بقلم: تاج السر عثمان بابو

(١)
اشرنا في مقال سابق إلى حصاد سياسات الفترة الانتقالية التي قادت للحرب، وضرورة تجاوزها والخروج منها حتى لا نعيد إنتاج الأزمة والحرب. فمن خلال رصد النشاط لتلك القوى التي نفذت تلك السياسات في الفترة الانتقالية كما هو الحال في قيادة الجيش والدعم السريع.، ونشاط “الفلول” لتاجيج نار الحرب، واجتماع تجمع القوى المدنية ( تقدم)، واجتماع قوى الحرية والتغيير الأخير في القاهرة، وَجولات قادتها في دول جنوب السودان واثيوبيا وكينيا وغيرها، كل هذا النشاط المتزامن مع محادثات جدة التي انضم لها الاتحاد الأفريقي و”الإيجاد”، والمدعوم من امريكا وحلفائها الإقليميين والدوليين بهدف، كما تم الإعلان، لوقف الحرب وتوصيل المساعدات الإنسانية والوصول لتسوية سياسية من خلال حوار بمشاركة واسعة.


اي أنها تعيد الاتفاق الإطاري بشكل أو آخر.
لكن كعب اخيل في أن ما يجري يقود للسياسات نفسها كما اشرنا لها سابقا التي تعيد إنتاج الحرب والازمة، وتعصف بوحدة السودان التي اصبحت في مهب الريح.
بالتالي مع اهمية وقف الحرب وتوصيل المساعدات الإنسانية، من المهم الخروج من هذه الحلقة الجهنمية، وترسيخ الحكم المدني الديمقراطي والسلام، فما هو المخرج؟

(٢)
لمخرج من تلك السياسات :
أوسع تحالف قاعدي جماهيري لوقف الحرب واسترداد الثورة ، يستند التحالف علي تجاربنا السابقة، ويسير قدما بعد إسقاط حكومة الأمر الواقع الانقلابية نحو اقامة البديل المدني الديمقراطي الهادف للتغيير الجذري ، ومواصلة الثورة حتى تحقيق الأهداف التالية:
أ – وقف الحرب وتوصيل المساعدات الإنسانية، وتجسين الأوضاع المعيشية والاقتصادية ، وصرف مرتبات العاملين، وتركيز الأسعار مع زيادة الأجور التي تآكلت،.
– رفض توصيات صندوق النقد الدولي في تخفيض العملة والخصخصة ، ورفع الدعم عن التعليم والصحة والدواء ، وزيادة المحروقات التي ترفع أسعار كل السلع.
– دعم التعليم والصحة والدواء، وتغيير العملة ، وتخفيض منصرفات الأمن والدفاع، وخروج الجيش والدعم السريع من السياسة والاقتصاد، وتخفيض منصرفات القطاعين السيادي والحكومي، وزيادة ميزانية التعليم والصحة والدواء والتنمية، وضم كل شركات الذهب والبترول والمحاصيل النقدية والماشية والاتصالات وشركات الجيش والأمن والدعم السريع لولاية وزارة المالية.
– زيادة الصادر وتقليل الوارد الا للضروري، وتقوية الدور القيادي للقطاع العام والتعاوني اضافة للمختلط والخاص، ودعم الإنتاج الزراعي والصناعي والخدمي والنقل لتوفير فرص العمل للعاطلين، وتقوية الجنية السوداني، سيطرة بنك السودان علي العملات الأجنبية . الخ، والغاء قوانين الاستثمار 2021 وقانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص 2021 ، وقانون التعدين الهادفة لنهب ثروات البلاد وأراضيها الزراعية.
ب – تقديم مجرمي الحرب للمحاكمة، إلغاء كل القوانين المقيدة للحريات، القصاص لشهداء مجزرة فض الاعتصام وبقية الشهداء ، وإجازة قانون ديمقراطي للنقابات، واصلاح النظام القانوني والعدلي وتكريس حكم القانون، وإعادة هيكلة الشرطة وجهاز الأمن، وتحقيق قومية ومهنية الخدمة المدنية والقوات النظامية ، وحل كل المليشيات وجمع السلاح وفق الترتيبات الأمنية، وعودة المفصولين من العمل مدنيين وعسكريين، وتسليم البشير ومن معه للجنائية الدولية، ورفض المحاصصة في تكوين التشريعي.
– اضافة لتحقيق أوسع تحالف للدفاع عن الحقوق والحريات الأساسية، ومراجعة كل الاتفاقات السابقة حول الأراضي التي تصل مدة ايجارها الي 99 عاما!!، ومراجعة اتفاقات التعدين للذهب التي تنال فيها ال؛ ركزت ٧٠٪،
– إلغاء القانون الجنائي للعام 1991 ، والعودة لقوانين 1974 مع تطويرها، الموافقة علي “سيداو” بكل بنودها ، قومية ومهنية الخدمة المدنية.
– تمثيل المرأة بنسبة 50% في كل المواقع الحكومية والتشريعية ، ومساواتها الفعلية مع الرجل.
– وثيقة دستورية جديدة تؤكد النظام الديمقراطي البرلماني والحكم المدني الديمقراطي ، وتضمن الديمقراطية والحقوق والحريات الأساسية…
ج – تحقيق السلام بالحل الشامل والعادل الذي يخاطب جذور المشكلة وينجز التحول الديمقراطي ، ودولة المواطنة التي تسع الجميع، وتفكيك التمكين ، والتنمية المتوازنة، وتحديد نصيب المجتمعات المحلية من عائدات الذهب والبترول.الخ لتنمية مناطقها، والعدالة والمحاسبة علي جرائم الحرب والابادة الجماعية وتسليم البشير ومن معه للجنائية الدولية، وقيام المؤتمر الدستوري في نهاية الفترة الانتفالية الذي يحدد شكل الحكم في البلاد، وهوّية البلاد وعلاقة الدين بالدولة.الخ، والتوافق علي دستور ديمقراطي قانون انتخابات ديمقراطي ، يتم علي أساسه انتخابات حرة نزيهة في نهاية الفترة الانتقالية، وعودة النازحين لقراهم وتوفير الخدمات لهم ” تعليم ، صحة، مياه، كهرباء، خدمات بيطرية.الخ”، حل كل المليشيات وجمع السلاح ، وقيام المؤتمر الجامع الذي يشارك فيه الجميع من حركات وقوي سياسية ومنظمات مدنية وجماهير المعسكرات، للوصول للحل الشامل الذي يخاطب جذور المشكلة، ووقف التدخل الخارجي..
د- – تحقيق السيادة الوطنية والعلاقات الخارجية المتوازنة بإلغاء كل الاتفاقات العسكرية الخارجية التي تمس السيادة الوطنية، والخروج من محور حرب اليمن وسحب قواتنا منها، وقوات الأفريكوم ، واستعادة كل الأراضي السودانية المحتلة ( الفشقة ، بني شنقول ، حلايب ، شلاتين “، الغاء الاتفاقيات لقيام القواعد العسكرية البحرية لروسيا وأمريكا، والحلف العسكري مع مصر ، الغاء التطبيع مع اسرائيل ، والابفاء علي قانون مقاطعة اسرائيل 1958 الذي أجازه برلمان منتخب، وحماية منشآت السودان المائية واراضيه من خطر سد النهضة، واتفاق ملزم لمد السودان بالكهرباء والمياه الكافية لمشاريع السودان الزراعية والعمرانية، ووقف المخطط لتأجير الميناء ، وقيام قاعدة لتركيا في سواكن.
وقيام علاقاتنا الخارجية علي أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون الدول الأخري..

الوسومتاج السر عثمان بابو

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

إقرأ أيضاً:

تقرير لـThe Telegraph: هذه هي خيارات إسرائيل للحرب مع حزب الله..

رأت صحيفة "The Telegraph" البريطانية أن "الصراع الطاحن على الحدود اللبنانية الإسرائيلية أصبح موضع تركيز حاد في الأيام الأخيرة بعد أن وصلت الضربات عبر الحدود إلى مستوى جديد من الشدة باستخدام أسلحة أكبر وأكثر تطوراً، مما عمّق المخاوف من صراع شامل بين حزب الله وإسرائيل أو حتى حرب إقليمية. ويوم السبت، أعلن حزب الله مسؤوليته عن شن 10 هجمات على الأقل في شمال إسرائيل وادعى أنه أطلق وابلاً من صواريخ فلق-2 الثقيلة على قاعدة عسكرية في بيت هليل. وإذا ثبتت صحة ذلك، فسيكون هذا أول استخدام لهذا السلاح الذي يتم تصنيعه في إيران ويتميز برأس حربي يزن 60 كيلوغرامًا ومدى يصل إلى 11 كيلومترًا".
وبحسب الصحيفة، "في وقت سابق، صُدمت إسرائيل عندما قُتل جندي إسرائيلي وأصيب 10 آخرون في بلدة حرفيش بعد أن شن حزب الله هجوماً بطائرات مسيّرة مفخخة. ودفع الغضب الشعبي بسبب حرائق الغابات الهائلة التي أثارتها الصواريخ القادمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى التوجه إلى بلدة كريات شمونة الشمالية المهجورة القريبة يوم الأربعاء. ولدى وصوله، هدد برد "قوي للغاية" و"إجراء قوي" لاستعادة الأمن في الشمال. ورغم أن المواجهة المنخفضة الحدة على الحدود الشمالية أصبحت غير محتملة، فإن قليلين يعتقدون أن الحكومة الإسرائيلية، باستثناء عناصرها الأكثر تطرفاً، تريد فتح جبهة ثانية في حربها التي دامت ثمانية أشهر".
وتابعت الصحيفة، "أشار حزب الله الأسبوع الماضي، من خلال نائبه الشيخ نعيم قاسم، إلى أن المجموعة المدعومة من إيران لا تسعى إلى توسيع الصراع مع إسرائيل، لكنها لن تنسحب من الحدود اللبنانية حتى تنتهي الحرب في غزة. ولكن موافقة قيادة حماس في غزة على اتفاق وقف إطلاق النار الذي تدعمه الولايات المتحدة والذي من شأنه أن يوقف الأعمال العدائية في مقابل عودة الرهائن الإسرائيليين والسجناء الفلسطينيين يظل بعيد المنال. وفي حين نجح الجانبان من الحدود اللبنانية الإسرائيلية حتى الآن في السيطرة على الصراع الذي يخرج عن نطاق السيطرة، يحذر الخبراء من أن الجولة الأخيرة من الاستراتيجيات الصارمة تهدد بدفع المنطقة إلى حرب كبرى".
وأضافت الصحيفة، "قال البروفيسور يوسي ميكيلبيرج، الزميل المشارك في مركز تشاتام هاوس البحثي إن "مشكلة الحرب المنخفضة الحدة هي أنها عرضة لسوء التقدير والتصعيد، وفي الأيام القليلة الماضية وصلت إلى مستوى خطير حقًا". وأضاف: "إنها لحظة حساسة للغاية بين الطرفين. ومن الناحية المنطقية، لا يرغب أي من الطرفين في مواجهة بعضهما البعض في حرب شاملة، لكن السؤال هو عند أي مرحلة سيعبران نقطة اللاعودة". ولم تتمكن إسرائيل من فصل الوضع في الشمال عن الجنوب، مما تركها في "حلقة مفرغة"، كما قالت سيما شاين، وهي مسؤولة كبيرة سابقة في الاستخبارات الإسرائيلية. وأضافت: "لم يتم اتخاذ قرار بعد، لكن يمكنني أن أقول لكم إن هناك ضغطًا متزايدًا في المؤسسة الأمنية للتوجه نحو شيء أوسع". واقترحت أن يشمل ذلك مزيجا من الضربات الجوية والعملية البرية لتلبية المطالب المتزايدة لإنشاء منطقة عازلة على الجانب اللبناني من الحدود".
وبحسب الصحيفة، "أشارت شاين إلى أنه في حين كان هناك حديث عن توسيع هذه المنطقة للوفاء بشروط قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701 لعام 2006، والذي يلزم حزب الله بالانسحاب شمال نهر الليطاني، على بعد حوالي 18 ميلاً من الحدود الإسرائيلية، فمن المرجح أن تكون المنطقة العازلة أضيق.وأضافت أن لدى إسرائيل، في الوقت نفسه، "معلومات استخباراتية جيدة" حول مواقع أهداف حزب الله، لكنها واجهت نفس الظاهرة التي واجهتها في الجنوب، وهي أن المسلحين اندمجوا في المجتمعات المحلية، مما يزيد من خطر وقوع خسائر في صفوف المدنيين".
وتابعت الصحيفة، "قال العميد عساف أوريون، الرئيس السابق للقسم الاستراتيجي في الجيش الإسرائيلي، إن الهجوم سيشمل على الأرجح "ضربات دقيقة واسعة النطاق تعتمد على معلومات استخباراتية على أهداف تابعة لحزب الله في كل أنحاء لبنان ومناورة برية لتدمير جيشه وقمع إطلاق الصواريخ القصيرة المدى".لكن التوصل إلى اتفاق سياسي في الشمال قد يكون في متناول اليد إذا تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع حماس، كما أشار أبراهام ليفين، المحلل في مركز ألما للأبحاث والتعليم".
الاتفاق الدبلوماسي مع لبنان
وبحسب الصحيفة، " قال ليفين إنه في حين أن هذا من شأنه أن يسمح للإسرائيليين في الشمال "بالعودة إلى حياتهم الطبيعية"، إلا أنه لن يزيل التهديد الطويل المدى الذي يشكله حزب الله. ويمكن لإسرائيل أيضاً أن تسعى إلى التوصل إلى اتفاق دبلوماسي مع لبنان أو الحصول على مساعدة من قوات الأمم المتحدة لدفع حزب الله إلى التراجع عبر نهر الليطاني. وأضاف أن الخيار الأخير سيكون "مناورة برية" مماثلة لعملية غزة باستخدام "قوة جوية مشتركة مع دبابات مدرعة ومشاة بكامل قوتها، ربما من أكثر من اتجاه". وأضاف أن هذا النوع من العمليات سيركز على جنوب لبنان ولكن ليس حصرا، إذ أن حزب الله لديه أيضا بنية تحتية في سهل البقاع والعاصمة بيروت، كما وستكون المخاطر عالية بشكل مثير للقلق بالنسبة لكلا الجانبين".
مجموعات في سوريا والعراق واليمن
وبحسب الصحيفة، "على الجانب الإسرائيلي، ستكون العملية البرية "خطيرة" و"أكثر صعوبة من غزة"، كما قال ليفين، لأنها ستواجه عدوًا أفضل استعدادًا وتسليحًا يمكنه إطلاق العنان لأسلحته الثقيلة على المدن الإسرائيلية الكبرى والبنية التحتية المهمة.ويقدر معهد ألما أن حزب الله لديه ترسانة هائلة من الأسلحة تشمل 150 ألف قذيفة هاون، و65 ألف صاروخ يصل مداها إلى 50 ميلاً، و5000 صاروخ وقذائف يصل مداها إلى 50-124 ميلاً، و5000صاروخ يصل مداها إلى 124 ميلاً أو أكثر و2500 طائرة من دون طيار. وهذا من شأنه أن يتيح إمكانية شن هجوم جوي يومي يصعب حتى على أنظمة الدفاع الإسرائيلية المتطورة أن تصمد أمامه".
وتابعت الصحيفة، "قال العميد أوريون، في إشارة إلى فرقة الكوماندوز التابعة للمجموعة: "سيطلق حزب الله النار بكل الوسائل المتاحة ويشن وحدة الرضوان عبر الحدود". وأضاف: "الضرر في إسرائيل سيكون شديدا وفي لبنان كارثيا. كيف ستتوقف هذه الحرب، وهل ستحظى الولايات المتحدة بدعم إسرائيل؟ تظل هذه أسئلة جدية". إن السيناريو المخيف المتمثل في الدمار الواسع النطاق في لبنان وإسرائيل من خلال الصراع المتصاعد الذي يمكن أن يجذب المجموعات الموالية لإيران في سوريا والعراق واليمن إلى القتال، دفع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى تحذير إسرائيل من فكرة الحرب المحدودة" في لبنان". المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • وكالات أممية تحذر من الوضع المأساوي الذي يهدد أرواح أطفال السودان
  • بيان من الحركة الشعبية-التيار الثوري الديمقراطي حول اجتماع المكتب القيادي
  • راشد عبد الرحيم: اكذب خلق الله
  • أوربان: انتخابات البرلمان الأوروبي نجحت في إبطاء القطار الذي يقود أوروبا إلى الحرب
  • هل الحرب ضد البرهان أم الكيزان؟
  • أنقذوا شعب السودان!
  • تقرير لـThe Telegraph: هذه هي خيارات إسرائيل للحرب مع حزب الله..
  • د. الشفيع خضر سعيد يكتب: أنقذوا شعب السودان!
  • أيّ كرامة في الحرب العبثية
  • السودان: عسكرية الحرب ومدنية الحل