الثورة نت:
2025-11-05@17:46:24 GMT

سيف اليمن يصنع الفرق

تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT

 

• كشفت ردود أفعال حكومات وحكام 57 دولة عربية وإسلامية على التوحش والإجرام الصهيوني المستمر بحق الشعب الفلسطيني في غزة، إلى أي مدى قد استفحل الوهن والذل في جسد الأمة وفي جهازها المناعي، حتى تعطلت حواس الإباء والكرامة والنخوة، في مشهد ضاج بالحسرة والألم بما يفوق حال غزة نفسها، التي وإن كانت تتعرض للإبادة الجماعية على مرأى ومسمع العالم، إلا أن الأخبار التي تنقل صور ومشاهد الصمود والثبات والإيمان إضافة إلى ما تسطره المقاومة من ملحمة بطولية، كلها تبعث على العزة والفخار وتشي بأمل الانتصار الموعود.


وإلى جانب المقاومة الفلسطينية في غزة والضفة الغربية، يأتي انخراط حزب الله في معركة طوفان الأقصى، وكذا المقاومة الإسلامية العراقية، ليخفف من وقع الحسرة على حال الدول والأنظمة العربية التي تداعت إلى قمة العجز والخذلان، فضاعفت من جراحنا وخيباتنا..
بيد أن المفاجأة السارة جاءت من اليمن دولة وشعباً وقائداً.. وهذا ما يجعلنا نتساءل، كيف أمكن لليمن أن يتخذ قرار الحرب مع إسرائيل انتصارا لفلسطين، وكيف أمكن لهذا البلد أن يشذ عن حالة الموات العربي والإسلامي، ويصنع هذا الفرق الذي بات حديث الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي؟.
قد لا يسعفنا التحليل المادي ومناهج التحليل السياسي، لكي نقدم تفسيرا موضوعيا لهذا التحول الكبير في المشهد اليمني، وقد تغيب عن الكثير العوامل التي منحت اليمن شارة التميز وهي تغادر مربع الوصاية والهيمنة الأمريكية التي جثمت منذ عقود على أمة كثيرة العدة والعدد، لكن فاعليتها كغثاء السيل أو كالزبد الذي يذهب جفاء ولا يمكث منه سوى النزر اليسير..
العامل الأول بنظري يتمثل بالقيادة ممثلة بالسيد عبدالملك الحوثي، فقد هب منتضياً السيف اليماني لا أشرا ولا بطرا، بل نصرة لشعب مسلم أمعن العدو في قتل نسائه وأطفاله، وهو يستغيث الأمة والإنسانية، فلا يجد جوابا شافيا.
ومن منطلق إيماني بحت يعلن السيد الحوثي دخول اليمن على خط المواجهة والنصرة، بما يتوافر لشعبها وحكومتها وجيشها من إمكانات محدودة لا يمكن مقارنتها حتى بإمكانات الدول العربية المجاورة لفلسطين.
كان بإمكان السيد القائد أن يتجنب التصعيد العسكري مع العدو الإسرائيلي والأمريكي، ولن يجد حرجا في ذلك، فاليمن ذاتها تتعرض للحرب العدوانية والحصار منذ تسع سنوات، وأي تحرك إيجابي من صنعاء لصالح فلسطين، يعني استمرار الحرب والحصار على اليمن وشعبه المظلوم.
وحين نقول أن سر الموقف اليمني يكمن في القيادة الحكيمة والشجاعة والإيمانية، فهذا ليس بسبب نقص في جينات الكرامة لدى شعوب أمتنا، ولكن بسبب الذلة والمسكنة التي يعيشها القادة من الملوك والرؤساء الذين لا يفكرون إلا في كراسي الحكم وملذات السلطة، فكانت النتيجة أن ضاعوا وأضاعوا الأمة في مرحلة فاصلة من تاريخها..
تأملوا في الصورة الجماعية للزعامات الكرتونية في قمة الرياض، وقارنوها بصورة سيد القول والفعل وهو يستنهض الشعب اليمني تلبية لنداء الثكالى في غزة، كما فعلها المعتصم وهو ينتصر للمرأة المسلمة حين صرخت: وا معتصماه !!
كان بإمكان هذه الزعامات أن تستفيد من الأوراق التي بيدها – وما أكثرها- فتصنع الفرق، لكنها اختارت الهوان والمهانة ولعنة الله والتاريخ، بينما سلك السيد القائد عبد الملك الحوثي طريق الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه ولم يبدلوا تبديلا.
لكن هل كان هذا القرار سهلا حين اتخذه السيد القائد ولم يتردد لحظة واحدة؟.
بالتحليل الموضوعي المادي، فإن اليمن لا تملك حدودا برية مع الكيان الصهيوني، ولا تملك مخزونا كبيرا من الأسلحة الاستراتيجية ذات الردع، بالمقارنة مع ترسانة العدو الذي يملك فائضا كبيرا منها، وخلفه دعم ومدد كبير من الولايات المتحدة الأمريكية صاحبة اليد الطولى في العالم عسكريا واقتصاديا.
إمكانات اليمن الاقتصادية متواضعة جدا، وبما لا يقارن مع دول الخليج مثلا، وهي تعيش أكبر كارثة إنسانية في العالم بفعل العدوان السعودي الأمريكي، وبتوصيف الأمم المتحدة نفسها. أضف إلى ذلك، فإن الأساطيل الأمريكية تجوب البحر الأحمر، وقد أرسلت تهديدات مباشرة إن حركت اليمن ساكنا دعما لفلسطين..
التحالف السعودي الإماراتي لا يزال يتربص باليمن مع مرتزقة العدوان، وربما يودون لو تطول مشاركة اليمن في هذه الحرب، فيتحينون فرصة الغدر وتحقيق ما عجزوا عنه خلال السنوات الماضية، وهذا سبب كاف لأن تحجم اليمن أو تتريث أو تعيد حساباتها..
غير أن كل هذه الاعتبارات كانت متضاءلة الوزن أمام العقيدة الإيمانية والثقافة القرآنية، وكذلك الثوابت التي التزمتها مسيرة أنصار الله منذ صرخة الشهيد القائد والمؤسس حسين بدر الدين الحوثي، وحتى اليوم.
هكذا أعلن السيد القائد موقف اليمن، فخرجت الجماهير في أكبر حشد شعبي مناصر لفلسطين دعما ومباركة لقرار القيادة، وهكذا أعلنت القوات المسلحة اليمنية عن عملياتها العسكرية في مواجهة طواغيت العصر، ورفعت من درجة التحدي باستخدام ورقة باب المندب بموقعه الاستراتيجي كمضيق يتحكم في الحركة من وإلى البحر الأحمر، علما أن اليمن حافظت على سلامة الملاحة الدولية بهذا الممر المائي طوال سنوات العدوان والحصار، ولكنها لجأت إلى هذا القرار الكبير والخطير إكراما لعيون ودماء فلسطين، ومهما تكن النتائج والعواقب.
وهكذا شذت عن الجمع المهزوم وتخلصت اليمن من وصمة العار الكبير الذي ارتدته الزعامات الكرتونية في موسم الرياض، فصنعت الفرق حينما التحقت عن جدارة بركب الشرفاء المقاومين، الذين لا يضرهم من خذلهم ما داموا مؤمنين بأن الله معهم وناصرهم.
وصح لسان الشاعر إبراهيم طلحة إذ يقول:
سَيف العروبة – في الأساسِ – يماني
فاضرب من الأعداء كل بنانِ
لم نَنْسَ في اليمنِ الروابط بَيْنَنا
وأخُوَّةَ الإسلامِ والإيمانِ
ما سُمّيَ السَّيف اليماني صدفةً
بل صيغت الألفاظ وفق معاني
* كاتب وباحث ودبلوماسي بالخارجية اليمنية

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

جماعة الحوثي ترد على تهديدات نتنياهو وتحذر إسرائيل من أي اعتداء على اليمن

قال القيادي البارز في جماعة الحوثي عبدالواحد أبو راس نائب وزير الخارجية والمغتربين في حكومة الجماعة غير المعترف بها إن الوزارة تتابع التصريحات المستمرة لمجرمي حرب كيان العدو الإسرائيلي التي تستهدف اليمن وشعبه.

 

وأضاف أبوراس في تصريح صحفي نقلته وسائل إعلام تابعة للجماعة إن أي اعتداء على اليمن من قبل العدو الإسرائيلي سيدخله، بعون الله، في معركة معقدة لن يتمكن من التحكم في مجرياتها.

 

وتابع "كيان العدو الذي تلطخت يداه بدماء الأبرياء من نساء وأطفال فلسطين وارتكب جرائم الإبادة الجماعية والتجويع التي يندى لها جبين الإنسانية لا يمثل تهديداً لدول المنطقة فحسب بل وللعالم بأسره وسيدفع ثمن ذلك مهما طال الزمن".

 

وجدد أبو راس تأكيد موقف اليمن المبدئي والثابت المساند للشعب الفلسطيني في غزة، مشيراً إلى أن اليمن يراقب عن كثب تنفيذ وقف إطلاق النار وأنه على أتم الجهوزية لاستئناف العمليات العسكرية في حال عاود العدو الاسرائيلي عدوانه على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

 

وامس الأحد توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بالعمل على إزالة التهديد الحوثي لإسرائيل والذي وصفه بأنه "تهديد كبير جدا" لبلاده.

 

وقال نتنياهو في تصريحات صحفية: "المكان الثالث الذي على الجمهور الإسرائيلي أن يوليه اهتمامًا ولم يولِه الجمهور الإسرائيلي اهتمامًا كافيًا، هو الحوثيون. الحوثيون يبدون كأمر تافه، ومن حين لآخر يطلقون علينا صاروخًا باليستيًا، يطلقون الصواريخ علينا".

 

وأضاف: "يبدو كأمر صغير، ليس أمرًا صغيرًا. إنه تهديد كبير جدًا. إنها حركة متعصبة بأقصى صورة يمكن وصفها".

 

وأوضح أن جماعة الحوثي، "لديها قدرة على إنتاج منظومات باليستية بنفسها وكذلك أسلحة أخرى، وهي ملتزمة، بما يسمونه، برنامج إبادة إسرائيل".

 

وتابع: "هذا ليس أمرًا نظريًا، إنه أمر يمكن أن يتطور مع الزمن. وهو بالطبع منسق مع إيران، وسنفعل كل ما يلزم لإزالة هذا التهديد أيضًا".

 

وختم بالقول: "بمعنى آخر، نحن نتحرك ضد محور لا يزال محطم، ومجروح لكن لا يزال يحاول تجديد خططه لإبادة إسرائيل، وسنحرمَه، بقيادة الأركان العامة، من القدرة على القيام بذلك".

 

وتأتي تصريحات نتنياهو، بعد يومين من تحذير وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، لجماعة الحوثي في اليمن، بعد أيام من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي رعته الولايات المتحدة في وقت سابق من شهر أكتوبر الماضي.

 

وقال كاتس -في كلمة ألقاها خلال حفل تخريج دفعة من ضباط الجيش الإسرائيلي في قاعدة باهاد 1 جنوب فلسطين المحتلة- إن "إسرائيل لم تقل كلمتها الأخيرة بعد، وسيدفع الحوثيين ثمناً باهظاً". وفق صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

 

وأضاف "الحوثيون سيدفون ثمناً باهظاً نتيجة محاولاتهم المتكررة لضرب الجبهة الداخلية الإسرائيلية".

 

وتتهم إسرائيل الحوثيين بمحاولة استهداف مناطق في جنوب ووسط البلاد بعد الحرب في غزة، في حين كانت الجماعة تؤكد أن عملياتهم تأتي "نصرةً للشعب الفلسطيني" وضمن ما يصفونه بـ"محور المقاومة".

 

وتعد تصريحات نتنتياهو، الأحدث ضمن سلسلة من التهديدات الإسرائيلية الموجهة ضد ميليشيا الحوثي، وسط مخاوف من اتساع دائرة الصراع الإقليمي إلى جبهات جديدة تشمل البحر الأحمر والقرن الإفريقي.


مقالات مشابهة

  • السيد القائد يكشف تفاصيل مخطط حرب التضليل الإعلامية التي يشنها العدو الصهيوأمريكي وكيف تم التصدي لها
  • السيد القائد: الشهادة تحمي الأمة وتدحض ثقافة التدجين وتعد بديلاً عن تقديم القرابين والتضحيات لخدمة الأعداء
  • السيد القائد: منطقتنا لن تشهد استقرارا طالما بقي الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين
  • روح التحدي والاستعداد.. كلمة السيد القائد عبدالملك الحوثي في ذكرى الشهداء تعيد بناء الجاهزية والمعنويات
  • السيد القائد: قادمون حتما على جولة مواجهة شاملة مع العدو الصهيوني
  • السيد القائد : العدو الصهيوني مستمر بالقتل والحصار رغم اتفاق غزة
  • كلمة هامة السيد القائد بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد
  • السيد القائد يبعث مذكرة لوزير الداخلية ..!
  • جماعة الحوثي ترد على تهديدات نتنياهو وتحذر إسرائيل من أي اعتداء على اليمن
  • اليمن.. تحذيرات من زيادة معدلات الجريمة بمناطق الحوثي