شارك في القمة أكثر من ثلاثين دولة

اختتمت "قمة القاهرة للسلام" الدولية السبت (21 تشرين الأول/أكتوبر 2023) على وقع مطالبات من المشاركين فيها بـ"وقف فوري" للتصعيد بين إسرائيل وحركة حماس والذي دخل أسبوعه الثالث.

مختارات بيربوك: دخول قافلة مساعدات لغزة "بارقة أمل في هذه الساعات العصيبة" كيف يؤثر إلغاء قمة عَمّان على جهود التهدئة في الشرق الأوسط؟ مصر تدعو لقمة دولية وبلينكن "واثق" من عبور المساعدات إلى غزة

ولم يصدر بيان ختامي عن المشاركين بل نشرت مصر بيانًا قالت فيه إنها سعت، من خلال دعوتها إلى هذه القمة، إلى "بناء توافق دولي (.

..) ينبذ العنف والإرهاب وقتل النفس بغير حق، ويدعو إلى وقف الحرب الدائرة التي راح ضحيتها الآلاف من المدنيين الأبرياء علي الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ويطالب باحترام قواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني."

وأشار البيان الذي أصدرته الرئاسة المصرية إلى أن القاهرة أرادت أيضًا من خلال القمة إلى بناء توافق دولي "يؤكد الأهمية القصوى لحماية المدنيين وعدم تعريضهم للمخاطر والتهديدات؛ ويعطي أولوية خاصة لنفاذ وضمان تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية وإيصالها إلى مستحقيها من أبناء قطاع غزة؛ ويحذر من مخاطر امتداد رقعة الصراع الحالي إلى مناطق أخرى في الإقليم."

وتابع البيان: "كشفت الحرب الجارية عن خلل في قيم المجتمع الدولي في التعامل مع الأزمات، فبينما نرى هرولة وتنافسًا على سرعة إدانة قتل الأبرياء في مكان، نجد ترددًا غير مفهوم في إدانة نفس الفعل في مكان آخر."

وأعادت مصر في البيان التأكيد على تطلعها إلى أن "يطلق المشاركون نداء عالميًا للسلام؛ يتوافقون فيه على أهمية إعادة تقييم نمط التعامل الدولي مع القضية الفلسطينية على مدار العقود الماضية؛ بحيث يتم الخروج  من رحم الأزمة الراهنة بروح وإرادة سياسية جديدة تمهد الطريق لإطلاق عملية سلام حقيقية وجادة؛ تُفضى خلال أمد قريب ومنظور إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية."

و"وافقت البلدان العربية الممثلة في القمة على البيان المصري"، بحسب ما أفاد دبلوماسيون عرب وكالة فرانس برس، فيما "أراد الغرب إدانة واضحة لحماس وتحميلها مسؤولية التصعيد، وإطلاق سراح المختطفين من قبل الحركة"، وفق المصادر نفسها، "الأمر الذي حال دون صدور بيان ختامي."


السيسي يحذر من "تصفية القضية الفلسطينية"
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قال في افتتاح القمة "نحن أمام أزمة غير مسبوقة تتطلب الانتباه الكامل للحيلولة دون اتساع رقعة الصراع بما يهدد استقرار المنطقة .. لذلك وجهت لكم الدعوة اليوم"، وطالب بـ"الوقف الفوري للحرب (..) والتوافق على خارطة طريق تستهدف إنهاء المأساة الإنسانية الحالية".

وكرّر الرئيس المصري خلال الأيام الماضية رفضه تهجير فلسطينيين من القطاع المحاصر إلى سيناء والأراضي المصرية، محذّرًا من "تصفية" القضية الفلسطينية. وجدد تحذيره في قمة السبت وقال "إن تصفية القضية الفلسطينية، دون حل عادل، لن يحدث في كل الأحوال على حساب مصر أبدًا".

إلى ذلك، أكد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي يشارك في القمة على رفض تهجير الفلسطينيين وشدّد "لن نرحل .. لن نرحل وسنبقى صامدين في أرضنا".

كما أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال القمة أنه "حان الوقت لإنهاء هذا الكابوس المروع"، في إشارة إلى التصعيد بين حركة حماس واسرائيل والذي دخل أسبوعه الثالث. وقال إنه لا يمكن حل الصراع إلا بحل الدولتين، واحدة للإسرائيليين والأخرى للفلسطينيين. وحض غوتيريش الطرفين على "وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية"، وطالب بـ"استمرار وعدم تقييد" المساعدات الإنسانية المرسلة إلى سكان قطاع غزة المحاصر.


من جهتها قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك خلال كلمتها أمام القمة، إن القتال ضد حماس، التي "لا تتحدث باسم الفلسطينيين"، يتعين أن يكون بأقصى درجات الحرص على الوضع الإنساني في غزة وإلا سيتعرض لخطر الانقلاب لصالح الحركة. وقالت الوزيرة إن هدف حماس ورعاتها، الذين يتحدثون "فقط عن أنفسهم... بلغة الإرهاب فقط"، هو التسبب في مزيد من التصعيد الإقليمي وهي نتيجة يجب تجنبها.

وتابعت: "الأمهات والآباء الفلسطينيون في غزة الذين يكابدون من أجل توفير مياه الشرب لأطفالهم لا يتحدثون لغة الإرهاب... القتال ضد حماس يجب أن يتم بأكبر قدر ممكن من الحرص على الوضع الإنساني للرجال والنساء والأطفال الأبرياء في غزة."


دخول الدفعة الأولى من المساعدات إلى غزة
وجاءت قمة القاهرة تزامنًا مع دخول الدفعة الأولى من المساعدات الانسانية إلى قطاع غزة، وقد ضمت 20 شاحنة محمّلة على الأرجح بالمستلزمات الطبية والغذاء، عبر معبر رفح الحدودي بشمال سيناء في مصر.

وأكد منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة مارتن غريفيث السبت عبر حسابه على منصة "إكس" أن قافلة المساعدات الأولى التي دخلت إلى غزة "يجب ألا تكون الأخيرة". وقال في بيان نشره: "أثق بأن عملية إيصال (المساعدات) هذه ستكون بداية جهد مستدام لتوفير الإمدادات الأساسية من غذاء وماء ودواء ووقود - إلى سكان غزة، بطريقة آمنة، غير مشروطة وبدون عوائق".

واستعر النزاع بين الجانبين بعد هجوم إرهابي غير مسبوق لحماس على الدولة العبرية انطلاقًا من قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة السبت أن حصيلة القتلى في غزة ارتفعت إلى 4385 شخصًا وأن 70% من الضحايا هم من الأطفال والنساء والمسنين، منذ السابع من  تشرين الأول/أكتوبر.

في الجانب الإسرائيلي، قُتل أكثر من 1400 شخص معظمهم مدنيون في اليوم الأول لهجوم حماس بحسب السلطات الإسرائيلية. يذكر أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.


"الوقف الفوري للحرب"
والخميس دعا السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في ختام قمة عقداها في القاهرة، إلى "الوقف الفوري للحرب على غزة" وأكدا رفضهما لـ"سياسة العقاب الجماعي" للقطاع، وحذّرا من "كارثة" اقليمية في حال اتساع نطاق الحرب.

وفي قمة السبت دعا الملك عبد الله الثاني إلى "الوقف الفوري للحرب على غزة، وحماية المدنيين". وقال مخاطبًا القيادة الإسرائيلية إنه "لا يوجد حل عسكري لمخاوفها الأمنية، وأنها لا تستطيع الاستمرار في تهميش خمسة ملايين فلسطيني".

إلى ذلك طالب وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان المجتمع الدولي بـ"الضغط على إسرائيل لوقف الحصار والعمليات العسكرية"، وقال "نعبر عن خيبة أملنا من عجز مجلس الأمن الدولي عن اتخاذ موقف حيال الأزمة الحالية حتى الآن". وفي السياق نفسه طالب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بـ"التوصل إلى وقف فورى لإطلاق النار ووضع حد للقصف الاسرائيلي ضد أهالي قطاع غزة من المدنيين". وأكد رفض الجامعة لـ"كافة أنواع الاستهداف والعنف ضد المدنيين بدون تمييز .. فكل المدنيين متساوون، والنفس البشرية لها قدسيتها."

وقال غوتيريش السبت إن "حل الدولتين هو الأساس الواقعي الوحيد للسلام والاستقرار (..) حان الوقت للعمل لإنهاء هذا الكابوس المروع والعمل من أجل بناء مستقبل يليق بأحلام أطفال فلسطين وإسرائيل."

كما طالبت رئيس الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني بـ"تجنب تصعيد هذه الأزمة، لتجنب فقدان السيطرة على العواقب"، وأشارت إلى ضرورة "استئناف المبادرة السياسية لحل بنيوي للأزمة على أساس إقامة دولتين."

وفي السياق نفسه، أكدت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي في قمة السبت "حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم والذي يشمل حل إقامة دولتين."
وشارك في القمة، التي دعت إليها مصر، أكثر من ثلاثين دولة بينهم قادة ورؤساء وزارات ووزراء خارجية ومسؤولون من قطر وتركيا واليونان وفلسطين والأردن والإمارات والبحرين والكويت والسعودية والعراق وروسيا وإيطاليا وقبرص وغيرهم.

م.ع.ح/ع.أ ج (د ب أ، أ ف ب، رويترز)

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: قمة القاهرة للسلام النزاع بين إسرائيل وحماس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قصف غزة دخول المساعدات إلى غزة إسرائيل الأراضي الفلسطينية غزة حصار غزة قمة القاهرة للسلام النزاع بين إسرائيل وحماس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قصف غزة دخول المساعدات إلى غزة إسرائيل الأراضي الفلسطينية غزة حصار غزة الوقف الفوری للحرب القضیة الفلسطینیة فی القمة قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

مؤسسة غزة الإنسانية تعلن إعادة فتح مواقع توزيع المساعدات بعد إغلاقها

أعلنت مؤسسة غزة الإنسانية، المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، مساء السبت أنها ستعيد فتح موقعين لتوزيع المساعدات في رفح جنوب قطاع غزة، بعد أن أُغلقا مؤقتًا بسبب ما وصفتها بـ"تهديدات من حركة حماس لموظفيها".

وأوضحت المؤسسة في بيان نشرته على صفحتها الرسمية على "فيسبوك" باللغة العربية أن الموقعين سيُفتحان ظهر الأحد، محذرة السكان من التوجه إلى مواقع التوزيع قبل موعد الافتتاح الرسمي، مشيرة إلى أن من يخالف التعليمات قد لا يحصل على المساعدات.

سرايا القدس والقسام تعلنان عن عمليتين نوعيتين في غزة.. والاحتلال يقر بمصرع 4 جنودواشنطن تجدد دعمها لإسرائيل وتشترط إطلاق الرهائن قبل أي هدنة في غزةمؤسسة غزة الإنسانية: تهديدات من حماس تجبرنا على تعليق المساعدات في القطاعجيش الاحتلال الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء جديدة في مدينة غزةالعدوان الإسرائيلي يواصل جرائمه.. استشهاد 95 فلسطينيا في غزة خلال 48 ساعةمجـ.زرة جديدة في غزة.. استشهاد وإصابة 65 فلسطينيا بحي الصبرةمفوض عام الأونروا: منع إسرائيل دخول الصحفيين الدوليين إلى قطاع غزة "حظر على نقل الحقيقة"الأونروا تنتقد منع الاحتلال للصحفيين الدوليين من دخول غزةمكتب نتنياهو يزعم استعادة جثمان أسير تايلاندي من غزةاستشهاد 115 وإصابة 580 فلسطينيا خلال محاولتهم الحصول على الغذاء في غزة

كما أكدت المؤسسة على ضرورة توجه النساء بأنفسهن إلى الموظفين للحصول على المساعدات، في محاولة لتنظيم عملية التوزيع بعد الازدحام الشديد الذي شهدته المواقع منذ بدء عمليات التوزيع في 26 مايو الماضي، وهو ما يعكس حجم الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع، حيث يضطر كثير من السكان للسير لمسافات طويلة وحمل صناديق ثقيلة من الطعام.

انتقادات أممية 

في السياق نفسه، انتقدت الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة أخرى آلية التوزيع الحالية، مؤكدين أن المدنيين المحتاجين لا ينبغي أن يُجبروا على المرور عبر نقاط تسيطر عليها قوات الجيش الإسرائيلي للحصول على المواد الغذائية.

سرايا القدس والقسام تعلنان عن عمليتين نوعيتين في غزة.. والاحتلال يقر بمصرع 4 جنودواشنطن تجدد دعمها لإسرائيل وتشترط إطلاق الرهائن قبل أي هدنة في غزةمؤسسة غزة الإنسانية: تهديدات من حماس تجبرنا على تعليق المساعدات في القطاعجيش الاحتلال الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء جديدة في مدينة غزةالعدوان الإسرائيلي يواصل جرائمه.. استشهاد 95 فلسطينيا في غزة خلال 48 ساعةمجـ.زرة جديدة في غزة.. استشهاد وإصابة 65 فلسطينيا بحي الصبرةمفوض عام الأونروا: منع إسرائيل دخول الصحفيين الدوليين إلى قطاع غزة "حظر على نقل الحقيقة"الأونروا تنتقد منع الاحتلال للصحفيين الدوليين من دخول غزةمكتب نتنياهو يزعم استعادة جثمان أسير تايلاندي من غزةاستشهاد 115 وإصابة 580 فلسطينيا خلال محاولتهم الحصول على الغذاء في غزة

من جانبها، ردّت مؤسسة غزة الإنسانية بنقد حاد للأمم المتحدة بسبب رفضها التعاون مع المبادرة التي تعتمدها المؤسسة والتي تسمح بها إسرائيل لتوزيع المساعدات على نطاق أوسع، معتبرة أنها "المبادرة الوحيدة الفعالة" في الوقت الراهن.

حركة حماس تنفي علمها بالتهديدات 

في الوقت ذاته، اتهمت المؤسسة حركة حماس بأنها تمارس ضغوطًا وتهديدات على موظفيها، موجهة اللوم إليها في عدم تمكن مئات الآلاف من السكان في غزة من الحصول على الغذاء خلال الأيام الماضية.

لكن مسؤولًا في حركة حماس نفى لـ"رويترز" أي معرفة لديه بـ"التهديدات المزعومة"، مؤكداً عدم وجود أي موقف رسمي من الحركة بشأن هذا الموضوع، مما يفتح الباب أمام استمرار التوترات حول آليات توزيع المساعدات في القطاع الحساس.

طباعة شارك حماس غزة قطاع غزة حركة حماس إسرائيل الاحتلال

مقالات مشابهة

  • الخارجية الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي بتحرك عاجل لوقف تغول الاحتلال الإسرائيلي
  • إعلام العدو يكشف تسليح “إسرائيل” ميليشيا لتجنيد فلسطينيين في رفح
  • استشهاد أكثر من 58 فلسطينيا في غزة.. وحماس تدعو لوقف الإبادة
  • 10 شهداء في قصف مراكز المساعدات بغزة.. وحماس تدعو لوقف الإبادة
  • أول تعليق لحماس بعد اعتراض إسرائيل سفينة المساعدات مادلين
  • حماس تدعو الأمم المتحدة للتحرك العاجل وكسر الحصار عن الشعب الفلسطيني
  • إسرائيل تأمر جيشها بمنع مادلين من بلوغ غزة.. وتواصل إعدام الجوعى عن نقاط توزيع المساعدات
  • القسام تعلن مقتل جنديين إسرائيليين وحماس تتحدث عن حرب استنزاف
  • بين نار غارات غزة والصوت السعودي.. 68 قتيلاً ودعوات دولية لوقف المعاناة
  • مؤسسة غزة الإنسانية تعلن إعادة فتح مواقع توزيع المساعدات بعد إغلاقها