حال اتساع رقعة الحرب.. هل تصمد "القبة الحديدية" الإسرائيلية؟
تاريخ النشر: 20th, October 2023 GMT
شككت تقارير غربية في قدرة منظومة "القبة الحديدية" الإسرائيلية، التي تُوصف بـ"حصن إسرائيل الدفاعي"، على الصمود حال اتساع صراع غزة، وتحوله إلى نزاع إقليمي حال دخول أطراف أخرى مثل "حزب الله" في دولتي لبنان والعراق، ودول إقليمية أخرى.
وقالت وكالة بلومبيرغ، الخميس، إن منظومة "القبة الحديدية" الإسرائيلية للدفاع الجوي قد لا تتحمل الضربات الصاروخية في حال اتساع رقعة النزاع في الشرق الأوسط.
وما زاد تلك التكهنات، عزم الولايات المتحدة، وفق وكالة "رويترز"، إعادة منظومتي القبة الحديدية إلى إسرائيل "كجزء من صفقة إعادة التأجير التمويلي".
هذا التطور، جاء في ظل احتدام التوتر الإقليمي في خضمّ الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس، ما ينذر بتوسع رقعة النزاع، وفق مراقبين، وفي أعقاب إرسال واشنطن دفعة ذخيرة إلى إسرائيل، بينها صواريخ للقبة الحديدية.
"القبة الحديدية".. كيف لا تُصمد؟
يخشى مسؤولون أميركيون من احتمال إطلاق "حزب الله" صواريخ دقيقة على المدن الإسرائيلية، بينما يجري الجيش الإسرائيلي عمليات عسكرية في غزة، بحسب وكالة بلومبيرغ، التي أضافت أن:
نسبة اعتراض القبة الحديدية للصواريخ انخفضت من 90 إلى نحو 80 في المائة ما يعني سقوط المزيد من الصواريخ على المدن الإسرائيلية إن قامت حماس أو جماعات أخرى بتكثيف الهجمات. تقديرات مسؤولين غربيين، تؤكد أن مثل هذا الأمر محتمل مع وصول مخزونات حماس من الصواريخ بحوالي 100 ألف صاروخ. حماس أطلقت 3 آلاف صاروخ في الـ 20 دقيقة الأولى من هجومها على إسرائيل يوم 7 أكتوبر ما يشكل زيادة ملموسة عن العمليات السابقة. صواريخ حماس متطورة أكثر مما كان يستخدم في المعارك السابقة. المجتمع الإسرائيلي يدرك أن الحرب مع "حزب الله" لن تكون مثل الحرب مع "حماس." إسرائيل ستتحول من اعتراض الصواريخ إلى تدمير منصات إطلاقها. إذا دخل "حزب الله" في النزاع، فإن خطر إرهاق دفاعات القبة الحديدية لا يزال مستمرا. "حزب الله" هو الجهة غير الحكومية الأكثر تسليحا في العالم وترسانته أكبر وأكثر نوعية من ترسانة "حماس". وتدرس واشنطن حاليا زيادة الدعم العسكري لإسرائيل، حيث أكد الرئيس الأميركي جو بايدن ووزير الدفاع لويد أوستن، أن الولايات المتحدة ستقدم لإسرائيل "كل ما تحتاج إليه" بما في ذلك صواريخ لمنظومة القبة الحديدية، وفق وكالة "ريا نوفوستي" الروسية.ما هي مؤشرات اتساع الصراع؟
استمرار المناوشات بين "حزب الله" في لبنان وإسرائيل بعد تبادل قصف المواقع بينهما على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية، واستهداف الجيش الإسرائيلي لعناصر من الحزب بالقرب من حدود لبنان. إطلاق الحوثيين في اليمن، يوم الخميس، 3 صواريخ كروز "أرض-أرض" ومسيّرات عدّة "، يحتمل أنّها كانت موجّهة إلى أهداف في إسرائيل"، لكن أسقطتها المدمّرة الأميركية "يو إس إس كارني" في البحر الأحمر، وفق ما أعلن البنتاغون. إحباط ثلاث هجمات بطائرات مسيّرة على قاعدة "عين الأسد" الجوية في محافظة الأنبار غربي العراق. استهداف قاعدة تستضيف قوات أميركية قرب مطار بغداد الدولي بصواريخ "كاتيوشا". مجموعات مدعومة من إيران فجّرت خط أنابيب للغاز قرب قاعدة أميركية في شمال شرق سوريا الذي يسيطر عليه الأكراد، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.ويشار إلى أن دخول الأسلحة الأكثر تطورا إلى النزاع قد يؤدي إلى استخدام إسرائيل منظومات دفاعية أخرى، مثل "مقلاع داوود" و"باتريوت" لإسقاط الصواريخ ذات المدى الأبعد، والطائرات المسيرة، ما سيزيد النفقات الدفاعية الإسرائيلية التي شهدت توترا بسبب التعبئة السريعة للاحتياطي.
أبرز عيوب وقدرات "القبة الحديدية"
وخلال السنوات الأخيرة تكشفت نقاط ضعف وعيوب القبة الحديدية رغم تكلفتها وتقنيتها العالية، وهو نظام أرضي يعترض ويدمر الصواريخ وقذائف الهاون قصيرة المدى، وبدأ تفعيله منذ عام 2010. يتم تشغيلها عن طريق بطاريات دفاع صاروخي يمكنها الدفاع ضد هجمات الهاون والصواريخ مثل ما يتم إطلاقه من الأراضي الفلسطينية، كما أن هذه البطاريات متحركة يمكن نقلها حال الحاجة إلى ذلك. تتكون من رادار لاكتشاف الصواريخ ونظام قيادة وتحكم يحلل البيانات التي يوفرها الرادار، وصواريخ الدفاع الجوي التي يتم توجيهها بعد ذلك للاعتراض. يكلف كل صاروخ حوالي 40 ألف دولار، لذا فإن اعتراض 5 آلاف صاروخ عمل مكلف للغاية. صاروخها قابل للمناورة بشكل كبير ويبلغ طوله 3 أمتار وقطره حوالي 15 سنتيمترا، بينما وزنه يبلغ 90 كيلوغراما، وفق مجموعة التحليل الأمني "آي.إتش.إس جين". سجلت عيوب أبرزها عدم قدرتها على التعامل مع قذائف الهاون من عيار 120 ملم وما دون ذلك، كما أنها لا تعمل على تدمير الصواريخ التي تقل مسافتها عن 4 كليو متر لقصر مسافة الانطلاق. ويقول الخبير العسكري الروسي أليكسي ليونكوف، لموقع" سكاي نيوز عربية"، إن الفصائل الفلسطينية تعرف جيدا نقاط ضعف القبة الحديدية، كما أن لدى إسرائيل 10 بطاريات صاروخية موزعة على عدة مناطق، وحركة "حماس" وغيرها من الفصائل تعرف هذه الأماكن، ومن ثم يمكنها التغلب على النظام الدفاعي الإسرائيلي. عدد صواريخ حركة حماس تثقل كاهل الدفاع الجوي الإسرائيلي. حماس لديها دراية كاملة بقدرات القبة الحديدية وتحسب عدد الرشقات الصاروخية التي يتم إطلاقها لتشتيت تلك المنظومة. الرشقات الصاروخية تحدث إنهاكا للمنظومة وعدد الصواريخ يكون أكبر من قدرة المنظومة على الاعتراض. خلال الحرب الحالية ظهرت عيوب كبيرة في القبة الحديدية وأعتقد أن إسرائيل تسعى لتحديثها.المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات القبة الحديدية صواريخ حماس حماس حماس القبة الحديدية نظام القبة الحديدية القبة الحديدية صواريخ حماس حماس أخبار فلسطين القبة الحدیدیة حزب الله
إقرأ أيضاً:
مظاهرات متواصلة بمدن أوروبية تنديدا بالحرب الإسرائيلية على غزة
تتواصل في عدة مدن أوروبية المظاهرات المنددة بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وشهدت مدينة مانشستر البريطانية مظاهرة للمطالبة بإنهاء الحرب الإسرائيلية على القطاع الفلسطيني.
وندد المتظاهرون بما اعتبروه تواطؤ الحكومة البريطانية فيما ترتكبه إسرائيل من إبادة جماعية بحق الفلسطينيين.
ودعوا إلى وقف فوري لكل صادرات الأسلحة البريطانية إلى إسرائيل، كما طالبوا بفرض عقوبات على الحكومة الإسرائيلية.
كما انطلقت في العاصمة الفرنسية مسيرة تضامنية مع قطاع غزة للمطالبة بوقف الحرب، والإدخال الفوري للمساعدات للقطاع المحاصر.
وقد دان المتظاهرون ما وصفوها بهمجية الاحتلال، كما نددوا بمواقف الدول الغربية التي قالوا إنها جاءت متأخرة ومحدودة.
ورفعوا شعار "أوقفوا مراكز الاعتقال" في إشارة إلى الجرائم النازية التي ارتكبت بحق اليهود على يد النازيين والتي تتكرر الآن على يد الإسرائيليين ضد الفلسطينيين.
وتأتي هذه المسيرة امتدادا لمئات المسيرات التي عرفتها فرنسا بشكل متواصل منذ بداية الحرب على غزة، مما يجعل منها أطول وأكبر حركة احتجاجية في تاريخ فرنسا الحديث.
وفي اليونان، شارك متظاهرون في مسيرة مؤيدة للفلسطينيين أمام السفارة الإسرائيلية بالعاصمة أثينا.
إعلان ذكرى "مافي مرمرة"كما شهدت العاصمة السويدية مظاهرة حاشدة احتجاجا على الهجمات الإسرائيلية في غزة، تخللتها وقفة لإحياء ذكرى شهداء الهجوم على سفينة "أسطول الحرية" (مافي مرمرة) ضمن أسطول الحرية عام 2010.
وقد تجمع مئات الأشخاص في ساحة أودينبلان بدعوة من منظمات مجتمع مدني، رافعين لافتات مثل "فلسطين حرة، غزة حرة"، و"أوقفوا الإبادة الجماعية"، و"قاطعوا إسرائيل".
وفي 31 مايو/أيار 2010، تعرض ناشطون وصحفيون كانوا على متن السفينة "مافي مرمرة" -التي شقت طريقها من تركيا عبر البحر المتوسط لإيصال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة المحاصر- لقوة مفرطة استخدمتها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضدهم في المياه الدولية.
وقد أسفر الهجوم الإسرائيلي عن مقتل 10 ناشطين وجرح أكثر من 50 آخرين.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أميركي مطلق إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 178 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين.