أبوظبي- وام

بحضور سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، استعرض عمر بن سلطان العلماء وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، وفيصل البناي، الأمين العام لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة، المقومات والإمكانيات الكبيرة التي تتفرد بها دولة الإمارات وتؤهلها لتكون لاعباً رئيسياً في السوق العالمية لنظم الذكاء الاصطناعي، ولتصدير هذه النظم.

جاء ذلك في جلسة خلال فعاليات اليوم الأول من الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات 2023، والتي تعقد برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، وبحضور سمو الشيوخ، والوزراء، ومجموعة من كبار مسؤولي حكومة الإمارات والحكومات المحلية كافة.

وقال عمر سلطان العلماء في جلسة بعنوان: «ما هو طموح دولة الإمارات في تصدير نظم الذكاء الاصطناعي؟»: إن المستقبل سيكون للحكومات الاستباقية القادرة على تطوير أدواتها في مجالات التكنولوجيا ومواكبة تقدمها المتسارع، وخصوصاً في العلوم الرقمية وقطاع الذكاء الاصطناعي الذي يشهد توسعاً في تقنياته وأدواته واستخداماته، مشيراً إلى أن الإمارات كانت من الدول السبّاقة في ترسيخ بنية تحتية ورقمية تعتبر من بين الأفضل عالمياً، وتؤهل الدولة لريادة قطاعات المستقبل الواعدة، وتضع حكومة الإمارات ضمن رؤيتها الاستراتيجية وأولوياتها الوطنية، تعزيز مكانة الدولة مركزاً عالمياً محورياً في التقنيات الناشئة والاقتصاد الرقمي.

وأضاف أن دولة الإمارات تدرك تماماً الأهمية الاستراتيجية القصوى لمجال الذكاء الاصطناعي، كما تدرك أن المسارعة إلى اقتناص فرصه الذهبية بات يعتبر الركن الأساس في قيادة تطوره مستقبلاً، وبالاعتماد على المقومات الاستثنائية التي تمتلكها الدولة، فإنها تواصل استكشاف فرص الذكاء الاصطناعي التوليدي وإمكانات تبنيه أدواته في القطاعين الحكومي والخاص، خصوصاً مع الدور المحوري لهذا القطاع في تسريع ومضاعفة نمو الاقتصاد الرقمي، والارتقاء بالخدمات الحكومية، وتطوير مختلف القطاعات ومجالات الحياة الأخرى وفي مقدمتها الأعمال والصحة والتعليم، والوصول بها إلى مستويات غير مسبوقة.

وأكد أن الإمارات تعمل على تحقيق السبق في هذا المجال من خلال رؤية واضحة وخطط شاملة، والتي تقوم على ابتكار أساليب تراعي تحديات الذكاء الاصطناعي وتطوير تطبيقاته، وتحقق التوزان بين تبني أدواته وحلوله مع ضمان استخدامها بشكل آمن وأخلاقي، كما تعمل لتحقيق هذه الريادة عبر شراكة كاملة بين القطاعين الحكومي والخاص، وكذلك من خلال شراكاتها مع المجتمع العالمي.

وأشار عمر سلطان العلماء إلى أن الإمارات اعتمدت مبكراً استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي يشرف على تنفيذها مجلس الإمارات للذكاء الاصطناعي عبر مبادرات نوعية لجعل الدولة منصة اختبار لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي ومركزاً عالمياً محورياً لتقنياته، وتقديم خدمات معززة بتكنولوجيا متطورة، إلى جانب برامج للتدريب والتأهيل وتبني المواهب والأبحاث وتطوير البيانات، وقد قطعت الإمارات أشواطاً مهمة على طريق تطوير منظومة خصبة للذكاء الاصطناعي، وريادة هذا المجال، وتعزيز استخداماته في مختلف المجالات الحيوية.

تصدير نظم الذكاء الاصطناعي

من جهته، أكد فيصل البناي أن الإمارات ببنيتها التحتية والرقمية المتفوقة، وبيئتها الداعمة للابتكار والمواهب وتبني الحلول التكنولوجية ذات التأثير الإيجابي على تحسين جودة الحياة، مؤهلة لتكون لاعباً رئيسياً في السوق العالمية لنظم الذكاء الاصطناعي، ولتصدير هذه النظم، مشيراً إلى الأهمية الكبيرة التي يمثلها ضمان توفير فائدة الذكاء الاصطناعي للجميع، وذلك عبر تعزيز مجتمع المصادر المفتوحة، وتوسيع إمكانية الوصول إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، بعيداً عن تحكم جهات قليلة ببيانات وخصوصية الأفراد وبالأثر الاستثنائي لهذه التقنيات.

وقال: إن الإمارات لديها جميع المقوّمات لترسيخ منظومة تكنولوجية متقدمة، وهي تعيش اليوم عصراً ذهبياً في هذا المجال، وما نتطلع إليه اليوم من خلال هذا التوجه الاستراتيجي للدولة، هو تكثيف وتوحيد الجهود لتحقيق التحول الشامل نحو تطوير التكنولوجيا في الإمارات ونقلها عالمياً.

وأشار إلى أن مركز العلوم الرقمية والذكاء الاصطناعي التابع لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة قام بتطوير واحد من النماذج اللغوية الرائدة على مستوى العالم، وأصدر المركز 4 نماذج لغوية أولها «نور» وهو نموذج باللغة العربية أطلق في أبريل 2022، ثم «فالكون 7 بي» و«فالكون 40 بي» في مايو 2023، ثم «فالكون 180 بي» في سبتمبر 2023، وقد نالت نماذج فالكون إقبالاً واسع النطاق، واعتلى نموذج «فالكون 180 بي» قائمة أفضل النماذج اللغوية متقدماً على نموذج «Liama-2-70B» من شركة ميتا، ومقارنة بالنماذج اللغوية، صنف «فالكون 180 بي» مباشرة بعد نموذج «GPT-4» من OpenAI، وقدم أداء مشابهاً لنموذج «PaLM 2 Large» من جوجل.

وأضاف فيصل البناي أن معهد الابتكار التكنولوجي التابع للمجلس يضم 10 مراكز بحثية تشمل مركز المواد المتقدمة، والعلوم الرقمية والذكاء الاصطناعي، والروبوتات المستقلة، والتكنولوجيا الحيوية، والطاقة المتجددة، وعلم التشفير، والطاقة الموجهة، وأنظمة الدفع والفضاء، والكوانتوم، والأنظمة الآمنة، كما يضم فريق عمل من أكثر من 900 باحث بينهم أكثر من 200 مواطن ما أسهم في إصدار نحو 900 منشور علمي وتسجيل 39 براءة اختراع.

وشدد البناي على أن ذلك كله يقدم إضاءة واضحة لما يمكن أن تحققه دولة الإمارات في توجهاتها لأن تكون مركزاً رئيسياً لتصدير نظم الذكاء الاصطناعي، كما استعرض أمام الاجتماعات السنوية التحديات والمتطلبات والفرص العظيمة المتاحة في هذا المجال.

وأكد ضرورة التقدم بسرعة لاقتناص هذه الفرص مع تزايد التحديات والقيود العالمية في قطاع الذكاء الاصطناعي، كما دعا إلى تكثيف وتوحيد الجهود وبناء الشراكات القوية ووضع الخطط المنسقة والشاملة ودعم الممكنات الرئيسية لتحقيق الإنجازات المطلوبة والمستهدفات لريادة هذا القطاع المستقبلي المهم.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات للذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی سلطان العلماء دولة الإمارات أن الإمارات هذا المجال

إقرأ أيضاً:

الإمارات تحتفي باليوم العالمي لمكافحة الفساد

تحتفي دولة الإمارات باليوم العالمي لمكافحة الفساد الذي يصادف التاسع من ديسمبر من كل عام وسط تحقيق إنجازات نوعية ومراتب عالمية متقدمة في مجالات الحوكمة الرشيدة والشفافية ومكافحة الفساد والتميّز المؤسسي.

وتبنت الدولة في سياق تطلعاتها التنموية المستدامة هذه المعايير من خلال اتخاذ جملة من الإجراءات والخطوات الرامية إلى تحقيق أهدافها من بينها سن القوانين والتشريعات الرامية لتعزيز تلك المبادئ بالإضافة إلى التوقيع على الاتفاقيات الدولية المعنية بمكافحة الفساد بكافة أشكاله إضافة إلى استضافة المؤتمرات الدولية المتخصصة في هذا الشأن.

 

وحصلت دولة الإمارات على المركز الرابع عالمياً في مجال الكفاءة الحكومية، لعام 2025 وفقا للتقرير السنوي للتنافسية الصادر عن مركز التنافسية العالمية، والأولى عالميا في غياب البيروقراطية، وتعكس هذه الاحصائيات بشكل جلي، أن الدولة تعمل على تعزيز أداء وكفاءة الجهاز الحكومي وترشيد أدائه بما يتناسب مع المعايير الدولية.

 

ولم تغفل دولة الإمارات أهمية التنسيق الدولي في مواجهة آفة الفساد ومكافحة الجرائم المالية حيث كثفت جهودها لتعزيز التنسيق الدولي وتبادل الخبرات في ترسيخ مبادئ الشفافية والنزاهة ومكافحة الجرائم المالية.

 

وفي هذا الصدد استضافت العاصمة ابوظبي خلال عام 2025 عددا المؤتمرات الدولية التي استقطبت نخبة من الخبراء والمتخصصين الدوليين من أبرزها مؤتمر"الإنتربول العالمي لمكافحة الفساد واسترداد الأصول" الذي ناقش أفضل الممارسات في المشتريات الحكومية واسترداد الأصول غير المشروعة والتعاون بين جهات التحقيق والرقابة والقطاع الخاص.

 

كما عُقد مؤتمر في سبتمبر الماضي حول "دور السلطات المركزية في استرداد الأصول"، بمشاركة وفود رسمية وخبراء من 14 دولة، إلى جانب عدد من المنظمات الدولية المتخصصة حيث تمحورت الجلسات حول تبادل أفضل الممارسات واستكشاف فرص جديدة لتعزيز التعاون الدولي في مكافحة الجرائم الاقتصادية وتطوير آليات استرداد الأصول العابرة للحدود، بما يدعم الهدف المشترك في ترسيخ العدالة.

 

وفي خطوة تعكس الحضور المتنامي للدولة على الساحة الرقابية الدولية فاز جهاز الإمارات للمحاسبة بعضوية المجلس التنفيذي للمنظمة الدولية للأجهزة العليا للرقابة المالية العامة والمحاسبة "الانتوساي"، وذلك خلال اجتماع المنظمة "الذي عقد خلال العام الجاري ويعد هذا الإنجاز محطة بارزة تُضاف إلى سجل الدولة في مجال الحوكمة الرشيدة والرقابة المالية. كما تم انتخاب الجهاز كذلك لعضوية المجلس التنفيذي للمنظمة الآسيوية للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة، وهو ما شكّل اعترافًا إقليميًا بقدرات الدولة ومكانتها المتقدمة في دعم الحوكمة وتطوير العمل الرقابي في القارة الآسيوية.

 

أخبار ذات صلة "الوطني الاتحادي" يوافق على الميزانية العامة للاتحاد عن السنة المالية 2026 بتوجيهات رئيس الدولة.. الإمارات تعلن دعماً بقيمة 550 مليون دولار لخطة الاستجابة الإنسانية العالمية للأمم المتحدة لعام 2026

ويرجع تحقيق الدولة لهذا التقدم الملموس خلال السنوات القليلة الماضية في مؤشر مكافحة الفساد وتحقيقها لمراتب عالمية متقدمة إلى امتلاكها القدرة على استخدام أساليب ناجعة في مواجهة الفساد الإداري والمالي من خلال حزمة من التشريعات والقوانين، التي ساهمت إلى حد كبير في مكافحة الجرائم المالية على الصعيدين المحلي والدولي.

 

وفي هذا السياق تلتزم دولة الإمارات بأعلى المعايير العالمية في مكافحة الجرائم المالية الدولية، من خلال جهودها في مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، عبر إجراءات فاعلة لمواجهة الجريمة المالية، الأمر الذي رسخ مكانتها العالمية في مكافحة الجرائم المالية والتمويلات غير المشروعة.

 

وتوجت هذه الجهود برفع اسم دولة الإمارات من قائمة "المراقبة المعززة" من قبل مجموعة العمل المالي "فاتف" وهي المنظمة المعنية بمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب بعد أن نجحت اللجنة العليا للإشراف على الإستراتيجية الوطنية لمواجهة غسل الأموال وتمويل الإرهاب في تحقيق هذا الإنجاز الذي يعزز من سمعة الدولة عالمياً والثقة في نظامها المالي وإطارها الوطني لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، ويخدم خططها الإستراتيجية لإقامة الشراكات التجارية والاقتصادية مع مختلف دول العالم.

 

وتمثل الاتفاقيات الدولية جزءا مهما من التزام الدول بالبنود والمبادئ الأساسية التي تتضمنها هذه الاتفاقيات ولما لها من أثر إيجابي على صعيد ضمان التزام الدول بما جاء فيها.

 

وفي هذا الإطار وقعت دولة الإمارات في عام 2005 على اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة وفتحت باب التوقيع عليها من 9 إلى 11 ديسمبر 2003، ثم صادقت عليها في 22 فبراير 2006، كما وقعت على اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية في 9 ديسمبر 2005 وصدقت عليها في 22 فبراير 2006.

 

وانضمت الدولة كعضو مؤسس في "فرقة العمل المعنية بالإجراءات المالية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا" التي تأسست في 30 نوفمبر 2004 كرابطة إقليمية طوعية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.

 

 

المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • شركة توزيع الكهرباء تعتمد أحدث التقنيات لتعزيز جودة خدماتها
  • الإمارات تحتفي باليوم العالمي لمكافحة الفساد
  • استثمارات بقيمة 100 مليار جنيه تعزز مكانة ڤودافون في دعم التحول الرقمي
  • IBM تستحوذ على Confluent بـ11 مليار دولار لتعزيز قدراتها في الذكاء الاصطناعي والبيانات الفورية
  • قطر تطلق شركة متخصصة في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي
  • آي بي إم تشتري كونفلونت بصفقة بقيمة 11 مليار دولار لتعزيز عروض الذكاء الاصطناعي
  • الإمارات تقود المنطقة في تبنِّي الذكاء الاصطناعي بالمتاجر الإلكترونية
  • دمج الذكاء الاصطناعي والسلوك الرقمي داخل الفصول الدراسية
  • الذكاء الاصطناعي ولبنان: سباق بين دولة متعثّرة وطاقات تبحث عن مستقبلها
  • تعليم التفكير في العصر الرقمي.. تحدٍّ تربوي في مواجهة الذكاء الاصطناعي