موقع 24:
2025-05-31@18:19:40 GMT

في الذكرى الـ50 لحرب أكتوبر

تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT

في الذكرى الـ50 لحرب أكتوبر

خمسون سنة مرّت على الحرب التي قادها الرئيس الراحل أنور السادات ضد إسرائيل. شاركه في تلك الحرب الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد. السادات كان هو القائد الأعلى لتلك الحرب التي غيرت منطقة الشرق الأوسط. خاض العرب قبل حرب أكتوبر (تشرين الأول) ثلاث حروب مع إسرائيل، خسروها كلها. بعد الهزيمة الفظيعة التي حلت بدول عربية ثلاث، في حرب عرفت بنكسة يونيو (حزيران).

قال الجنرال الإسرائيلي موشي دايان: إن العرب لن يستطيعوا شن حرب ضد الدولة العبرية قبل عشرين سنة. أقام الإسرائيليون ما عُرف بخط بارليف على الضفة الشرقية لقناة السويس. حرب 6 أكتوبر التي كان أنور السادات مهندسها العسكري، ومخططها السياسي، كانت ملحمة إبداعية شاملة.


خالد محيي الدين، أحد الضباط الأحرار، وكان من الضباط الخمسة الأوائل الذين نظمهم جمال عبد الناصر في مجموعة الضباط الأحرار، وصار عضواً بمجلس قيادة ثورة 23 يوليو (تموز)، قال: إن أنور السادات، كان هو السياسي الوحيد في مجلس قيادة الثورة. دخل في أكثر من تنظيم سياسي، وسُجن بتهمة مشاركته في اغتيال الوزير أمين عثمان، وقُبض عليه بتهمة التعاون مع الجيش الألماني الذي كان يخوض حرباً ضد الإنجليز في صحراء مصر الغربية، وقام بإصلاح جهاز الاتصال الذي كان يستعمله جواسيس ألمان بالقاهرة. طُرد السادات من الجيش، وظل هارباً لسنوات، لكنه تمكن بدهائه أن يعود إلى القوات المسلحة، ودخل في الحرس الحديدي للملك فاروق. عندما قام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بضم أنور السادات إلى خلايا تنظيم الضباط الأحرار، قال له خالد محيي الدين: إن أنور السادات عضو في الحرس الحديدي الملكي، وقد يبلغ عن التنظيم، أجابه عبد الناصر: ربنا يستر، وعلينا أن نكون حذرين. في ليلة الثورة، دخل السادات ومعه زوجته جيهان السينما، وافتعل خصومة مع أحد الجالسين بجانبه، وذهب إلى مركز الشرطة واشتكى من تخاصم معه. قيل أكثر من تعليق على تلك الحادثة. من بين تلك التعليقات، أنه في حالة فشل حركة الضباط، سيثبت السادات أنه كان في تلك الليلة في السينما. علّق خالد محيي الدين، بأن ذلك كان تصرفاً سياسياً يحسب للسادات ولا يحسب عليه. طيلة عضويته في مجلس قيادة الثورة، كان رفيقاً مطيعاً ومؤيداً للرئيس جمال عبد الناصر.
عندما أعلن جمال عبد الناصر استقالته إثر هزيمة يونيو، لم يرشح أنور السادات لخلافته، إنما رشح زكريا محيي الدين، فلماذا عيّن عبد الناصر في شهوره الأخيرة أنور السادات نائباً أول له، متجاوزاً حسين الشافعي الذي كان يشغل منصب نائب الرئيس؟ لقد تغير كل شيء في مصر والمنطقة العربية بعد هزيمة يونيو سنة 1967. كان الرئيس عبد الناصر قبل تلك الهزيمة، يتحدث عن تحرير فلسطين بالكامل، بعد الهزيمة قبل مشروع روجرز الذي ينص على الاعتراف بإسرائيل، وأصبح الرئيس جمال عبد الناصر يتحدث عن إزالة آثار العدوان. أي تحرير الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب يونيو. وبالنسبة لمصر، فإن الأمر يتعلق بشبه جزيرة سيناء. استلم أنور السادات الرئاسة، وكان أركان النظام رافضين وجوده على قمة السلطة، وتآمروا لإزاحته. لكنه في ساعة واحدة تمكن من اعتقالهم جميعاً على الرغم من أنهم كانوا يمسكون بكل مفاصل الدولة الأمنية والعسكرية والسياسية والإعلامية.
بدأ السادات يعدّ العدّة لحرب محددة ومحدودة، يعبر فيها قناة السويس ويدمر خط بارليف، ويتقدم كيلومترات محدودة في سيناء ويتوقف جيشه عند المضائق. هو يعلم تماماً مدى قدرات قواته، وقوات عدوه، ويدرك حدود الدعم العسكري السوفياتي لمصر. قرأ السادات الداهية السياسي خريطة التفكير الأميركي، بعقلية العسكري والسياسي المخضرم، فقرر الحرب. قبيل تحريك قواته لعبور القناة، خاض أكثر من حرب. أولها حرب الخداع الاستراتيجي. أخرج الخبراء السوفيات من كامل الأراضي المصرية، وأطلق تصريحات مخادعة عن موعد الحرب، وقام بمناورات مسرحية على الشاطئ الغربي لقناة السويس، وحدد اليوم الذي تتوقف فيه كل الحركات في إسرائيل، وهو ما يعرف بيوم الغفران فيها.
عبرت القوات المصرية في مثل هذا اليوم القناة، ودمّرت خط بارليف الحصين، ودمرت مراكز الاتصالات الإسرائيلية، وقضت على المئات من ضباط وجنود الجيش الإسرائيلي، وأسرت أعداداً منهم. هزَّ ذلك الحدث العالم كله بما فيه الولايات المتحدة الأميركية. بعد ذلك شنّ الرئيس أنور السادات حربه الثانية، وهي الحرب السياسية، ولكن هذه المرة بالتعاون مع أميركا. بعد سنوات من التفاوض مع إسرائيل استردت مصر كامل أرضها. قاطع العرب مصر بعد توقيعها اتفاقية كامب ديفيد، ونقلوا مقرّ الجامعة العربية من مصر إلى تونس، وشكّلت ليبيا والجزائر وسوريا والعراق ومنظمة التحرير الفلسطينية، جبهة الصمود والتصدي. علّق أنور السادات على ذلك قائلاً: سوف يعودون جميعاً إلى مصر. وذلك ما حدث. اليوم بعد مرور خمسين عاماً على تلك الحرب التاريخية، لا نملك إلا أن نعيد قراءة شخصية أنور السادات، ونستون تشرشل العرب الذي غاص في بحور السياسة بكل ما فيها من أمواج عاتية عالية، وخاض حروباً كان سلاحه فيها تشخيص القدرات التي يمتلكها كل طرف في خضم الصراع. كان حلمه وهمّه استرجاع مصر أرضها. نجح في ذلك. وفي مثل هذا اليوم سنة 1981، قامت مجموعة من الإرهابيين بقتله وهو يحتفل مع شعبه المصري وجيشه بيوم النصر. هذا اليوم هو يوم ذاك الرجل الداهية الذي حقق ما قال عنه البعض إنه من المستحيلات. قال الخبراء السوفيات: إن عبور القناة سيكلف جيش مصر ثلاثين ألف قتيل على الأقل، ونشر الصحافي المصري المعروف محمد حسنين هيكل مقالاً في صحيفة «الأهرام» سنة 1972، بعنوان «تحية للرجال»، شكّك فيه في قدرات الجيش المصري، على عبور القناة وتدمير خط بارليف. بل هناك من سرّب أن إسرائيل ستغمر القناة عبر أنابيب مدتها إلى عمق قناة السويس ستغمرها بسائل النابالم.
رغم كل تلك النكزات السياسية والإعلامية والتلكؤ السوفياتي العسكري، خطط أنور السادات لمعركته شبه المستحيلة، وخاضها بجيش استعاد مهنيته، واندفع في معركة سياسية معقدة. حقق في النهاية هدفه الأكبر، وانتصر السياسي المقاتل، واسترد أرضه، وكان دمه وشاحه الكبير في يومه التاريخي.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة جمال عبد الناصر أنور السادات محیی الدین

إقرأ أيضاً:

وكيل خارجية الشيوخ: قرار الاحتلال بإنشاء مستوطنات جديدة إهدار لفرص السلام

أدان النائب عفت السادات، وكيل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، ورئيس حزب السادات الديمقراطي، بأشد العبارات، قرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالموافقة على إنشاء 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية المحتلة، مؤكدًا أن هذا القرار يمثل تصعيدًا خطيرًا واستفزازًا سافرًا لإرادة المجتمع الدولي، وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية.

وأكد "السادات" أن القرار الإسرائيلي يكشف عن استمرار سياسة فرض الأمر الواقع، وسعي ممنهج من قبل الاحتلال الإسرائيلي لتغيير الخريطة الديموغرافية والجغرافية للأراضي الفلسطينية المحتلة، بهدف تقويض أي فرصة لتحقيق حل الدولتين، وفرض السيطرة الكاملة على الضفة الغربية، في تحدٍّ صارخ لقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، ومبادئ القانون الدولي الإنساني.

برشلونة تقطع علاقاتها مع الاحتلال الاسرائيلي بسبب العدوان على غزةآليات الاحتلال الإسرائيلي تصطدم حافلة تقل حجاج في جنينخارجية النواب ترفض قرار الاحتلال الإسرائيلي إنشاء مستوطنات في الضفة الغربيةجيش الاحتلال الإسرائيلي يشن غارات جوية على الساحل السوري

وأوضح وكيل لجنة العلاقات الخارجية، أن هذا القرار يُعد مخالفة فادحة لاتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، والتي تنص بوضوح على عدم جواز قيام دولة الاحتلال بنقل جزء من سكانها إلى الأراضي التي تحتلها، وهو ما ينطبق بشكل مباشر على الأنشطة الاستيطانية التي تقوم بها إسرائيل بشكل مستمر في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأضاف النائب عفت السادات، وكيل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، ورئيس حزب السادات الديمقراطي، أن قرار الاحتلال يأتي في توقيت بالغ الحساسية، حيث يشهد الوضع الإقليمي حالة من التوتر الشديد، ويحتاج إلى تهدئة وبناء الثقة، وليس إلى إجراءات تصعيدية واستفزازية تُفاقم الأزمة وتُجهض المساعي الدولية الرامية إلى إعادة إحياء مسار السلام.

وشدد النائب عفت السادات على أن الاستيطان الإسرائيلي لا يمتلك أي مشروعية قانونية، ولا يمكن القبول به كأمر واقع، داعيًا المجتمع الدولي، لا سيما الأطراف الفاعلة في ملف السلام في الشرق الأوسط، إلى تحمل مسؤولياتها الأخلاقية والسياسية والإنسانية، واتخاذ إجراءات عملية ورادعة تلزم إسرائيل بوقف أنشطتها الاستيطانية فورًا، والامتثال لقرارات الشرعية الدولية.

وأكد السادات، أن الطريق إلى السلام يبدأ من الاعتراف الكامل بحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من يونيو لعام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، مشيرًا إلى أن هذا المطلب ليس فقط فلسطينيًا وعربيًا، بل هو أيضًا مطلب دولي أقرته الأمم المتحدة ومجلس الأمن في أكثر من مناسبة.

كما لفت إلى أن استمرار الاحتلال في التوسع الاستيطاني، وفرض المزيد من الوقائع على الأرض، يُعد بمثابة إعلان واضح برفض كل مبادرات التسوية السياسية، واستهتار بإرادة المجتمع الدولي، وبحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، الأمر الذي يستدعي وقفة دولية جادة لوضع حد لهذه السياسات العدوانية.

وأشار إلى أن ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، بما في ذلك التوسع الاستيطاني، والاقتحامات المتكررة للمقدسات، والاعتداءات على المدنيين، تشكل جميعها منظومة من الانتهاكات الممنهجة التي تهدف إلى تقويض كل مساعي السلام، وتحقيق السيطرة الكاملة على الأراضي المحتلة.

ودعا "السادات" الدول الداعمة للسلام إلى التحرك الفوري والضغط السياسي والدبلوماسي على الحكومة الإسرائيلية للتراجع عن قراراتها الاستيطانية الأخيرة، والعمل على إطلاق مسار سياسي جاد، يفضي إلى تسوية عادلة وشاملة تنهي الاحتلال، وتعيد الحقوق لأصحابها.

كما شدد النائب عفت السادات على أن دعم القضية الفلسطينية مسؤولية قومية وإنسانية، مؤكداً أن مصر ستظل دائمًا في طليعة المدافعين عن الحقوق الفلسطينية المشروعة، وعلى رأسها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، داعيًا في الوقت ذاته إلى توحيد الجهود العربية والدولية لوقف الممارسات العدوانية والوقوف بحزم في وجه الاحتلال وسياساته التوسعية التي تُهدد مستقبل المنطقة واستقرارها.

طباعة شارك عفت السادات لجنة العلاقات الخارجية مجلس الشيوخ الاحتلال الإسرائيلي

مقالات مشابهة

  • وكيل خارجية الشيوخ: قرار الاحتلال بإنشاء مستوطنات جديدة إهدار لفرص السلام
  • البصمة الكربونية لحرب إسرائيل على غزة تتجاوز دولا بأكملها
  • في الذكرى الثانية لتأسيسه.. مجلس إدارة متحف الزعفران يستعرض إنجازاته ويبحث خطة تطويره
  • في الذكرى 11 لتأسيسه.. أبرز إنجازات الاتحاد الاقتصادي الأوراسي
  • إصابة 22 عاملا في انقلاب أتوبيس في المنوفية
  • انقلاب «أتوبيس الوردية» بمصنع بطاطين في السادات بالمنوفية
  • جيش الاحتلال يعاقب جنديين رفضا العودة لحرب غزة
  • بمناسبة الذكرى الـ50 لتأسيسها.. إيكواس تدعو إلى الوحدة وتعزيز التعاون
  • الوحدة المحلية بقنا تزيل 32 حالة تعدٍ بدندرة وابنود ضمن الموجة 26
  • مها عبد الناصر تكشف لـمصراوي تفاصيل تأسيس تحالف الطريق الديمقراطي -حوار