جريدة الرؤية العمانية:
2025-12-14@16:12:38 GMT

مرحلة ذات أهمية

تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT

مرحلة ذات أهمية

 

خليفة بن عبيد المشايخي

[email protected]

أُسدل الستار يوم الأحد الماضي على انتخابات مجلس الشورى للفترة العاشرة وهو العرس الوطني الذي احتفى به الوطن من أقصاه إلى أقصاه، فلم يكن هناك عزوف شعبي عن الانتخابات من قبل مختلف شرائح المجتمع، ولا عدم رغبة منهم في المشاركة البرلمانية التي تعول عليها البلد كثيرًا من أجل بناء المُستقبل.

انبرى الناخبون منذ صبيحة الأحد في اختيار مرشحيهم لعضوية المجلس المقبلة، التي ستستمر لأربع سنوات، وبالتالي حظي عدد من المترشحين بأصوات الناخبين المحبين لهم عن جدارة واستحقاق ورغبة في أن يكونوا ممثليهم في هذا الاستحقاق، لما تمتعوا به قبلا من حب الناس لهم، ومعرفة بهم وبأخلاقهم وتواضعهم وتعاونهم وحبهم للجميع. ففي بعض الولايات والمحافظات بعض المترشحين تم تزكيته بآلية مجتمعية معينة اعتمدت أيضا التصويت والاختيار المشرف، ولولا تمتع المرشح بعدد من المزايا والصفات الطيبة، لما تم اختياره أصلا والتصويت له، ليكون ممثلهم في مجلس الشورى للفترة المقبلة.

لقد شهدت فترة الترشح لعضوية مجلس الشورى هذه السنة- والتي انتهت باستحواذ تام للرجال على مقاعد المجلس، دون وجود أي عنصر نسائي- ظهور أسماء جديدة من الشباب المرشحين، وشخصيات كانت في مناصب مرموقة، إلا أنه لم يحالفها الحظ رغم البرنامج الانتخابي الذي قدمته وأعدته واشتغلت عليه، وأعتقد أن الناخب ليس محتاجا شهادات علمية عُليا ومناصب تقلدها عندما كان موظفاً في الحكومة أو في مؤسسات القطاع الخاص، ووعودا وأن هذا ابن فلان وابن علان، وهذا كان كذا وحقق وفعل كذا إلى آخر هذا الكلام. الناخب يحتاج أولا إلى إنسان متواضع محبوب، له بصمة طيبة في المجتمع وكان متواجدا فيه، قبل أن يفكر في الترشح؛ فالإنسان الطيب والمتواضع محبوب، والإنسان البشوش والخدوم والمحب لكل الناس محبوب، والإنسان الخير الكريم الشهم النشمي الذي ليس متحيزا إلى عرق أو إلى نسب أو لون معين أيضا محبوب، ولهذا شاهدنا مشاركة جميع المكونات الشعبية التي اختارت الشخصية الطيبة والمتواضعة والمناسبة لتكون في المكان المناسب.

إن الفرصة كانت متاحة أمام الجميع للترشح، إلا أن بعضا منهم لم يحالفه الحظ، وبمجرد انتهاء الترشيحات ظهروا معربين عن استيائهم، وفي اعتقادهم أن الشهادات العلمية والوجاهة ووجود أرصدة بنكية معهم دون التمتع بأخلاق وفضيلة وحب الناس لهم قبلا وبصفات حسنة وتواضع جم، كفيل بالدفع بهم إلى مجلس الشورى، وتواجدهم في هذه البرلمانات السياسية والمجتمعية.

تعامل الإنسان مع غيره بطيب واحترام هو رصيده ورأس ماله، فهناك شخصيات عرفها المجتمع وأحبها قبل أن تفكر في الترشح لعضوية المجلس، فحينما جاءت الترشيحات، اقترحوا عليهم بالترشح، وعند نزولهم إلى رغبة محبيهم وقرارهم الترشح، كان المجتمع بانتظارهم، ففرح بهم وناصرهم وساندهم فانتخبوهم.

المرحلة المقبلة مهمة جدا ستحمل الكثير من المسؤوليات والملفات والأعمال المهمة، وستشهد تجددًا وحداثة في عمل الحكومة، والتواجد تحت قبة مجلس الشورى، ليس لنيل الشهرة والوجاهة السياسية والمجتمعية والمنصب، أو من أجل تحقيق رغبات مُعينة، بل هي مسؤوليات ومهام وواجبات تضع الدولة والمجتمع أمام رهان وإرادة الإصلاح والعمل البرلماني المخلص الصادق والجاد.

دور الشباب في الفترة العاشرة ظهر جلياً من خلال الأعداد المهولة في المشاركة البرلمانية التي توجت باختيار الأنسب من وجهة نظرهم؛ فالمرحلة المقبلة هي مرحلة مفصلية وخارطة طريق محددة، يراد منها تحقيق إنجازات نوعية شاملة في شتى القطاعات الحيوية التي من شأنها تعزيز ازدهار البلد بشكل مستدام، وضمان بناء مستقبل راسخ لأجيالها بعيدًا عن الاعتماد على الموارد النفطية؛ فالمرحلة المُقبلة ستزخر بتحقيق العديد من الإنجازات التي يجب العمل عليها ومن ثم تفعيلها والمحافظة عليها، ويشمل بعضاً منها استكمال عدد من مشاريع الطرق المتوقفة ومشاريع الطاقة المتجددة والاهتمام في تطوير المناطق السياحية وغيرها الكثير من الجوانب المهمة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

“قداسة البابا “: من الأسرة يخرج القديسون وهي التي تحفظ المجتمع بترسيخ القيم الإنسانية لدى أعضائها

 

 

شهد قداسة البابا تواضروس الثاني مساء امس، احتفالية اليوم السنوي للصحافة والإعلام القبطي، والتي أقيمت فعالياتها في المقر البابوي بالقاهرة، بحضور أصحاب النيافة الأنبا تادرس مطران بورسعيد، والأنبا مرقس مطران شبرا الخيمة، والأنبا بطرس الأسقف العام، والأنبا إرميا الأسقف العام، والأنبا ماركوس أسقف دمياط وكفر الشيخ والبراري، وعدد من الآباء الكهنة وممثلي الصحافة والإعلام القبطي.

حملت احتفالية يوم الصحافة والإعلام القبطي التي تقام للسنة الثالثة على التوالي،عنوان "الصحافة والإعلام القبطي والبيت المسيحي"، وتضمنت كلمات لصاحبي النيافة الأنبا مرقس والأنبا ماركوس، وندوة أدارها الدكتور رامي عطا مع أ.د سامية قدري أستاذ علم الاجتماع والدكتور سامح فوزي كبير الباحثين في مكتبة الإسكندرية، والدكتور رامي سعيد المتخصص في مجال الذكاء الاصطناعي.

وتم تكريم قنوات أغابي وC. T.V وMe sat وكوجي والمنظومة الإعلامية الرسمية للكنيسة (المركز الإعلامي - الموقع الإلكتروني - قناة C.O.C) ومجلة دنيا الطفل. كما تم تكريم أسماء عدد من الكتاب والمفكرين الراحلين.

وفي كلمته تناول قداسة البابا ثلاث مقولات تخص الأسرة، وهي:
١- "الأسرة أيقونة الكنيسة": وتعني أن الأسرة هي مصدر جمال الكنيسة، فمن الأسرة يخرج القديسون، وهي التي تحفظ المجتمع بترسيخ القيم الإنسانية لدى أعضائها، ولفت إلى أن العروسين تصلى لهما الكنيسة صلوات سر الزيجة المقدس أمام الهيكل في نفس المكان الذي تتم فيه سيامة الأسقف والكاهن والشماس.
وذَكَّرَ بأن كلمة Family يمكن اعتبارها اختصارًا للعبارة (father and mother I love you).

٢- "منذ أن ظهر الموبايل انتهى عصر الإنسانية": أصبحت الأجهزة هي المتحكم في الإنسان، لذا فلا بد أن نجاهد روحيًا لتقوية أرادة الإنسان، بما يحفظ له قيمته. وحذر من أن الموبايل يسرق الوقت، وبالتالي فإنه يسرق العمر.

٣- "عصر التفاهة": ومن سماته أن الناس يختارون الأسهل والأسوأ، ويصفقون للشخصيات الفارغة ويرفعونها، حتى صار هؤلاء من المشاهير ويحصلون مكاسب خيالية، بينما صارت الشخصيات الجادة على الهامش. والأسرة دور حاسم في هذا فإما تخرج شخصًا تافهًا أو جادًا.

وطالب قداسته الصحافة والقنوات بالاهتمام بإعداد برامج توعوية في سياق تكوين الأسرة بدءًا من سن الطفولة.

مقالات مشابهة

  • مجلس الشورى يستعرض عدداً من الردود الوزارية وأدوات المتابعة
  • تمديد آجال الترشح لانتخابات تجديد مجلس إدارة ديوان حقوق المؤلف
  • عبر الخريطة التفاعلية.. ما أهمية المنطقة التي وقع فيها كمين تدمر؟
  • سعادته ومعاليه.. علاقة تكاملية أم خلافية؟
  • “الوطني الاتحادي” يستقبل وفد الأمانة العامة لمجلس الشورى العُماني
  • رئيس مجلس الشورى يعزي في وفاة عبد الفتاح الماوري
  • هل وصل المجلس الرئاسي اليمني إلى مرحلة التفكك؟
  • «الوطني الاتحادي» يستقبل وفد «الشورى العُماني»
  • الوفد السعودي ومحافظ حضرموت يلتقيان قيادات الكتلة البرلمانية واعضاء مجلس الشورى ومرجعيات القبائل
  • “قداسة البابا “: من الأسرة يخرج القديسون وهي التي تحفظ المجتمع بترسيخ القيم الإنسانية لدى أعضائها