معهد واشنطن: إسرائيل كانت تخوض معركة في المكان الخطأ
تاريخ النشر: 13th, October 2023 GMT
قال مدير برنامج السياسة العربية في معهد واشنطن، ديفيد شينكر، إن الاحتلال الإسرائيلي، في الوقت الذي كان يركز فيه على التهديد الإيراني، كانت حماس وغيرها يزيدون من قدراتهم.
وقال إن هجوم حماس، غير المسبوق، يشكل حدثا فاصلا، ولم يقتصر على أن الفشل الاستخباراتي لا يختلف عما حدث في عام 1973، بل إن التداعيات الطويلة الأمد لهذا الهجوم لا تقل أهمية عن تداعيات حرب عام 1967.
وأضاف: "إحدى الاستنتاجات الأولية التي يمكن استخلاصها من هذا الهجوم هي أن استراتيجية الحروب بين الحروب التي لطالما اعتمدتها إسرائيل وهي خطة تهدف إلى تقييد خصومها من وكلاء إيران من خلال العمل الحركي المحدود لم تكن كافية".
أما الاستنتاج الآخر فهو أن ترتيب "المال مقابل التهدئة في غزة، القائم على فكرة أن حماس تهتم فعليا بحكم المنطقة، كان تشوبه عيوب. وفي أعقاب أحداث السابع من تشرين الأول/أكتوبر، من الضروري تغيير النموذج الأمني الإسرائيلي.
وقال شينكر: "منذ أكثر من عقد، تركز المؤسسة السياسية والأمنية الإسرائيلية بشكل دقيق على التهديد الذي يشكله البرنامج الإيراني للأسلحة النووية. وفي حين استهدف الجيش الإسرائيلي بشكل دوري أصول حماس وعناصرها، وكذلك مواقع العمليات الأمامية الإيرانية في سوريا، تجنبت إسرائيل إلى حد كبير القيام بعمليات واسعة النطاق ضد حماس وحزب الله اللبناني".
ولفت إلى أن الاحتلال، يرى أن التهديد الإيراني، وجودي، وتهديدات حماس وحزب الله تكتيكية.
وقال شينكر: "في فترة زمنية معينة خلال إدارة الرئيس الأمريكي أوباما، أثار كل مسؤول إسرائيلي زار واشنطن مخاوف ملحة بشأن برنامج الذخائر الموجهة بدقة التابع لحزب الله، والذي يرمي إلى تطوير ترسانة الحزب الصاروخية التي تضم 150 ألف صاروخ، من أسلحة تقليدية إلى أسلحة دقيقة. وفي الآونة الأخيرة، سقط هذا الموضوع من جدول الأعمال الثنائي، ولم يتخذ الجيش الإسرائيلي أي إجراء واضح لعرقلة تقدم حزب الله".
وتابع: "في غضون ذلك، كثفت هاتان المنظمتان تعاونهما تحت الإشراف الإيراني. ويمكن الآن اعتبار حماس من بين وكلاء إيران من دون شك، حيث تنسق بشكل نشط مع طهران وحزب الله".
وقال إنه "ونظرا للعلاقات الوثيقة بين المنظمتين، فمن الصعب التصور أن حماس لم تحصل على التزام من حزب الله بالتعبئة كما فعلت في عام 2006 بعد أن أسرت حماس الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط".
وشدد على أنه "سيتعين صياغة نهج جديد تجاه إيران، يتعامل مع حماس والجهاد، وحزب الله، على أنهم يتمتعون بشعبية محدودة، ولا يبدون اهتماما كافيا برفاه مواطنيهم، ومن الضروري إعادة النظر في استراتيجية الردع التي تتبناها إسرائيل أو عقيدة الضاحية التي تعتمد على التهديد بقصف لبنان وغزة وإعادتهما إلى العصر الحجري. وكذلك الحال بالنسبة إلى الهدنات التكتيكية، على غرار تلك التي سعت إليها إسرائيل مرارا وتكرارا في السنوات الأخيرة مع "حماس".
ودعا دولة الاحتلال، إلى "اعتماد نهج أكثر استباقية في تعاملاتها مع وكلاء إيران على حدودها يجب أن تستمر الحملة في غزة، بعد مراحلها الأولية، باستخدام ذخائر موجهة بدقة للحد من الإصابات في صفوف المدنيين. وسيتعين على القدس أيضا أن تفكر في تغيير مبادئها التوجيهية الحالية بشأن الاشتباكات العسكرية الحركية في الأراضي اللبنانية" على حد وصفه.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الإيراني غزة حزب الله إيران غزة حزب الله طوفان الاقصي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة وحزب الله
إقرأ أيضاً:
معهد واشنطن: داعش زاد من هجماته ضد الحكومة السورية الجديدة
قال معهد واشنطن، إن تنظيم الدولة، منذ تسلم الحكومة الجديدة للسلطة في سوريا، زاد من وتيرة هجماته، وباتت ملحظومة أكثر، منذ بدء الانسحاب الأمريكي في نيسان/أبريل الماضي.
وأوضح أن المتوسط الشهري للهجمات ارتفع من خمس هجمات إلى 14 هجوما. أما على مستوى المواقع، فقد كانت كل العمليات حتى الأمس تقع في مناطق تسيطر عليها "قوات سوريا الديمقراطية"، المدعومة من الولايات المتحدة.
لكن هجوم الميادين، الذي وقع في منطقة خاضعة للحكومة على الضفة المقابلة لنهر الفرات، مثل تصعيدا خطيرا من الناحيتين الرمزية والعملياتية.
وعلى الرغم من أن وجود تنظيم الدولة، لم يعد بالقوة التي كان عليها سابقا، فإن المؤشرات الميدانية توضح أن التهديد لا يزال قائما.
وأعلن في 15 أيار/مايو مسؤوليته عن تنفيذ 33 هجوما في عام 2025.
وإذا استمرت هذه الوتيرة، فسيبلغ إجمالي الهجمات هذا العام 89 عملية، وهو أدنى رقم منذ دخول التنظيم إلى الساحة السورية عام 2013، لكنه لا يزال رقما مقلقا.
وفي هذه الأثناء، تواصل السلطات الجديدة معركتها ضد تنظيم الدولة، سواء عبر الملاحقة الأمنية أو العمل القضائي. ففي 11 كانون الثاني/يناير، أحبطت الأجهزة الأمنية مخططا لتفجير ضريح السيدة زينب الشيعي في ضواحي دمشق، كما كشفت عن خطة لاغتيال الرئيس الشرع.
وفي 15 شباط/فبراير، أُعلن عن اعتقال القيادي "أبو الحارث العراقي"، المتورط في تلك المؤامرة، والذي كان له دور أيضا في اغتيال "أبو مريم القحطاني"، أحد قادة "هيئة تحرير الشام" سابقا.
كما شهدت محافظتا درعا وحلب عمليات أمنية أسفرت عن تفكيك خلايا للتنظيم واعتقال عدد من عناصره. ففي 17 أيار/مايو، فجر أحد عناصر تنظيم الدولة نفسه خلال مداهمة أمنية في حلب، بينما أسفر هجوم الميادين في اليوم التالي عن مقتل عناصر من قوى الأمن.
من جانبها، نفذت "قوات سوريا الديمقراطية" نحو ثلاثين عملية اعتقال ضد خلايا التنظيم منذ بداية العام، في مؤشر على استمرار التهديد رغم انخفاض عدد العمليات مقارنة بالأعوام السابقة.
وقال معهد واشنطن، إن كل هذه التطورات "تعكس حقيقة مقلقة، وهي تنظيم "داعش"، رغم تراجعه، لا يزال قادرا على زعزعة الاستقرار، مستغلا الفجوات في الهيكلين الأمني والإداري خلال مرحلة الانتقال السياسي، ولهذا، فإن أي سحب كامل للقوات الأمريكية قبل استكمال دمج قوات سوريا الديمقراطية ضمن المؤسسات العسكرية للدولة قد يكون خطوة سابقة لأوانها".
وبحسب المعهد يتمثل "أحد محاور الخطر في محافظة دير الزور، معقل التنظيم التاريخي، حيث لا تزال مناطق السيطرة منقسمة بين الحكومة وقسد".
ويبدو أن الهجوم الأخير جاء نتيجة استغلال هذا الانقسام، ويتطلب الحد من هذا التهديد تسريع تنفيذ اتفاق تسليم السيطرة الكاملة للحكومة المركزية في دمشق، ما من شأنه توحيد الإدارة ومنع التنظيم من استغلال الثغرات الأمنية.
إضافة إلى ذلك، لا يزال نحو تسعة آلاف من مقاتلي تنظيم الدولة محتجزين لدى قسد، إلى جانب آلاف النساء والأطفال من عائلاتهم. وقد حث التنظيم مؤخرا عبر نشرته الرسمية "النبأ" أنصاره على تنفيذ عمليات إطلاق سراح واسعة، داعيا مقاتلي "هيئة تحرير الشام" إلى الانشقاق والانضمام إلى صفوفه.