسرائيل مع الشعب الفلسطيني بما يستحقه كشعب يطالب بكرامته الوطنية التي باتت أيقونتها الأساسية قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية. الاتفاقات الإبراهيمية الأخيرة على أهميتها بقيت أسيرة للتعامل الإسرائيلي مع الفلسطينيين، بل إن ذلك أدى في أحيان لبيانات إدانة واستنكار للتعامل الإسرائيلي مع الفلسطينيين. هذا ما يجب أن يعيه نتنياهو أو أي رئيس وزراء لإسرائيل؛ أن القبول الإقليمي لإسرائيل لا يعني ولن يعني القفز عن حقوق الشعب الفلسطيني المتمثلة بقيام دولته القابلة للحياة، ومحاولات إسرائيل القفز عن ذلك منافية للمنطق وحقائق الميدان.

تبدو السعودية مدركة لذلك، والدليل تعيينها سفيرا لدى السلطة الفلسطينية وقنصلا عاما في القدس، وهي إشارة واضحة على أن السعودية متمسكة بموقفها من الصراع المتمثل بالمبادرة العربية للسلام وحل الدولتين، حتى وإن كانت تسير نحو اتفاق سلام مع إسرائيل. الولايات المتحدة تدرك أهمية ذلك أيضا، وترفض تحجج نتنياهو بانهيار ائتلافه الحكومي إذا ما قدم تنازلات للفلسطينيين، بل وثمة أصوات ترغب وتطالب نتنياهو بتغيير الائتلاف وإنشاء واحد مع أحزاب المعارضة والوسط، فإن فعل، يكون في حل من ضغوطات المتطرفين من وزرائه، وسيدخل التاريخ من أوسع أبوابه كصانع سلام مع الفلسطينيين وموقع الاتفاق مع السعودية. الجائزة السياسية كبيرة لنتنياهو إذا ما ذهب بهكذا مسار، لكن تجربتنا ومعرفتنا بالرجل تجعلنا لا نضع آمالا كبيرة على شخصيته السياسية الانتهازية التي لا ترى ولا تريد أكثر من مصالحها الانتخابية القصيرة والضيقة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه السعودية الفلسطينية فلسطين السعودية الاحتلال تطبيع مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

الزيارة الإثيوبية إلى بورتسودان: قراءة في تحولات الإقليم وهواجس التوازن

م. فؤاد عثمان عبدالرحمن

شكّلت زيارة الوفد الإثيوبي الرفيع إلى بورتسودان، برئاسة مدير الاستخبارات رضوان حسين، وعضوية القيادي السابق في جبهة تحرير تيغراي قيتاشو ردا، خطوة لافتة في سياق التفاعلات الإقليمية المتسارعة. وبعيدًا عن المجاملات الدبلوماسية، توحي هذه الزيارة برسائل تتصل بمستجدات الخرائط السياسية في المنطقة، وبمخاوف معلنة وغير معلنة في محيط السودان المضطرب.

تيغراي وإثيوبيا: العودة من الهامش

ظهور قيتاشو ردا ضمن الوفد الإثيوبي، بعد خروجه من قيادة الحكومة المؤقتة في تيغراي ومن عضوية الجبهة الشعبية لتحرير الإقليم، يعكس محاولة إثيوبية لاحتواء الملف التيغراوي ضمن ترتيبات مركزية أكثر تحكمًا. من المرجّح أن يكون ضمّه للوفد مقصودًا كرسالة بأن أديس أبابا ما تزال قادرة على مخاطبة الملفات الشائكة في الداخل من موقع سيطرة.

غير أن ذلك لم يمنع بعض المراقبين من ربط هذه الخطوة بمحاولات استباقية لاحتواء تحولات إقليمية محتملة، وسط تسريبات غير مؤكدة عن تقارب آخذ في التبلور بين قيادات من تيغراي والحكومة الإريترية، بدفع أو تنسيق سوداني غير معلن.

تقارب محتمل: إعادة خلط الأوراق أم تسوية جديدة؟

يشير محللون إلى أن الأشهر الأخيرة حملت إشارات خافتة عن إمكانية فتح قنوات حوار بين تيغراي وإريتريا، رغم ما بينهما من ماضٍ دموي خلال الحرب الإثيوبية الأخيرة. وإذا ما صحت هذه المؤشرات، فإنها قد تنبئ بتحولات إقليمية جذرية، خصوصًا إذا تمّت برعاية طرف ثالث مثل السودان، أو بدافع الحاجة لإعادة تموضع جميع القوى الإقليمية في ضوء الحرب السودانية المشتعلة.

من المبكر الجزم بطبيعة هذا الانفتاح أو مدى استدامته، لكنه، على أي حال، يعكس سيولة التحالفات في منطقة القرن الأفريقي، واستعداد الفاعلين لتجاوز الخطوط الحمراء القديمة حين تفرض الوقائع الجديدة حسابات مختلفة.

السودان في قلب التفاعلات: لاعب أم ساحة؟

رغم الحرب، يجد السودان نفسه اليوم في موقع لا يمكن تجاوزه في حسابات الإقليم. فالتقارير المتداولة (غير المؤكدة رسميًا) عن دعم إثيوبي سياسي أو لوجستي لأحد أطراف الصراع السوداني، تقابلها مواقف معلنة من جانب إريتريا تؤيد المؤسسة العسكرية السودانية، ما يطرح تساؤلات مشروعة حول ما إذا كانت المنطقة تشهد اصطفافات غير مباشرة حول الصراع السوداني.

إلا أن من المهم، في خضم هذا، عدم الانزلاق إلى تفسير كل تحرك باعتباره جزءًا من حرب محاور مكتملة الأركان. فبعض التحركات قد تُقرأ أيضًا كمساعٍ لاحتواء التصعيد، أو لتحييد انعكاسات الحرب السودانية على الداخل الإثيوبي، الذي يواجه بدوره تحديات أمنية واقتصادية متزايدة، في تيغراي وأمهرا وغيرهما.

تحولات بلا ثوابت

الزيارة الإثيوبية لبورتسودان – والتي سبقتها وتلتها تحركات إقليمية هادئة – تؤشر إلى أن القرن الأفريقي يعيش لحظة تغيّر لا تحكمها ثنائيات صلبة. لم تعد العلاقة بين الأطراف الإقليمية خاضعة فقط لمنطق الحلفاء والخصوم، بل لمنطق المصلحة المتغيرة، والتهدئة المؤقتة، وإعادة التموضع.

وسط هذه التحولات، يبقى السودان طرفًا محوريًا لا مجرد ساحة نفوذ، إذا ما أحسن إدارة انفتاحه الإقليمي من موقع متماسك، يسعى لبناء السلام، لا تعميق الانقسام.

خاتمة

من المهم قراءة هذه التحركات المتبادلة من زاوية الفرصة، لا فقط من زاوية القلق. فربما، وسط تناقض المصالح وتشابك الحسابات، يجد الإقليم طريقًا نحو تهدئة أوسع، إذا ما التقت إرادة الداخل السوداني مع تحرك إقليمي عقلاني، يتجاوز الرهانات القصيرة نحو استقرار طويل المدى.

الوسومفؤاد عثمان عبدالرحمن

مقالات مشابهة

  • لماذا انتصرت إسرائيل في لبنان وفشلت في اليمن؟: السعودية تفتح ملفاً مسكوتاً عنه
  • أونروا: هدف إسرائيل من آلية المساعدات الجديدة تهجير الفلسطينيين إلى جنوب غزة
  • الزيارة الإثيوبية إلى بورتسودان: قراءة في تحولات الإقليم وهواجس التوازن
  • المرصد الإعلامي لمنظمة التعاون الإسلامي لجرائم إسرائيل ضد الفلسطينيين يُسجل 3024 جريمة في أسبوع
  • العفو الدولية تدعو لرفض خطة المساعدات التي تستخدمها “إسرائيل” سلاحا ضد المدنيين في غزة
  • أبرز القرارات التي تم الاتفاق عليها في اجتماع اتحاد الكرة مع الرابطة وممثلي الأندية
  • السفير الأمريكي في إسرائيل ينتقد موقف فرنسا بشأن الدولة الفلسطينية ويعتبره تدخلا غير مقبول
  • «الصحة الفلسطينية»: إسرائيل تمنع دخول 3 آلاف شحنة صحية للقطاع
  • بافل طالباني: تواصلت مع السوداني وبانتظار حل مشكلة رواتب موظفي الإقليم
  • بوليتيكو: “إسرائيل تشعر بالخطر بعد صمت واشنطن حيال الصواريخ اليمنية”