أخبارنا:
2025-05-11@21:46:57 GMT

قذائف وهبي الحارقة تطال هذه المرة الأساتذة!

تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT

قذائف وهبي الحارقة تطال هذه المرة الأساتذة!

بقلم: إسماعيل الحلوتي

يجمع الكثير من المهتمين بالشأن السياسي في بلادنا على أن هناك قواسم مشتركة بين الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة ووزير العدل عبد اللطيف وهبي، وعبد الإله ابن كيران رئيس الحكومة الأسبق والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، يتمثل بعضها في كونهما شخصين مثيرين للجدل، وغير قادرين على التمييز بين موقعهما في المعارضة والعمل الحكومي، الذي يتطلب التحلي بالكثير من الرصانة والحكمة والتبصر في الخطاب والسلوك.

ذلك أن عبد اللطيف وهبي منذ تقلده حقيبة وزارة العدل وهو لا يتوقف عن إثارة الزوابع هنا وهناك، إذ يذكر المغاربة ذلك الهجوم على المدير الإقليمي لوزارة الثقافة بمدينة تارودانت أمام عامل الإقليم ووزير الشباب والثقافة والتواصل المهدي بنسعيد. وكذا الاحتقان الذي خلفه قانون مهنة المحاماة وتضريب القطاع في مشروع القانون المالي برسم سنة 2023. وما ترتب عن نتائج الامتحان الكتابي لولوج مهنة المحاماة من سجال واسع بين وزارته والهيئات الممثلة للمحامين، وما تفجر من جدل حول نتائج المباراة التي كانت مثار تشكيك في نزاهتها من طرف المرشحين والرأي العام الوطني، فضلا عن تصريحاته الجارحة تجاه أبناء الشعب من الفقراء...

وبعد أن سبق له الهجوم كذلك على قضاة المغرب عبر انتقاداته للأحكام القضائية، في تصريح له موثق بالصورة والصوت خلال إحدى جلسات مجلس النواب إبان شهر أكتوبر 2023 حيث قال: بأن "الأحكام القضائية في بلادنا قاسية، ومن يستحق سنة واحدة فقط حبسا يحكم عليه بخمس سنوات، ومن يستحق عشر سنوات يحكم عليه بعشرين سنة". مما استفز "نادي قضاة المغرب" الذي أصدر بلاغا يعبر فيه عن استغرابه الشديد من صدور مثل هذه التصريحات الرعناء عن وزير يفترض فيه أن يلتزم بأكبر قدر ممكن من قواعد المسؤولية المطوقة بواجب التحفظ واحترام باقي مؤسسات الدولة وسلطاتها، وعلى رأسها السلطة القضائية، ولاسيما أن القضاء مستقل على السلطة التنفيذية، حسب ما ورد في الفصل 107 من الدستور، الذي ينص على أنه ليس من اختصاص وزير العدل مراقبة وتقييم الأحكام القضائية الصادرة باسم الملك...

فها هو يعود اليوم ليرسل قذائفه الحارقة نحو النقابات التعليمية والأساتذة الذين انتفضوا ضد النظام الأساسي الخاص بموظفي قطاع التربية الوطنية، المصادق عليه من قبل الحكومة في 27 شتنبر 2023 والمنشور بالجريدة الرسمية عدد 7237 بتاريخ 9 أكتوبر 2023، حيث الوقفات والمسيرات الاحتجاجية والإضرابات المحلية والوطنية متواصلة لما يقرب من شهرين، معتبرين أنه نظام محبط وغير منصف، نظام تعسفي وتراجعي وإقصائي، يسعى إلى تقييد حرياتهم والحط من كرامتهم الإنسانية، حتى أنهم أطلقوا عليه اسم "نظام المآسي"، ومطالبين بضرورة التعجيل بإلغائه أو تدارك نقائصه وتجويد مضامينه حتى يرقى إلى مستوى انتظاراتهم.

حيث أبى إلا أن يستغل فرصة الاجتماع الموسع لرئيس الحكومة عزيز أخنوش مع قادة أحزاب الأغلبية الحكومية والفرق البرلمانية بمجلسي النواب والمستشارين مساء يوم الإثنين 13 نونبر 2023 بأحد فنادق العاصمة الرباط، ويطلق العنان للسانه في صب جام غضبه على من علموه يوما فك رموز الحروف الأبجدية وتركيب الجمل ومبادئ التفكير بمختلف أشكاله، ضاربا عرض الحائط بما أقدم عليه رئيس الحكومة من محاولة إطفاء نيران الغضب المشتعلة في الساحة التعليمية، مفضلا السير على نهج الناخب الوطني وليد الركراكي في دعوته الأساتذة المضربين إلى إعمال "النية" ورفع اضراباتهم، مراعاة لمصلحة تلامذتهم والعودة إلى فصولهم الدراسية، واعدا إياهم بالإشراف الشخصي على حل المشاكل المطروحة وتجويد مضامين النظام الأساسي.

فالوزير وهبي قام عقب اجتماع الأغلبية بتهديد الأساتذة والتشديد على أن الحكومة في موقع قوة، ولن يستطيع أي كان لي ذراعها. ثم خاطب قياديي النقابات التعليمية بالقول: "إذا خرج 40 ألف أستاذ في مظاهرة، فهناك 280 ألف أستاذ يريدون الحوار، وعليكم أن تتحملوا مسؤولياتكم وتكونوا أوفياء معنا" وواصل هجومه على النقابات التعليمية متهما إياها بالتراجع عن اتفاقها مع وزير التربية الوطنية على النظام الأساسي، بعد مشاركتها في صياغته النهائية.

وهو ما أثار حنق الشغيلة التعليمية والنقابات، حيث يرى عدد من مراقبي الشأن التربوي والسياسي ببلادنا، أن تصريحات الوزير عبد اللطيف وهبي، تكاد لا تختلف كثيرا عن سابقاتها، ومن شأنها أن تعمل على تعميق الخلاف والرفع من منسوب الاحتقان بالنسبة للأساتذة والأسر المغربية. كما أنها أثارت حفيظة النقابيين المشاركين في الحوار، الذين نبهه بعضهم إلى أنه ليس من عادة الأساتذة استعراض القوة ولي الأذرع، وإنما هم رجال تربية وتعليم، يقومون فقط بحقهم المشروع في الإضراب، دفاعا عن مطالبهم المشروعة وصونا لكرامتهم.

 إنه رغم كل ما يوجه لوزير العدل عبد اللطيف وهبي من انتقادات حادة، بسبب تصريحاته غير المسؤولة، فإنه يصر على التمادي في استعمال الأسلوب ذاته، مما يجعلنا نعيد طرح السؤال حول المعايير المعتمدة في اختيار من تناط بهم مسؤولية تدبير الشأن العام لبلاد من حجم المغرب، الذي حقق بفضل قائده الملهم الملك محمد السادس تراكما دستوريا، وقطع خطوات مهمة في مساره الحقوقي والديمقراطي. 

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: عبد اللطیف وهبی

إقرأ أيضاً:

جامعة القاهرة تكرم وزير العدل، ورؤساء الهيئات القضائية

شهدت قاعة الاحتفالات الكبرى بجامعة القاهرة حفلا مهيبا لتكريم وزير العدل ورؤساء الهيئات القضائية، تحت رعاية وحضور الدكتور محمد سامي عبد الصادق رئيس الجامعة، وبالتعاون بين كلية الحقوق ورابطة خريجي جامعة القاهرة.


وخلال فعاليات الحفل، كرم الدكتور محمد سامى عبدالصادق رئيس الجامعة كلا من: المستشار عدنان فنجري وزير العدل، والمستشار بولس فهمي اسكندر رئيس المحكمة الدستورية العليا، والمستشار أحمد عبد الحميد عبود رئيس مجلس الدولة، والمستشار عبد الراضي أحمد صديق رئيس هيئة النيابة الإدارية، والمستشار عبد الرازق شعيب رئيس هيئة قضايا الدولة، وقد شارك في التكريم الدكتور محمد سامح عمرو عميد كلية الحقوق بجامعة القاهرة والسيد عمرو موسي أمين عام جامعة الدول العربية الأسبق ورئيس رابطة خريجي جامعة القاهرة.

وجاء التكريم على هامش الاحتفال بتخريج دفعات ٢٠٢٢، ٢٠٢٣، ٢٠٢٤ حقوق القاهرة، وبحضور الرواد من الاساتذة بالكلية العريقة ولفيف من الوزراء والمحافظين السابقين،  والدكتور محمود السعيد نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، والدكتور أحمد رجب نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب،، ووكلاء الكلية، وأعضاء هيئة التدريس والطلاب الخريجين.

وفي كلمته، رحب الدكتور محمد سامي عبد الصادق بالحضور، لافتًا إلى قيمة هذه الاحتفالية التي تمثل حدثا استثنائيا فريدًا يحدث لأول مرة فى تاريخ الدولة المصرية، حيث يشغل مواقع رئاسة الهيئات القضائية الخمس: المحكمة الدستورية العليا، ومحكمة النقض، ومجلس الدولة، وهيئة النيابة الإدارية، وهيئة قضايا الدولة، قامات قضائية وقانونية توحدت بداياتهم العلمية داخل أروقة كلية الحقوق بجامعة القاهرة، وجميعهم دفعة واحدة 1977.

وقال إن هذا الحدث الفريد وغير المسبوق، يمثل مصدر فخر واعتزاز لجامعة القاهرة، التى قدمت لمصر والوطن القامات المرموقة، وهو ما يؤكد أن الجامعة لا تزال الحاضنة الأولي لتشكيل العقل القانوني المصري، وصنعت رموز العدالة، كما أسست لنهج قويم في خدمة القانون.

ومن جانبه قال الدكتور محمد سامح عمرو، عميد كلية الحقوق إن تكريم هذه القامات الرفيعة والنماذج الملهمة من أبناء الكلية، يؤكد أن حقوق القاهرة ستظل منارة للفكر القانوني، وحاضنة لرسالة العدالة ومبادئ سيادة القانون، لافتا إلى أن اجتماع رؤساء الهيئات القضائية في هذه الاحتفالية الكبرى، يحمل رسالة فخر لكل طالب قانون في جامعة القاهرة.

ومن جهته، قال السيد عمرو موسى، رئيس رابطة خريجي جامعة القاهرة:  ان تكريم هذه القامات القضائية من خريجي دفعة واحدة بكلية الحقوق بجامعة القاهرة هو شهادة حية على ما تمثله الجامعة من قيمة وطنية وأكاديمية كبرى، فجامعة القاهرة، التي أنجبت رموز العدالة في مصر، لا تزال مصنعًا للكوادر المؤثرة في مسيرة الدولة المصرية، وتجسّد في هذا الاحتفال أسمى معاني الوفاء والاعتزاز بجيلٍ قدّم الكثير لوطنه في ميدان القانون والقضاء.

مقالات مشابهة

  • وهبي: إنجازات الكرة المغربية تحفزنا.. وتجربة الإسماعيلية كانت مميزة
  • هيفاء وهبي تتألق بإطلالة كاجوال أنيقة في أحدث ظهور
  • أول رد من الموسيقيين على عمل هيفاء وهبي بعد قرار إيقافها
  • حملات أمنية لملاحقة مروجى المخدرات وتنفيذ الأحكام القضائية
  • الحكم فى عدم دستورية الرسوم القضائية على الدعاوى.. اليوم
  • صدر قرار والباقي في الطريق.. عجلة التغيير تطال نواب الوزراء
  • استشهاد قائد كتيبة جنين في نابلس واقتحامات تطال رام الله
  • «آسيوية الأساتذة» تدشن «الشطرنج الخاطف»
  • الهلال الأحمر الفلسطينى: شهيدان فى إطلاق قوات الاحتلال قذائف على منزل بالضفة الغربية
  • جامعة القاهرة تكرم وزير العدل، ورؤساء الهيئات القضائية