ذكرت وكالة رويترز الإخبارية، اليوم الجمعة، أن العديد من الفلسطينيين الذين يشقون طريقهم عائدين شمالاً نحو منازلهم، في ظل التحذيرات الاسرائيلية بإسقاط منشورات تحذرهم من العودة إلى منطقة تصفها بأنها لا تزال منطقة حرب خطيرة.

وأفادت الوكالة أن العديد من الأشخاص المبتهجين ولكن الحذرين يخرجون من ملاجئ مؤقتة مع بداية وقف إطلاق النار الذي يستمر أربعة أيام لبدء الرحلة الطويلة.

وفي مدينة خان يونس الجنوبية، التي تؤوي آلاف الأسر النازحة، بما في ذلك من شمال غزة الذي يتعرض لقصف شديد، امتلأت الشوارع بمئات الأشخاص الذين يتنقلون.

وحمل الرجال والنساء والأطفال أمتعتهم في أكياس بلاستيكية وأكياس تسوق وحقائب ظهر. جلست إحدى العائلات على ظهر عربة مليئة بالأكياس ويجرها حمار، ونظر بعض الناس إلى السماء وكأنهم يتأكدون من أنهم ليسوا في خطر التعرض لهجوم من الطائرات الحربية الإسرائيلية.

وقال أحمد وائل، الذي كان يسير مجهداً وعلى رأسه مرتبة كبيرة، لوكالة الأنباء:

أنا الآن سعيد للغاية، وأشعر بالراحة. سأعود إلى منزلي وقلوبنا مطمئنة، خاصة أن هناك وقف رسمي لإطلاق النار لمدة أربعة أيام أفضل من العودة للعيش في الخيام. أنا متعب جدًا من الجلوس هناك، دون أي طعام أو ماء. هناك [في المنزل] يمكننا أن نعيش، ونشرب الشاي، ونصنع الخبز بالنار والفرن.

إطلاق سراح 12 رهينة في ظل استمرار سريان الهدنة 


وفي سياق متصل؛ أعلنت رئيسة الوزراء التايلاندية، سريثا تافيسين، إطلاق سراح 12 رهينة. وقال في تدوينة على مواقع التواصل الاجتماعي:

وقد أكدت إدارة الأمن ووزارة الخارجية أن هناك 12 رهينة تايلاندية تم إطلاق سراحهم بالفعل. مسؤولو السفارة في طريقهم لإستلامهم خلال ساعة أخرى. ويجب أن يعرفوا أسمائهم وتفاصيلهم. يرجى البقاء على اطلاع.

أفادت وكالة أسوشيتد برس أن مئات الفلسطينيين الذين نزحوا إلى جنوب غزة يمكن رؤيتهم وهم يعودون إلى الشمال يوم الجمعة، مخاطرين بالرحلة بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.

ومع ذلك، قُتل اثنان بالرصاص على يد القوات الإسرائيلية، وأصيب 11 آخرون. وشاهد صحفي في وكالة أسوشيتد برس الجثتين والجرحى لدى وصولهم إلى المستشفى.

وقامت إسرائيل بتطويق شمال غزة وهاجمته، وضغطت على جميع المدنيين هناك لحملهم على المغادرة، وهو ما يحذر خبراء حقوق الإنسان في الأمم المتحدة من أنه يرقى إلى مستوى الترحيل القسري، وهو جريمة ضد الإنسانية.

وقال سفيان أبو عامر، الذي فر من مدينة غزة، لوكالة أسوشيتد برس إنه قرر المخاطرة بالتوجه شمالاً لتفقد منزله.

وقال: "ليس لدينا ما يكفي من الملابس والطعام والشراب". "الوضع كارثي. من الأفضل أن يموت الإنسان."

المصدر: قناة اليمن اليوم

إقرأ أيضاً:

من هو عيدان ألكسندر الجندي الأميركي الذي أسرته المقاومة بغزة؟

جندي إسرائيلي يحمل الجنسية الأميركية، ولد في تل أبيب عام 2003 وانتقل طفلا مع عائلته إلى الولايات المتحدة وترعرع في ولاية نيوجيرسي، وبعد حصوله على الثانوية العامة عام 2022 قرر العودة إلى إسرائيل والتحق بجيشها في مهمة على الحدود مع قطاع غزة، وهناك وقع أسيرا لدى المقاومة الفلسطينية بعد عملية طوفان الأقصى التي شنتها على مستوطنات غلاف غزة يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

المولد والنشأة

ولد عيدان ألكسندر يوم 29 ديسمبر/كانون الأول 2003 في تل أبيب لوالدين إسرائيليين هما عدي ألكسندر ويائيل ألكسندر، انتقلت عائلته إلى الولايات المتحدة عندما كان طفلا واستقرت في البداية بولاية ميريلاند المجاورة للعاصمة واشنطن.

وفي عام 2008 انتقلت العائلة إلى بلدة تينافلاي بمقاطعة بيرغن الواقعة في ولاية نيوجيرسي لكنها جغرافيّا تعتبر إحدى ضواحي مدينة نيويورك، ويبلغ عدد سكانها نحو 16 ألف نسمة، وتعد الأسرة عموما من الطبقة المتوسطة العليا وذات معدل دخل مرتفع.

نشأ عيدان ألكسندر في كنف عائلة من 5 أفراد، وله أخ اسمه ميكا وأخت اسمها روي.

يقول عنه والده "كان شابا أميركيا بامتياز، ورياضيا رائعا"، وفي تصريح آخر قال إن ابنه كان يستمتع بالسباحة وقضاء الوقت مع الأصدقاء وتشجيع فريق نيويورك نيكس.

وقد نظم ناشطون عشرات التجمعات في بلدة تينافلاي للمطالبة بإطلاق سراح عيدان ألكسندر.

جدة عيدان ألكسندر في مظاهرة جنوبي إسرائيل يوم 20 أبريل/نيسان 2025 للمطالبة بإعادة الأسرى من غزة (رويترز) الدراسة

شارك في حياته الدراسية ببطولات رياضية ومنافسات مع فريق السباحة المحلي، وكان منخرطا في أنشطة الحركة الكشفية، كما كان من مشجعي نادي نيويورك نيكس لكرة السلة، وسافر كثيرا إلى إسرائيل لزيارة جديه واحتفل ببلوغه سن الرشد هناك.

إعلان

تخرّج عيدان ألكسندر من مدرسة تينافلي الثانوية عام 2022.

العودة لإسرائيل والالتحاق بجيشها

مباشرة بعد حصوله على الثانوية العامة عام 2022 فاجأ عيدان ألكسندر عائلته بقرار عودته إلى إسرائيل، وهناك تطوع في صفوف الجيش الإسرائيلي، وقال والده إن ابنه لم يكن ملزما بأداء الخدمة العسكرية "لكنه أراد مساعدة إسرائيل".

عيدان ألكسندر ولد في تل أبيب لوالدين إسرائيليين عام 2003 (مواقع التواصل) يوم الأسر

في يوم السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 كان ألكسندر (20 عاما) متمركزا بزيه العسكري ضمن لواء غولاني في مهمة حراسة بموقع استيطاني بالقرب من كيبوتس نيريم قرب الحدود مع قطاع غزة.

وفي صباح ذلك اليوم تحدث ألكسندر هاتفيا مع والدته يائيل وأخبرها أن هناك إطلاق نار كثيفا، وأنه أصيب بشظايا في خوذته، لكنه أكد لها أنه بخير، قبل أن يقع أسيرا في أيدي المقاومة الفلسطينية التي شنت هجوما واسع النطاق على قواعد ومستوطنات الاحتلال الإسرائيلي.

وأسفر هجوم المقاومة يومها عن مقتل 1200 من العسكريين والمستوطنين الإسرائيليين واقتياد 250 أسيرا إلى قطاع غزة، بينهم 12 يحملون الجنسية الأميركية.

وفي الأيام الأولى التي تلت ذلك الهجوم لم يكن أفراد عائلة ألكسندر على علم بمكان وجوده، لكن مسؤولين إسرائيليين أبلغوهم بعد أسبوع أن ابنهم وقع أسيرا وتم اقتياده إلى غزة.

ولاحقا، راجت تسجيلات مصورة يظهر فيها ألكسندر محاطا بمقاتلين من كتائب عز الدين القسام الجناع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

الظهور الأول

بعد أكثر من عام على الهجوم بثت كتائب القسام يوم 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 تسجيلا لعيدان ألكسندر تحدث فيه عن معاناته وظروف احتجازه، ووجّه رسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وقال ألكسندر إنه محتجز لدى حماس منذ أكثر من 420 يوما، وخاطب نتنياهو "سمعتك تتحدث لشعب إسرائيل في الأخبار، وشعرت بإحباط شديد، سمعت أنك ستقدم 5 ملايين لمن يعيدنا أحياء، لكن ماذا عن حمايتك لنا بصفتنا مواطنين وجنودا؟ أنت أهملتنا".

إعلان

وأشار إلى أنه يعيش في خوف دائم، قائلا "حراسنا أخبرونا عن التعليمات الجديدة في حال وصول قوات الجيش إلينا، نحن نموت ألف مرة كل يوم ولا أحد يشعر بنا".

ووجّه كلامه إلى "شعب إسرائيل" قائلا "لا تهملونا، نريد العودة بعقل كامل إلى البيت، الخوف والعزلة يقتلاننا، من فضلكم اخرجوا للتظاهر كل يوم واضغطوا على الحكومة، حان الوقت لإنهاء هذا الكابوس".

كما توجه برسالة إلى ترامب قال فيها "أنا مواطن أميركي إسرائيلي محتجز في غزة، لطالما آمنت بقوة الولايات المتحدة، وأناشدك أن تستخدم نفوذك بكل الطرق للتفاوض من أجل حريتنا، كل يوم نقضيه هنا يبدو كأنه الأبد، والألم يتعاظم يوما بعد يوم".

وانتقد ألكسندر سياسات الإدارة الأميركية السابقة قائلا "لا ترتكبوا الخطأ الذي ارتكبه جو بايدن، الأسلحة التي أرسلها تقتلنا الآن، والحصار غير القانوني يفتك بنا"، مضيفا "لا أريد أن أنتهي ميتا مثل مواطني الأميركي هيرش".

وختم التسجيل برسالة عاطفية إلى عائلته قائلا "أمي، أبي، ميكا، جوي، جدي، جدتي، كل يوم يمر يزداد الوجع داخلي، أشتاق لكم بشدة، وأصلي كل يوم كي أراكم قريبا، كونوا أقوياء، فالوقت ينفد، لكن هذا الكابوس سينتهي يوما ما".

الظهور الثاني

وفي 12 أبريل/نيسان 2025 بثت كتائب القسام تسجيلا مصورا ثانيا لألكسندر يتهم فيه نتنياهو بالتخلي عن الأسرى في غزة وبعرقلة صفقة التبادل، وقال "الجميع كذبوا عليّ، شعبي وحكومة إسرائيل والإدارة الأميركية والجيش".

وأكد أن الوقت ينفد أمام الأسرى، وتابع "نعتقد أننا سنعود إلى الديار أمواتا، ولا أمل لدينا"، وأشار إلى أنه سمع قبل 3 أسابيع من ذلك البث أن حماس مستعدة لإطلاق سراحه، لكن إسرائيل رفضت وتركته أسيرا.

وهاجم ألكسندر رئيس الوزراء الإسرائيلي قائلا "كل يوم أرى أن نتنياهو يسيطر على الدولة مثل الدكتاتور"، كما عاتب ترامب وسأله "لماذا وقعت ضحية لأكاذيب نتنياهو؟".

إعلان أسير مفقود

وبعد 3 أيام على بث التسجيل المصور الثاني لعيدان ألكسندر أعلن الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة يوم 15 أبريل/نيسان 2015 فقدان الاتصال مع المجموعة الآسرة لألكسندر بعد قصف مباشر استهدف مكان وجودهم في قطاع غزة.

وأوضح أبو عبيدة -في منشور على تطبيق تليغرام– أن تقديرات الكتائب آنذاك تشير إلى أن "جيش الاحتلال يحاول عمدا التخلص من ضغط ملف الأسرى مزدوجي الجنسية بهدف مواصلة حرب الإبادة" على قطاع غزة.

المفاوضات والإفراج

وطوال الأشهر الأولى من ولاية ترامب الثانية كان الإفراج عن ألكسندر في صلب أغلب المفاوضات لوقف إطلاق النار بقطاع غزة، وفي 11 مايو/أيار 2025 أعلنت حماس أنه سيتم إطلاق سراحه إثر اتصالات مباشرة أجرتها مع الإدارة الأميركية.

وقالت الحركة في بيان إنه "في إطار الجهود التي يبذلها الإخوة الوسطاء" لوقف إطلاق النار في قطاع غزة "أبدت حماس إيجابية عالية"، مضيفة أن قرار إطلاق ألكسندر يأتي ضمن الخطوات المبذولة لوقف إطلاق النار وفتح المعابر وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة.

وأكدت حماس استعدادها للبدء الفوري في مفاوضات مكثفة، و"بذل جهود جادة للتوصل إلى اتفاق نهائي لوقف الحرب وتبادل الأسرى بشكل متفق عليه، وإدارة قطاع غزة من لجنة مهنية مستقلة، بما يضمن استمرار الهدوء والاستقرار سنوات عدة، إلى جانب الإعمار وإنهاء الحصار".

وأشاد ترامب بإعلان حماس عزمها الإفراج عن ألكسندر، وكتب في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي "أنا ممتن لكل من أسهم في تحقيق هذا النبأ التاريخي"، واصفا الإفراج عن الرهينة بأنه "بادرة حسن نية".

وأضاف "نأمل أن تكون هذه أولى الخطوات الأخيرة اللازمة لإنهاء هذا النزاع الوحشي"، كما أعرب عن أمله في إطلاق سراح جميع الأسرى وإنهاء القتال.

مقالات مشابهة

  • أبو عبيدة: عملية إطلاق النار غرب سلفيت تأتي في سياق الرد على جرائم الاحتلال وعدوانه
  • وزير خارجية مصر : نبذل جهود كبيرة للعودة لوقف إطلاق النار في غزة
  • وكالة.. الهدنة الأمريكية مع الحوثيين جاءت عقب معلومات استخبارية عن سعي الجماعة إلى مخرج
  • وصول 4 أفواج من حجاج النيل الأبيض لمدينة سواكن في طريقهم للأراضي المقدسة
  • رئيس البحر الأحمر: بنهاية العام الحالي سيكون هناك 19 منتجعا في البحر الأحمر وأمالا
  • ‏وكالة الأنباء الفلسطينية: إسرائيل اغتالت الصحفي حسن إصليح داخل غرفة علاجه في مجمع ناصر الطبي بخان يونس
  • الخارجية: قرار إطلاق سراح ألكسندر بادرة مشجعة للعودة إلى طاولة المفاوضات
  • مسؤول أمريكي: بعد الإفراج عن عيدان ألكسندر، سيكون هناك مفاوضات للتوصل لاتفاق أوسع
  • من هو عيدان ألكسندر الجندي الأميركي الذي أسرته المقاومة بغزة؟
  • تحت شعار المقاومة والتنمية.. إطلاق لائحة التنمية والوفاء في الهرمل