موقع 24:
2025-12-10@04:48:17 GMT

في الذكرى الـ50 لحرب أكتوبر

تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT

في الذكرى الـ50 لحرب أكتوبر

خمسون سنة مرّت على الحرب التي قادها الرئيس الراحل أنور السادات ضد إسرائيل. شاركه في تلك الحرب الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد. السادات كان هو القائد الأعلى لتلك الحرب التي غيرت منطقة الشرق الأوسط. خاض العرب قبل حرب أكتوبر (تشرين الأول) ثلاث حروب مع إسرائيل، خسروها كلها. بعد الهزيمة الفظيعة التي حلت بدول عربية ثلاث، في حرب عرفت بنكسة يونيو (حزيران).

قال الجنرال الإسرائيلي موشي دايان: إن العرب لن يستطيعوا شن حرب ضد الدولة العبرية قبل عشرين سنة. أقام الإسرائيليون ما عُرف بخط بارليف على الضفة الشرقية لقناة السويس. حرب 6 أكتوبر التي كان أنور السادات مهندسها العسكري، ومخططها السياسي، كانت ملحمة إبداعية شاملة.


خالد محيي الدين، أحد الضباط الأحرار، وكان من الضباط الخمسة الأوائل الذين نظمهم جمال عبد الناصر في مجموعة الضباط الأحرار، وصار عضواً بمجلس قيادة ثورة 23 يوليو (تموز)، قال: إن أنور السادات، كان هو السياسي الوحيد في مجلس قيادة الثورة. دخل في أكثر من تنظيم سياسي، وسُجن بتهمة مشاركته في اغتيال الوزير أمين عثمان، وقُبض عليه بتهمة التعاون مع الجيش الألماني الذي كان يخوض حرباً ضد الإنجليز في صحراء مصر الغربية، وقام بإصلاح جهاز الاتصال الذي كان يستعمله جواسيس ألمان بالقاهرة. طُرد السادات من الجيش، وظل هارباً لسنوات، لكنه تمكن بدهائه أن يعود إلى القوات المسلحة، ودخل في الحرس الحديدي للملك فاروق. عندما قام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بضم أنور السادات إلى خلايا تنظيم الضباط الأحرار، قال له خالد محيي الدين: إن أنور السادات عضو في الحرس الحديدي الملكي، وقد يبلغ عن التنظيم، أجابه عبد الناصر: ربنا يستر، وعلينا أن نكون حذرين. في ليلة الثورة، دخل السادات ومعه زوجته جيهان السينما، وافتعل خصومة مع أحد الجالسين بجانبه، وذهب إلى مركز الشرطة واشتكى من تخاصم معه. قيل أكثر من تعليق على تلك الحادثة. من بين تلك التعليقات، أنه في حالة فشل حركة الضباط، سيثبت السادات أنه كان في تلك الليلة في السينما. علّق خالد محيي الدين، بأن ذلك كان تصرفاً سياسياً يحسب للسادات ولا يحسب عليه. طيلة عضويته في مجلس قيادة الثورة، كان رفيقاً مطيعاً ومؤيداً للرئيس جمال عبد الناصر.
عندما أعلن جمال عبد الناصر استقالته إثر هزيمة يونيو، لم يرشح أنور السادات لخلافته، إنما رشح زكريا محيي الدين، فلماذا عيّن عبد الناصر في شهوره الأخيرة أنور السادات نائباً أول له، متجاوزاً حسين الشافعي الذي كان يشغل منصب نائب الرئيس؟ لقد تغير كل شيء في مصر والمنطقة العربية بعد هزيمة يونيو سنة 1967. كان الرئيس عبد الناصر قبل تلك الهزيمة، يتحدث عن تحرير فلسطين بالكامل، بعد الهزيمة قبل مشروع روجرز الذي ينص على الاعتراف بإسرائيل، وأصبح الرئيس جمال عبد الناصر يتحدث عن إزالة آثار العدوان. أي تحرير الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب يونيو. وبالنسبة لمصر، فإن الأمر يتعلق بشبه جزيرة سيناء. استلم أنور السادات الرئاسة، وكان أركان النظام رافضين وجوده على قمة السلطة، وتآمروا لإزاحته. لكنه في ساعة واحدة تمكن من اعتقالهم جميعاً على الرغم من أنهم كانوا يمسكون بكل مفاصل الدولة الأمنية والعسكرية والسياسية والإعلامية.
بدأ السادات يعدّ العدّة لحرب محددة ومحدودة، يعبر فيها قناة السويس ويدمر خط بارليف، ويتقدم كيلومترات محدودة في سيناء ويتوقف جيشه عند المضائق. هو يعلم تماماً مدى قدرات قواته، وقوات عدوه، ويدرك حدود الدعم العسكري السوفياتي لمصر. قرأ السادات الداهية السياسي خريطة التفكير الأميركي، بعقلية العسكري والسياسي المخضرم، فقرر الحرب. قبيل تحريك قواته لعبور القناة، خاض أكثر من حرب. أولها حرب الخداع الاستراتيجي. أخرج الخبراء السوفيات من كامل الأراضي المصرية، وأطلق تصريحات مخادعة عن موعد الحرب، وقام بمناورات مسرحية على الشاطئ الغربي لقناة السويس، وحدد اليوم الذي تتوقف فيه كل الحركات في إسرائيل، وهو ما يعرف بيوم الغفران فيها.
عبرت القوات المصرية في مثل هذا اليوم القناة، ودمّرت خط بارليف الحصين، ودمرت مراكز الاتصالات الإسرائيلية، وقضت على المئات من ضباط وجنود الجيش الإسرائيلي، وأسرت أعداداً منهم. هزَّ ذلك الحدث العالم كله بما فيه الولايات المتحدة الأميركية. بعد ذلك شنّ الرئيس أنور السادات حربه الثانية، وهي الحرب السياسية، ولكن هذه المرة بالتعاون مع أميركا. بعد سنوات من التفاوض مع إسرائيل استردت مصر كامل أرضها. قاطع العرب مصر بعد توقيعها اتفاقية كامب ديفيد، ونقلوا مقرّ الجامعة العربية من مصر إلى تونس، وشكّلت ليبيا والجزائر وسوريا والعراق ومنظمة التحرير الفلسطينية، جبهة الصمود والتصدي. علّق أنور السادات على ذلك قائلاً: سوف يعودون جميعاً إلى مصر. وذلك ما حدث. اليوم بعد مرور خمسين عاماً على تلك الحرب التاريخية، لا نملك إلا أن نعيد قراءة شخصية أنور السادات، ونستون تشرشل العرب الذي غاص في بحور السياسة بكل ما فيها من أمواج عاتية عالية، وخاض حروباً كان سلاحه فيها تشخيص القدرات التي يمتلكها كل طرف في خضم الصراع. كان حلمه وهمّه استرجاع مصر أرضها. نجح في ذلك. وفي مثل هذا اليوم سنة 1981، قامت مجموعة من الإرهابيين بقتله وهو يحتفل مع شعبه المصري وجيشه بيوم النصر. هذا اليوم هو يوم ذاك الرجل الداهية الذي حقق ما قال عنه البعض إنه من المستحيلات. قال الخبراء السوفيات: إن عبور القناة سيكلف جيش مصر ثلاثين ألف قتيل على الأقل، ونشر الصحافي المصري المعروف محمد حسنين هيكل مقالاً في صحيفة «الأهرام» سنة 1972، بعنوان «تحية للرجال»، شكّك فيه في قدرات الجيش المصري، على عبور القناة وتدمير خط بارليف. بل هناك من سرّب أن إسرائيل ستغمر القناة عبر أنابيب مدتها إلى عمق قناة السويس ستغمرها بسائل النابالم.
رغم كل تلك النكزات السياسية والإعلامية والتلكؤ السوفياتي العسكري، خطط أنور السادات لمعركته شبه المستحيلة، وخاضها بجيش استعاد مهنيته، واندفع في معركة سياسية معقدة. حقق في النهاية هدفه الأكبر، وانتصر السياسي المقاتل، واسترد أرضه، وكان دمه وشاحه الكبير في يومه التاريخي.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة جمال عبد الناصر أنور السادات محیی الدین

إقرأ أيضاً:

رئيس أركان الاحتلال يؤكد الاستعداد لحرب مفاجئة

أكد رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، إيال زامير، أن ما يسمى بالخط الأصفر الذي يفصل بين مناطق سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والمناطق الخاضعة للاحتلال الإسرائيلي، يُعتبر "الحدود الجديدة" بين الاحتلال وقطاع غزة، مشدداً على ضرورة الاستعداد لاحتمال حرب مفاجئة.

ووصف زامير الخط الأصفر خلال جولة ميدانية في القطاع بأنه "خط دفاع أمامي للمستوطنات وخط هجوم"، في رسالة واضحة لحكومة الاحتلال الإسرائيلي، على الرغم من أن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تتضمن انسحاب الاحتلال من هذا الخط في المرحلة الثانية، مقابل نشر قوة دولية للحفاظ على الاستقرار.

وبحسب تقرير صحيفة يديعوت أحرونوت، شدد زامير على أن الجيش لن يسمح لحماس بإعادة البناء، مؤكداً سيطرته على أجزاء واسعة من أراضي القطاع والتمركز على خطوط السيطرة المهيمنة.

وأضاف زامير في حديثه لجنود الاحتلال: "نعمل على إحباط وإزالة التهديدات في جميع الجبهات، ولن نتحمل أي تهديد على قواتنا، وسنرد بقوة على أي محاولة. لدينا حرية عمل كاملة هنا وفي جميع الجبهات". وشدد على ضرورة اليقظة والجاهزية في كل المواقع، مؤكداً أن الاستعداد لسيناريو حرب مفاجئة يعد أحد أركان الخطة القادمة. كما دعا إلى تعزيز القوات الاحتياطية عبر قوانين جديدة لتخفيف العبء عن الجنود وزيادة كفاءة الجيش.

وفي سياق متصل، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أن سلاح البحرية بدأ مناورات تمتد أسبوعاً مع قوات الأسطول الخامس الأميركي، مشيراً إلى أن المناورات السنوية ستحاكي سيناريو حرب مفاجئة.


© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

خليل اسامة

انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.

الأحدثترند رئيس أركان الاحتلال يؤكد الاستعداد لحرب مفاجئة تحذير عاجل من "آبل" و"غوغل": اختراق إسرائيلي عالمي يهدد 150 دولة بينها السعودية ومصر أم تفجر عائلتها بقنبلة يدوية..خلاف عائلي ينتهي بمأساة مروعة في لبنان مصر: "فايروس ماربوغ" يثير الفزع ووزير الصحة يحسم الجدل العراق يرد بقوة على تصريحات المبعوث الأميركي Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا فريقنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • الجنيه يواصل التعافي | واستقرار اقتصادي يعيد رسم ملامح سوق الصرف في مصر .. والاحتياطي يكسر الـ50 مليار دولار
  • ما الذي أخر التنفيذ؟.. الكشف عن مخطط اجتياح غزة واغتيال السنوار والضيف قبل 7 أكتوبر
  • لابيد ساخرا من نتنياهو: اكتشفوا الذي تجاهل جميع التحذيرات في 7 أكتوبر
  • بعد احتراق شقتها.. التضامن الاجتماعي تقدم دعما لأسرة في المنوفية.. صور
  • فى ذكرى رحيل الرزيقي .. تعرف على أبرز المحطات فى حياته وكيف أنصفه السادات
  • ماليزيا تدعو تايلاند وكمبوديا إلى ضبط النفس
  • من عبد الناصر إلى السيسي.. جيل زي بقيادة أنس حبيب يعلن سقوط عصر العسكر
  • رئيس أركان الاحتلال يؤكد الاستعداد لحرب مفاجئة
  • رئيس أركان العدو : نستعد لحرب مفاجئة
  • وضع حجر أساس كنيسة الفرسان الثلاثة بمدينة السادات | صور