ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن عدد النساء والأطفال الذين استُشهدوا جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بلغ في أقل من شهرين ضعف من قُتلوا في عامين بأوكرانيا.

وقالت في تقرير إن إسرائيل وصفت سقوط ضحايا في قطاع غزة بأنه "مؤسف" و "لا مفر منه" ويعد جزءا من الصراع، ضاربة مثالا بالخسائر البشرية الفادحة الناجمة عن العمليات العسكرية التي شنتها الولايات المتحدة نفسها في العراق وسوريا.

وبعد تقييمها لطبيعة الصراعات السابقة والمقابلات التي أجرتها مع خبراء في مجالي الأسلحة وحصر الخسائر، وصفت الصحيفة الأميركية العدوان الإسرائيلي على غزة بأنه مختلف.

ورغم أن أعداد القتلى في زمن الحرب لن تكون دقيقة أبدا، فإن الخبراء يقولون إنه حتى بقراءة متحفظة لأرقام الضحايا الواردة من غزة تظهر أن "وتيرة الموت" خلال الحملة العسكرية الإسرائيلية ليس لها سوابق كثيرة في القرن الحالي.

ويؤكد هؤلاء الخبراء أن الناس يُقتلون في غزة بمعدلات فاقت في سرعتها أكثر اللحظات دموية التي حدثت في هجمات قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في العراق وسوريا وأفغانستان.


وتعتقد الصحيفة أن من المستحيل إجراء مقارنات دقيقة لقتلى الحروب، لكن الخبراء في حصر ضحايا الحملة العسكرية في غزة فوجئوا بعدد من استشهدوا فيها -ومعظمهم من النساء والأطفال- والوتيرة السريعة التي حدث فيها ذلك.

ولا يقتصر الأمر على نطاق الضربات فحسب، إذ قالت إسرائيل إنها استهدفت أكثر من 15 ألف هدف قبل التوصل إلى وقف إطلاق نار قصير في الأيام الأخيرة، بل يتعلق أيضا بنوعية الأسلحة المستخدمة نفسها.

وأعرب بعض الخبراء عن دهشتهم حيال استخدام إسرائيل "المفرط" لأسلحة كبيرة جدا في مناطق حضرية مكتظة بالسكان، من بينها قنابل أميركية الصنع بوزن 2000 رطل، والتي يمكن أن تسوي برجا سكنيا بالأرض، وفق تقرير الصحيفة.

ونقلت "نيويورك تايمز" عن مارك غارلاسكو، المستشار العسكري في منظمة باكس الهولندية للسلام ومحلل المعلومات الاستخباراتية السابق بوزارة الدفاع الأميركية، القول إن استخدام إسرائيل لتلك الأسلحة "يفوق أي شيء رأيته في حياتي".

وأوردت الصحيفة دليلا آخر على ذلك، ناقلة عن مسؤولين أميركيين اعتقادهم أن القنبلة الجوية التي درجت القوات الأميركية على استخدامها في ضرب معظم الأهداف في المناطق الحضرية في العراق وسوريا -لا سيما في الموصل والرقة على التوالي- بلغ وزنها 500 رطل.

ومع أنه من الصعب حصر الخسائر في صفوف المدنيين -طبقا للصحيفة- إلا أن الباحثين يشيرون إلى أن ما يقارب من 10 آلاف امرأة وطفل أُبلغ عن مقتلهم في غزة، وهو رقم "تقريبي ومتحفظ".

ولم يقدم الجيش الإسرائيلي إحصائية خاصة به في هذا الصدد، لكنه اعترف بمقتل أطفال ونساء وعجائز في غزة.


أين المفر؟

وتقول المديرة المشاركة لمشروع تكاليف الحرب التابع لجامعة براون الأميركية، نيتا كراوفورد، إن أعداد النساء والأطفال الذين استشهدوا في غزة منذ بداية الحرب الحالية، بدأ يقترب من الــ12400 أي نفس عدد الذين قتلتهم الولايات المتحدة وحلفاؤها في أفغانستان.

وتستند هذه المقارنات -بحسب نيويورك تايمز- إلى آلاف الوفيات المنسوبة مباشرة إلى قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة على مدى عقود في العراق وسوريا وأفغانستان.

وفي حين أن إجمالي عدد القتلى في تلك الحروب كان أكبر، فإن عدد الأشخاص الذين قتلوا في غزة "في فترة وجيزة من الزمن أعلى بكثير مما كان عليه في الصراعات الأخرى"، على حد قول المديرة المشاركة لمشروع تكاليف الحرب بجامعة براون نيتا كروفورد.

ومما يجعل الأمور أكثر صعوبة على الفلسطينيين أن غزة ليست صغيرة من حيث المساحة فحسب، بل إن حدود القطاع مغلقة أيضا من قبل إسرائيل ومصر، مما لا يتيح للمدنيين سوى القليل من الأماكن الآمنة -إن وجدت- للفرار.

وأوضحت الصحيفة أن تحليلات صور الأقمار الصناعية تشير إلى أن أكثر من 60 ألف مبنى تضررت أو دمرت في قطاع غزة، بما في ذلك نحو نصف المباني في شمال غزة.

وأضافت أن النساء والأطفال يشكلون قرابة 70% من جميع الوفيات المبلغ عنها في غزة، على الرغم من أن معظم المقاتلين هم من الرجال، وهي "إحصائية غير عادية"، كما قال ريك برينان، مدير الطوارئ الإقليمي لمكتب شرق البحر الأبيض المتوسط التابع لمنظمة الصحة العالمية.

ونسبت الصحيفة إلى مسؤول عسكري كبير "لم يُسمح له بمناقشة الأمر علنا"، القول إن ما يقارب من 90% من الذخائر التي أسقطتها إسرائيل في غزة خلال الأسبوعين الأولين من الحرب، تعد من القنابل الموجهة عبر الأقمار الصناعية التي تزن 1000 إلى 2000 رطل.

وفي إحدى الحالات الموثقة، استخدمت إسرائيل ما لا يقل عن 2000 رطل خلال غارة جوية في 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي على جباليا، وهي منطقة مكتظة بالسكان شمال مدينة غزة مباشرة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی العراق وسوریا النساء والأطفال نیویورک تایمز فی غزة

إقرأ أيضاً:

وفد من مجلس الأمن الدولي يبدأ زيارة غير مسبوقة لسوريا

وصل ممثلو الدول الـ15 الأعضاء في مجلس الأمن اليوم الخميس إلى سوريا، في زيارة هي الأولى من نوعها، وتأتي بعد نحو عام من إطاحة حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد.

وأفادت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) بأن الرئيس أحمد الشرع استقبل في قصر الشعب بدمشق الوفد، الذي يضم عددا من ممثلي الدول الأعضاء في مجلس الأمن، لإجراء مباحثات.

واستهل الوفد زيارته بتفقد عدد من المواقع التاريخية والتراثية في دمشق القديمة، منها الجامع الأموي، قبل أن يلتقي الشرع في إطار الزيارة.

وتوجه الوفد فور وصوله إلى حي جوبر، أحد أكبر الأحياء المدمرة خلال الحرب في محيط دمشق، بهدف الاطلاع على "حجم الدمار والتخريب الذي طاله".

وحسب الوكالة وصل وفد ممثلي الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي إلى سوريا عبر معبر جديدة يابوس الحدودي مع لبنان، لكنها لم توضح الدول التي يمثلها الأعضاء المشاركون في الوفد ولا عددهم.

ومن المقرر أن يلتقي الوفد في دمشق مع عدد من المسؤولين السوريين على أن يشكل لبنان المحطة الثانية في جولتهم.

وكشفت وزارة الخارجية السورية عن الزيارة التي تأتي تزامنا مع الذكرى الأولى لإسقاط نظام بشار الأسد، معتبرة أنها "تمثل إجماعا لكل أعضاء المجلس لأول مرة منذ 14 عاما حول قضايا الجمهورية العربية السورية".

وتأتي هذه الخطوة -وفقا للوزارة- تأكيدا لدعم المجتمع الدولي لسوريا الجديدة، ووقوفه إلى جانبها في مرحلة إعادة البناء وترسيخ السيادة والاستقرار.

التوقيت

وتتزامن زيارة الوفد مع مساعي الأمم المتحدة لإعادة ترسيخ وجودها في سوريا، بعدما رفع مجلس الأمن مؤخرا العقوبات المفروضة على الرئيس أحمد الشرع الذي قادت قواته هجوما أطاح بالأسد في ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي.

وكانت الأمم المتحدة دعت إلى عملية انتقالية شاملة في سوريا بعد قرابة 14 عاما من النزاع المدمر.

إعلان

وقال السفير السلوفيني لدى الأمم المتحدة سامويل زبوغار، الذي تترأس بلاده مجلس الأمن خلال الشهر الحالي، في مؤتمر صحفي الاثنين الماضي، إن هذه هي "الزيارة الرسمية الأولى لمجلس الأمن للشرق الأوسط منذ 6 سنوات، والأولى لسوريا على الإطلاق".

وأوضح أن الجولة تأتي "في وقت حاسم"، في ظل الجهود التي تبذلها السلطات الجديدة لترسيخ المرحلة الانتقالية في سوريا، "والتحديات" التي تعترض وقف إطلاق النار القائم منذ عام في لبنان بين إسرائيل وحزب الله.

واعتبر زبوغار أن الزيارة مهمة من أجل "إبداء الدعم والتضامن مع سوريا ولبنان، والتعرف إلى التحديات القائمة، وإيصال الرسائل المتعلقة بالطريق الذي يريد المجلس أن يسلكه البلدان في المرحلة المقبلة".

وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك -الثلاثاء الماضي- إن الأمم المتحدة "تأمل بشدة أن تسهم الزيارة في تعزيز الحوار بين الأمم المتحدة وسوريا".

ومنذ الإطاحة بنظام بشار الأسد أواخر 2024، تجري الإدارة السورية الجديدة إصلاحات اقتصادية وسياسية، وتبذل جهودا مكثفة لإطلاق وتعزيز التعاون مع الدول والمنظمات الأممية المختلفة. 

مقالات مشابهة

  • صحيفة نيويورك تايمز تقاضي البنتاجون بسبب قواعد الإعلام الجديدة
  • نيويورك تايمز: إطلاق النار بواشنطن قلب حياة الأفغان بأميركا رأسا على عقب
  • نيويورك تايمز تقاضي البنتاغون بشأن تقييد حرية التغطية الصحفية
  • نيويورك تايمز: سياسة ميرتس وماكرون وستارمر تخدم أقصى اليمين بأوروبا
  • وفد من مجلس الأمن الدولي يبدأ زيارة غير مسبوقة لسوريا
  • رئيس الاحتلال الإسرائيلي يزور نيويورك لمناقشة تحديات انتخاب ممداني
  • ترامب يهاجم صحيفة نيويورك تايمز: «أغبياء سيفلسون قريبًا»
  • إسرائيل: الجثث التي سلمتها حماس أمس لا تعود إلى الأسرى
  • أمين عام الناتو يشيد بدور الولايات المتحدة في جهود إنهاء الحرب بأوكرانيا
  • بعد 30 كانون الأوّل... هل تشنّ إسرائيل حرباً غير مسبوقة على لبنان؟