منى عوكل.. نبض «القاهرة» فى غزة «الملتهبة»
تاريخ النشر: 13th, October 2023 GMT
قد يُغفل البعض المخاطر التى يعيشها المراسل التليفزيونى، لا سيما فى المناطق «الملتهبة»، وقد يدفع روحه ثمناً لعمله، لا سيما أنه يوجد فى «ساحة الحرب» دون تراجع أو استسلام، فلا تُرهبه رصاصة طائشة، أو غدر العدو، إذ إنّ تلك «الوظيفة» تتطلب مهام خاصة واستثنائية لا بد من توافرها فى كل من يدخل تحت رايتها، وهى السمات التى تمتاز بها شخصية منى عوكل مراسلة «القاهرة الإخبارية» فى غزة.
قبل يومين تقريباً، أثيرت حالة من القلق والخوف بين جمهور «القاهرة الإخبارية» فى الوطن العربى، كون حياة «عوكل» فى خطر، واضطرت إلى الانسحاب لدقائق معدودة عن الهواء، قبل أن تعود مُجدداً عبر الشاشة وتُطمئن زملاءها بالقناة وكذلك الجمهور، حيث جاء ذلك بالتزامن مع تهديدات قوات الاحتلال بإخلاء مبنى القناة فى القطاع، وسماع دوىّ انفجارات فى محيط المكان آنذاك، قبل أنّ ينقطع البث لعدة دقائق.
وتقول منى عوكل، فى اتصال هاتفى لـ«الوطن»، إنه لا يخفى على أحد مدى صعوبة الأجواء التى يعملون فيها مع استمرار القصف الإسرائيلى العنيف على قطاع غزة، لكنها ترى أنه مهما كانت الصعوبات فإن الذى يعمل فى مجال الإعلام لديه رسالة، وهذه هى مهنته وعليه أن يؤديها على أكمل وجه.
وأضافت «عوكل» أنها تدرك قيمة ومكانة المؤسسة التى تعمل لديها وهى «القاهرة الإخبارية»، والتى تريد أن يكون لها موقع متميز بين كبرى القنوات، مؤكدة أن هذا دافع لها فى أداء مهنتها وأنه عليها كمراسلة أن تضع المتابع للقناة فى قلب الحدث من خلال رصدها وروايتها للأحداث.
وتحدثت «عوكل» كذلك عن الأجواء فى غزة، حيث يفتقر القطاع إلى كثير من الخدمات، لا سيما مشكلات الكهرباء والاتصالات، وهى بالتأكيد ظروف عمل صعبة للغاية تجعل حياة المراسلين فى خطر، لكنهم -كما تقول منى- يريدون أن يكونوا على قدر المسئولية، وعلى قدر الثقة فى القناة لدى المشاهد والمتابع العربى.
وعن لحظة إخلاء مبنى القناة لأن المنطقة سيقصفها الاحتلال، تقول «منى» إنها بكت لأنها شعرت أن عليها أن تستكمل مهمتها، مؤكدة أنها لم تكن تريد المغادرة، لكن زملاءها أصروا على أن تغادر، فسلامتها أهم من كل شىء، لتنتقل بعدها إلى مستشفى الشفاء. ولفتت إلى أن الحرب الحالية هى الأصعب فى التغطية نظراً لاتساع مساحة القصف، حيث يستهدف الاحتلال تقريباً كل شىء
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: القاهرة الإخبارية قناة القاهرة الإخبارية أحداث غزة
إقرأ أيضاً:
كان.. يا ما كان
فى واحدة من أهم الظواهر التى تستحق الدراسة مؤخرًا في مجتمعنا المصرى يبدو أن ظاهرة الحنين إلى الماضى المعروفة علميًا (بالنوستالجيا) قد بلغت مداها بين قطاعات عريضة من أبناء هذا الوطن بكل أطيافه بل وأجياله حتى يكاد الأمر أن يصل إلى درجة رفض الواقع بل وإنكاره من فرط الحنين إلى ما كان. لماذا نحن فى هذه الحالة؟ وإن كان ذلك مقبولًا لدى أجيال الوسط والشيوخ التى عاصرت هذا الماضى فكيف نفسر حنين أبناء جيل الشباب أيضًا لما كان قائمًا قبل أن يولدوا؟
فى حكاوى ومناقشات أهل مصر على المقاهى وفي مواقع التواصل ستجد تلك الحالة منتشرة، بل ربما لن يخلو حديث فى مجلس للأهل أو للأصدقاء دون أن يترحموا على أيام قد مضت وكيف كان حال الفن والفكر والثقافة بل والرياضة وحتى السياسة، وعن تلك الأوزان النسبية التى تغيرت لتهبط عدة درجات فى سلم الإبداع، حين تجلس مع أبناء جيل الشيوخ والوسط سيحدثونك عن شبابهم وكيف تربى وجدانهم على فكر وثقافه وذوق مختلف ومتنوع، سيحكون لك أنهم قد كان لديهم كل المدارس الفكرية والفنية وكان متاحًا لهم أن ينهلوا من هؤلاء العمالقة الذين عاشوا وأبدعوا معًا فى توقيت واحد فأحدثوا زخمًا فى شتى مجالات الفكر والفن والسياسة وحتى فى لغة الحديث بل وفى شكل وأناقة ملابس الرجال والنساء وزى أطفال المدارس وطلاب الجامعة.
هل هى الحداثة قد أفقدتنا كثيرًا مما اعتدنا عليه سابقًا قبل أن تُغرقنا موجات التكنولوجيا العاتية وهذه الأنماط السلوكية والفكرية الهشة التى تنتشر بسرعة البرق بين رواد السوشيال ميديا؟ هل هجر الناس الأصالة عن قناعة أم مجبرين حين خلت الساحة من إبداع رصين يحفظ لهذا الشعب هويته السمعية والفكرية؟
ليس الأمر بسيطًا حتى وإن بدا كذلك. فهذا ذوق يتغير وفكر يندثر وعمق يختفى تحت ضربات ولعنات التريند والتيك توك والمهرجانات ودراما العنف والقيم الأسرية المنحلة ومسارح اللهو دون قيمة أو رسالة، ورياضة كلها تعصب وشحن وسباب وفُرقة بين الجميع.. ليس الأمر هينًا فهذا وطن يسرق من ماضيه وقيمته وريادته بين الأمم.. هل نجد إجابة لكل تلك التساؤلات أم يظل الحال كما هو لنهوى أكثر وأكثر فى دوامة الحنين إلي الماضي ونظل نردد بكل حسرة: كان ياما كان.. ؟؟