بوابة الوفد:
2025-05-12@13:39:21 GMT

الفقـه والفهـم

تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT

يقال: فقَه الرجل بفتح القاف إذا فهم، وفقِه بكسر القاف إذا سبق غيره فى الفهم، وفقُه بالضم إذا صار الفقه له لازمة وملكة وسجية.

ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): «مَنْ يُرِدِ الله بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِى الدِّينِ وَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ وَيُعْطِى الله، وَلَنْ يَزَالَ أَمْرُ هَذِهِ الأُمَّةِ مُسْتَقِيمًا حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ، أَوْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ الله» (صحيح البخاري)، أى ويعطى الله (عز وجل) العلم والفقه والفهم، وقد قالوا: من عمل بما علم ورثه الله (عز وجل) علم مالم يكن يعلم، حيث يقول الحق سبحانه فى شأن الخضر (عليه السلام): «وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا» (الكهف:65)، ويقول سبحانه: «وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِى الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ * فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آَتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ» (الأنبياء: 79 - 80)، فعبر الحق سبحانه وتعالى بلفظ «ففهمناها» ولم يقل علمناها، لأن العلم شىء والفهم شىء آخر.

ويقول سبحانه وتعالى: «كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِى دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ الله نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِى عِلْمٍ عَلِيمٌ» (يوسف: 76)، وقال تعالى على لسان يوسف (عليه السلام): «لَا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِى رَبِّى إِنِّى تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ بِالله وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ» (يوسف:37)، وقال رجل للقاضى شريح: علمنى القضاء، فقال له شريح: القضاء فقه، القضاء لا يُعَّلم.

ولا يظن من حفظ بعض المسائل من بعض الكتب أنه قد صار حجة، أو فقيهًا، أو مرجعًا يرجع إليه وينزل على قوله أو رأيه، فالأمر أبعد وأعمق، إذ لو كان الأمر واقفًا عند حدود معرفة بعض الأحكام الجزئية بمعزل عن أصولها وسياقها وزمانها ومكانها وقواعدها الكلية والأصولية لكان الخطب هينًا والأمر جد يسير، غير أن الأمر أبعد من ذلك وأدق، فعندما دخل الإمام على بن أبى طالب (رضى الله عنه) المسجد ووجد رجلاً يتصدر مجلس العلم سأله عن الناسخ والمنسوخ فلم يدر جوابًا، فقال عليّ (رضى الله عنه): هذا ليس بعالم، هذا رجل يقول: أنا فلان بن فلان فاعرفوني.

فإلى جانب معرفـة القـواعد الأصوليـة، وقـواعـد الفقـه الكليـة، وعلم الحديث رواية ودراية، وعلوم القرآن وما يتفرع عنها ويدور حولها من دراسات قرآنية وأسرار بيانية وبلاغية، هناك فقه الواقع، وفقه الأولويات، وفقه المقاصد، وفقه النوازل، وفقه المتاح، وفقه الموازنات، مما لا غنى عنه للمفتى فضلا عن المجتهد.

 

وزير الأوقاف

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أ د محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ى الله

إقرأ أيضاً:

الذكـاء الاصطناعـي «الخـارق» لـم يولـد بعـد!

قد يعتقد البعض بأن ما تم الكشف عنه من أسرار تخص الذكاء الاصطناعي هو «قمة» هذا العلم القديم الجديد، لكن الأبحاث العلمية لا تزال مستمرة، والذكاء الاصطناعي «الخارق» لم يأتِ بعد إلى العالم!

لو رجعنا إلى بدايات الاختراعات القديمة، لوجدنا أن التطور عادة ما يلامس الأشياء على مراحل مختلفة، وليس دفعة واحدة، ولنذهب مثلًا إلى اختراع «الهاتف النقال»، لوجدنا أن مراحل تطوره تدرجت من درجة إلى درجة إلى أن وصل إلينا بشكل يفوق الخيال.

هذا التوقع لتطور الأشياء من حولنا جاء ليسابق الزمن، والحديث عن الذكاء الاصطناعي قد يطول كثيرًا حتى يصل إلى مرحلة لم نكن نحن -الأشخاص العاديين- نفكر في ما وصل إليه هذا العلم.

حتى وقت قصير، لم يكن لدينا تخيل شكلي أو لفظي يمكننا أن يزيح عنا لحظة الانبهار والمفاجأة، ولكن هل لا يزال العلماء في العالم يخبئون أشياء لم تُعرض على الملأ حتى الآن؟

لقد ذكرت مواقع إلكترونية عديدة، وقنوات إخبارية عالمية وإقليمية أشياء يمكن أن تقرب لنا الصورة أكثر مما نحن نعرفها، فمثلًا «سكاي نيوز عربية» أكدت في تقرير نشرته بأن «الذكاء الاصطناعي الخارق» لن يكون مجرد إنجاز تقني، بل محركًا اقتصاديًا مهمًا يولد تريليونات الدولارات، وسلاحًا استراتيجيًا يرجح كفة الدول التي تسيطر عليه، حيث تدرك الحكومات والشركات الكبرى هذه الحقيقة، ولذلك نراها تنفق مبالغ طائلة للوصول إلى هذا النوع من الذكاء الاصطناعي أولًا.

والسؤال المهم: هل سيشكل الذكاء الاصطناعي تهديدًا للبشرية؟

يرى العلماء والخبراء أن هذا الأمر يعتمد بالدرجة الأولى على كيفية استخدام المتحكمين بالذكاء الاصطناعي لهذه التقنية، مؤكدين بأن الخطر يكمن في وقوعه في أيدٍ غير أمينة وتستغل هذه التقنية في الكشف عن المعلومات المهمة والشخصية، ونشر الكثير من المعلومات المضللة، وترسيخ التفاوتات الاجتماعية، وغيرها من الاستخدامات الضارة التي يمكن أن تشكل خطرًا داهمًا على حياة الناس!.

في الوقت الراهن، دخل الذكاء الاصطناعي في الكثير من مجريات الحياة العملية، وأصبح شيئًا ملفتًا ومقلقًا للغاية في بعض الأحيان، ومثلما سمعنا منذ فترة بأن آلة الحرب تُدار بواسطة تقنية الذكاء الاصطناعي في توجيه الصواريخ إلى الأهداف المراد تدميرها، ناهيك عن مجالات أخرى بعيدة عن التسليح العسكري.

بعض الهجمات الإلكترونية كان للذكاء الاصطناعي يد في إحداث أضرار جسيمة في اختراقها، فإذا كنا نعيش مرحلة الانبهار العلمي والتقني الذي وصلنا من إفرازات هذا العلم «القديم الجديد» ـ بمعنى أن الوثائق التاريخية والأحداث القديمة تؤكد بأن «الذكاء الاصطناعي» ظهر واستخدم قديمًا في بعض الأفلام والإنتاج السينمائي، ولكنه لم يكن بصورته الحالية، أو لنقل لم يكن بهذه الحدة في إحداث تغيير جذري للأشياء التي أصبحنا نراها على أنها حقيقية وهي في الغالب لا تمتّ إلى الواقع بصلة!

وبحسب تقرير صحفي نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية فإنه «من السابق لأوانه الجزم بما إذا كان «الذكاء الاصطناعي الخارق» سيشكل نعمة أم نقمة للبشرية، إلا أن احتمال ظهوره على المدى القصير، يطرح تساؤلات جوهرية على عدة أصعدة، فالحقيقة الصادمة هي أن معظم الأفراد والمؤسسات في العالم لا يزالون غير مستعدين للتعامل مع أنظمة الذكاء الاصطناعي الحالية».

قد يكون هذا الأمر اقتباسًا لمعلومات منشورة، ولكنها عناصر مهمة لتوضيح الصورة أمام القارئ حتى يكون أكثر وعيًا واستعدادًا للمراحل القادمة في غضون سنوات قليلة مقبلة.

حتى هذه اللحظة، ثمة توجس دولي من الآثار التي سوف يتركها هذا العلم في تشويه الحقائق، وأصبح من الضروري جدًا سنّ قوانين جديدة تكافح ما هو مصطنع على أنه حقيقة واقعية، فمثلًا بعض الجرائم كالتزوير وغيرها تتم عبر التطبيقات التي تم تزويدها بتقنية الذكاء الاصطناعي.

أيضًا عودة الأشخاص إلى الحياة، ظهور متهمين جدد في قفص الاتهام، انتصارات في ساحات معارك وهمية، وغيرها من التزييف والتضليل للحقائق، ربما وصلتنا الكثير من المقاطع المصورة اعتقدنا منذ الوهلة الأولى بأن كل الأحداث والمجريات تمت على أرض الواقع، وانصدمنا عندما علمنا بأنها جزء من تجارب قدمها الذكاء الاصطناعي في شكل محكم ومتقن.

إذن، العالم يقف ما بين ضفتين لا ثالث لهما، وعليه أن يميز ما بين «الحقيقي والزائف»، وأحيانًا سيعجز الناس عن التمييز بين الأشياء، لدرجة أنهم سيدركون بأن ما يصلهم ما هو إلا نوع من «التزييف العميق».

بالمقابل، سيكون هناك تأثير واضح من المعلومات المضللة بشكل خطير سواء على الأفراد أو الدول على حد سواء، وللعلم فقط، قد استُخدم التزييف العميق للترويج للدعاية السياسية حول العالم، وارتكاب عمليات احتيال مالي، ووضع العالم في مواقف محرجة، من بين استخدامات أخرى للذكاء الاصطناعي.

باختصار، حتى اليوم لم يكشف العلماء عن الوجه الحقيقي النافع والضار للذكاء الاصطناعي، لكنه من المتوقع أن يُحسن هذا العلم قطاعات حيوية مهمة في حياة الناس مثل الرعاية الصحية والتصنيع وغيرها، ومع ذلك، سيواجه العالم تحديات مهمة مثل زيادة اللوائح التنظيمية، ومخاوف تتعلق بخصوصية البيانات، ومخاوف بشأن فقدان الوظائف.

الأمر الآخر هو أن الذكاء الاصطناعي سيصبح جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية للناس، ويمكن استخدام هذه التقنية لتوفير الرعاية للمسنين والمساعدة في المنزل، بالإضافة إلى ذلك، يمكن للعمال التعاون مع الذكاء الاصطناعي في بيئات مختلفة لتعزيز كفاءة وسلامة أماكن العمل.

إذن، ما بين السلب والإيجاب، لا يمكننا التخلي عن حلم قد يغير شكل العالم من حولنا، وتخوف من هيمنة الدول القوية أكثر على موارد الحياة في الدول الضعيفة، وذلك باستخدام أسلوب حياة جديد قائم على تقنية فائقة الذكاء والسرعة.

مقالات مشابهة

  • دعاء قبل الامتحانات.. ردده لعدم النسيان وسرعة الحفظ والفهم
  • «منْ المُجربات».. أمين الفتوى: سورتا «الأعلى والشرح» تُسهلان المذاكرة على الطالب
  • صورة اليهود في القرآن الكريم
  • الرئيس المشاط يشكرجماهير الشعب لتلبيتهم نداء الواجب ودعوة السيد القائد
  • 74 مسيرة غير مسبوقة في عمران احتفالًا بالنصر على أمريكا وإسنادا للشعب الفلسطيني
  • دعاء المذاكرة وتسهيل الامتحان .. 10 أدعية لسهولة الحفظ والفهم
  • حشود مليونية وطوفان بشري في أمانة العاصمة ابتهاجاً بالفشل الأمريكي وتحدياً للعدو الإسرائيلي (تفاصيل + صور)
  • الذكـاء الاصطناعـي «الخـارق» لـم يولـد بعـد!
  • 74 مسيرة حاشدة في المحويت نصرة لغزة واحتفالا بهزيمة أمريكا
  • طوفان بشري بأمانة العاصمة ابتهاجاً بالفشل الأمريكي وتحدياً للعدو الصهيوني