أبوظبي – الوطن:

أصبحت &e الحياة لاعبًا رقميًّا أساسيًّا في الحياة الرقمية للمستخدمين؛ إذ يتسع نشاطها ليشمل تطوير حلول التكنولوجيا المالية المبتكرة، وخدمات المحتوى الترفيهي الرقمي، والتطبيقات متعددة الأنشطة، وهو ما يجعلها من أهم المحركات الأساسية لـ&e.

وخلال مشاركتها الفعالة والمميزة في معرض جيتكس لعام 2023 تحت مظلة e&، يحدِّثنا خليفة الشامسي، الرئيس التنفيذي لـ “&e الحياة”، عن أحدث التقنيات والابتكارات التكنولوجية التي تَستقبل بها e& زُوَّارَ المعرض التكنولوجي الأكبر والأهم في الشرق الأوسط، ويُلقي الضوء على أحدث تطورات خدمات تطبيق e& money، ودور evision في مواكبة التطورات الرقمية التي يشهدها قطاع المحتوى المرئي والبث المباشر.

 

 

 

كيف تستفيدe& الحياة من المشاركة في جيتكس 2023، وما هي أهم العروض التقنية والحلول الجديدة التي تعرضها؟

لطالما كانت لمشاركة e& الحياة في معرض جيتكس،تحت مظلة e&،أهمية كبيرة بالنسبة لنا، لا سيما أنه الحدث التكنولوجي الأكبر والأهم على مستوى الشرق الأوسط وهو يجسّد المكانة المتفوقة لدولة الإمارات العربية المتحدة التي أصبحت مركزًا عالميًّا رائدًا للابتكار والتكنولوجيا.لذا تحرص “e& الحياة” على المشاركة ضمن جناح e&وتوفير أهم العروض التوضيحية للخدمات والمنتجات التي تقدِّمها لإثراء الحياة الرقمية للأفراد في دولة الإمارات والمنطقة، سواء في التكنولوجيا المالية أو في المحتوى الترفيهي وغيرها من التجارب الجديدة.

وبالنسبة لـ e& الحياة،يمثِّل المعرض أيضًا منصة لبناء شراكات جديدة، مما يساهم في فتح آفاق للتعاون المثمر، ودعم التوسع في أسواق جديدة؛من أجل تحقيق النمو الذي نستهدفه، وبناء المزيد من الوعي بالحلول التي نقدمها، وتسليط الضوء عليها محليًّا وعالميًّا، إلى جانب التفاعل المباشر مع العملاء، والتعرف على أهم احتياجاتهم ومتطلباتهم لتحسين تجربتهم والمساهمة في بناء روابط الثقة معهم.لذا نعتز بالمشاركةُ في الدورة الـ 43 من معرض جيتكس؛ونتطلع إلى التعريف بما نقدِّمه أمام جمهور واسع من زوار المعرض.

وتتضمَّن العروض هذا العام مجموعة من المشروعات والخدمات والمبادرات التي تساهم في تعزيز التجربة الرقمية للأفراد، بما يشمل عرض توضيحي لإتاحة خدمات تطبيقي EL GROCER وبسماتSmiles ضمن تطبيق e& money، بهدف إثراء تجربة العملاء في المشتريات وتجارة التجزئة، والتعاون مع بقية الركائز في e&لتقديم تجربة تسوُّق شاملة ومختلفة، وبما يتيح الفرصة للعملاء للتمتع بأحدث وأسهل الطرق لإجراء معاملاتهم.

ونتيح خلال المعرض التعرّف على أحدث الحلول التقنية الذكية في تجارة التجزئة الذكية، ومنها الحل الذكي لقطاع التجزئة، حيث يتعرف الذكاء الاصطناعي على المنتجات بمختلف أنواعها بمنتهى السهولة، مما يساعد في تجهيز قائمة المشتريات للعملاء، ويوفِّر الوقت والجهد لموظف البيع الموجود في المكان. بينما توفِّر عربة المشتريات الذكية المدعمة بخدمات الذكاء الاصطناعي أيضًا خدمات التعرف على المنتجات والمشتريات والأسعار بسهولة، وكذلك واجهات العرض الذكية والتي تساعد المستهلكين في عمليات الشراء وتحليل بيانات مشترياتهم وتقديم تجارب الشراء من خلال الواقع المعزّز.

وباستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، نقدِّم تجربة فريدة من نوعها تمنح العملاء فرصة تجربة التسوق الإلكتروني كاملة عبر العالم الافتراضي؛ حيث يعيش الزوار تجربة التسوق من أكبر العلامات التجارية في العالم من خلال التنقل باستخدام حركات اليدين عبْر تقنية الواقع المعزز، وذلك بأحدث حلول التجزئة الذكية.

وضمن مجال التسوق أيضًا، نقدم خلال معرض جيتكس هذا العام النظارات الذكية، التي توفِّر معلومات مفصلة حول المنتجات المختارة من قِبَل العملاء، وعربات ذكية لتقديم تجربة التسوق التفاعلية من خلال جمع البيانات من المتسوقين أثناء تجولهم، بينما تساعد المرآة الذكية العملاء في العثور على المقاس المثالي وتعزيز تجربة تسوقهم.

وفي قطاع الخدمات المالية، نتيح للعملاء التعرّف على حلول البنك الرقمي “WIO”، الذي نجح في تغيير شكل الخدمات المصرفية لملاءمة متطلبات العصر الرقمي، عبر تقديم خدمات مصمَّمة خصيصًا لتسهيل حياة الأفراد، وتمكينهم من إتمام مختلف معاملاتهم المالية بسهولة وأمان. ويدعم البنك الرقمي WIO الشركات الصغيرة والمتوسطة في دولة الإمارات عبر تزويدهم بحلول إدارة الأموال بما يسهم في تحقيق النمو لأعمالهم.

 

 

كيف تواءم استراتيجية “&e الحياة” التطور السريع للسلوكيات الرقمية للعملاء؟

تستفيد “&e الحياة” من تواجدها ضمن مجموعة عالمية رائدة بتاريخها العريق وانتشارها الجغرافي الواسع؛ إذ تمتلك شبكات متقدمة عالميًّا، وقاعدةَ عملاء كبيرة تضمُّ ما يقرب من 165 مليون مشترك في 16 دولة، وهذا يُتيح إنشاء خدمات رقمية مبتكرة للعملاء.

وترتكز “&e الحياة” في أعمالها على أُسس متينة للنمو، من خلال التوسع والتنوع والاستفادة من الفرص المتاحة في قطاع التكنولوجيا الرقمية، وتقدِّم مجموعة من الحلول والخدمات الرقمية التي تحسِّن نمط حياة العملاء وتَفُوق تطلعاتهم، لا سيما بالاعتماد على تقنيات التطبيقات متعددة الأنشطة “Super Apps”، التي تُتيح منصة واحدة لمختلف الخدمات في القطاعات المالية والتأمينية والخدمية المختلفة، وتُعَدُّ جزءًا أساسيًّا من استراتيجية الهوية الجديدة للمجموعة.

ومن خلال الاستثمار في منصة كريم، هناك أيضاً العديد من فرص النمو لتعزيز قوتنا في مجال التكنولوجيا المالية، إلى جانب توسيع نطاق خدماتنا والانتشار الإقليمي. وستضع هذه الشراكة معايير جديدة لابتكار الحلول وتحسين تجربة العملاء في جميع أنحاء المنطقة.

نضع في “e& الحياة” العالم الرقمي في متناول يد عملائنا، سواء من خلال المنصات الذكية والتطبيقات الترفيهية، والتكنولوجيا المالية، ونقدِّم خدمات وحلول تساهم في تحسين الحياة اليومية للعملاء، وتمنحهم الترفيه الرقمي.

وتتمثل خطط e& الحياة في تعظيم القيمة المضافة لعملائنا، من خلال خَوْض غِمَار قطاع التكنولوجيا المالية،وتقديم حلول مرنة في التحويلات الدولية والمحلية، وسداد الفواتير،والهدايا والمكافآت، والبطاقات مسبقة الدفع وغيرها من الخدمات المالية.

وفي &e الحياة، نعمل بطموح وجهود كبيرة لريادة المحتوى الإعلامي والترفيهي، ولدينا تطلُّعات قوية لتحقيق الريادة في البث الترفيهي ومحتوى الوسائط المتعددة في منطقة الشرق الأوسط وشمال وغرب أفريقيا وباكستان وأفغانستان، من خلال مجموعة من عروض الفيديو المميزة من المحتوى المحلي الأصلي والرياضات المباشرة والبودكاست والبث المباشر.

لقد استطاعت e& الحياة تحقيق خطوات مهمة في قطاعي المحتوى الترفيهي والتكنولوجيا المالية، ونسير وفْق استراتيجية واضحة ومدروسة في السنوات القادمة؛ حيث يحقق قطاع التكنولوجيا المالية في الشرق الأوسط نموًّا متسارعًا في ظل تغيُّر سلوك الدفع للمستهلكين بشكل كبير، مع زيادة الاعتماد على المدفوعات غير النقدية، هذا بالإضافة إلى مواصلة الريادة كأكبر شركة للمحتوى الترفيهي المجمع في المنطقة، وذلك عبر التميز في تقديم المنصات الذكية.

ونُسخِّر الجهود في العمل على تخصيص الخدمات حسب كل شريحة من المستهلكين، وتعزيز فرص نمو الأعمال الجديدة، وتقديم تجارب رقمية مميزة آمنة وأكثر مرونة لعملائنا، ونتطلع باستمرار إلى التعاون مع أبرز الخبراء الرُّوَّاد في مجالهم، واستكشاف أحدث الطرق لتحقيق النمو المطلوب، سواء بشكل تلقائي أو من خلال التعاون والشراكات وعمليات الاستحواذ الاستراتيجية.

 

كيف يسهم تطبيق e& money في دعم قطاع التكنولوجيا المالية في الدولة؟

تعدe& moneyمنصة تكنولوجيا مالية رائدة تهدف إلى إحداث تغيير إيجابي في تجربة العملاء، وتسعى لأن تصبح من أهم التطبيقات المالية متعددة الأنشطة في الدولة والمنطقة، عبر توفير حلول الدفع الإلكتروني الآمنة والمرنة لجعل المعاملات المالية اليومية للعملاء أكثر سهولة وفي متناول أيديهم، وتوفِّر للأفراد والشركات عددًا من المنتجات والخدمات المالية المبتكرة، مما يدعم الجهود في التحول إلى الاقتصاد غير النقدي.

وتشكِّل e& money منصة شاملة تلبي مجموعة متنوعة من الاحتياجات المالية للعملاء، مما يمنحهم إمكانية الوصول إلى الخدمات المالية، وقد حرصنا على توسيع خدماتنا لتشمل جميع شرائح المستهلكين من ذوي الحسابات المصرفية أو دونها، بحيث يتمُّ الحصول على جميع الخدمات المالية التي يحتاجها العملاء من خلال سوق مالي شامل.

كما حرصنا على توسيع الخدمات التي يقدمها تطبيق e& money لتشمل الخدمات المصرفية المفتوحة وبطاقات الخصم، وقد أدَّى ذلك إلى زيادة قاعدة المشتركين في خدمات التطبيق إلى أكثر من 750,000 مشترك، بينما توسعت خدمات التحويلات الدولية حاليًّا إلى أكثر من 200 دولة.

وساهم ذلك في حصول e& money على عدد من التصنيفات الدولية، منها جائزة أفضل محفظة رقمية في المنطقة، وأفضل ابتكار تقني في الخدمات المالية؛ حيث يُتيح أسرع تجربة رقمية في رحلة تسجيل دخول المستخدم من بين المحافظ الرقمية الأخرى في الدولة، بالإضافة إلى دمجه أكثر من 30 علامة تجارية جديدة في خدمات سداد الدفعات والفواتير، مما أسهم في تكوين محفظة ثرية للخدمات الرقمية ضمن التطبيق.

وأتاحت لنا الشراكة مع ماستركارد تطوير طرق سداد المدفوعات للمستهلكين، وتزويد العملاء ببطاقة حصرية مسبقة الدفع، تمكِّنهم من سداد المدفوعات المالية بسهولة وأمان، سواء في المتاجر أو عبر الإنترنت، وفي أي مكان في العالم، لتصبح جهة الإصدار الأولى التي يدعمها مشغِّل اتصالات في دولة الإمارات.

ومنذ الإعلان عن بطاقة e& money في مارس 2023، تمَّ إصدار أكثر من 250 ألف بطاقة رقمية، وقد وفَّرت البطاقة واحدة من أفضل برامج الولاء للبطاقات في فئتها داخل الدولة بنظام المكافآت المميز بجوائز نقدية نسبتها 1% من قيمة مشترياتهم عند استخدام البطاقة خلال فترة الإطلاق وهي ميزة كانت تقتصر سابقًا على بطاقات الائتمان.

كما تعاونت e& money مع روّاد التكنولوجيا لإتاحة بطاقتها للاستخدام بسهولة على محافظ Samsung وApple ، وGoogleلتمكين العملاء من إجراء الدفعات بأمان ودون تلامس عند التسوق عبر الإنترنت وفي المتاجر حول العالم. وتهدف هذه الشراكات في إنشاء نظام مدفوعات رقمية سلس وآمن، وتوفير أسلوب حياة مريح لسكان دولة الإمارات العربية المتحدة، ودمج حلول المدفوعات عبر الهاتف المتحرك بمرونة تامة.

كما عملنا على توسيع شراكتنا مع MoneyGram لتمكين جميع عملاء المجموعة في كل الأسواق الدولية من إرسال وتحويل الأموال عبر العالم وبشكل مباشر، وجاءت هذه الخطوة ضمن خطة تشمل توفير الخدمة في الأسواق الدولية للمجموعة عبر مختلف قنوات الاستلام، بما فيها حسابات البنوك والتحصيل النقدي، وعبر المحافظ الرقمية في مختلف دول العالم، منها دول في آسيا مثل الهند والصين، ودول في أمريكا اللاتينية.

وأتاحت e& money إمكانية تحويل الأموال بين بعض المحافظ الأخرى في الدول التي تتواجد بها e& مثل محفظة اتصالات كاش في جمهورية مصر، ومحفظة UPaisa في باكستان، ومحفظة mHawala في أفغانستان.

وفي ظل تطور الأداء والخدمات، حرصتe& moneyعلى تعزيز مساهمتها المجتمعية، بتمكين العملاء من إجراء تحويلات مالية دولية مجانًا إلى المغرب وليبيا وأفغانستان وبأفضل أسعار صرف العملات؛ للمساهمة في توفير الدعم في أعقاب الكوارث الطبيعية الأخيرة التي أصابت تلك الدول.

 

 

بصفتكم رُوَّادًا في قطاع التكنولوجيا المالية في المنطقة، كيف ترون مستقبل نمو هذا القطاع في دولة الإمارات؟

أصبحت دولة الإمارات رائدة في المشهد العالمي للتكنولوجيا المالية، ويُظهر سوقها إمكانات نمو وحجم ابتكارات ملحوظة، وبحسب تقرير صادر عن (موردور انتيليجنس)، تُقدّر قيمة سوق التكنولوجيا المالية في الإمارات بنحو  39.3 مليار دولار أمريكي (من حيث قيمة المعاملات) في العام الحالي، ومن المتوقع أن تسجل معدلَ نموٍّ سنويٍّ مركب يزيد عن 15٪ خلال الفترة المقبلة.

وتهدف الاستراتيجية الوطنية للاقتصاد الرقمي لدولة الإمارات إلى مضاعفة نسبة إسهام الاقتصاد الرقمي في الناتج المحلي الإجمالي إلى نحو 20٪ خلال عشرة أعوام، وإلى أن تصبح دولة الإمارات مركز الاقتصاد الرقمي الأكثر ازدهارًا في المنطقة وعلى مستوى العالم. وتشير التقديرات إلى أن قيمة الاقتصاد الرقمي الوطني ستتخطى حاجز الـ 140 مليار دولار بحلول عام 2031، بالمقارنة مع نحو 38 مليار دولار حاليًّا وفقاً لتقرير صادر عن غرفة دبي للاقتصاد الرقمي.

ويتطلع المستهلكون إلى الحصول على البساطة والسرعة والأمان في المعاملات الرقمية، ومن المتوقع أن نشهد طفرة في قطاع المدفوعات الرقمية (غير النقدية) من حيث زيادة اعتماد طرق الدفع الرقمي، أثناء تطور هذا القطاع، وتوفير المزيد من المنتجات المبتكرة للسماح بالقيام بمدفوعات بسيطة وآمنة.

وتواكب e& money هذه التطلعات وتسعى لأن تكون سبّاقة في توفير حلول التكنولوجيا المالية التي تنتقل بالعملاء إلى مرحلة جديدة من الرفاهية والسرعة في إتمام التعاملات المالية.

 

ما هو دور”evision”في مواكبة التطورات التي يشهدها قطاع المحتوى المرئي ؟

نجحت evisionالوحدة المتخصّصة في المحتوى الفني والترفيهي ضمن e&على مر السنين في التأثير بشكل إيجابي في حياة العملاء كأكبر مزوِّد للمحتوى المرئي عبر الإنترنت في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأفغانستان وباكستان، وشهدت خدماتها توسعًا كبيرًا في عدد من الدول. إذ أطلقتْ evision بنجاحٍ منصات البث المباشر عبر الإنترنت مثل منصة SHOQ TV لـ PTCL في باكستان، ومنصة TWIST TV لـ”اتصالات من &e” في مصر، ومنصة Mobily TV لشركة موبايلي السعودية، لتوسع نطاق أعمالها وتوفير تجارب جديدة تدعم العملاء في قطاع الترفيه الرقمي.

ومع توسع محفظة أعمالها لتشمل 22 دولة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأفغانستان وباكستان، حققّت evision نموًّا ملحوظًا في عائداتها السنوية، مع أكثر من 4.5 مليون مشترك في خدماتها عبر eLife، وSTARZPLAY، والمشغلين الإقليميين.

وساهم هذا التوسع في تعزيز التجارب الرقمية للعملاء وتزويدهم بمحتوًى قائمًا على تقنية السحابة وحلول بث المحتوى الرقمي للتلفزيون IPTV، وخدمات البث المباشر عبر الإنترنت OTT في العديد من الدول التي تعمل بها evision.

ومن خلال السعي الدائم وراء فرص التطور والنمو، ومع أكثر من 20 عامًا من التعاون مع استوديوهات هوليوود الكبرى والاستوديوهات المستقلة وموردي المحتوى الإقليميين، تقدِّم evision أكثر من 600 قناة تلفزيونية، وأكثر من 40,000 ساعة من المحتوى التلفزيوني واشتراكات الفيديو حسب الطلب،وبلُغات متعددة.

لقد استند نجاح evision إلى مجموعة من الخطوات الاستراتيجية الناجحة، مثل الاستحواذ على حصة الأغلبية بنسبة 57% في منصةSTARZPLAY ARABIA المنصة الرائدة في خدمات بث الفيديو،والتي أسهمت في نمو عدد المشتركين، كما تتمتع STARZPLAY بالحقوق الحصرية لمبيعات الإعلانات في قطاعات رئيسية، وإدارة كل الخدمات التجارية المتعلقة بها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وخارجها.

بالإضافة إلى ذلك، عززت “evision” المحتوى الترفيهي بشراكات مع العديد من منصات الترفيه العربية، وحصلت على حقوق البطولات الرياضية المتنوعة عبر العالم، مثل حقوق البث الحصرية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لأهم الأفلام والبرامج الوثائقية، وسلسلةُ البرامج الجديدة نوعيةً مختلفة من البرامج الحصرية التي تنقل المشاهدين إلى الجيل الجديد من البرامج والأفلام.

كما أطلقت evision قناة “Golf Life”، التي تبثُّ بشكل حصري ومباشر على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع لجميع عشاق لعبة الجولف في المنطقة، وحصلت على حقوق البث الحصرية في منطقة الشرق الوسط وشمال أفريقيا لجولة الجولف (PGA)، وجولة موانئ دبي العالمية، وكأس “رايدر” للجولف، وبطولة كأس الرؤساء، ودوري الكريكت الهندي الممتاز 2023؛ أكثر بطولات الكريكت شهرة، إلى جانب حقوق البث الحصرية للدوري الإيطالي الممتاز في المنطقة لتزويد الأفراد بأفضل التجارب في مشاهدة المحتوى الرياضي.

ولتعزيز ريادتها في تقديم محتوى ترفيهي مميز لمختلف مشاهديها،أعادت evision إطلاق قناة الأفلام الهندية “eMasala”، وغيَّرت علامتها التجارية إلى”em”؛لترسيخ مكانتها كمنصة مفضلة للترفيه وأفضل برامج وأفلام بوليوود، حيث تُعَدُّ اليوم من بين قنوات بوليوود الأكثر مشاهدة وتلبِّي مختلف الأذواق والاهتمامات.

وكذلك تدير evision قنوات داخلية وحصرية، مثل ejunior، وهي قناة الأطفال الأكثر مشاهدة في الإمارات العربية المتحدة؛ وقنوات CricLife، إلى جانب قنوات HD على مدار 24 ساعة.

 

خطط

وما أهم تطلعاتكم لتطوير خدمات “evision” وe& moneyخلال الفترة القادمة؟

تواصل evision الاستثمار في المحتوى الحصري؛ للحفاظ على مكانتها كمزوّد المحتوى المفضل لعملائها، إلى جانب الاستفادة من الانتشار الكبير لقاعدة عملاءe& في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ونسعى إلى توسيع محفظة قنوات البث المباشر والفيديو عند الطلب ومحتوى هوليوود، لتوفير المزيد من الترفيه لمختلف شرائح المستهلكين.

ومع توظيف خبرتها الواسعة في تنويع المحتوى الترفيهي، والسعي للتوسع في مجالات متعددة تشمل خدمات الفيديو والموسيقى والألعاب الرقمية وغيرها من الحلول الجديدة، ستعزِّز e& الحياة رؤيتَها من خلال تكوين الشراكات مع أبرز القائمين على تلك الصناعة، واستكشاف فرص الاستثمار المتاحة، كما ستُثري أنشطة المجموعة بما يعزِّز العائدات بشكل ملحوظ.

وتتطلع e& money إلى زيادة قاعدة العملاء؛ من خلال تقديم مجموعة من الميزات الجديدة المبتكرة عبر جميع خدماتها لتلبية احتياجات شرائح متنوعة من العملاء، ودعم رؤيتنا في أن نصبح المحفظةَ الرقمية الرائدة في دولة الإمارات العربية المتحدة، والتطبيقَ المالي الأكثر تقدمًا في المنطقة.

وتُعد التطبيقات متعددة الأنشطة (Super Apps) جزءًا مهمًّا من استراتيجية النمو الجديدة لدينا، والتي تُتيح للمستخدمين الوصولَ إلى مجموعة متنوعة من الخدمات من خلال تطبيق واحد دون الحاجة إلى التبديل بين التطبيقات المختلفة، ولديها القدرة على إحداث تغيرات في قطاعات متعددة. لذا نتطلع إلى المزيد من الاستثمارات في هذا الاتجاه. ويتمثل ذلك في استحواذe& مؤخرًا على نسبة 50.03% من تطبيق كريم بقيمة 400 مليون دولار، لتكون بذلك المساهم صاحب حصة الأغلبية في التطبيق، الذي ينطلق بخدماته متعددة الأنشطة من الإمارات إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا،بحزمة من الخدمات تتضمن توصيل الطعام والبقالة، والـ micro-mobility، والدفع الإلكتروني، علاوة على العديد من الخدمات الأخرى؛ مثل تنظيف المنازل وتأجير السيارات وغسيل الملابس، وسيكفل توسيع محفظتنا في الخدمات والعروض الرقمية للمستهلكين، والوصول إلى العديد من القطاعات الرقمية، وإطلاق المزيد من الخدمات الرقمية المبتكرة، والتوسع في مناطق ودول جديدة عبْر عروض وخدمات مالية قوية.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

تقرير رويترز 2025: الجمهور يفضل الفيديو والصحافة البشرية وهكذا يغيّر الذكاء الاصطناعي مستقبل الأخبار

كشف تقرير الأخبار الرقمية لعام 2025 الصادر عن معهد رويترز للصحافة عن استمرار التحولات الكبرى – التي رصدها في تقرير 2024 أيضا- في كيفية استهلاك الجمهور للأخبار حول العالم. فقد تراجع الإقبال على المصادر الإخبارية التقليدية – مثل التلفزيون والصحف والمواقع الإلكترونية – مقابل تنام ملحوظ للاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات الفيديو وتطبيقات التجميع الإخباري.

بدأ مستخدمو منصات الذكاء الاصطناعي (روبوتات الدردشة)، وخصوصا الشباب منهم، يستعينون بها كأدوات إخبارية، وتقول مديرة معهد "رويترز" لدراسة الصحافة ميتالي موخيرجي، في مقدمة تقريرها لعام 2025 بشأن الأخبار الرقمية، "تُستخدم روبوتات المحادثة المدعومة بالذكاء الاصطناعي للمرة الأولى كمصدر للأخبار".

ورغم قتامة التحديات، يشير خبراء معهد رويترز إلى أن التجربة الصحفية الإنسانية لا تزال تمتلك عناصر قوة يمكن الرهان عليها. فالجمهور، برغم كل شيء، لا يقول إنه يريد المزيد من الأخبار الآلية أو الخوارزمية البحتة؛ بل على العكس، يشعر كثيرون بالإرهاق من التخمة المعلوماتية ولا يرغبون في محتوى استغلالي مصمم فقط لجذب النقرات أو مناسب لخوارزميات المنصات. وهذا تذكير بأن الجودة والمصداقية والتحرير البشري تظل قيما مطلوبة. وربما تعول المؤسسات الإعلامية على هذا الجانب المهني فيما تتخذ قراراتها للموازنة بين تبني التقنيات الحديثة والمحافظة على جوهر الرسالة الصحفية.

يُعدّ التقرير الذي يصدر سنويا عن هذا المعهد التابع لجامعة أكسفورد البريطانية، مرجعا لتحليل التحوّلات التي تطال وسائل الإعلام. ويستند إلى استطلاعات رأي إلكترونية تجريها شركة "يوغوف" على 97 ألف شخص في 48 دولة.

يظهر تقرير معهد رويترز للأخبار الرقمية 2025 مشهدا إعلاميا عالميا شديد الديناميكية والتغير. فالعادات الرقمية للجمهور تتبدل باستمرار مدفوعة بالتقنية والمنصات الجديدة، والثقة في الإعلام تمر باختبار عسير، فيما يحاول الصحفيون توظيف الأدوات الحديثة كسلاح ذو حدين. وبين صعود الفيديو والمحتوى الاجتماعي، وتحديات التمويل والذكاء الاصطناعي، يتبلور أمامنا عقد جديد حافل بالفرص والمخاطر للصحافة. والمؤكد أن قدرة المؤسسات الإعلامية على الابتكار والتكيف مع هذه الاتجاهات – مع الحفاظ في الوقت نفسه على جوهر المهنة المتمثل في المصداقية والخدمة العامة – ستكون العامل الحاسم في تحديد مكانتها ومستقبلها في المشهد الرقمي القادم

في الوقت الحالي، يُعدّ إجمالي عدد المشاركين الذين يقولون إنهم يستخدمون الذكاء الاصطناعي أسبوعيا للحصول على الأخبار "منخفضا نسبيا" (7%)، بحسب التقرير. لكن هذه النسبة "أعلى" لدى الشباب، إذ تصل إلى 12% لدى من تقل أعمارهم عن 35 عاما و15% لدى من هم دون الخامسة والعشرين.

إعلان

من بين هذه الأدوات، كان برنامج "تشات جي بي تي" (شركة "اوبن ايه آي" الأميركية) الأكثر استخداما كمصدر للأخبار، متقدّما على "جيميناي" من شركة "غوغل" و"لاما" من "ميتا".

يرى المشاركون في الاستطلاع أن هذه الأدوات مفيدة لتلقّي كل مستخدم الأخبار التي تهمّه وتتناسب مع متطلباته.

ويتضمّن ذلك مثلا تلخيص مقالات لتسهيل قراءتها (27% من المشاركين في الاستطلاع)، وترجمتها (24%)، وتقديم توصيات (21%)، وحتى الإجابة على أسئلة بشأن الأحداث الجارية (18%).

على الرغم من هذا الاستخدام الناشئ، لا يزال المشاركون عموما "متشككين في استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الأخبار، ويفضّلون مواصلة البشر تأدية دورهم". ويخشون أن تكون المعلومات التي ينتجها الذكاء الاصطناعي بشكل رئيسي "أقل شفافية" و"أقل جدارة بالثقة".

لا يزال المشاركون عموما "متشككين في استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الأخبار، ويفضّلون مواصلة البشر تأدية دورهم". ويخشون أن تكون المعلومات التي ينتجها الذكاء الاصطناعي بشكل رئيسي "أقل شفافية" و"أقل جدارة بالثقة"، ويقدّم التقرير في نحو مئتي صفحة الاستنتاج العام نفسه الذي توصّل إليه في السنوات السابقة: تراجع تأثير وسائل الإعلام التقليدية (التلفزيون، الراديو، الصحف المطبوعة، مواقع الإنترنت…) لصالح وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات الفيديو

تستند نماذج الذكاء الاصطناعي على البيانات الموجودة عبر الإنترنت، بينها المحتوى الصحافي، لإنتاج نصوص أو صور بناء على طلب بسيط بلغة شائعة.

لتحقيق عائدات، اختارت بعض وسائل الإعلام إبرام اتفاقيات مع الشركات المتخصصة بالذكاء الاصطناعي. في المقابل، رفعت أخرى دعاوى قضائية بسبب انتهاك هذه البرامج حقوق الطبع والنشر.

على نطاق أوسع من مسألة الذكاء الاصطناعي، يقدّم التقرير في نحو مئتي صفحة الاستنتاج العام نفسه الذي توصّل إليه في السنوات السابقة: تراجع تأثير وسائل الإعلام التقليدية (التلفزيون، الراديو، الصحف المطبوعة، مواقع الإنترنت…) لصالح وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات الفيديو.

بالإضافة إلى تقويض الجدوى الاقتصادية لوسائل الإعلام، يُشير التقرير إلى أن هذا "التحوّل" له عواقب سياسية، إذ سمح "لسياسيين شعبويين" مثل "دونالد ترامب في الولايات المتحدة وخافيير ميلي في الأرجنتين، بتجاوز وسائل الإعلام التقليدية والتوجّه إلى المؤثرين ومُنشئي البودكاست ومُستخدمي يوتيوب المُؤيدين لهم"، مثل الأميركي جو روغان.

وعلى غرار السنوات السابقة، يلفت التقرير إلى تصاعد أهمية الصيغ القائمة على الفيديو، إذ أصبحت المنصات ومواقع التواصل المصدر الرئيسي للأخبار بالنسبة إلى 44% من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاما. ونتيجة لذلك، يجذب "أهم مُستخدمي يوتيوب وانستغرام وتيك توك" قاعدة متابعين أوسع في دول مثل "الهند والبرازيل وإندونيسيا وتايلاند".

في أوروبا، "انخفض عدد منشئي المحتوى الذين نجحوا في اكتساب مكانة، رغم وجود استثناءات"، وفق التقرير الذي يذكر أوغو ديكريبت في فرنسا. ويصل محتواه الذي ينتشر بشكل رئيسي على يوتيوب وتيك توك، إلى 22% من الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 35 عاما.

يؤكد المعدّ الرئيسي للتقرير نيك نيومان أن ازدهار نموذج عرض الأخبار ضمن مقطع فيديو مع تولّي شخصية مشهورة تقديمها، يمثّل "تحدّيا كبيرا" لوسائل الإعلام التقليدية. ويوضح أن مقاطع الفيديو "تقدّم فوائد تجارية محدودة لوسائل الإعلام، إذ ان استهلاك الأخبار يتم بشكل أساسي عبر المنصات بدل مواقعها الإلكترونية" التي تشكل مصدر دخلها.

ازدهار نموذج عرض الأخبار ضمن مقطع فيديو مع تولّي شخصية مشهورة تقديمها، يمثّل "تحدّيا كبيرا" لوسائل الإعلام التقليدية؛ فمقاطع الفيديو "تقدّم فوائد تجارية محدودة لوسائل الإعلام، إذ ان استهلاك الأخبار يتم بشكل أساسي عبر المنصات بدل مواقعها الإلكترونية" التي تشكل مصدر دخلها

منظومة إعلامية بديلة

ارتفعت نسبة من يحصلون على الأخبار عبر الشبكات الاجتماعية في الولايات المتحدة إلى 54%، متجاوزة ولأول مرة نسبة متابعي الأخبار عبر التلفزيون (50%) والمواقع الإخبارية (48%). ويعزى ذلك إلى بروز ما يوصف ب"منظومة إعلامية بديلة" يقودها صناع المحتوى والمدونون ومؤثرو منصات مثل يوتيوب وتيك توك، الأمر الذي بدأ يضعف بريق المؤسسات الإخبارية التقليدية خاصة لدى الجمهور الأصغر سنا. ولم يشهد الإعلام التقليدي في الولايات المتحدة ما سمي سابقا ب"أثر ترامب" الإيجابي على نسب المشاهدة، حيث لم يؤد تغيير الإدارة السياسية هذا الدور هذه المرة، بل اقتصر النمو على المنصات الاجتماعية والفيديو.

إعلان

وفي سياق متصل، بات استهلاك الأخبار عبر الفيديو آخذا في الازدياد عاما بعد عام. تشير بيانات التقرير إلى ارتفاع نسبة من يتابعون مقاطع الفيديو الإخبارية على المنصات الاجتماعية من 52% في عام 2020 إلى 65% في 2025. وإجمالا، أصبح ثلاثة أرباع الجمهور تقريبا (75%) يشاهدون نوعا من المحتوى الإخباري المرئي أسبوعيا على الأقل. وفي بعض الدول مثل تايلاند والهند وكينيا والفلبين، يفوق عدد من يفضلون مشاهدة الأخبار عدد من يفضلون قراءتها، ما يشجع المؤسسات الإعلامية والمبدعين على تبني صيغة الفيديو القصير والتركيز على الأخبار بلمسة شخصية. ولمواكبة هذا التحول، أضافت شركات تقنية مثل غوغل قسما خاصا بمقاطع الفيديو القصيرة في نتائج البحث، كما كثفت العديد من غرف الأخبار إنتاج المحتوى المرئي وعرضه بشكل بارز في مواقعها وتطبيقاتها.

وبالنسبة للمنطقة العربية، يتوفر في التقرير بيانات محدودة لكنها كاشفة للاتجاهات العامة. فالمغرب هو أحد الأسواق المشمولة في الدراسة، ويظهر التحول نفسه نحو الرقمنة: نحو 78% من المستطلعين في المغرب يحصلون على أخبارهم عبر الإنترنت، مع لعب شبكات التواصل وتطبيقات التراسل دورا رئيسيا. تتصدر منصتا يوتيوب وفيسبوك قائمة وسائل التواصل الأكثر استخداما للأخبار هناك (بنسبة وصول أسبوعي تقارب 49% و47% من الجمهور على التوالي)، تليهما إنستغرام (32%) وتيك توك (24%). كما تنتشر مجموعات واتساب الإخبارية (30%) على نطاق واسع كمصدر للأخبار وتبادلها، إلى جانب تنام ملحوظ في استخدام تطبيق تيليغرام. وترافق هذا التحول الرقمي تحديات واضحة، إذ سجلت المغرب أحد أدنى مستويات الثقة في الأخبار عالميا بمعدل لا يتجاوز 28% فقط.

ويعزو التقرير ذلك إلى شعور الكثير من المغاربة بأن الإعلام المحلي يخضع للتأثيرات الحكومية ويفتقر للاستقلالية. وتعاني الساحة الإعلامية هناك من انتشار الأخبار الزائفة؛ فقد أعرب 54% من المشاركين عن قلقهم من صعوبة التمييز بين الأخبار الصحيحة والمعلومات الكاذبة على الإنترنت. ويلفت النظر أن المستطلع آرائهم اعتبروا المؤثرين عبر الإنترنت والشخصيات الاجتماعي المصدر الأكبر لخطر المعلومات المضللة في المغرب بنسبة 52%، متفوقين بفارق كبير على السياسيين (30%) وحتى على وسائل الإعلام نفسها (28%). هذه المعطيات تعكس صورة مصغرة لما يحدث عالميا، حيث يؤكد التقرير أن انتشار الأخبار المضللة بات هاجسا يتشارك فيه أكثر من نصف الجمهور المستطلع حول العالم (58%).

تأثير الذكاء الاصطناعي على إنتاج واستهلاك الأخبار

يحظى الذكاء الاصطناعي هذا العام باهتمام خاص في تقرير معهد رويترز، نظرا لتزايد حضوره في عمليتي إنتاج الأخبار واستهلاكها على حد سواء. فعلى صعيد غرف الأخبار، شرعت العديد من المؤسسات الإعلامية في توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي لأتمتة بعض المهام الصحفية. يستخدم صحفيون تلك الأدوات في مجالات مثل البحث والأرشفة ونسخ المقابلات وصياغة العناوين والتلخيصات، بل وبدأت بعض المواقع في نشر قصص مكتوبة تلقائيا بواسطة الذكاء الاصطناعي.

على سبيل المثال، طورت إحدى أكبر شركات النشر الإقليمية في بريطانيا أداة تدعى «Gutenbot» لإعادة تحرير القصص بشكل آلي ونشرها عبر مواقعها المتعددة ، فيما استخدمت صحيفة ألمانية روبوت تحرير باسم «كلارا» أسهم في كتابة 1500 مقال وأنتج 10% من إجمالي القراءات للموقع. كذلك ظهرت تجارب في آسيا مثل اعتماد قناة إخبارية إندونيسية على مذيعين افتراضيين بتقنية الذكاء الاصطناعي لتقديم المحتوى عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى إطلاق صحف هندية قنوات يوتيوب مؤتمتة بقدر كبير باستخدام مقدمي أخبار من إنشاء الذكاء الاصطناعي.

الجمهور ما زال متحفظا حيال فكرة الأخبار المنتجة آليا دون تدخل بشري كامل. أظهر الاستطلاع أن غالبية الناس غير مرتاحين للاعتماد على المحتوى الإخباري إذا كان من إنتاج الذكاء الاصطناعي بشكل رئيسي، رغم تقبل أعلى (نسبيا) للأخبار التي تنتج بشكل أساسي من قبل صحفيين مدعومين بأدوات الذكاء

إلا أن الجمهور ما زال متحفظا حيال فكرة الأخبار المنتجة آليا دون تدخل بشري كامل. أظهر الاستطلاع أن غالبية الناس غير مرتاحين للاعتماد على المحتوى الإخباري إذا كان من إنتاج الذكاء الاصطناعي بشكل رئيسي، رغم تقبل أعلى (نسبيا) للأخبار التي تنتج بشكل أساسي من قبل صحفيين مدعومين بأدوات الذكاء. وعموما، يبدي الشباب مستوى راحة أعلى قليلا مع أخبار الذكاء الاصطناعي مقارنة بكبار السن، كما أن التشكك في المحتوى المؤتمت يبرز أكثر في أوروبا مما هو عليه في الولايات المتحدة أو آسيا. ففي أوروبا على سبيل المثال تنخفض نسبة من يشعرون بالارتياح لأخبار مكتوبة بمعظمها بواسطة آلة إلى نحو 10-15% فقط في دول كفنلندا والدنمارك ، بينما ترتفع هذه النسبة إلى 37% في إندونيسيا و44% في الهند حيث يتقبل الجمهور التقنيات الجديدة بشكل أسرع.

بدأ عدد محدود من الناس يلجأ فعليا إلى روبوتات المحادثة القائمة على الذكاء الاصطناعي للحصول على الأخبار أو التحقق من المعلومات. ووفقا للتقرير، قال نحو 7% فقط من العينة العالمية إنهم استخدموا أدوات مثل "تشات جي بي تي" للحصول على الأخبار الأسبوع الماضي – ترتفع النسبة إلى 15% بين من هم دون 25 عاما. هذه الأرقام وإن كانت صغيرة إجمالا، إلا أنها تبرز فجوة جيلية وتقنية بين الدول

على مستوى سلوك المستخدمين، بدأ عدد محدود من الناس يلجأ فعليا إلى روبوتات المحادثة القائمة على الذكاء الاصطناعي للحصول على الأخبار أو التحقق من المعلومات. ووفقا للتقرير، قال نحو 7% فقط من العينة العالمية إنهم استخدموا أدوات مثل "تشات جي بي تي" للحصول على الأخبار الأسبوع الماضي – ترتفع النسبة إلى 15% بين من هم دون 25 عاما.

إعلان

هذه الأرقام وإن كانت صغيرة إجمالا، إلا أنها تبرز فجوة جيلية وتقنية بين الدول. ففي الهند مثلا أفاد 18% من المشاركين بأنهم يتصفحون الأخبار أسبوعيا عبر روبوتات دردشة ذكاء اصطناعي (مثل "تشات جي بي تي" وجيميني)، كما عبر 44% عن شعورهم بالراحة في استخدامها. وعلى النقيض، في بريطانيا لم تتجاوز نسبة مستخدمي هذه الأدوات للأخبار 3% فقط، مع مستوى ارتياح متدن بلغ 11%. ويرجع التقرير هذا التباين إلى اختلاف مستويات الاهتمام التقني والتغطية الإعلامية للذكاء الاصطناعي بين البلدان، مما يؤثر على درجة تقبل الجمهور له.

بالرغم من الحذر العام، يظهر الجمهور بعض التفاؤل إزاء الفوائد المحتملة للذكاء الاصطناعي في تحسين تجربة الأخبار إذا استخدم بطريقة صحيحة. فهناك تأييد ملحوظ لفكرة تلخيص الأخبار عبر الذكاء الاصطناعي (27% من المشاركين مرحبون بها)، وكذلك ترجمة الأخبار للغات مختلفة (24%) وتقديم توصيات إخبارية مخصصة (21%) وحتى إمكانية التحاور مع روبوت دردشة للإجابة عن أسئلة حول الأخبار (18%). هذه المؤشرات تدل على أن شريحة من المستخدمين ترى جوانب إيجابية في توظيف التقنية لجعل المحتوى أكثر وصولا وفهما. لكن في المقابل، ما يزال هناك تخوف واسع من تأثير الذكاء الاصطناعي على جودة ومصداقية الأخبار. وتبين نتائج الاستطلاع أن الناس يتوقعون من الأخبار المنتجة بالذكاء الاصطناعي أن تكون أرخص تكلفة  وأسرع في التحديث، إلا أنهم يرجحون أيضا أن تكون أقل شفافية وأقل دقة وأقل جدارة بالثقة بشكل عام. ولا شك أن حوادث معروفة لخطأ المحتوى التوليدي – مثل اختلاق معلومات أو مصادر غير صحيحة – أسهمت في تغذية هذه الشكوك.

ومن اللافت أن "تشات جي بي تي" برز كأكثر منصة ذكاء اصطناعي يستخدمها الناس للحصول على الأخبار حتى الآن، إذ أفاد 4% من المشاركين عالميا أنهم استعملوه للأخبار في الأسبوع السابق للاستطلاع. وتراجع استخدام النماذج المنافسة مثل خدمة غوغل جيميني التجريبية أو أدوات ميتا (المعتمدة على نموذج LLaMA) إلى حوالي 1-2% فقط. هذه الأرقام المحدودة تشير إلى أن تأثير هذه التقنيات ما زال في بداياته لدى الجمهور العادي. ومع ذلك، يتوقع التقرير أن يتسارع دمج الشركات التقنية الكبرى لميزات الأخبار اللحظية في خدمات الذكاء الاصطناعي التابعة لها، مما قد يزيد إقبال المستخدمين على هذه الطرق غير التقليدية للحصول على الأخبار مستقبلا.

انخفاض الثقة وتحديات التمويل

يرسم التقرير صورة شاملة لتحولات المشهد الإخباري، تجمع بين تغير مصادر الأخبار وتراجع الثقة وأزمة نماذج التمويل بالاشتراكات، إلى جانب صعود المحتوى الذي يصنعه المؤثرون. أحد أبرز الاستنتاجات هو تراجع نفوذ الإعلام التقليدي لصالح المنصات الرقمية الجديدة. فخلال العقد الماضي، فقدت التلفزيونات والصحف والمواقع الإخبارية جزءا متزايدا من جمهورها، بينما استمرت شبكات التواصل الاجتماعي ومنصات الفيديو في اكتساب المزيد من المستخدمين للأخبار. واليوم، يتنوع المشهد الرقمي بشكل غير مسبوق: هناك ست منصات رقمية مختلفة على الأقل تصل كل منها إلى أكثر من 10% من الجمهور أسبوعيا كمصدر للأخبار – مقارنة بمنصتين فقط قبل عشر سنوات.

أحد أبرز الاستنتاجات هو تراجع نفوذ الإعلام التقليدي لصالح المنصات الرقمية الجديدة. فخلال العقد الماضي، فقدت التلفزيونات والصحف والمواقع الإخبارية جزءا متزايدا من جمهورها، بينما استمرت شبكات التواصل الاجتماعي ومنصات الفيديو في اكتساب المزيد من المستخدمين للأخبار

فعلى الصعيد العالمي، ما يزيد عن ثلث المشاركين يتصفحون الأخبار عبر فيسبوك (36%) أو يوتيوب (30%) كل أسبوع، ويستخدم حوالي خمسهم إنستغرام (19%) أو واتساب (19%) في متابعة الأخبار أيضا. كما تقدم تيك توك سريعا ليصل استخدامه للأخبار إلى 16% متجاوزا منصة تويتر (التي غيرت علامتها إلى "X") والتي بلغت 12%. ويعد تيك توك الأسرع نموا بين الشبكات، حيث زاد اعتماده كمصدر إخباري بمقدار 4 نقاط مئوية هذا العام ليصل إلى نصف الجمهور تقريبا في بعض الدول الآسيوية (49% في تايلاند و40% في ماليزيا). لكن المفارقة أن هذه المنصة نفسها ينظر إليها – إلى جانب فيسبوك – كأحد أكبر بؤر القلق من انتشار المعلومات الزائفة في تلك الأسواق.

إلى جانب تغير القنوات، يشهد نمط المحتوى الإخباري تحولا نحو الشخصنة وقيادة الأفراد للمشهد. يظهر التقرير أن شخصيات الإنترنت والمؤثرين بات لهم تأثير متزايد خصوصا لدى الأجيال الشابة. في الولايات المتحدة، مر واحد من كل خمس أشخاص (22%) على الأقل على محتوى أو تعليق إخباري من مقدم البودكاست الشهير جو روغن خلال أسبوع واحد فقط عقب الانتخابات الأخيرة – وغالبية هذا الجمهور من فئة الشباب الذكور. وفي فرنسا، تمكن الصحفي الشاب هوغو ترافرس (صاحب قناة HugoDécrypte) من الوصول إلى 22% من الجمهور تحت سن 35 عبر محتوى يقدمه أساسا على يوتيوب وتيك توك. كذلك الحال في عدة دول آسيوية كتايلاند، حيث يشكل المبدعون الشباب على المنصات الاجتماعية مصدرا رئيسيا للأخبار للكثيرين.

الاعتماد المتزايد على المؤثرين كمصادر للأخبار يثير إشكاليات تتعلق بالدقة والموثوقية. فبحسب استطلاع هذا العام، ينظر إلى المؤثرين الإلكترونيين والشخصيات الإعلامية المستقلة على أنهم أخطر المصادر فيما يتعلق بنشر المعلومات المضللة والكاذبة عالميا (بحصة 47% من الآراء، متساوية مع السياسيين)

هذه المنظومة الإعلامية البديلة اكتسبت زخما لأنها نجحت في جذب شرائح من الجمهور طالما واجهت المؤسسات الإخبارية صعوبة في الوصول إليها. ومع ذلك، فإن الاعتماد المتزايد على المؤثرين كمصادر للأخبار يثير إشكاليات تتعلق بالدقة والموثوقية. فبحسب استطلاع هذا العام، ينظر إلى المؤثرين الإلكترونيين والشخصيات الإعلامية المستقلة على أنهم أخطر المصادر فيما يتعلق بنشر المعلومات المضللة والكاذبة عالميا (بحصة 47% من الآراء، متساوية مع السياسيين). وقد أعرب معظم المستطلعين في إفريقيا عن هذا القلق (حيث ارتفعت النسبة إلى 58% في نيجيريا و59% في كينيا)، في حين برزت الولايات المتحدة وإسبانيا ضمن البلدان التي يعتبر فيها الجمهور السياسيين الوطنيين التهديد الأكبر لدقة الأخبار. وحتى في سياقاتنا العربية، رأينا كيف تفوقت مخاوف تأثير المؤثرين على مخاوف الرقابة الرسمية في حالة المغرب المذكورة آنفا. باختصار، يجلب صعود المحتوى الذي ينشئه المستخدمون فرصا للوصول والتنوع، لكنه يصاحبه قلق عالمي بشأن جودة المعلومات في غياب المعايير التحريرية التقليدية.

إعلان

أما فيما يتعلق بثقة الجمهور في الأخبار، فيظهر التقرير استقرارا هشا عند مستويات منخفضة نسبيا. فقد بقي متوسط الثقة في الأخبار حول العالم عند 40% للعام الثالث على التوالي ، بعد أن كان قد ارتفع مؤقتا أثناء جائحة كورونا قبل بضع سنوات. هذا الاستقرار لا يخفي التفاوت الكبير بين الدول؛ فبعض الأسواق الإخبارية في شمال أوروبا ما زالت تتمتع بثقة أعلى نسبيا، بينما تسجل نسب متدنية جدا في دول أخرى كما ذكرنا (مثل 28% فقط في المغرب). ويرجع خبراء المعهد تدني الثقة في عدة حالات إلى شعور الجمهور بانحياز وسائل الإعلام أو خضوعها للتأثير السياسي والاقتصادي.

تستمر ظاهرة تجنب الأخبار لدى نسبة من الجمهور الذي يشعر بالإرهاق من كثرة المحتوى أو الإحباط من سلبيته، ما يفاقم تحدي تفاعل المؤسسات الإعلامية مع القراء والمشاهدين. ومع أن التقرير رصد بعض العلامات الإيجابية – مثل بقاء الثقة العامة مستقرة وعدم تراجعها أكثر، واعتماد الناس على المؤسسات الموثوقة للتحقق – إلا أن استعادة ثقة الجمهور تبقى مهمة صعبة. ويلفت التقرير إلى أن المؤسسات الإخبارية الموثوقة، وبخاصة هيئات الخدمة العامة، لا تزال الوجهة الأكثر ذكرا من قبل الناس عند رغبتهم في التأكد من صحة خبر ما

إلى جانب ذلك، تستمر ظاهرة تجنب الأخبار لدى نسبة من الجمهور الذي يشعر بالإرهاق من كثرة المحتوى أو الإحباط من سلبيته، ما يفاقم تحدي تفاعل المؤسسات الإعلامية مع القراء والمشاهدين. ومع أن التقرير رصد بعض العلامات الإيجابية – مثل بقاء الثقة العامة مستقرة وعدم تراجعها أكثر، واعتماد الناس على المؤسسات الموثوقة للتحقق – إلا أن استعادة ثقة الجمهور تبقى مهمة صعبة. ويلفت التقرير إلى أن المؤسسات الإخبارية الموثوقة، وبخاصة هيئات الخدمة العامة، لا تزال الوجهة الأكثر ذكرا من قبل الناس عند رغبتهم في التأكد من صحة خبر ما. إذ قال غالبية المشاركين إنهم سيلجأون إلى مواقع الأخبار المعروفة ذات المصداقية أو المصادر الرسمية الحكومية للتحقق إذا ساورهم الشك في معلومة على الإنترنت. ويصدق ذلك على كل الفئات العمرية، رغم أن الشباب أكثر ميلا من كبار السن لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي – وحتى أدوات الذكاء الاصطناعي – للتحقق من الأخبار المثيرة للريبة.

وفي مواجهة هذه التحولات، تجد المؤسسات الإعلامية التقليدية نفسها أمام تحديات تمويلية وضغوط اقتصادية متصاعدة. و سعت العديد من المنظمات الإخبارية خلال السنوات الأخيرة إلى تنويع مصادر دخلها لمواجهة تراجع عائدات الإعلانات المطبوعة والاعتماد المتزايد على المنصات الخارجية. أحد أبرز هذه المصادر كان نموذج الاشتراكات الرقمية المدفوعة، لكن التقرير يظهر أن نمو هذا النموذج تباطأ بشكل ملحوظ. فعلى مستوى 20 دولة من الأكثر ثراء، استقرت نسبة من يدفعون مقابل أي محتوى إخباري عبر الإنترنت عند 18% فقط من السكان، وهي النسبة ذاتها في العام السابق. بعبارة أخرى، ما زال حوالي أربعة أخماس الجمهور يكتفون بالمحتوى المجاني ولا يجدون دافعا للاشتراك المدفوع. ورغم نجاح بعض الأسواق ذات التقليد الصحفي العريق في دفع شريحة أكبر للدفع – مثل النرويج (42%) والسويد (31%) والولايات المتحدة (20%) – إلا أن النسب تنخفض إلى خانة الآحاد في دول أخرى (7% في اليونان وصربيا، 6% فقط في كرواتيا). هذا الواقع يسلط الضوء على صعوبة إقناع الجمهور بقيمة الدفع مقابل الأخبار في عصر تتوفر فيه بدائل مجانية لا حصر لها. وقد أدى ذلك ببعض المؤسسات إلى البحث عن نماذج إيرادات بديلة: كإطلاق خدمات بث صوتي وبودكاست، أو تقديم محتوى متميز في مجالات أخرى كالتعليم والترفيه ضمن باقات اشتراك موحدة، أو حتى الدخول في شراكات تجارية بعيدة عن الصحافة. ومع ذلك، يقر التقرير بأن كثيرا من وسائل الإعلام التقليدية ما زالت تكافح لإثبات جدارتها للجمهور الرقمي وإقناعه ليس فقط بمنحها ولاءه وانتباهه، بل وباستعداده للدفع من أجل محتواها.

الفيديو القصير وصناعة المحتوى والتمويل

يطرح معهد رويترز عددا من الاتجاهات المستقبلية التي يرجح أن تشكل ملامح المشهد الإخباري الرقمي خلال السنوات القليلة القادمة. أول هذه الاتجاهات هو:

الصعود المتواصل للفيديو القصير كوسيلة مفضلة لاستهلاك الأخبار، لا سيما بين الأجيال الشابة. فقد رأينا بالفعل كيف نما استخدام المنصات المرئية مثل يوتيوب وتيك توك بسرعة، ويتوقع أن يستمر هذا المنحى مع استثمار الشبكات الاجتماعية أكثر في خصائص الفيديو والبث المباشر. وربما نشهد منافسة محتدمة بين المؤسسات الإعلامية على إنتاج محتوى مرئي جذاب وقصير يناسب الشاشات الصغيرة ويمتاز بسرعة الوصول والإيقاع السريع الذي اعتاده مستخدمو المنصات. ولم يعد مستغربا أن نرى كبرى غرف الأخبار التقليدية تخصص فرقا لإنتاج فيديوهات لوسائل التواصل، أو أن تظهر منصات جديدة تماما ترتكز فقط على الفيديو الإخباري القصير لتلبية هذا الطلب المتزايد.

التوجه الثاني يتمثل في ازدهار المحتوى المنتج من قبل المستخدمين واستمرار بروز المؤثرين كمصدر من مصادر الأخبار والمعلومات. فمع تراجع حواجز النشر وانخفاض ثقة بعض الجمهور بالإعلام المؤسسي، سنجد مزيدا من الأشخاص العاديين وصناع المحتوى المستقلين يقدمون تغطياتهم ورؤاهم للأحداث عبر الإنترنت. هذه الظاهرة سلاح ذو حدين كما أشار التقرير: فمن جهة، توفر صوتا متنوعا ويمكن أن تساهم في دمقرطة الإعلام وكسر احتكار المؤسسات التقليدية للمعلومة – خصوصا في البيئات التي تكبلها الرقابة، حيث يفتح المحتوى الرقمي البديل مجالا للتعبير الحر وإسماع أصوات جديدة. ومن جهة أخرى، يثير هذا المحتوى غير الخاضع لمعايير تحريرية موحدة تحديات فيما يخص جودة المعلومات ودقتها. ويتوقع أن تستمر المنصات الكبرى (فيسبوك، إكس/تويتر، يوتيوب، تيك توك وغيرها) في لعب دور الحكم والمنسق لهذا الفيض من المحتوى، سواء عبر خوارزميات التوصية أو عبر سياسات الإشراف وحذف المنشورات المضللة.

ويبقى السؤال إلى أي مدى ستنجح تلك المنصات في تحقيق توازن بين حرية التعبير من جهة وسلامة المحتوى الإخباري من جهة أخرى، وهي قضية ستستقطب بلا شك اهتمام المشرعين والجمهور على حد سواء في المستقبل.

التوجه الثالث يرتبط بنموذج الأعمال وتمويل الصحافة. يوضح التقرير أن المؤسسات الإعلامية ستواجه استمرار الضغوط المالية مع انحسار عوائد الإعلانات التقليدية وصعوبة توسيع قاعدة المشتركين. هذا يعني أن البحث عن مصادر دخل مستدامة سيزداد إلحاحا. من المرجح أن نشهد تجارب أكثر جرأة في نماذج التمويل، مثل الدفع مقابل محتوى حصري أو حملات تمويل جماعي من القراء، بالإضافة إلى تعزيز استراتيجيات تعدد المنصات حيث تحاول المؤسسات كسب إيرادات من الفيديو والصوت والأحداث المباشرة والخدمات الاستشارية وغيرها. كما قد تتجه بعض وسائل الإعلام للتحالف مع بعضها أو مع شركات تقنية لتشكيل منصات مشتركة تقدم حزم خدمات مغرية للمستخدمين. لكن معهد رويترز ينبه إلى أن أيا من هذه الحلول ليس عصا سحرية بحد ذاته، بل قد تكون جزءا من مزيج أوسع من الخيارات لإعادة بناء الصلة مع الجمهور وإثبات قيمة الصحافة الاحترافية.

برز اتجاه لدى بعض الناشرين للتفكير خارج الصندوق، مثل دمج المحتوى الإخباري مع خدمات ترفيهية أو معرفية ضمن اشتراك واحد، أو إعادة تغليف المحتوى بطرق جديدة تتلاءم مع عادات الاستهلاك الحديثة. كذلك يدرس آخرون إمكانية ترخيص المحتوى لصالح منصات وشركات تقنية كبرى – بما فيها منصات الذكاء الاصطناعي – كسبيل للحصول على عائد مادي مقابل استخدام منتجاتهم الخبرية.

وأخيرا، يبرز في الأفق رهان قانوني وتشريعي حول الذكاء الاصطناعي وحقوق النشر الخاصة بالأخبار. فمع تنامي اعتماد نماذج الذكاء الاصطناعي على محتوى الإنترنت – وبين ذلك المحتوى الإخباري الذي تنتجه المؤسسات الصحفية – ازدادت المخاوف بشأن انتهاك هذه النماذج لحقوق الملكية الفكرية واستغلال عمل الصحفيين دون مقابل. يشير التقرير إلى بوادر تحرك في عدة دول لمعالجة هذه الإشكالية. ففي كوريا الجنوبية مثلا، قامت كبرى شبكات التلفزة برفع دعاوى قضائية ضد عملاق الإنترنت المحلي (شركة Naver) متهمة إياه باستخدام مقالاتها الإخبارية في تدريب أنظمة ذكاء اصطناعي دون إذن، في سابقة هي الأولى من نوعها هناك. وفي أوروبا، جرت مفاوضات بين دور النشر وشركات التكنولوجيا الكبرى (غوغل، ميتا، وأوبنAI) للمطالبة برسوم مقابل استخدام أرشيف الأخبار لتدريب النماذج الذكية.

مسألة حقوق النشر في عصر الذكاء الاصطناعي ستكون من أهم ساحات التفاعل بين الإعلام والتقنية والقانون في المستقبل القريب

وبعد تعثر المفاوضات، تدخلت بعض الجهات الرسمية لفرض إجراءات تصالحية أو تشريعات تلزم عمالقة التقنية بدفع مقابل مادي للمحتوى الإخباري سواء في شكل معاينات الروابط الإخبارية أو خلاصات تنتجها روبوتات الدردشة. وفي الولايات المتحدة أيضا طرح مشروع قانون في مجلس النواب يهدف إلى إلزام شركات الذكاء الاصطناعي بدفع تعويضات لناشري الأخبار إذا استخدمت موادهم في تدريب نماذجها.

هذه التطورات وغيرها تؤكد أن مسألة حقوق النشر في عصر الذكاء الاصطناعي ستكون من أهم ساحات التفاعل بين الإعلام والتقنية والقانون في المستقبل القريب. وسيكون على المؤسسات الإخبارية أن تراقب عن كثب هذه الرهانات القانونية، دفاعا عن ملكيتها للمحتوى من جهة، وانخراطا في رسم ملامح بيئة تنظيمية عادلة تضمن حيوية الصحافة واستمرارها من جهة أخرى.

مقالات مشابهة

  • "ساما": شحن المحافظ الرقمية عبر بطاقات الأفراد الائتمانية مجانًا
  • التكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي يعيدان تشكيل مستقبل التعليم
  • وزير المالية يختتم مشاركته في منتدى صندوق “أوبك” للتنمية والاجتماع الـ 46 لمجلس وزراء الصندوق
  • 30 مليون دولار من البنك الدولي لدعم التعليم والبنية المالية الرقمية في اليمن
  • أمير الجوف يتسلّم تقرير إنجازات جمعية خدمات الحجاج لعام 1445هـ ويطّلع على جائزة “لبيتم للتميز”
  • ثروات غرب أفريقيا في بؤرة صراع عالمي على مستقبل التكنولوجيا
  • استفادة أكثر من مليون و200 ألف حاج من خدمة “اسألني” خلال موسم حج 1446هـ
  • تساهم في ردم الفجوة الرقمية دولياً .. محافظ الاتصالات: السعودية سخرت التقنية لبناء نماذج مبتكرة في التعليم والصحة
  • وزير المالية يؤكد خلال مشاركته في منتدى صندوق “أوبك” للتنمية أهمية تنويع مصادر الطاقة
  • تقرير رويترز 2025: الجمهور يفضل الفيديو والصحافة البشرية وهكذا يغيّر الذكاء الاصطناعي مستقبل الأخبار