بيلينغهام يحصد جائزة الفتى الذهبي 2023
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
فاز لاعب وسط ريال مدريد، جودي بيلينغهام (20 عامًا) بجائزة الفتى الذهبي لأفضل لاعب شاب في العالم، المقدّمة من يومية توتو سبورت (Tuttosport) الإيطالية.
بيلينغهام حصد 485 صوتًا من 500، ليظفر بالجائزة بنسبة 97٪ في اكتساح تام للأصوات، إذ لم يحقق تلك النسبة في تاريخ الجائزة سوى كيليان مبابي عام 2017.
تمنح توتو سبورت جائزة الفتى الذهبي منذ 2003 ويشارك في التصويت صحفيين فقط، من مختلف المجلات والجرائد الاوروبية مثل ليكيب وآس وبيلد وتلغراف.
وأصبح بيلينغهام ثالث لاعب إنجليزي يفوز بالجائزة المرموقة بعد مواطنيه واين روني من مانشستر يونايتد عام 2004، ورحيم ستيرلينغ من ليفربول عام 2014.
كما بات أول لاعب تاريخ ريال مدريد ينال جائزة الفتى الذهبي، وحافظ عليها في كنف الدوري الإسباني بعد أن حصدها نجما برشلونة بيدري وغافي في 2021 و2022.
فوز بيلينغهام بجائزة الفتى الذهبي جاءت بعد أسابيع قليلة من حصده جائزة ريموند كوبا لأفضل لاعب شاب في العالم، في حفل توزيع جوائز الكرة الذهبية 2023.
JUDE BELLINGHAM WINS GOLDEN BOY 2023
Of course he did ???? pic.twitter.com/Qz8AR2BfxH
— B/R Football (@brfootball) November 17, 2023
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: الدوري الإسباني ريال مدريد جائزة الفتى الذهبی
إقرأ أيضاً:
مصطفى الشيمي يكتب: كلب يونس
اسمه يونس . طفلٌ نشأ على ندرة الاستقرار؛ كل ما يرتبط به يختفي فجأة، وكل ما يعتاد عليه يفلت من يده في لحظة. يعيش مع جدّه في بيتٌ فاره قديم بقرية هادئة، بيتٍ يملؤه الصمت والذكريات أكثر مما يملؤه الحضور.
كان ولداً هادئ الطباع، يبحث دائمًا عن السكينة. قليل الكلام، يُفضّل الجلوس عند النافذة يراقب الطريق الترابي الممتد أمام البيت. لم يعرف الأصدقاء، أو ربما لم يُجِد الاحتفاظ بهم، إلى أن قرر في أحد الأيام أن يقتني كلبًا. أراد رفيقًا لا يرحل حين يعتاد عليه.
كان الفتى هو من سمّاه "كوبك". لم يختر الاسم صدفة ؛ وجده في كتابٍ قديم تحدّث عن المدن الباردة ، فأُعجب بصوت الكلمة ، وشعر أنها تُشبه لون عيني رفيقه الجديد ، هادئة وثابتة، كشيء لا يتغيّر.
جاء "كوبك"، الهَسكي الأبيض كالثلج، بعينين زرقاوين كنهار شتوي صافٍ لا يُنسى. جماله يلفت النظر، لكن خلف البريق كان هناك ضجيج مستمر؛ يعوي طوال الليل ثم يصمت بمجرد أن يراه. في السيارة، يجلس بجواره، يضع رأسه على كتفه، ينظر للطريق كحارس لكل فراغ عاشه قبل ظهوره.
لم يتحمّل الجد هذا الضجيج ، فهو يرى الأمر بعينٍ أخرى ، يرى الدنيا مكانًا مؤقتًا، كان يؤمن أن لا شيء يبقى في هذه الدنيا ، كل ما فيها يذهب: البشر، الأمان ، الابن ، حتى لو كان "كوبك" لن يغيّر له نظرته. وفي يومٍ ضاق ذرعًا، فَكَّ الرباط عن رقبة "كوبك" وطرده. الغريب أنه لم يتحرك خطوة واحدة نحو الخارج، ظلّ واقفًا عند الباب يراقب الداخل بعيونٍ حائرة. وحين بدأ الجد يدفعه بالقوة، كانت كل نظرة تقول:
"هناك من أريد البقاء لأجله."
لم يخرج "كوبك" إلا بعد ضربٍ قاسٍ. وعند آخر لحظة، التفت نحو النافذة. رأى الصديق الوحيد واقفًا خلف الزجاج لا يستطيع فعل شيء. هذه الالتفاتة كانت كافية لتزرع الشكّ في قلب "كوبك" : ربما لا أحد يبقى حقًا.
اختفى وتحوّل البيت إلى مساحةٍ فارغة. لم يمر يوم دون أن يبحث لوكا عنه في الطرق الجانبية وأطراف القرية. حتى فى الليالي البارده ، كان يصغي لأي صوت بعيد، يميز بين العواء الحقيقي والذكرى.
ذات ليلةٍ ساكنة ، تسلّل صوتٌ مألوف من الحقول البعيده، نبرة ضعيفة لكنها واضحة استيقظ فجأة كأن أحدهم ناداه باسمه. أسرع الفتى إلى الجد يخبره. لم يسأله كيف يعرف، نزل الجد معه، وسارا في طريق ضيق، حارة تتقابل فيها السيارات. كادوا يصطدمون أكثر من مرة، لكن الصوت قادهم كعلامة لا تخطئ.
ثم ظهر المشهد...
"كوبك" كان مربوطًا بسلسلة إلى جذع شجرة. أثر الحديد غائر في رقبته، الجسد هزيل، الأضلاع بارزة. العيون الزرقاء فقدت بريقها لكنها لم تفقد الحياة. لمعة صغيرة ظهرت حين اقترب الفتى، دمعة فرح مختلطة بضعفٍ شديد.
تجمّد لحظةً أمام المنظر. شعر بثقلٍ في صدره لا يعرف له وصفًا؛ هذا ليس الرفيق الذي غادر، بل ظلّه. أما الجد، فصمت طويلًا، يحمل في قلبه ندمًا مكبوتًا لا يُقال. الكبار لا يعترفون بأخطائهم… يصمتون فقط عند رؤية نتائجها، صمت يشبه الاعتراف والاعتذار دون كلمات.
عاد "كوبك" إلى البيت. لم يصدر صوتًا، لم يطلب طعامًا. اتجه مباشرةً إلى مكانه القديم عند الباب، تمدّد في نفس الرقعة كأنه عاد من سفر طويل. منذ تلك الليلة، صار الهدوء عادة جديدة فيه. لم يعد يعوي. صار يكتفي بنظرةٍ طويلة نحو من يحبّه، نظرة تفيض بالثقة أكثر من الكلام.
في كل مساء، يجلس الصديقان متقابلين. لا حديث مسموعًا بينهما، ومع ذلك هناك شيء واضح يتردّد في الهواء:
بعض الفقد يداويه الحضور، ولو تأخّر. وبعض الدروس تأتي من مخلوق لم يقل حرفًا واحدًا في حياته، لكنه فهم معنى العودة أكثر من الجميع.
أما يونس ، فقد تعلم شيئًا لم يكن يدركه قبل ذلك:
أن أكثر الذين يسكنون قلوبنا، لا يحتاجون للكلام كي يبقوا… يكفي أن ينظروا إلينا بطريقةٍ لا ينظر بها أحد.