بوابة الوفد:
2024-06-02@15:48:15 GMT

«الاستشهاد عشانها.. ميلاد»

تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT

لم نعد نعرف إلى متى ستظل ممارسات الكيان الصهيونى تجاه فلسطين تزداد يومًا بعد الآخر فى ظل الصمت العالمى والتخاذل العربى القائم دون حلول واضحة سواء ببدء خطوات جادة على أرض الواقع نحو حل الدولتين، أو وقف إطلاق النار لبدء هدنة طويلة الأجل لوقف نزيف الدماء المستمر؟!.

ورغم عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى المدافعين عن القضية الفلسطينية الذين يواصلون المقاومة والصمود برغم الألم تمسكا بالأمل،إلا أننا لم نعد نعرف أيضًا ما هو العدد المطلوب من الشهداء والمصابين كى يتحرك العالم أجمع ويضع نفسه أمام مسئولياته كى نصبح أمام شعب له الحق فى العيش بسلام على أرضه دون اغتصابها من كيان غاشم!.

والغريب فى الأمر، أن كل ما يحدث الآن تزامنًا مع مرور قرابة ٤٠ يوما على الحرب الدائرة فى فلسطين وقطاع غزة يتم على مرأى ومسمع العالم أجمع، وكأننا أمام كارثة طبيعية مثل الزلازل والبراكين والسيول والأوبئة والفيروسات، ومن ثم من الصعب التدخل لإنقاذ الموقف، فى حين أنه يتم التدخل حال حدوث مثل هذه الكوارث الطبيعية لإنقاذ الضحايا.

ونحن الآن أمام مذبحة دموية خالصة من صنع البشر بأيدى الكيان الصهيونى الإسرائيلى على أرض فلسطين دون اتخاذ موقف حاسم تجاه ما يحدث فى ظل ما نسمعه عن قمة عربية هنا وهناك دون جدوى على أرض الواقع، ودون إقناع أو إجبار الولايات المتحدة الأمريكية الداعم الرئيسى للكيان الصهيونى على المضى قدمًا نحو الحلول الآمنة تجاه حل الدولتين.

وبعد كل ذلك نجد تصريحات إسرائيلية تقول بأن إسرائيل لن تترك السلطة الفلسطينية تحكم قطاع غزة فيما هو قادم، فى إشارة واضحة لسعى الكيان الصهيونى للسيطرة على مقاليد الأمور داخل القطاع الملاصق للحدود المصرية، وإجبار الآلاف على النزوح نحو جنوب القطاع تنفيذا لمخطط واضح تجاه حدود مصر الشرقية.

وعلى الكيان الصهيونى أن يدرك بأن آلاف الأطفال الذين يرون آباءهم وأمهاتهم وذويهم غارقين فى الدماء هم بمثابة قنابل موقوتة لن تنفجر سوى فى وجه الاحتلال الغاشم وجنوده على المدى البعيد، لأن هؤلاء الأطفال هم وقود المعارك القادمة وهم رجال القضية التى لم ولن تنتهى، وليس الغد ببعيد.

وعلى الكيان الصهيونى أن يفهم بأن الشعب المصرى وحدة واحدة تجاه عدوه، وتبقى إسرائيل هى العدو الأول لنا وأن مصر هى الدولة الوحيدة التى حاربت إسرائيل ٤مرات فى ١٩٤٨ و١٩٥٦ و١٩٦٧ و١٩٧٣ وبينهما سنوات من المقاومة والصمود، ولم تكن المكايدات والهزائم الأولية سوى مقدمة للنصر المبين الذى تحقق فى حرب أكتوبر.

خلاصة القول إن الشعب المصرى لا يخشى ولا يخاف من الرسائل التى تريد إسرائيل وأعوانها أن تصل لنا، خاصةً فى ظل النسيج الوطنى المتماسك لأبناء مصر. وهنا نتذكر بعض كلمات الشاعر الراحل سيد حجاب فى رائعته «حبيبتى من ضفايرها طل القمر» المعبرة عن حالة الشعبين المصرى والفلسطينى الآن حيث كتب:

للحلوة قلب كبير يضم الولاد

وزاد وزوادة وضلة وسبيل

الموت والاستشهاد عشانها ميلاد

وكلنا عشاق ترابها النبيل.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الكيان الصهيوني فلسطين الکیان الصهیونى

إقرأ أيضاً:

دولة فوق القانون..؟

لن توقف إسرائيل الجنون الذى تمارسه فى رفح ما لم يتدخل المجتمع الدولى الذى يلوذ بالصمت حتى الآن. ما يحدث فى رفح اليوم مروع لا سيما بعد أن كثفت دولة الاحتلال هجماتها على المدينة وتمادت فى القصف حتى بعد أن أصدرت محكمة العدل الدولية، وهى أعلى هيئة قضائية تابعة للأمم المتحدة، قرارًا بوقف الحرب، وأمرت إسرائيل بوقف عملياتها العسكرية فى رفح فورًا. ولم تستجب إسرائيل ومضت فى غلوائها ولا غرابة، فهى تعتبر نفسها دولة فوق القانون، ولهذا فإن الحرب لن تتوقف بغير القوة. وتعد قرارات محكمة العدل الدولية ملزمة قانونًا ولكنها تفتقر إلى آليات لتنفيذها.

قصفت إسرائيل مخيمات النازحين الفلسطينيين فى رفح لينال هذا من الفلسطينيين العالقين فى الخيام الذين أحرقوا وهم أحياء. وهو ما دعا «جوزيب بوريل» مفوض السياسة الخارجية الأوروبية ليعلق على الحادث قائلًا: (ما يحدث من وقائع اليوم يدفعنا إلى المطالبة بضرورة تطبيق قرار محكمة العدل الدولية بوقف الحرب بشكل فورى). تمادت إسرائيل فى غيها وارتكاب جرائمها ليسقط خمسة وأربعين فلسطينيًا ويصيب آخرين. وهو ما حدا بالأمين العام للأمم المتحدة إلى إدانة العملية، ويردف قائلًا: (لا يوجد مكان آمن فى غزة، ويجب وضع حد لهذه الفظائع).

لقد اقترفت إسرائيل الإثم، واعتلت الاجرام منهجًا عندما تعمد جيشها استهداف المدنيين فى الغارة التى شنها كجزء أساسى من استراتيجيته، فعلى الرغم من تصريحات حكومة نتنياهو المتكررة بأن إسرائيل تستخدم القوة ضد حماس لا المدنيين إلا أن هذا يتعارض مع السلوك الفعلى لهذه الحرب، وطريقة القتال الإسرائيلية برمتها. وهى الحرب المستمرة منذ أكثر من سبعة أشهر، والتى أسفرت حتى الآن عن مقتل ما يقدر بأكثر من 35 ألف فلسطينى، وإصابة ثمانين ألفًا، بالإضافة إلى ما يصل إلى عشرة آلاف فى عداد المفقودين يرجح أنهم لقوا حتفهم.

لقد حرص الجيش الإسرائيلى منذ البداية على أن يوسع هجماته إلى ما هو أبعد من حماس، حيث استهدفت غاراته المدارس والجامعات والمستشفيات، ومحطات معالجة المياه والصحفيين، وعمال الإغاثة والطواقم الطبية. ورغم أن التدمير المتعمد للبنية التحتية المدنية أمر شهدته الحرب فى أوكرانيا، ومن قبلها العراق إلا أن ذلك لا يضاهى التدمير المطلق على الطريقة على الطريقة الإسرائيلية فى إدارة الحرب.

إنه استخدام القوة المفرطة، والتى قد تكون امتدادًا لعقيدة الضحية التى يعتقد أن الجيش الإسرائيلى قد بدأ فى تطبيقها خلال حرب عام 2006 ضد حزب الله فى لبنان حين رأى أن هزيمة المسلحين شبه مستحيلة فى المناطق الحضرية فى بيروت، لا سيما وأنهم كانوا على استعداد للموت من أجل قضيتهم. ولعل السبب وراء هذه العقيدة التجارب السابقة للجيش الإسرائيلى، سواء خلال حصار بيروت فى 1982، أو حرب 2006 فى لبنان، أو حتى فى حروب غزة الأربع التى سبقت الصراع الحالى، فالجانب الإسرائيلى لا يقبل بالخسائر الكبيرة التى يتكبدها فى عملياته فى المناطق الحضرية حتى لو كانت الخسائر الفلسطينية أكبر بعشر مرات أو عشرين مرة.

بموجب عقيدة الضحية يستخدم الجيش القوة على نطاق واسع وطويل الأمد ضد المدنيين لتحقيق هدفين: الأول قصير المدى وهو تعويض الدعم المقدم للفلسطينيين، والثانى طويل المدى ويتمثل فى ردع الحركات المسلحة فى المستقبل سواء فى غزة أو الضفة الغربية المحتلة أو جنوب لبنان.

 

مقالات مشابهة

  • إطلاق صاروخ مضاد للدروع تجاه موقع عسكري شمال إسرائيل
  • بيرو: مسيرة احتجاجية أمام سفارة إسرائيل في ليما على قتل الاطفال والمدنيين الفلسطينيين في غزة
  • دولة فوق القانون..؟
  • شاهد: صرخة "أنقذوا الفلسطينيين" تعلو في جاكرتا خلال مسيرة حاشدة أمام السفارة الأمريكية
  • فريدة الشوباشي: إدانة «العدل الدولية» لإسرائيل تعكس ردود الفعل العالمية
  •  الصراعات الداخلية تعصف بالكيان
  • فطير ومحشي وحمام.. «أم هاشم» سفيرة الأكل الشرقي
  • 67 مليار دولار خسائر الكيان الصهيونى من الحرب على غزة
  • مجدي الجلاد: ميدان الحرب الحقيقي ليس في غزة وإنما داخل الكيان الإسرائيلي
  • وزارة الخارجية: تعيد بعض الدول الغربية المعروفة تكرار مواقفها السلبية أمام ما يسمى بالمؤتمر الثامن في بروكسل لـ “دعم مستقبل سورية والمنطقة”، والتي تؤكد الاستمرار في سياساتها الخاطئة التي دأبت على اتباعها تجاه سورية لأكثر من عشر سنوات وحتى الآن