الخليج الجديد:
2025-08-02@22:01:47 GMT

لبنان.. ملف الرئاسة طيّ النسيان

تاريخ النشر: 19th, October 2023 GMT

لبنان.. ملف الرئاسة طيّ النسيان

لبنان.. ملف الرئاسة طيّ النسيان

لا مراهنة على قرب ظهور مبادرات خارجية جديدة تُقرب وجهات نظر القوى اللبنانية المختلفة حول ملف الرئاسة.

الواضح أن الفريق الذي رشح سليمان فرنجية لم يتخلّ بعد عن ترشيحه، بينما أبدى الفريق الآخر–باستثناء التيار الوطني الحر– مرونة في هذا الاتجاه.

كان يتوقع أن تفرض الأزمة المتفاقمة، أمنيا وماليا واقتصاديا، نفسها على الاستحقاق الرئاسي، وتساهم في تقريب المسافة بين الفرقاء المتباعدين، لكن ذلك لم يحصل!

الأطراف الفاعلة ليست في عجلة من أمرها لإنهاء الشغور بعضها بتأثيرات خارجية أو لحسابات محلية أو ذاتية لكن كلفة هذه الحسابات باهظة جداً على لبنان، وقد تهدد مستقبله.

* * *

ساهمت التطورات السياسية والأمنية الأخيرة في تجميد المساعي التي كانت تُبذل لإيجاد مخرج للمأزق الذي يتخبط فيه الملف الرئاسي في لبنان. وموقع رئاسة الجمهورية شاغر منذ عام، بينما أغلبية المؤسسات الدستورية معطلة، وهي في حالة تصريف أعمال، أو أنها تدار بالوكالة من قبل أشخاص ليسوا أصيلين في المواقع التي يتولون إدارتها..

لكن الأخطر من كل ذلك؛ هو اقتراب موعد إحالة قائد الجيش العماد جوزيف عون، إلى التقاعد مطلع العام المقبل، بينما مركز رئيس الأركان شاغر منذ نوفمبر الماضي، ورئيس الأركان هو الوحيد الذي يحق له تولي مركز قائد الجيش بالوكالة، وفقاً لقانون الدفاع الوطني.

تجميد الملف الرئاسي جاء بعد أن أخفق المبعوث الفرنسي وزير الخارجية الأسبق، إيف لودريان، في الوصول إلى تسوية بين الأطراف اللبنانية المتقابلة، وهو كان تخلّى عن الاقتراح السابق الذي كان يقضي بانتخاب مرشح قوى الثنائي الشيعي النائب السابق سليمان فرنجية، مقابل الاتفاق على تسمية رئيس حكومة محسوب على قوى المعارضة، وهو السفير السابق والقاضي في المحكمة الدولية، نواف سلام.

لكن الاقتراح الجديد الذي أعلن عنه لودريان في زيارته الأخيرة لبيروت بمنتصف سبتمبر الماضي، والقاضي باعتماد خيار ثالث لشخصية يمكن انتخابها من بين عدة أسماء وسطية مطروحة؛ لم يرَ النور أيضاً.

ويبدو أن الاجتماع الذي عُقد على هامش سنوية الهيئة العامة للأمم المتحدة في نيويورك، بين ممثلين عن اللجنة العربية والدولية التي تتابع الوضع اللبناني؛ لم يخلص إلى توافق على رؤية واحدة، وقيل إن تبايناً حصل بين الموقفين الأمريكي والفرنسي أفضى إلى تكليف قطر بالقيام بمساع توفيقية.

الموفد القطري الذي زار بيروت مطلع أكتوبر، ناقش مع كل الأطراف في لبنان ملف الرئاسة، وكان يسأل في اجتماعاته المتتالية مع الأحزاب اللبنانية عن رأيهم في ترشيح قائد الجيش العماد جوزيف عون للمنصب، لكنه لم يأخذ جواباً قاطعاً من أغلبيتهم.

ومن الواضح أن الفريق الذي رشح سليمان فرنجية لم يتخلّ بعد عن ترشيحه، بينما أبدى الفريق الآخر – باستثناء التيار الوطني الحر – مرونة في هذا الاتجاه.

كان من المتوقع أن تفرض الأزمة اللبنانية المتفاقمة، في المجالات الأمنية والمالية والاقتصادية، نفسها على الاستحقاق الرئاسي، وتساهم في تقريب المسافة بين الفرقاء المتباعدين، لكن الواضح أن ذلك لم يحصل، بل على العكس!

فقد أشارت قيادات مؤثرة إلى أن موضوع انتخاب رئيس جديد للجمهورية تمّ تجميده، والأحداث المتسارعة أبعدته عن أولويات المهتمين، في الداخل وفي الخارج.

ومن الصعوبة بمكان توقّع اختراق داخلي يؤدي لاتفاق على انتخاب رئيس، والأطراف الخارجية التي كانت تقوم بمساعٍ توفيقية؛ انشغلت بملفات مستجدة أكثر خطورة.

لكن الفراغ في موقع رئاسة الجمهورية في لبنان ليس تفصيلاً يمكن تجاوزه، وعلى العكس من ذلك؛ فليس هناك تشكيل حكومة جديدة من دونه، كما لا يمكن إجراء أي تبديل في حقائب الوزراء.

وهناك قوى أساسية، خصوصا من المسيحيين، تعتبر أنه لا يجوز لمجلس النواب أن يقوم بأعمال تشريعية في ظل عدم وجود رئيس للجمهورية، لأن المجلس في هذه الحالة يجب أن ينتخب رئيساً قبل الشروع بأي عمل آخر، وفقاً لما جاء في الدستور، بينما الدستور لا يفرض على النواب إلزامية حضور جلسة انتخاب الرئيس التي تحتاج لوجود ثلثي الأعضاء، ما يسهّل عملية تعطيل النصاب.

وبعض الوزراء المحسوبين على الشركاء المسيحيين يرفضون حضور جلسات حكومة تصريف الأعمال، بالحجة نفسها، ويعتبرون أن القرارات التي تتخذها الحكومة بغياب رئيس الجمهورية لا تتمتع بمشروعية كافية، رغم أن هيئة القضايا في وزارة العدل اعتبرت أنه يجوز لحكومة تصريف الأعمال، بأغلبية ثلثي الوزراء، أن تقوم بمهام رئيس الجمهورية في حالة شغور المركز، كما أكد ذلك الدستور.

لا يمكن المراهنة على قرب ظهور مبادرات خارجية جديدة تُساهم في تقريب وجهات نظر القوى اللبنانية المختلفة حول ملف الرئاسة، ولا يبدو أن الأطراف الفاعلة على عجلة من أمرها للإسراع في إنهاء الشغور؛ بعضها ربما بتأثيرات خارجية، وبعضها ربما لحسابات محلية، أو ذاتية، لكن كلفة هذه الحسابات التي تُطيل من زمن الشغور باهظة جداً على لبنان، وربما تهدد مستقبل الكيان برمته.

*د. ناصر زيدان أستاذ العلوم السياسية والشؤون الدولية بالجامعة اللبنانية.

المصدر | الخليج

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: لبنان الجيش شغور ملف الرئاسة مجلس النواب المؤسسات الدستورية سليمان فرنجية نواف سلام رئيس الجمهورية حكومة تصريف الأعمال ملف الرئاسة التی ت

إقرأ أيضاً:

ترجمة خطبتي الجمعة في الحرمين الشريفين إلى 15 لغة عالمية

تُترجِم رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي -بمشيئة الله- خطبتي الجمعة ليوم غدٍ 7 صفر 1447هـ إلى 15 لغة حيّة، عبر قناة الرئاسة على يوتيوب، وذلك ضمن خطة مرحلية تستهدف الوصول إلى 30 لغة عالمية، بما يُسهم في إيصال مضامين الخطب إلى المسلمين من مختلف الثقافات واللغات.
وتأتي هذه المبادرة في إطار خطة الرئاسة التشغيلية لموسم العمرة، وبتوجيه ومتابعة من معالي الرئيس العام للشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس؛ بهدف نشر الهداية، وترسيخ القيم الوسطية، وتوظيف التقنيات الحديثة في خدمة قاصدي الحرمين الشريفين.

مقالات مشابهة

  • رئيس احد الأحزاب اللبنانية: حزب الله أعاد لبنان فعلياً إلى الوراء مئة سنة!
  • قبلان: لا يملك أحد شرعية نزع القوة الدفاعية التي تحمي لبنان
  • الجماز يشيد ببيئة الهلال بعد انسحاب الخنيني من سباق الرئاسة
  • الاجابة الاميركية على الورقة اللبنانية غير مطمئنة.. الدولة والمدنيون محيّدون
  • جولة غارات إسرائيلية على وقع الحمى السياسية اللبنانية
  • الطاشناق يختار قيادة جديدة ويشدد على الحوار مع مختلف القوى اللبنانية
  • ترجمة خطبتي الجمعة في الحرمين الشريفين إلى 15 لغة عالمية
  • الأمير نواف بن سعد رئيسًا لنادي الهلال
  • عون يناشد الأحزاب اللبنانية التعجيل بتسليم أسلحتها
  • بروتوكول تعاون أكاديمي بين الجامعة اللبنانية وقوى الأمن الداخلي