نائب:إتفاقية قناة خور عبدالله “خيانة للعراق”
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
آخر تحديث: 9 أكتوبر 2023 - 12:07 م بغداد/ شبكة أخبار العراق- وصف النائب احمد رحيم، الاثنين، اتفاقية خور عبدالله بالخيانة لحقوق العراق الملاحية.وقال رحيم في حديث صحفي،ان “هناك حراكا نيابيا يجري منذ ايام من اجل جمع تواقيع لإلغاء اتفاقية خور عبدالله مع الكويت”، لافتا الى ان” هناك دعما لهذه الخطوة التي تجسد دعم وطني لحقوق البلاد”.
واضاف،ان “الاتفاقية بمضامينها تمثل ظلما جائرا وخيانة لحقوق العراق الملاحية بالاضافة الى تاثيرها على مستقبل موانئ البصرة التي تشكل شريان اقتصادي للتجارة في البلاد”.واشار الى ان “الغاء الاتفاقية قرار وطني نابع من حرص النواب بمختلف التكتلات السياسية من اجل دعم خيار الحفاظ على الحقوق ومنها الملاحة في الخليج العربي”.وكانت المحكمة الاتحادية اصدرت قبل اسابيع قرارا ببطلان اتفاقية خور عبدالله مع الكويت في خطوة دعمت من قبل الشارع العراقي.
المصدر: شبكة اخبار العراق
كلمات دلالية: خور عبدالله
إقرأ أيضاً:
حين يصبح الولاء والتضحية دينا”, والكفاءة خيانة
حين يصبح #الولاء و #التضحية دينا”, و #الكفاءة #خيانة، تقصى الكفاءات من اجل #تدمير ما تبقى من #الأوطان
بقلم: المهندس محمود “محمد خير” عبيد
في زمنٍ تتكاثر فيه الشعارات، وتُرفع رايات “الغيرة على الوطن” كما لو أنها صكوك غفران، يُصاب الوعي العام بالتشويش، حيث تصبح الكلمة المُزيّنة و المظهر الخادع أقوى من الفعل الصادق، يُخدَع الناس بالعبارات الطنّانة التي تُقال على المنابر و منصات الأعلام و التواصل الاجتماعي وفي الاجتماعات الوطنية، لا بما يُمارَس في الخفاء.
لقد بلغنا مرحلة خطرة، حين تُستخدم الشعارات الدينية والطائفية والوطنية والغيرة على الوطن ومصلحة الشعوب كقناع، لا كمبدأ., فها نحن أصبحنا نحيا زمنًا تحوّلت فيه الشعارات إلى ممرّات ناعمة تُخدّر الشعوب، وتُخفي خلفها نوايا استعمارية تُدار بأيادٍ وطنية عميلة؛ أيادٍ تُجيد ارتداء ثوب الغيرة على الوطن، لكنها تعمل ليل نهار على تقويضه خدمةً لمخططات من نصبونا على عروش الخيانة من الخارج. من خلال العمل على تدمير كل ما من شانه بناء وتطوير الأوطان بالكفاءات والخبرات الوطنية بحيث نعمل على تدمير الأوطان من خلال ابعاد الكفاءات وتنصيب الجهلة من اجل تدمير ما تبقى من الأوطان.
ان الخطر الحقيقي لم يَعُد يأتي من الخارج فحسب، بل أصبح يسير بيننا في الداخل، فها هم هؤلاء من يرفعون علم الوطن و الشعارات الأخلاقية و الدينية هم من يحفرون تحته، ويتحدثون باسم السيادة وهم أول من باعوها، ويتغنّون بالكرامة الوطنية وهم يسحقونها تحت أقدام الولاء والفساد.
مقالات ذات صلة غاية الإصلاح تجديد النخبة 2025/07/11تسرّب الخلل إلى أعماق الدولة، عندما يُقصى الكفء، ويُمنح القرار لمن لا يحمل من المؤهلات سوى “الولاء” والتضحية المزعومة’ فها هو المنصب أصبح مكافأةً على الطاعة و الولاء، لا على الكفاءة، وتُكافأ الحماية العمياء للزعماء، لا الرؤية والتخطيط. في هذا المناخ، أصبح الصامتون أبطالًا، والمفكرون خونة.
علينا أن نستيقظ، حين نرى الكفاءات تُقصى، وأصحاب العقول يُهمّشون، وتُلفَّق للخبراء تهم “الفلول” و”العداء للوطن”. حينها، يجب أن نُدرك أن الوطن لا يسير نحو الاستقرار، بل يُقاد بصمت نحو مفترقٍ مظلم عنوانه: الانهيار.
الدولة التي تُحكم بالولاءات لا بالكفاءات وبمن يزعم انه ضحى، لا تُبنى، بل تتآكل من الداخل. تُصاب مؤسساتها بالشلل، وتتحوّل المناصب إلى مراكز نفوذ، لا مواقع مسؤولية، ويُصبح المواطن رقمًا هامشيًا في معادلة السلطة، وهكذا، وباسم الوطن، يُذبح الوطن، وباسم السيادة، تُفتح الأبواب لمن يريدون بأوطاننا شرا” ويسعون لتقسيمها، وباسم الاستقرار، يُتم قمع الوعي، ويُقصى المختلف، ويُجرَّم المفكر، ويُقصى صاحب الكفاءة. في خضم هذا التزييف، يجب أن نعود إلى الحقيقة الأساسية، الوطن لم يكن يومًا ملكًا لدين، أو طائفة، أو قبيلة، أو أكثرية أو أقلية او من ضحى من اجله فكل انسان يعيش على ارض الوطن هو عنوان للتضحية والرباط.
الوطن لا يُبنى على الهويات الضيقة، ولا يعرف العقائد والانتماءات، بل يعرف فقط من يخدمه، فالوطن لا يهمه من أين أتيت، أو ما هي طائفتك أو اسم عائلتك، بل يسأل ماذا فعلت من أجلي؟ هل تحمل علمًا؟ كفاءة؟ رؤية؟ هل تسعى لإصلاحٍ حقيقي؟ هل تحميه بضميرك لا بسلاحك؟ ذلك هو مقياس الوطنية الحقيقي.
علينا أن ننتبه، وأن نتوقّف عن السير خلف الجهوية والقبلية والطائفية و التعصب الديني، فهذه ليست هويات وطنية، بل قيود نُلبّسها لأرواحنا فنبقى منقسمين، علينا أن نُدرك أن الدين حين يتحوّل إلى أداة سياسية، يُستخدم لتنويم العقول لا لتهذيب النفوس. وهذا ما يحاول البعض فعله اليوم في بعض المجتمعات و بعض الأوطان, فلا يُخدعنّ أحدنا بأصحاب اللحى الذين يرفعون شعارات تُرضي ثقافة البعض الدينية و كان هؤلاء يحملون معهم مفاتيح الجنة، متجاهلين ان هؤلاء قد يخفون تحت عباءة التعصب الديني نوايا تمكين أنفسهم لا تمكين الدين، ويعملون على تدمير النسيج الوطني وتمكين أصحاب الولاء و التضحيات على حساب أصحاب الكفاءات.
يجب أن نُعلّم أنفسنا قراءة ما بين السطور، لا أن نُصفّق لما يُقال على المنابر، وأن نُدقّق في الأفعال لا في المظاهر, فكم من متديّن في الشكل دنّس جوهر الدين، وكم من صاحب شعار وطني خانه حين سنحت له الفرصة’ علينا ألا نخدع أنفسنا بمن يكثر الحديث عن “الوطن” وهو لا يعمل له بصدق، وألا نُصدّق كل من يرفع راية الوطنية على حساب الحقيقة’ ولا نسمح بتحويل الوطن إلى مزرعة يديرها أهل الولاء و التضحيات، بينما يُدفن فيها أهل العقول.
المعركة الحقيقية اليوم ليست مع الخارج فقط، بل مع من جعل الولاء بديلاً عن الكفاءة، ومن حوّل الوطن إلى مشروع خاص، يُدار وكأن الشعوب رعايا لا شركاء, لقد آن الأوان أن تستيقظ الشعوب المغيبة والمنبهرة بقيادات لا ترى إلا الولاء، آن أوان أن نُعيد للوطن معناه، لا شعاره., أن نمنح الكلمة للكفاءات لا لحَمَلَة الأختام, أن نبدأ بناء الدولة من داخلها، على أسس العدالة، والمهنية، والصدق، والشفافية., في الوطن، ليس لأحد فضل على أحد., فالوطن الحقيقي لا يُبنى بالأصوات العالية، بل بالعقول الهادئة، والسواعد النظيفة، والضمائر الحيّة.