بعض اليمن؛ وكل الإيمان والحكمة والرجولة.
كل العروبة والإسلام والقيم الإنسانية.
بل سرُّ الله في اليمن، أشرف خلقه وأطهرهم.
سطروا بوعي وعزيمة وبشراسة نادرة أروع أسطورة في الأزمنة. وتفوقوا على كل الشعوب وتجاربها التاريخية، في الحروب والقتال والمقاومات على مر الدهور.
بعض اليمن نعم؛ وكلُّ الإيمان والرجولة والحكمة، تجسدت ساعة هبَّ اليمنيون يناطحون المستحيل، ويناصرون فلسطين وأهل غزة، ومن بعد ٢٠٠٠ كيلومتر.
اليمن فعلها!… أما هم فغدروا وناصروا عدو الله والإنسانية والعروبة والإيمان.
بعض اليمن؛ وكلُّ الفروسية والشجاعة والإيمان، وضعت اليمن في مصاف القوى الكبرى، القادرة على القيادة والفعل، في زمن إعادة هيكلة العرب والإقليم، بدءاً من الخليج ونجد والحجاز.
اليمن الذي تَنَكَّب مهمة النصرة، تعرض لحروب مدمرة منذ ٢٠٠٤. فقد تعرضت صعدة وأنصار الله لستة حروب ظالمة على يد النظام السابق، بتمويل وإسناد من أسر الخليج، وتخطيط وإدارة من أمريكا وإسرائيل. ثم تعرضوا لحرب أهلية ضروس، بذات القوى والأدوات والدعم. وشنَّت السعودية ومعها ٤٠ دولة وكل مرتزقة العالم، حرباً ظالمة وحصاراً قاسياً لسبع سنوات، بددت فيها مئات مليارات الدولارات، وبقيادة ضباط ومرتزقة أمريكيين وإسرائيليين، وبأوامر أمريكية.
اليمنيون متمرسون بالقتال منذ بدء الخليقة، وبالإيمان والحكمة.
علاقتهم بغزة تضرب جذورها في عميق التاريخ منذ سبأ ١٠٠٠قبل الميلاد. التي كان ساحل غزة جزء من أمنها، ومحطة تجارتها إلى اليونان والساحل الفينيقي، وامتدادات الفراعنة.
واليمنيون بناة العمران، فأُولى ناطحات السحاب في صنعاء وحضر موت، وأُولى السدود وشبكات الري.
أسياد البحار، فبلغوا أقاصي المعمورة، واستوطنوا الجزر، وأَثروا التجارة في الهند والصين وسواحل المتوسط والأطلسي.
وبرغم معاناتهم من الحروب الظالمة، والغزوات والحصار، ونهب ثرواتهم، رفضوا تقسيم اليمن. بل قلبهم وعينهم على الوحدة، واستعادة الأمجاد، وتكبير الجغرافية لا تفتيت المُقَسَّم، ورفضوا نُظُم المحاصصات ودساتيرها. وتحالفوا مع إيران، وبايعوا السيد حسن نصرالله، ولم يقبلوا أي إملاءات و تدخلات، ورفضوا النصائح التي لا تطابق رؤيتهم ومشروعهم، وأسقطوا كل الجهود والمحاولات التي بذلها السفراء والمندوبون.
برغم الفقر والجوع والعري، وما لحق بهم من تدمير للبنى التحتية، بما فيها المدارس والطرقات والجسور والمقابر، أعدوا ما استطاعوا من “قوة ومن رباط الخيل”، واستثمروا بثروتهم البشرية. فأتقنوا صناعة السلاح، وتمكنوا من أفضل أنواع الصواريخ للدفاع الجوي، وصواريخ البحر، وبلغوا الفرط صوتي، والمسيَّرات النوعية. سابقين أمريكا والأطلسي، وعلى تخوم ما أنجزته روسيا والصين!
ومن عجائبهم؛ أنهم لم يرتهبوا لتهويلات أمريكا، وعراضات قوتها الجوية والبحرية، ولا اهتزت شعرة من رؤوسهم لحلف الازدهار، ولإعلان العالم الانجلو ساكسوني الحرب عليهم. ولا انتقص من عزائمهم عراضات نتنياهو الجوية، بشراكة وإدارة من البنتاغون وأعوانه. ولا ترددوا أو خافوا من قصف المطارات والموانئ وشركات الطاقة والمعامل وخزانات الوقود والمشافي.
بحنكة وحكمة واقتدار، وبوعي ثوري، حَفزوا ناسهم على التظاهر الأسبوعي، وأَمنوا التعبئة الوطنية الشاملة. وصارت الشوارع والساحات تفيض بالملايين أسبوعياً، وتبايع القيادة، وتهتف “الموت لإسرائيل؛ الموت لأمريكا”
عُدَّتُهم كاملة وحيوية، من الرجال والسلاح، وقرروا خوض البحر، وتحدي المستحيل.
لم يتهيبوا استشهاد السيد حسن نصر الله، ولا ارتهبوا لخروج لبنان والعراق وسورية من وحدة الجبهات وانكفائهم، ولا تحسبوا أو ترددوا بسبب استراتيجيات إيران في الصبر والبصيرة، وتحمل الضربات والمناورة لمنع وقوع الحرب العظمى.
قرروا من رؤوسهم، ولإرادتهم والتزاماتهم، العودة لنصرة غزة. وأمطروا إسرائيل بما تيسر من المسيَّرات النوعية، والصواريخ الفرط صوتية وأخواتها.
لم يتحسبوا ولا تخوفوا، من كذبة تفوق إسرائيل، وأمريكا، والعالم الانجلو ساكسوني الظالم بالقوة النارية، أو بالسيطرة الالكترونية والسيبرانية، ولا خافوا على قياداتهم وكوادرهم وعائلاتهم.
يَّمموا وجوههم نحو السماء، مقتنعين أنهم من “خير أمةٍ أُخرِجت للناس”.
واستجابوا لنداء الله في كتابه العزيز، وعملوا بإلزام الآية الكريمة؛ {ما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين..}
فالقتال لنصرة غزة ومستضعفيها هو القتال في سبيل الله. لا قتل المسلمين والعرب، ونشر الفوضى، لتخديم إسرائيل، وتحقيق غايات ومصالح أمريكا، واستعبادها، وظلمها للشعوب، وتدميرها للأمم.
عشرون سنة ونيف وهُم على السلاح، وفي الميادين. وبِعُرفِهم أفضل الحروب وأطهرها قتال الباغي، والمُتسبب بتخلف الام’ وتقسيمها وتجزئتها، ونهب ثرواتها وسيادتها وحقوقها.
عقلانيتهم وحكمتهم جعلتهم يديرون الظهر والآذان عن دعواتٍ صبيانه لفتح حرب ضد التقسيميين والمرتزقة من إخوتهم اليمنيين. ولا قَبِلوا استهداف السعودية والإمارات وقطر والأخريات، التي ابتلتهم بالغزو والحصار والتجويع. وبِعُرفِهم هذه مهمة آجلة، وسيتحقق هدف توحيد اليمن، وتَمكُنه، واستعادته لحقوقه، ومكانته من الجميع، بعد إلحاق الهزيمة بإسرائيل، وكسر عنجهية وأذرع وعناصر قوة أمريكا بنفسها وبعالمها الانجلو ساكسوني، ومرتزقته وأذرعه.
قهقهوا في سرهم وبالعلن، عندما استمعوا لتهديدات ترامب، وحشوده من الأساطيل والطائرات الاستراتيجية. وشكروا الله على غباه ترامب، فالمُنازلة في البحار الحاكمة مع أمريكا، وهي تُرهب الدول والأمم والشعوب، وإلحاق الهزيمة بها خير فعلٍ، وإنجازٌ عبقري، وفرط استراتيجي. سيؤمن ليمن الحكمة والإيمان موقعاً مؤسساً وحاكماً، ويعود سيد البحار. فقد تجرأ، وقاتل الانجلوساكسون، المَهمة التي لم يفعلها سواهم منذ ٤٠٠ سنة!
بعد سبعة أسابيع من حماقة ومغامرة ترامب، اشتبك فيها اليمنيون باقتدار على جبهتين في البحر والجو مع أمريكا، وأطبقوا الحصار الجوي إلى البحري على إسرائيل نصرةً لغزة، اضطر ترامب أن يعلن وقف حربه وهزيمته، وأَرفق الإعلان بإشارات دالة، وخطوات جادة لفك العلاقة مع نتنياهو وإسرائيل. وبدأ جولة بطش وتهميش بضباط وبيروقراطية البنتاغون، وغيَّر من لهجته بإزاء إيران، والاعتداء عليها، وأَكد رغبته باتفاق نووي سلمي
تلك أُولى مؤشرات إنجازات اليمن العبقرية والفرط استراتيجية. فلو انتصر ترامب لأقدم على تدمير إيران، ولفوض نتنياهو بالشرق الأوسط، وأسنده في تصفية القضية الفلسطينية، وتهجير أهل غزة والضفة.
في اليمن، وفي غزة وشعبها الأبدي، ومقاومتها الأسطورية، ورجالها النادرون، وضع الله سره في أشرف وأطهر خلقه.
فغزة واليمن يهزمون إسرائيل، ويقهرون أمريكا وعالمها الانجلو ساكسوني مجتمِعاً، وهو في أقوى قوته، ومهيمن عالمياً. ويحاربون بفطنة واقتدار، فيصنعون ما كان بِعُرف المهزومين والمترددين وتجار الوطنية والقومية والدين مستحيلاً. ويبددون الأكاذيب والأوهام، ويعلِّمون الأمم والشعوب كيف تُنتزع الانتصارات التاريخية، وكيف يكون الصبر والمقاومة والقتال.
فنصر اليمن محقق ومعاش، وغزة على عتبة نصر مُجَلَّل وتاريخي، يفتح أبواب القدس وفلسطين لزمن التحرير.
تذكروا واحفظوا جيداً مقولة؛ أنَّ المنتصر يكتب التاريخ، وهذه المرة، هو مَن يقود ويقرر المستقبل
باي باي أمريكا
باي باي إسرائيل، ونُظم الرِدَّة والخيانة المتساندة مع إسرائيل، لتأمين مصالح الغرب وشركاته على حساب الأمة والشعوب.
فإرادة الله ورميته المحكمة أن فَوَّض غزة واليمن.
* كاتب لبناني
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
ما موقف ألمانيا من الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟
سلّط معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام الضوء على تنامي صادرات ألمانيا العسكرية إلى إسرائيل وموقف برلين من الإبادة الجماعية في غزة، وذلك على هامش زيارة المستشار الألماني فريدريش ميرتس إلى إسرائيل أمس الأحد، في أول زيارة له منذ تولّيه منصبه في مايو/أيار الماضي.
وتأتي الزيارة بعد أيام من تراجع برلين عن قرار تعليق جزء من صادراتها الدفاعية إلى إسرائيل، وتعد ألمانيا ثاني أكبر مورّد سلاح لها بعد الولايات المتحدة، وخامس أكبر شريك تجاري لها، ومن أكثر داعمي إسرائيل إخلاصا..
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تلغراف البريطانية تتابع لغز الصيادين المفقودين في غزةlist 2 of 2كاتب بهآرتس: إعلام إسرائيل يستخف بالفلسطينيين ويكرس الأبارتايدend of listمبيعات الأسلحة الألمانية لإسرائيلوفقا للمعهد، كانت الولايات المتحدة أكبر مصدّر للأسلحة إلى إسرائيل بين عامي 2019 و2023، حيث قدّمت 69% من المعدات العسكرية، بينما جاءت ألمانيا في المرتبة الثانية بنسبة 30%. هذان البلدان يوفّران نحو 99% من واردات إسرائيل من الأسلحة.
في عام 2023، وافقت الحكومة الألمانية على 308 تراخيص لتصدير الأسلحة إلى إسرائيل بقيمة 326.5 مليون يورو (380 مليون دولار)، أي ما يزيد 10 أضعاف عن 32.3 مليون يورو (38 مليون دولار) في عام 2022.
منذ عام 2003، صدرت ألمانيا لإسرائيل أسلحة بقيمة 3.3 مليارات يورو (3.8 مليارات دولار)، وكانت صادراتها تتركز أساسا على المعدات البحرية، بما في ذلك طرادات "ساعر 6" التي استُخدمت في مهاجمة غزة وفرض حصار بحري.
كما تستخدم إسرائيل غواصات من طراز "دولفين" الألمانية الصنع، والتي تُعد الدعامة الأساسية لأسطول الغواصات في البحرية الإسرائيلية.
بالإضافة إلى ذلك، صدّرت ألمانيا لإسرائيل مجموعة واسعة من الذخائر الصغيرة؛ فقد استخدم الجيش الإسرائيلي قاذف الصواريخ المحمول على الكتف "ماتادور" الألماني الصنع منذ عام 2009، إلى جانب صواريخ ومحركات للدبابات وغيرها من العربات المدرعة.
إعلانأفادت بلومبيرغ في 3 ديسمبر/كانون الأول بأن إسرائيل ستزوّد ألمانيا بمنظومة الدفاع الصاروخي الباليستي بعيدة المدى "آرو 3". وتتيح هذه الخطوة لألمانيا الوصول بشكل مستقل إلى هذا السلاح المتطور، وتشكل أول صفقة شراء كبيرة بعد إعادة برلين النظر في قدراتها الدفاعية نتيجة غزو روسيا لأوكرانيا عام 2022.
تزيد قيمة الاتفاق، الذي وُقّع قبل أكثر من عامين ويُعد أكبر صفقة تصدير دفاعية في تاريخ إسرائيل، على 3.6 مليارات يورو (4.2 مليارات دولار)، ويشمل أنظمة إطلاق ورادارًا وذخائر.
اعتُبر قرار ميرتس في 8 أغسطس/آب تعليق إصدار تراخيص تصدير الأسلحة لإسرائيل تحولا كبيرا في سياسة الدفاع الألمانية. في ذلك الوقت، شدد ميرتس على أن ألمانيا لم يعد بإمكانها تجاهل التدهور المتزايد للوضع الإنساني في غزة، ولكنه أكد على مواصلة دعم ما اعتبره "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها" وأشار إلى ضرورة الإفراج عن الأسرى لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
ردا على ذلك، قال نتنياهو إن ألمانيا تكافئ حماس وتفشل في تقديم الدعم الكافي لحرب إسرائيل "العادلة".
في 24 نوفمبر/تشرين الثاني، ألغت ألمانيا قيود تصدير الأسلحة، بدعوى أن غزة أصبحت الآن "مستقرة" عقب الهدنة، لكنها أضافت أن القرار مشروط بالالتزام بالهدنة وتقديم مساعدات إنسانية واسعة النطاق.
لكنّ الإبادة الإسرائيلية لم تتوقف منذ بدء الهدنة في أكتوبر/تشرين الأول. فقد قتلت الهجمات الإسرائيلية ما لا يقل عن 360 فلسطينيا وأصابت 922، مع توثيق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة لـ591 انتهاكا للهدنة من قبل القوات الإسرائيلية. وتواصل إسرائيل تقييد المساعدات، إذ تسمح بدخول 20% فقط من الشاحنات المقررة إلى غزة.
وفي كلمته بمنتدى الدوحة يوم السبت، حذر رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني من أن هدنة غزة تمر بـ"لحظة حرجة" وقد تنهار بدون تحرك سريع نحو اتفاق سلام دائم.
وقال الشيخ محمد إن ما يجري على الأرض لا يعدو أن يكون مجرد "وقف مؤقت" للأعمال العدائية وليس وقفا حقيقيا لإطلاق النار.
ما أبرز الصادرات والواردات بين إسرائيل وألمانيا؟ألمانيا هي خامس أكبر وجهة للصادرات الإسرائيلية وأكبر شريك تجاري لإسرائيل في أوروبا، مع تجارة نشطة في مجالات التكنولوجيا والآلات والأدوية. وتشير البيانات إلى أن إسرائيل صدرت إلى ألمانيا سلعا بقيمة 2.64 مليار دولار في عام 2023، معظمها في مجال التقنيات المتقدمة والأجهزة الإلكترونية.
وفي العام نفسه، صدرت ألمانيا لإسرائيل بضائع بقيمة 5.5 مليارات دولار، معظمها آلات وإلكترونيات، تليها السيارات والمنتجات الدوائية.
كما تستثمر ألمانيا بنشاط في التكنولوجيا الإسرائيلية من خلال رأس المال المغامر، والتعاون في البحث والتطوير، وشراكات مع شركات ألمانية كبرى مثل سيمنز وباير.
احتجاجات ألمانيا بشأن إسرائيل وفلسطينبعد هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، كان أولاف شولتس، المستشار الألماني السابق، أول زعيم من دول مجموعة السبع يزور إسرائيل، مؤكدا على "حقها في الدفاع عن نفسها". ومع ذلك، يرى خبراء الأمم المتحدة أن إسرائيل لا يمكنها تبرير استخدام هذا الحق ضد الفلسطينيين لأنها قوة محتلة.
إعلانوشنت السلطات الألمانية حملة قمع على جميع مظاهر الدعم لغزة خلال السنتين الماضيتين من حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على القطاع. فبالتوازي مع دعمها السياسي والعسكري لإسرائيل، استهدفت ألمانيا المنتقدين في الداخل، فاعتقلت المحتجين بانتظام ومنعت الفعاليات التي تدعم الحقوق الفلسطينية.
وعلاوة على ذلك، قالت ألمانيا إنها لا تخطط للاعتراف بدولة فلسطينية، على عكس 10 دول أوروبية وغربية قامت بذلك هذا العام.
منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، شهدت ألمانيا 801 احتجاج ترتبط بالقضية الإسرائيلية الفلسطينية، منها 670 احتجاجا مؤيدا لفلسطين و131 مؤيدا لإسرائيل، وفق بيانات مركز تحديد مواقع النزاعات والأحداث.
تصويتات ألمانيا بشأن غزة في الأمم المتحدةغالبا ما يُنظر إلى دعم ألمانيا لإسرائيل على أنه نابع من علاقة تاريخية خاصة، ويعود هذا الدعم إلى أعقاب الحرب العالمية الثانية والفظائع التي ارتكبها النازيون خلال المحرقة اليهودية.
بعد الحرب، سعت جمهورية ألمانيا الاتحادية حينها إلى مواجهة ماضيها من خلال توقيع اتفاق تعويضات مع المجتمع اليهودي في عام 1952.
وفي الجمعية العامة للأمم المتحدة، تميل ألمانيا إلى تبني إستراتيجية تصويت حذرة، حيث تمتنع عن التصويت في بعض الحالات لتجنب عزل إسرائيل بالكامل، بينما تصوّت بـ"نعم" على القضايا التي تدعم التزامها بحل الدولتين والاحترام الكامل للقانون الدولي.
كانت هناك 7 قرارات على الأقل تتعلق بغزة والوضع الأوسع في فلسطين منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023. امتنعت ألمانيا عن أربعة من هذه القرارات وصوّتت لصالح ثلاثة، والقرارات كالآتي:
27 أكتوبر/تشرين الأول 2023: قرار يدعو إلى "هدنة إنسانية" وحماية المدنيين في غزة. صوّت 121 لصالحه، 14 ضد، و44 امتنعت عن التصويت، وقد امتنعت ألمانيا عن التصويت. 12 ديسمبر/كانون الأول 2023: قرار يطالب بوقف فوري لإطلاق النار والإفراج غير المشروط عن جميع الأسرى. صوّت 153 لصالحه، 10 ضده، و23 امتنعوا، وألمانيا امتنعت عن التصويت. 10 مايو/أيار 2024: قرار يرقّي عضوية فلسطين في الأمم المتحدة. صوّت 143 لصالحه، 9 ضده، و25 امتنعوا، وألمانيا امتنعت عن التصويت. 18 سبتمبر/أيلول 2024: قرار يطالب إسرائيل بإنهاء "الوجود غير القانوني" في الأراضي الفلسطينية المحتلة. صوّت 124 لصالحه، 14 ضده، و43 امتنعوا، وألمانيا امتنعت عن التصويت. 11 ديسمبر/كانون الأول 2024: قرار يطالب بوقف فوري لإطلاق النار والإفراج غير المشروط عن جميع الأسرى. صوّت 158 لصالحه، 9 ضده، و13 امتنعوا، وصوّتت ألمانيا لصالحه. 11 ديسمبر/كانون الأول 2024: قرار تؤكد فيه الجمعية العامة دعمها الكامل لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا). صوّت 159 لصالحه، 9 ضده، و11 امتنعوا، وصوّتت ألمانيا لصالحه. 12 يونيو/حزيران 2025: قرار يطالب بوقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار في غزة. صوّت 149 لصالحه، 12 ضده، و19 امتنعوا، وصوّتت ألمانيا لصالحه.