افتتاح مركز لرفع دعاوى ضد القادة الروس بتهمة الحرب على أوكرانيا
تاريخ النشر: 3rd, July 2023 GMT
افتتح اليوم الاثنين في لاهاي مكتب دولي مكلف بالتحقيق في الحرب الروسية في أوكرانيا، في خطوة اعتبرتها كييف "تاريخية فعلا" نحو إنشاء محكمة في نهاية المطاف لمحاكمة القادة الروس.
ويجمع المركز الدولي لمحاكمة جريمة الحرب ضد أوكرانيا "آي سي بي إيه" (ICPA) مدّعين عامين من كييف والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية.
وتتمثل مهمة المكتب في التحقيق وجمع الأدلة، ويُنظر إليه على أنه خطوة أولى قبل إنشاء محكمة خاصة لمحاكمة كبار المسؤولين الروس عن اندلاع الحرب في أوكرانيا، وهو مطلب كييف.
وتراجع السلطات الأوكرانية أكثر من 93 ألف تقرير عن جرائم حرب، ووجهت اتهامات إلى 207 مشتبهين في محاكم محلية.
ويمكن محاكمة مسؤولين كبار ارتكبوا جرائم في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، والتي طلبت بالفعل اعتقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وعقد عدد من كبار المسؤولين مؤتمرا صحفيا في مقر الوكالة القضائية للاتحاد الأوروبي في لاهاي، حسبما ذكرت وكالة "يوروجست" في بيان.
ومن بين هؤلاء المدعي العام الأوكراني أندريه كوستين والمدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان وكينيث بولايت نائب وزير العدل الأميركي والمفوض الأوروبي لشؤون العدل ديدييه ريندرز، وفق "يوروجست".
واعتبر المدعي العام الأوكراني أندريه كوستين أن افتتاح المكتب الجديد في لاهاي سيؤدي إلى "محاسبة قادة موسكو على جريمة الحرب المتمثلة بالعدوان بسبب غزو جيشهم أوكرانيا".
وقال كوستين إن المركز الجديد سيجمع الأدلة الخاصة بالقضايا المحتملة ضد القادة العسكريين والسياسيين الروس المسؤولين عن الحرب.
وأضاف "لو لم ترتكب جرائم العدوان لما وقع 93 ألف حادث آخر من جرائم الحرب، وأن هذا اليوم دليل على أن إنشاء محكمة خاصة أصبح أمرا لا مفر منه الآن".
من جهته، قال زير العدل الأميركي كينيث بولايت خلال المؤتمر الصحفي إن واشنطن "فخورة بالوقوف الى جانب شركائها الأوروبيين" في مقاضاة مرتكبي "الحرب العدوانية الروسية غير المشروعة ضد شعب أوكرانيا".
وأضاف أن الولايات المتحدة تدعم أيضا محكمة تنظر في العدوان.
بدوره، قال المفوض الأوروبي لشؤون العدل ديدييه ريندرز إن افتتاح المكتب اليوم الاثنين يظهر أن حلفاء كييف "سيقفون مع أوكرانيا طالما لزم الأمر"، مضيفا "لا يمكننا التسامح مع الانتهاك الفاضح لمنع استخدام القوة".
وتكثفت الدعوات لإنشاء محكمة خاصة بالحرب في أوكرانيا، إذ إن المحكمة الجنائية الدولية ليست مختصة بالنظر سوى بجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة على الأراضي الأوكرانية.
وأصدرت المحكمة -ومقرها في لاهاي- في مارس/آذار الماضي مذكرة توقيف بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسبب الترحيل القسري المفترض لأطفال أوكرانيين.
مدعية خاصة
وتضغط كييف من أجل إنشاء محكمة خاصة منذ اكتشاف مئات الجثث بعد انسحاب القوات الروسية في أبريل/نيسان 2022 من مدينة بوتشا قرب العاصمة الأوكرانية.
ولا ينفك الدعم الدولي يتزايد لهذا المطلب، ففي فبراير/شباط الماضي أعلنت المفوضية الأوروبية إنشاء المركز الدولي لمحاكمة جريمة العدوان ضد أوكرانيا.
وقالت بروكسل إن هدف المركز يتمثل في "محاكمة المسؤولين عن غزو" أوكرانيا.
وأضافت مشاركة الولايات المتحدة ثقلا لطلب إنشاء محكمة مع أن واشنطن لا تزال ترفض أن تصبح عضوة في المحكمة الجنائية الدولية.
وخلال زيارة إلى لاهاي في يونيو/حزيران الماضي عيّن وزير العدل الأميركي ميريك غارلاند مدعية خاصة لجرائم الحرب هي جيسيكا كيم بصفتها ممثلة لدى المركز الدولي لمحاكمة جريمة العدوان ضد أوكرانيا، لكن تبقى مسألة معقدة عالقة بشأن كيفية عمل مثل هذه المحكمة، وتؤيد أوكرانيا استصدار قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة.
لكن بعض الجهات الداعمة الغربية لكييف تخشى ألا تكون المبادرة تحظى بدعم كاف دوليا، وتدعو بدلا من ذلك إلى إنشاء محكمة هجينة مؤلفة من قضاة أوكرانيين وآخرين من جنسيات أخرى.
والمحكمة الجنائية الدولية -التي أنشئت العام 2002 للنظر في أخطر الفظائع المرتكبة في العالم- ليست لديها سلطة الحكم على ما تصفها أوكرانيا بـ"جرائم العدوان" التي ترتكبها موسكو، ذلك أن روسيا ليست من الدول الموقعة على نظام روما الأساسي.
لكن المحكمة فتحت بعيد بدء الحرب تحقيقا في جرائم ارتكبت في هذا البلد، وأصدرت في مارس/آذار الماضي مذكرة توقيف بحق الرئيس الروسي.
وردا على ذلك وضعت السلطات الروسية المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان على قائمة "المطلوبين".
وفتحت موسكو بدورها تحقيقا جنائيا في حق كريم خان و3 قضاة في المحكمة، وبحسب التحقيق فإن خان متهم "بإطلاق ملاحقات جنائية في حق شخص معروف أنه بريء" و"التحضير لهجوم على ممثل دولة أجنبية".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
وزير الطيران يشارك في افتتاح مركز القيادة الإقليمي لشركة «سيتا» بالقاهرة
شارك الدكتور سامح الحفني وزير الطيران المدني، في فعاليات افتتاح مركز القيادة الجديد في القاهرة لشركة «سيتا» العالمية، والذي يُعد الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وذلك بحضور سليم بوري رئيس سيتا في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا، والطيار أحمد عادل رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران والطيار شريف خليل، نائب رئيس الشركة القابضة، والمهندس ياسر عمران، رئيس قطاع المعلومات بمصر للطيران إلى جانب عدد من قيادات شركة «سيتا».
وخلال كلمته أكد الدكتور سامح الحفني وزير الطيران المدنى أن افتتاح مركز سيتا الجديد بالقاهرة يُعد خطوة استراتيجية تعزز قدرات البنية التحتية الرقمية لصناعة النقل الجوي في مصر والمنطقة، مضيفًا بأن المركز، الذي بدأ التشغيل الفعلي في سبتمبر 2024، يعكس ثقة "سيتا" في مناخ الاستثمار المصري، ويُمثل استثمارًا مباشرًا في الكوادر البشرية من خلال توفير فرص عمل نوعية، وتعزيز التعاون مع الجامعات والمؤسسات التعليمية لتأهيل جيل جديد من المتخصصين في تكنولوجيا معلومات الطيران. مشيرًا إلى أن وزارة الطيران المدني تدعم الشراكات النوعية التي تجمع بين القطاعين العام والخاص، وتعزز من مكانة مصر كمركز إقليمي رائد في مجالات التكنولوجيا والابتكار والخدمات الرقمية.
كما أثنى وزير الطيران المدني على التعاون المثمر بين «سيتا» ومصر للطيران، والذي أثمر عن تنفيذ حلول رقمية متقدمة أسهمت في تطوير كفاءة العمليات التشغيلية وتحسين تجربة المسافرين، ومن أبرز هذه الحلول: «SITA Connect Go»، الذي يوفر بنية تحتية مرنة وسريعة الاستجابة، ونظام «Community DCS»، الذي يُحسن من عمليات المغادرة ويعزز الأداء التشغيلي.
واختتم الدكتور سامح الحفني كلمته بالتأكيد على أن وزارة الطيران المدني، بناء على توجيهات القيادة السياسية، تضع التحول الرقمي وتطوير البنية التحتية التكنولوجية على رأس أولوياتها، مشيرًا إلى أن الاستثمار في التكنولوجيا هو استثمار العصر، وأن مصر تمتلك من المقومات ما يؤهلها لتكون بوابة إقليمية وعالمية للابتكار في صناعة الطيران، كما تحرص الدولة المصرية على توفير بيئة استثمارية جاذبة وآمنة، وتعمل على دعم وتشجيع الشركات الدولية الرائدة على التوسع في السوق المصري، من خلال تقديم التسهيلات اللازمة، وهو ما يتجسد في تجربة شركة «سيتا» الناجحة كمثال يُحتذى في الشراكة الدولية في قطاع الطيران.
ومن جانبه أعرب سليم بوري، رئيس شركة سيتا في منطقة الشرق الأوسط وافريقيا وتركيا، خلال كلمته عن فخره واعتزازه بافتتاح مركز القيادة الإقليمي الجديد للشركة في القاهرة، والذي يُعد الأول من نوعه في منطقتي الشرق الأوسط وأفريقيا. وأكد أن هذا المركز يمثل محطة هامة في مسيرة الشراكة المتميزة والممتدة بين سيتا وجمهورية مصر العربية منذ عام 1954.
وأشار بورى إلى أن اختيار القاهرة لاحتضان هذا المركز الاستراتيجي جاء لما تتمتع به مصر من موقع جغرافي متميز، وبيئة استثمارية مشجعة، إلى جانب توافر الكفاءات البشرية القادرة على الابتكار والإبداع في مجالات التكنولوجيا والتحول الرقمي.
مضيفًا بأن شركة سيتا تؤمن بأن «التحول الرقمي هو المحرك الرئيسي لمستقبل صناعة النقل الجوي، ومن هذا المنطلق نواصل تعزيز استثماراتنا في مصر والمنطقة، ونتطلع إلى تعميق التعاون مع شركائنا في وزارة الطيران المدني ومصر للطيران، بما يساهم في تطوير البنية التحتية الرقمية، وتحسين تجربة السفر لملايين الركاب حول العالم».
وأكد بورى أن افتتاح المركز لا يُعد فقط تتويجًا لعلاقة تاريخية راسخة بين سيتا ومصر، بل يشكل أيضًا انطلاقة جديدة نحو المستقبل، تواصل من خلالها الشركة دعم الخطط التنموية الطموحة للدولة في مجالي الطيران والتكنولوجيا، مع الالتزام بالاستثمار في الكوادر المحلية، وتمكين الشباب المصري ليكونوا جزءًا فاعلًا في بناء منظومة رقمية عالمية المستوى.
وفي ختام كلمته، توجه بالشكر إلى وزارة الطيران المدني على دعمها المستمر، معربًا عن تطلعه إلى المزيد من التعاون المثمر والنجاحات المشتركة في السنوات القادمة.
في ختام الفعاليات، قام الدكتور سامح الحفني وزير الطيران المدني بجولة تفقدية داخل المركز الإقليمي، رافقه خلالها عدد من قيادات وزارة الطيران وممثلي شركة سيتا، حيث اطلع على البنية التحتية التكنولوجية المتقدمة للمركز، وآليات العمل الحديثة المُعتمدة في تشغيله. كما استمع إلى شرح مفصل من مسؤولي «سيتا» حول أبرز الحلول الرقمية التي يقدمها المركز لدعم صناعة النقل الجوي، وخطط الشركة المستقبلية لتعزيز وجودها في السوق المصري والإقليمي.
جدير بالذكر أن شركة SITA تُعد من الشركات العالمية الرائدة في مجال تكنولوجيا النقل الجوي، حيث تأسست في عام 1949، ومنذ ذلك الحين وهي تقدم حلولاً متكاملة تخدم المطارات وشركات الطيران والعديد من الحكومات، بما يسهم في تعزيز كفاءة عمليات النقل الجوي وتحقيق أعلى مستويات الأمان والاستدامة.
كما تلعب SITA دورًا محوريًا في تحسين كفاءة العمليات في أكثر من ألف مطار حول العالم، وتضمن ربط أكثر من 2500 عميل، كما تقدم حلولًا متقدمة لإدارة الحدود لأكثر من 70 حكومة، وتمتد شبكة الشركة إلى أكثر من 200 دولة ومنطقة.
اقرأ أيضاً19 شركة طيران أجنبية توقف السفر لإسرائيل.. ومطار بن جوريون يلغي 700 رحلة
«الناتو» يبحث آليات جديدة لحماية الطيران المدني من التدخلات الإلكترونية المتعمدة
وزير الطيران المدني يشارك في دورة المجلس التنفيذي والجمعية العامة الاستثنائية للمنظمة العربية للطيران